د. رمضان مهلهل سدخان
قصيدة "يا ابنَ الأطايبِ"
إلى روح المرحوم الأستاذ ناظم كاظم حمادي
ما أكثرَ الآهاتِ، دنيا المرءِ أحزانُ
كيفَ الرِثا؟ وهو للباقينَ عنوانُ
لو نُرجِعُ الأيامَ تبكي كسيرةً
وتنعى فقيداً من الأطيابِ أجفانُ
ندعو لمَن في ثنايا الروحِ صورتُهُ
يجري بها في شِغافِ القلبِ شِريانُ
والأمسُ الكئيبُ لم تُنْسَ غَمامتُهُ
مُذ أسرجَ الروحَ عميدُ الضادِ "رحمنُ"
يا جامعَ الأخلاقِ والطيبُ طينتُهُ
في الصفِّ طَودٌ، وبين الناسِ إنسانُ
والأطيبونَ تبقى في ذهنِهِم مُلهِماً
للحِكمةِ العلياءِ باقٍ لكَ شانُ
حانَ الوداعُ، أضحتْ أيامُنا حُلُماً
مرّت سِراعاً وحالت دونَها أزمانُ
تُبكيكَ القلوبُ، جُرحُ الفَقْدِ آلَمَها
قَبْلَ الجفونِ العليها الحزنُ ألوانُ
أرثيكَ للناسِ شخصاً قلَّ صَنْوُهُ
يا ابنَ الأكارمِ فيكَ القلبُ حزنانُ
بَعدَ الفِراقِ المرِّ تنمو صَبابةٌ
تستجليَ الأيامَ لم يُثْنِها نِسيانُ
ما كنتُ للتوديعِ نفسي مُوَطِّنُها
لكنني في توديعِكَ اليومَ أسيانُ
تبقى مناراً وللآتين مُرشِداً
في نفسِ مَن دَرَّستَ، غَرسُك فَينانُ
يا طيِّبَ النفسِ، دارُ الخُلْدِ مسكنُكَ
جنّاتُ عدنٍ ورَوحٌ نازلٌ وريحانُ
926 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع