احتلال ام تحرير/١

عبد الرضا حمد جاسم

احتلال ام تحرير/١

في 09.04.2023 حلت الذكرى (20) لاحتلال العراق من قبل قوات اجنبيه قادتها الولايات المتحدة الأمريكية خارج الشرعية الدولية وبحجج واهيه غير مسنودة، وبمؤامرة قذرة اُعِدَ لها منذ ما قبل احتلال العراق للكويت في 02.08.1990 او بالأحرى بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية وتورد وجه صدام حسين انتفاخاً مرضياً صَّوروه له انه انتفاخ الحيوية والشباب والنشوة والنصر والعظمة حين زاره وفد الكونكَرس الأمريكي نيسان 1990[رابط]

حاكت خيوط هذه المؤامرة الولايات المتحدة الأمريكية مدعومة من المملكة المتحدة بإسناد و دعم وتمويل من دول عربية و إقليمية بحجج واهية تولى نفس حائكيها و ناشريها فضحها و تأكيد عدم صحتها واعترف افراد الإدارة الامريكية بأنهم كَّذبوا/كَذبوا فيما اعلنوه ومنهم وزير الخارجية الأمريكي الكَّذاب عن قصد كولن بأول والكَّذاب عن أصرار مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية جورج كينيت والكَّذاب توني بلير (ونتائج التحقيق بخصوص دور رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتزييفه للحقائق وتسويقه للأكاذيب أصبحت معروفة امام القضاء و الصحافة) وهؤلاء جميعاً يتحصنون بالديمقراطية التي لم تقدم اي منهم الى المحاكم بجريمة تجاوز القانون الدولي او التسبب بمقتل الالاف من جنودهم وعملائهم وملايين العراقيين وتسببت ايضاً بتيُتمْ و ترمل الملايين ومثلهم ملايين المعاقين والمشردين وتدمير البنى التحتية للعراق وسرقة وتدمير كنوز الحضارة في العراق وسرقة الذاكرة العراقية وحرق وتدمير الأرشيف العراقي وتفتيت المجتمع العراقي وتدمير التربة واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. وعندما فشلوا في العثور على أسلحة الدمار الشامل قالوا هم واتباعهم ان الطاغية كان ينوي امتلاكها. والحقيقة ان ما جرى هو المحاولة الأولى لتطيق صفقة القرن وبالذات بعد مؤتمر مدريد حيث اُريد لها ان تحسم الموضوع قبل الدخول في القرن الجديد.

كل العالم شعوب ودول بما فيها البعض من الشعب الامريكي وكل المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية والكثير من الشخصيات بمختلف اتجاهاتهم الفكرية اعتبروا ما جرى في العراق احتلال نتج عنه تدمير مخطط له ومبرمج كما كل الأماكن التي وصلتها أمريكا. وقد اصدرت الامم المتحدة قراراً باعتبار ما حصل وجرى احتلالاً وأيدت ذلك الولايات المتحدة الامريكية واعترفت به.

سيقول لي البعض من اتباع ال(تحرير) ان أمريكا وافقت على قرار اعتبار غزو العراق احتلالاً حتى تحمي العراق وتدافع عنه…أقول لهم هذا تبرير غير مقبول حيث على المحتل العمل على حماية البلد وإعادة تأسيس منظومته الإدارية و تحمل المسؤولية عن كل التخريب و التدمير الذي حصل وقبول التحقيق بأسباب ما جرى و الاعتراف بكل جريمة ارتكبت و تعويض البلد عن كل الخسائر بما فيها الخسائر بالأرواح و الإصابات وتعويض عوائل الضحايا بنفس التعويض التي تطالب به دولة الاحتلال لضحاياها وامامنا مثال واحد هو تعويضات ما اطلق عليهم ضحايا لوكربي و العراق و الشعب العراقي غير مسؤول عن فطائسهم هم واتباعهم وعلى المحتل احترام خصوصية الشعب و علاقاته و التزاماته الدولية كما يريد الشعب لا كما يريد المحتل. وكل ذلك لأن العراق لم يعتدي على الامريكان ولا تسبب بمقتل جنودهم وحتى عملائهم ومرتزقته ولم يتسبب لهم بخسائر اقتصادية بشكل مباشر او غير مباشر اما تهديده للسلم في المنطقة فهذا تتكفل به الأمم المتحدة ومجلس الامن وليس مجموعة عصابات و شركات مرتزقة.
ليس غريباً ان ينقسم العراقيين بين اعتباره احتلالاً او تحريراً وكلٌ ينطلق مما كسب أو لمس يضاف اليهما بُعد نظره واتساع افق تفكيره وتعمقه بقول قيل وهو: (إن الإضْرار بالغير ليس شجاعة ولا نجاح وانما رعونة وقلة حكمة وفقدان عقل) والأضرار التي لحقت بالعراق هائلة ولن يتمكن احد من إصلاحها او اخفائها وسترافق الأجيال حتى بعد قرن من الزمان… وأكيد هذه الإضرار ستدفع المتضرر للرد عليها بكل المتوفر من إمكانات و سُبل إن عاجلاً كما تكفلت بذلك المقاومة وقتها او آجلاً عندما تتشكل مقاومات أخرى رغم فارق القوة و الدليل امامنا دخول أكثر من 300 الف من عسكريين و مرتزقه و عملاء و تابعين اذلاء ولم يوفروا الحماية لأنفسهم حتى ان جميع الرؤساء الامريكان و من يليهم في موقع المسؤولية لم يعلنوا أوقات زياراتهم للعراق الا بعد مغادرتهم حتى اليوم ولعشرات السنين القادمة وهذه الحالة لا اعتقد انها حصلت في وقت او مكان آخر ودولة أخرى واحتلال اخر لكنها حصلت في العراق الذي سبق ان حصل فيه ما لم يحصل في كل تاريخ الاستعمار القديم والحديث عندما انتفض بعد اشهر من تدنيس البريطانيين لجزء من ارض العراق…لتكون ثورة العراق مع ما تراكم على التاج البريطاني من أوحال ليسقط وكانت تلك ثورة العراق هي البداية لانهيار تلك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وقتها و سيحصل هذا الشيء مع الامبراطورية التي لا تغيب عن قواعدها العسكرية الشمس اليوم.

من يعتبره تحريراً يعتبر ان نتائجه الكارثية مبررة ويبحث في زواغير الكتب والمقالات والعنعنات الغريبات الضعيفات عن تبرير للدرجة التي تُوصلهُ الى تعمد الكذب والتزييف وهو غير مضطر الى ذلك مطلقاً ويكفيه القول انه تحرير حسب قناعته وكفى.

إن ما جرى وحصل ويجري ويحصل يفوق الوصف والخيال ويمس وطن ومستقبل أجيال ومن لا يشعر ويفكر ويتحسس بذلك او ذلك معذور حيث انه محدد بذلك المستوى من الحس والادراك والمشاعر.

من المسؤول عن أرواح مئات الالاف العراقيين الذي صرعهم الارهاب الذي صنعته أمريكا بما فيه إرهاب صدام حسين؟ ومن المسؤول عن تاريخ وتراث وحاضر ومستقبل شعب دمره الاحتلال الأمريكي وارهابه؟ …ما هو مستقبل ملايين الاطفال الذين ولدوا تحت اصوات القصف والانفلاق والاغلاق والتفخيخ ومنظر الاشلاء المتطايرة ودوي الانفجارات وازيز الرصاص؟ ما هو ذنبهم ومن المسؤول عما هم فيه؟ من المسؤول على احلام اجيال تبعثرت بين الاشلاء وصخب الانفجارات والاهمال وبين اليأس والعوز والمرض والتخلف وفساد المحتل واذنابه واتباعه؟ ما ذنب الاجيال يسحقها الحزن والهم والالم والتلوث والاهانة؟

هذا حال العراق منذ 09/04/2003 الى الان أي بعد (20) عام مع توفر اكثر من ترليون دولار سرقتها أمريكا(بسبب فساد من أتت بهم)وليس هناك بارقة أمل في تغّير ذلك بل ربما المؤشرات تقول ان الحال سيستمر الى عشرات السنين وتصريحات الامريكان تنبئ بذلك.
لقد افتعلت امريكا ومن تبعها من العرب وغير العرب قضية الحصار وهم على علم تام من ان ذلك لم ولن يؤثر على صدام حسين انما يدمر المنظومة الاجتماعية الثقافية للمجتمع العراقي التي خرجت حرجة بعد حرب الثماني سنوات مع إيران والتي كانت غير بعيدة عن الامريكان و صاحبهم صدام حسين و دول الخليج… وكانت تصلهم اخبار آثار الحصار اول بأول وما قالته اولبرايت عن موت اطفال العراق يشمئز له الانسان السوي لكن من يتبع العظم الامريكي من العملاء لا يعيرون لذلك اي اهتمام.
من عاش في العراق خلال فترة الحصار الجريمة يعرف اثاره وما نتج عنه وهناك قصص كثيره لمسها وعاشها تجعله يضع أكثر من علامة استفهام على كل من يؤيد امريكا او ما جرى سواء من العراقيين او من العرب وأولهم الذين دخلوا مع قطعان التدمير الى العراق سواء كان معمم او يعتمر الكوفية او ال “الجراوية” اوأل(شفقه)الأمريكية الخاصة برعاة البقر واسلافهم القتلة المجرمين او حاسري الرؤوس… من الاشباه، ومعهم متعلمي السياسة الجدد والتابعين لغير العراق من هذا وذاك وهذه وتلك فكلهم (أحزاب وجمعيات ومنظمات) دون استثناء اُعيد تنظيمهم وتدريبهم وتمويلهم من أجهزة مخابرات الدول التي عملوا فيها او اعيد تنشيطهم فيها وهذا معروف حيث كل حزب او فصيل او حركة في غير بلاده/ها يكون تعامله عن طريق جهاز مخابرات تلك الدولة حيث لا تتم اجازته والسماح له بالعمل الا بعد تصديق جهاز المخابرات في ذلك البلد وهذا معروف وكل التعامل معهم يكون عن طريق جهاز المخابرات لذلك البلد. وبالنسبة لبعض الأشخاص من المعارضين فقد دفعهم ويدفعهم لليوم الزهو بالاقتراب من هذا مركز الدراسات أو معهد البحوث ذاك وهذا التجمع و تلك الندوات وهم لا يعرفون ان اهل هذه المراكز والجمعيات يستخفون و يستهزؤون بهم ويحددون مدة صلاحيتهم للاستعمال الزمكاني فمن يسيء الى وطنه ودينه وقومه و أفكاره يثير اشمئزازهم لكنهم يبتسمون بوجهه ضاحكين عليه وإن من يتلبرل اكثر من الليبراليين توضع عليه علامات استخفاف يعرفها اهله وذويه بعد ان يموت حيث لا احد يذكره حتى من كان ينظف اكتافهم و يتوسلهم ويعرض عليهم بضاعته الفاسدة التي يعرفون وهذا حاصل ويحصل في كل مجالات التعامل بما فيها مختبرات البحوث العلمية الصرفة وحتى الطبية منها.
لقد تعرض نظام صدام حسين لمحاولات تغيير كثيرة لكن الامريكان و بقية جوقتهم كانت تجهضها و معروف اهم تلك المحاولات ما اطلق عليه في العراق على الأقل “مؤامرة راجي التكريتي” العراقيون يتذكر ما اسماها النظام المقبور مؤامرة التي شارك فيها (الحكيم)الطبيب راجي التكريتي (طبيب القريب من الطاغية) والشيخ طالب السهيل شيخ بني تميم والتي اشرف عليها كما قيل ولي عهد دولة عربيه منتصف التسعينات والتي وصلت مراحل متقدمة كادت ان تخلص العراق من صدام وزبانيته لولا قيام ’’المخابرات الامريكية بتعبير قائمة بأسماء المشاركين بها الى صدام حسين عن طريق ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة نزار حمدون’’ كما اُشيع في العراق وقتها’’ “لينزل” فيهم ذبحاً ولم يسلم منها حتى راجي التكريتي الذي كان يقيم وقتها في الأردن حيث اختطف من عمان ونُقل الى بغداد ليرميه صدام حسين الى ’’الكلاب’’ في واحدة من حفلاته “الماجنة” وبعدها تمكن من اغتيال طالب السهيل في بيروت…ودُفِنَت تلك المعلومات بموت نزار حمدون المفاجئ في نيويورك.(لا أحد تفرغ للبحث عن دور نزار حمدون وأسباب وفاته)؟
لو ارادت الولايات المتحدة قتل صدام او الانقلاب عليه لتمكنت ولكنها ارادت تدمير العراق بفعل هوس الابن بوش وخوفه من ماجوج واجوج وقد فضحهُ الرئيس الفرنسي جاك شيراك… وإلا ما هو تفسير تخبطها وعدم تمكنها من ادارة العراق، ففي الايام الاولى اتوا بالعسكري (كَارنر) حاكماً للعراق ثم تم إبداله السريع والمستغرب وحتى قبل ان يستقر في بغداد بالمدعو (بريمر) لأداره شؤون العراق، ثم تشكيل ما سمي بمجلس الحكم… وهم بذلك تصرفوا كما تصرف صدام حسين بعد دخوله الى الكويت حيث قال عن ثورة ضباط طلبوا المساعدة ومن ثم اصبحت المحافظة التاسعة عشر وبعدها تقسمت الى اربعة محافظات وتم تبديل حكام تلك المحافظات ومسؤوليها. قد يكون الطاغية معذور فيما قام به بهذا التخبط لأنه لم يستعد جيداً او تحت تأثير الضغط العالمي وقرارات مجلس الامن …لكن كيف يُعذَرْ الامريكان، فبعد استعدادات عسكريه هائلة لسنوات طويلة متتاليه من (نيسان1990 أي قبل غزو الكويت الى نيسان2003) وعمليات تدريب ومناورات عسكريه هائلة في صحراء سيناء وفي دول الخليج وعمليات تجسس فاقت كل التصورات واستغلال الامم المتحدة وعمليات مسح شامل لكل العراق شمل حتى القصور الرئاسية وعمليات تجييش اعلامي ساهم فيها الكثيرون من افراد واحزاب رافقها حصار اقتصادي علمي سياسي خانق شارك فيه كل العالم وتأمين مئات المليارات لذلك وتجنيد عشرات الالاف من العملاء العراقيين والعرب وحملات تدمير منظمة لكل الأسلحة العراقية والمعدات اللازمة لإنتاجها بضمنها طبعاً ما جرى عام1991 من تدمير شامل للبنى التحتية وتدمير شامل وكامل للجيش العراقي والسلطة العراقية…بعد كل ذلك لم تتمكن كل تلك الدول بما تملك من قوة عسكرية واقتصادية و معلوماتية مدعومة بأكثر من 300 ألف عسكري ومرتزق و قاتل وعميل من إدارة بلد مثل العراق. او حتى إدارة جوقة العراقيين الذين تعاملوا معها ودربتهم على ما تريد.

ان الكثير ممن رافقوا وطبلوا للاحتلال مما يسمى بالمعارضة العراقية لم يختلفوا يوماً مع صدام حسين لأجل الشعب العراقي او مستقبل العراق وانما لمصالح ذاتيه فذاك ابن العرش او الباشا الذي يريد عرش اجداده وذاك الذي يريد ان يعيد املاك ابيه والأخر سرق اموال حزب البعث تنظيم الخارج وأصبح معارضاً والاخر يريد ان يعيد المقعد البرلماني لأبيه واخر سرق التصنيع العسكري وهرب وغيرهم الكثير ومنهم من الذين منعهم صدام حسين من إقامة مسيرات اللطم وضرب الرأس “القامة “أولئك هم الذين تصدروا المشهد السياسي مع وصول المحتل الأمريكي البريطاني الإيطالي العربي الخليجي للعراق.
ان ما جرى في العراق هو احتلال تدميري مبرمج استمر مكشوفاً منذ (12 نيسان 1990 الى 09/04/2003) وشمل كل العراق (ارض وتاريخ وشعب) حاضر ومستقبل.
ان من يعتبر ما جرى تحرير ويبرر ان امريكا خلصت العراق من صدام الذي لم تتوفر قوه اخرى غيرها لفعل ذلك هو واهم وكمن يسامح طبيب عالج مريض ولكنه تعمد الخطأ في العلاج مما تسبب في تفاقم المرض …لكن هناك من البعض يقول ان الطبيب اجتهد.[سيأتي بعض الشيء عن الطبيب و المريض في اللاحقات]
ان هذه الجريمة بحق شعب العراق وارضه وتاريخه ومستقبله لا يمكن ان تعتبر تحريراً وانما جريمة ضد البشرية/الانسانية لا تسقط بالتقادم وستذكرها الاجيال ولن تنساها لأن النسيان معناه الموت والشعوب حية وزادها للحياة هو التذَّكر…فعلى العراقيين تذَّكر ذلك دائماً لأن التذَّكر يقظة ووعي واجبة لمستقبل هذا الشعب و البلد.
كارثة الاحتلال كبرى وسيستمر تأثيرها لأجيال قادمة، فلآثار النفسية و الاجتماعية لتك الكارثة الكبرى سترافق الأجيال و ستؤثر على مستقبل الشعب و البلد، لم تظهر تلك الآثار بالكامل بعد…لكن علاماتها أخذت تظهر من خلال الولادات المشوهة وامراض السرطان التي اصبحت من كثرتها وكأن السرطان صار في العراق من الامراض المعدية…و الانقسامات العائلية و المناطقيه تتصاعد والانحراف و الفساد.

لقد اُريدَ قُتِل العراق على ايادي المحتل واذنابه من خلال التمزيق المتعمد لنسيجه الاجتماعي و لنسيجة الجغرافي و نسيجه العلمي المعرفي و نسيجه التاريخي و نسيجه الاقتصادي…قتل العلماء والكادر المتخصص، الاف اللقط الأثرية، ملايين الكتب والمخطوطات ،ملايين الارامل والثكالى عشرات آلاف الجثث الممزقة المجهولة، مئات أطنان الذهب و مليارات الدولارات وملايين الامتار من الحواجز الإسمنتية و النفسية التي لم تتوسط الاحياء السكنية و الطرقات فقط انما توسطت الارحام ايضاً والقادمات اعنف وأسواء واكثر حلكه…أمريكا المحتلة و ملياراتها ومئات الالاف من اذنابها لم يتمكنوا من سد احتياجات الطلبة من اللوازم الدراسية خلال ثمانية عشر عام مع توفر مئات مليارات الدولارات

الأكثر ضرراً هو القادم حيث سيختفي من ارض السواد(راشد) الذي يعرف مواسم الزراعة او كيف يزرع ويحصد، سيختفي كل أصحاب الحِرَفْ اليدوية والفنيين الذين كانوا يديرون ويشغلون وينتجون ويوزعون انتاج الاف المعامل والمصانع…كنا ننتج يومياً أكثر من 400 طن من منتوجات الالبان في مصانع أبو غريب وحدها، اليوم لا ينتج العراق كله ربما حتى 20 طن…اخترت هذا الجانب لأنه اختصاصي وانا من ضمن من كان ينتج ذلك ولأهميته حيث هو رابط بين اهم عنصرين في حياة الشعوب وهي الصناعة والزراعة وحال العراق كما في الكلمات المموسقة التالية:

[البلد ما بيه بعد من جد وجد
ولا بيه اذا راشد زرع هو الحصد
لا بيه اليفرق بين اللِعِبْ والجِدْ
وبين اللَعَب والتَعَب والجَدْ
والقانون والدستور بيه عجيبٍ ورد
العَدِل بالجَزُر والظلم موجه مَد وترسخ أتوطد
والوطن خيمه مشكَكَه وأنكسر بيها العَمَد
لا تحمي من حرٍ وبرد
لا باب ألها و مو ثابته بكَاع بوتد
والريح عالي ولعب بيها لعب
وتفرق الكل الدهر متحد بطيبه ومحبه أو ود
والشعب حسبوه جسد مات أو همد
أملهينه…عزيات و قرايات وقامات بمواكب وشكَ زيج ولطم خد
ودعه وعلكَ…وبعين العدو عود وحسود لا يسود
وهاي لاتسمن من جوع ولا لحاجه تسد
و القادة الجُدد…حد القدم والكرسي النظر عدهم و ما بيه بُعد
يحجون عن باجر… وهمه بحساب أول أمس واحدهم يعد
وكَطّعوا كل السبل والطرق وباب التطور يردونه ينسد
ولا تتوكل أو تعزم …أكَعد وأندعي وع الدعه أعتمد]

الاحتلال اوجد شعب بأكمله مريض نفسياً ويحتاج الى متابعة من مختصين وامام 40 مليون عراقي يعاني هناك فقط 200 الى 300 متخصص بعلم النفس.
تمزق الوطن بفعل فاعل خبيث وداعمين خبثاء وارواح منشقة عن الحياة …جهل وعواطف وارواح سياسية ودينيه شريرة تسرق وتكتنز على حساب الفقراء المحرومين وانهار الدماء وانهار الفتاوى والبدع التي تجري بين الناس.

…………………….

وفد الكونكرس في12 نيسان 1990 مع صدام حسين

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/IraqKwit/8/doc11.doc_cvt.htm

عن تشرذم المعارضة العراقية

http://www.almothaqaf.com/ab/freepens-18-old/929413

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع