عشرون عاما على اكبر جريمة في العصر

الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي

عشرون عاما على اكبر جريمة في العصر

خلال الفترة القريبة الماضية وفي توقيت ملفت للمتابعين تم اعلان خبر التوافق بين الرياض وطهران ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد التحليلات والتفسيرات من هذا وذاك وذهبوا بالمتلقي العربي شمالا وجنوبا شرقا وغربا واطلقوا غالبيتهم العنان لمستقبل وردي قريب ونسوا ان حليمة لايمكن ان تترك عاداتها القديمة فنظام الملالي كما اصبح واضحا للاعمى والبصير منذ تنصيبه وفرضه على رقاب الشعوب فيما يسمى نظام ايران ؟!! من قبل الامريكان والبريطانيين والفرنسيين بمباركة صهيونية ،يعمل في اطار مخطط هذفه اعادة امجاد الفرس الذين أفلت امبراطوريتهم على يد العرب المسلمين العراقيين الذين شكلوا السواد الاعظم الفاعل المقاتل الشرس الشجاع من جيوش التحرير والفتوحات التي دحرت الفرس......المقصود هنا بدون الخوض بالتفاصيل ان نظام طهران لن يغير اهدافه وسيستخدم التقيه في سياساته التكتيكية الحالية بسبب انه مجبر لان يتوافق تكتيكيا مع السعودية نتيجة وضعه الداخلي الآيل للسقوط شعبيا واقتصاديا وانحساره والتقوقع داخله بسبب العزله السياسية الدولية التي فرضت عليه نتيجة ما ارتكبه نظام الملالي من كوارث سياسية وامنية واقتصادية ألمت بكل دول وشعوب المنطقة وهذا ما قدم خدمات جليلة للمشروع الامريكي البريطاني الصهيوني في المنطقة وما تحقق من مخرجات مثل التطبيع مع الصهاينة الذي لولا مامارسه الملالي من سياسات سيئة لما تحقق شيئ منها.
المهم والذي يجب ان يعي الجميع اهميته ان نظام طهران لن يتخلى عن ذيوله فهم ادواته واذرعه الضاربه التي جعلت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا ووووو جميعهم اسرى لسياسات نظام طهران بالتوافق والتنسيق مع امريكا وبريطانيا والصهاينة وان ماترشح من معلومات عن التوافق بين السعودية وايران هو تكتيك فارسي بأمتياز لانقاذ نظام طهران لكنه لن يغلق ابواب دعم وتدخل الملالي بكل الشوؤن العربية وهذا مابدا واضحا وصريحا بما صرح به حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان من ان طهران لن تتخلى عن حلفائها؟؟؟!!!

كانت الحروب وما تزال ظاهرة لازمت وجود البشر منذ القدم، وتعبر عن نزاع مسلح يدور بين دولتين أو أكثر ، داخل إقليم الدولة الواحدة ،كما يشير المصطلح إلى حالة القتال واستخدام القوة المسلحة وكافة أشكال العنف المفرط بهدف تحقيق مصالح إستراتجية وإضعاف القدرات العسكرية للعدون ومع تطور أساليب القتال ظهر نهج جديد يقوم على خصخصة الحرب كإستراتجية أمنية جديدة إذ تجري الحروب على نحو متزايد عن طريق شركات عسكرية وأمنية خاصة تؤدي وظائف كانت في السابق حكرا على القوات المسلحة النظامية، فأصبحت الحروب تدور بطريقة مختلفة ، وتترتب عنها اثأر قانونية تعكس مستوى التغيير النمطي الذي بلغه. الأمر الذي اثر بشكل مباشر على مستوى العلاقات الدولية، إذ استخدمت هذه الشركات كأداة جديدة في العلاقات الدولية

النظام العالمي والكيل بمكيالين
وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”السخيف وغير المقبول”. واضاف إن “هذا أمر سخيف للغاية وغير مقبول من وجهة نظر قانونية، كما أننا لا نعترف بأي قرارات للمحكمة الجنائية الدولية”.بدورها أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مذكرة المحكمة الجنائية يعكس “انفصاما في شخصيتها”.وقالت السفارة في بيان نشرته اليوم: “إن موقف واشنطن من مذكرة الجنائية الدولية يعكس انفصاماً في الشخصية، لأنها ترفض موقف المحكمة عندما ينتقدها على جرائمها”، مذكرة بأن السلطات الأمريكية تلتزم الصمت عمداً بشأن الفظائع الوحشية التي ارتكبتها في العراق ويوغوسلافيا وليبيا وفيتنام.

الغرب مضاد للاخلاق
شكل العدوان الامريكي البريطاني الفارسي الصهيوني على العراق ثم احتلاله في نيسان 2003 بكل ملابساته ونتائجه معاناة جديدة للشعب العراقي نتيجة الخروقات الخطيرة للقانون الدولي الانساني التي لازمته والمكيفة على انها جرائم حرب مست بكل المواثيق الدولية لحقوق الانسان خاصة المادة 08 من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، الأمر الذي يستوجب ضرورة مساءلة الغازي وقواته وتوقيع العقوبة المناسبة على أفعالهم تحقيقا للعدالة الدولية . و ذلك بإجراء المحاكمات إما أمام المحكمة الجنائية الدولية ، وإما أمام القضاء الوطني سواء في العراق بعد تحريره او حتى في الولايات المتحدة الامريكية ، مع مراعاة الجدية وتفادي المحاكمات الشكلية.
ان تحليل الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق يؤكد أنها جريمة لا أخلاقية ولادينية ولاسياسية ولاإنسانية، ، لقد أثبت الواقع الدولي العجز في منع الحروب ، خاصة العدوان من طرف الدول العظمى التي تسعى لإضفاء الشرعية على استعمالها المفرط للقوة. وهو ما ينطبق على الولايات المتحدة وبريطانيا في عدوانهما على العراق في عام 2003 م التي تثبت الوقائع إلى أن الدول المعتدية احتلت العراق بدعوى محاربة الإرهاب، وانها حرب لم تكن عادلة بكل المقاييس سواء من وجهة النظر الموضوعية، أو القانونية، أو السياسية، أو الأخلاقية بل إنها تشكل عدوانا على دولة مستقلة عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وأن ادعاءات ودوافع الولايات المتحدة وبريطانيا للعدوان على الشعب العراقي واحتلاله وتدمير بلدهم، ما هو إلا محاولة لتبرير سياستهما الامبريالية العدوانية الانفرادية.

توظيف التكنلوجيا والمعلومات
ان تفاقم الاوضاع المزرية في هذا العصر جعلت من الحرب وكأنها أصبحت للبعض مسألة حتمية لاسيما بعد أن تفاقمت فيه القضايا والمشكلات وتسيدت امريكا على بقية دول العالم وسعت إلى فرض نظام قطبي واحد ، وبدا واضحا ان امريكا تتفنن باستخدام الحرب النفسية بأساليبها المختلفة وتعتبرها اداة من ادواتها الهامة في التأثير على الاخرين ، وأنها كثيرا ما نجحت في تحقيق أهدافها طالما أنها تتطرق بنجاح للمداخل النفسية والعلمية وللأساليب الفنية الملائمة لكل هدف ولكل جمهور وموضوع . والحرب النفسية الامريكية البريطانية(باعتبارهما حليفان امبرياليان لم ينفك عضدهما ومصالحهما لحد الان) تظهر جلية في اوقات الازمات والحروب التي تفتعلانها لأن هذه الاوقات تعتبر أرضا خصبة لبروز أساليبها المختلفة من دعاية وغسيل مخ وتهويل وشائعات وغيرها . والدعاية الامريكية البريطانية المتصهينة تساهم بتفجير الحروب أو تبريرها مهما كانت ظالمة وعدوانية. وتشيد كافة العلوم بالحرب النفسية وتعتبرها سلاحا فتاكا وشديد الفعالية والتأثير قبل واثناء وبعد المعارك والحروب . وهي تساهم مع الأسلحة المادية المتطورة في تحقيق الانتصار السريع وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات(وهنا يمكن ملاحظة نجاحات روسيا في مواجهتها لاوكرانيا).
كان العراقيون مستهدفون من كل مكان وخاضوا حروبا جسام من اجل الحصول على حقوقهم، وكان آخرها مقاومة الاحتلال الامريكي البريطاني الفارسي الصهيوني التي استخدم فيها الاعداء ما لم يستخدم من قبل من تكتيكات واساليب اعلامية وسياسية وعسكرية ، ويمكن الاشارة الى طبيعة الحرب النفسية وخصائصها وانواعها وأساليبها مع التركيز على الدعاية والشائعات وشيطنة الاعلام الذي استخدم ولا يزال ضد الشعب العراقي وتحديدا الاساليب الفنية التي استخدمتها امريكا وحلفاؤها في الحرب النفسية والدعاية . الدراسة وتوظيف أهم المفاهيم الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي برزت في ادبيات الدراسات الأمنية الاستراتيجية في الوقت الراهن وفي الاهتمامات الدولية لدى الخبراء والقائمين على السلطة وذلك بسبب طبيعة التغير الجذري الذي طرأ على مفهوم وأساليب القتال الحربي وإدارة المعارك. مع ملاحظة أهمية العامل التكنولوجي واستغلال ثورة المعلومات التي تتحكم في الشؤون العسكرية من خلال صياغة مفاهيم عسكرية جديدة، متجاوزة بذلك مختلف المفاهيم العسكرية الكلاسيكية. كما أن القدرة التكنولوجية باتت من اهم معايير تحديد القوة بحيث غيرت ثورة تكنولوجيا المعلومات من طبيعة الصراعات وأساليب القتال والاشتباك الحربي. وهي ضمان لنجاح معارك وحروب اليوم وحتى المستقبلية حيث يكون النصر لمن يتقن فنون الحرب الجديدة ويتحكم في تكنولوجيا المعلومات، وتهيئة مسرح العمليات العسكرية، واستخدام الأسلحة الذكية.....دور مراكز الفكر والرأي في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، والتي أصبحت من أبرز سمات المجتمع السياسي الأمريكي، وأحد أهم المحددات الرئيسية في صناعة سياسته الخارجية.
الشيئ الملفت والدليل الدامغ ان عشرين عاما عجافا من الاحتلال الامريكي والبريطاني واطلاق يد الاحزاب والاطراف الغوغائية للهيمنة المطلقة على العراق ومقدراته ان كل ماتم توفيره لذيول الاحتلال لم يمكنهم من تقديم خدمة واحدة للمواطن العراقي الا الضيم والفقر والقهر والعوز وفقدان الخدمات وابسط مقوماته الانسانية وغياب الامن والامان...كما ان مسرحيات اعادة تدوير نفايات الحكومات عبر مهازل الانتخابات المنخورة بالتزوير وفساد المرشحين فيها،كل ذلك خلق الفجوات بين الشعب وبين من سلطوا عليه حيث اصبح واضحا ان حكام الصدفة من ذيول واشنطن وطهران لايقيمون وزنا او اعترافا او احتراما للمواطنين،بل همهم الاول والاخير الحفاظ على وجودهم بالسلطة التي فشلوا في ادارتها بابسط المعيير،عدا ان الحكومة الحالية التي لملموها على عجل بموجب تعهدات واتفاقات قلنا في حينها ان تلك الاتفاقات لن ترى النور بسبب ان المتفقين سيما الاطار معروف عنهم انهم ينكثون العهود ولايحترمون حتى من ساعدهم بالبقاء في السلطة.....نعم بدأت تسريبات الخلافات وربما سنشهد انسحابات وازمات بسبب اكتشاف حلفاء الاطار من الاطراف الاخرى عدم مصداقية المالكي والخزعلي وهادي العامري وعمار وهذا امر اصبح طبيعي وعاد جدا عبر تجارب العشرين عاما من عمر الاحتلال البغيض للعراق.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك