نداء عبدالوهاب
صيف وتهدجات شاعر..
غافية على اغصانها متدثرة بسكون الفجر.. زهرة
لازالت الشمس في غمدها يمرّ بها باردا.. ونحن ننعم بالسكون والبرد..
في الظهيرة
لاهثين تحت أوار الشمس لا أحد ينجو من سياطها والخطوات متعثرة
والكل تزرع على رؤوسهم شيئا من حرارتها
الا تلك السيدة بقبعة وذاك الرجل يحمل مظلته
وتلك الطفلة التي تلهو تحت غصن شجرة
كلهم في منأى لاتطول منهم إلا تلك الاغماضة
وتلك البسمة البلهاء
الا تلك الطفلة في لعب وكركرة..
في المساء والمغيب مهيب
والشمس تجر ثوب الغسق
قاطعة بخطواتها المدى تاركة مدينتنا منها محررة
تغرق في سكون المحبرة
مدادها من تصفد جبين شاعر من قهر اضمر مااضمر
شجرة وحيدة على الارصفة.. ملاذ لمن استظل ولمن مرّ
صحراؤنا تمددت والغيوم مقفرة..
عجبا اين تلك حدائقنا المزهرة
ومساءاتنا المقمرة..؟
اين النسيم الهاب على احبابنا
رسائله العطرة..؟
اين تلك الخطوات والضحكات في مساءاتنا الممطرة..؟
نلوذ بأثوابنا
الممرّدة بلمع الندى
وبريق عيوننا
منهل الافراح والسعادات والباهرة..
فيض من الصور تعصف ويتلوها
صمت ويخبو
فينتفض ناثرا يأسه شاعرنا:
ياشاعر الصباح
تلك الحياة اتواه
واطوار متغيرة
ليس لها حال واحد
والكلّ تمر به الفصول
بين جدب وبين ميسرة..
وتلك الحياة أدوار
كعزف موسيقى
ولكل نغم وتره..
817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع