أمير الرشيد
(احذر الحليم اذا غضب)
لماذا اقدم عبد الكريم قاسم على اعدام ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري رغم وجود العهد بينهم !
ما هو سر طلب الطبقجلي وهو في زنزانة الاعتقال الى حضور زوجته اليه لامر هام !
لماذا نفذ حكم الاعدام بحق ( سعيد قزاز ) رغم طمئنته من قبل عبد الكريم قاسم في مكتبه بوزارة الدفاع في اليوم الثاني من الانقلاب !
بعد ان صدر حكم الاعدام بحق ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري واودعا كل واحد في غرفة في مقر الانضباط العسكري وكان التعامل معهم تعاملا جيد ووفرا لهم كل حاجاتهم الانسانية والطبيعية بالاضافة الى تعامل الضباط والجنود معهما في الامرية بالاحترام وفق السياقات العسكرية المعهودة وكان لكل منهما جهاز راديو لللاستماع الى الاخبار العامة بالاضافة الى تمضية الوقت وفي احد ايام شهر ايلول نادى الطبقجلي على الحراس الموجودين في نهاية الممر فلما حضر اليه احد الحراس طلب اليه انه يريد ان ياتيه الرئيس " النقيب " (عمرفاروق) وهو ضابط ( شيوعي) من اهالي منطقة الاعظمية ومنصبه مساعد ل آمر الانضباط العسكري ( الشرطة العسكرية ) والذي يدين له الضابط المذكور بالولاء اكثر من ولائه للحزب الشيوعي فقال له اريد ان تاتي زوجتي الى هنا لامر ضروري وخاص وعندها قاله النقيب ، نعم سيدي ساخذ موافقة الآمر وسيكون لك ما تريده ،
ومن الطبيعي ان الآمر عبد الكريم الجدة وافق على ذلك وآمر ان تذهب سيارتان عسكريتان ومعهما ضابط ليكون له طابع رسمي وفعلا اخبر الضابط العائلة بالموضوع وهم اصابهم قلق وخوف الا بعد ان طمئنهم الضابط ان الامر لا يدعو القلق والخوف مجرد ان القائد الطبقجلي يريدها لامر عائلي خاص واضطر الضابط لطمئتهم واقسم باليمين ان الامرليس كما يخشونه وكانه يعدم ويطلب مقابلة عائلته وفعلا استقلت السيدة زوجته الى احدى السيارت العسكرية برفقة احد محارمه واستصحبوها الى الزنزانة ثم تركوهما بدون اية رقابة وبعدسؤال ( الطبقجلي ) بشكل سريع عن العائلة والاولاد قال لها انا لم اطلب مجيئك للسؤال عن الاولاد والعائلة فانا اعلم باوضاعي العائلية ولله الحمد ولكني اريد منك ان تنفذين مااقوله لك ..قال..غدا تذهبين الى السفارة المصرية وتطلبين مقابلة السفير ( ربما هو رحل من السفارة بعد حصول هذه الاحداث )واذا لم يكن السفير موجودا فتطلبين ( القائم بالاعمال او السكرير الاول) المهم ارفع موظف مسؤول في السفارة وتقولين لهم انك زوجة ناظم الطبقجلي فحتما سيردون عليك بالايجاب وعندما تلتقين الشخصية الاولى في السفارة عندها تطلبين منه وبناء على توصيتي ان يتصل امامك وب وجودك بالرئيس ( جمال عبد الناصر ) ويطلب منه هذا الطلب من( ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ) قائلين له بأن ( يخرس ) صوت هذا المذيع الوقح والغير المسؤول في برنامجه اليومي ( أحمد سعيد ) واذا استمر فانه (ولله سيقودنا الى الاعدام) ! ولا اعرف ان المكالمة مع ( عبد الناصر ) قد تمت ام لا ولكن من حيث المبدأ ان عبد الناصر يريد في قرارة نفسه ان يعدم الطبقجلي
ورفيقه مدحت الحاج سري لكي يقوى مركز القوميين الناصرين او الحركة القومية العربية في العراق حيث يزداد السخط و النفوذ لصالح القوميين العرب ضد نفوذ الشيوعيين والاتجاه الوطني الديمقراطي في الاحزاب الوطنية العراقية
اضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يمثله البارزاني الاب والسيدين ابراهيم احمد وجلال الطالباني ..
لنرى ماذا كان يقول (احمد سعيد) مدير اذاعة ( صوت العرب ) وهي في الحقيقة رأي ( جمال عبد الناصر ) في كل كلمة او موضوع يقولها (أحمد سعيد ) ولنرى ماذا كان يقول ويصرخ ! وهي كالتالي (( اتحداك يا ئاسم ( قاسم ) العراق ثم اتحداك بان تقدم على اعدام ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري والاخرين من الابطال الاحرارفي جيش العراق الابي لانك اذا اعدمتهما سيقوم الشعب العراقي بانتفاضة شعبية عارمة وبمؤازرة جيشه الثائر بالقضاء عليك وسيسحلون جثتك في شوارع بغداد العروبة كما سحلوا جثتي عبدالاله ونوري السعيد )) !! ومن المفيد ان نذ1كر ان ( الاستفزاز) يجعل من الاخر ان يخرج من طوره الطبيعي ويكون رد فعله قاسيا وظالما وحتى في القوانين المرعية والسائدة و المحاكم الاصولية القانونية فان ( الاستفزاز) يفسر لصالح المتهم او المجرم ! اذ ان الشخص الذي يوجه اليه الاستفزاز بشتى الطرق لا يلام على فعلته او رد فعله ازاء القائم بالاستفزاز ويكفي هنا نورد هنا مثالين اولهما بسيط وهو اذا حبست ( حيوانا اليفا ) في غرفة فانها تهجم على الفاعل وتحاول ايذائها و لعل اوضخ مثال على ذلك هي ( مصارعة الثيران ) المعروفة عالميا في اسبانيا فالمصارع الاسباني يسعى الى استفزاز الثور ب ذلك القماشس الاحمر ليهجم علي ( المصارع ) و هي من التراث الاسباني ولا يزال.. كما اننا نشير بتصريح ( طارق عزيز) وزير خارجية العراق امام الجمعية العمومية للامم المتحدة فاعلنها بشكل واضح ان العراق تعرض الى هجوم ايران الاعلامي عام 1980 وان ما حصل من الحرب كان رداعلى الاستفزازات المختلفة لايران ومنها تصدير الثورة الى العرق الجار وهنا في الامم المتحدة اعترف بالهجوم العراق الكاسح لايران قائلا ان العراق استفز يعني ولذلك قام باجتياح الاراضي الايرانية في 22 ايلول 1980 ولنرى ماذا فعل الاستفزار الناصري الذي قام ويقوم به ( احمد سعيد ) الذي بدأ يسري مفعوله على الزعيم ( عبد الكريم قاسم )واضحا في ذلك اليوم المسائي في ايلول 1959حيث دعى عبد الكريم قاسم مجموعة السياسيين والقادة العسكريين الى مقره في وزارة الدفاع وابلغهم بانه قرر تنفيذ حكم الاعدام ب( ناظم ورفعت ) مقدما اليهم نماذج من خطب وتعليقات ( أحمد سعيد ) من اذاعة صوت العرب في القاهرة ضمن برنامجه اليومي المسماة ( اكاذيب تكشفها الحقائق ) وقال الزعيم ( خلي نشوف اشلون الشعب العراقي وجيشه سيقوما بالثورة على انا ؟! .. وانا ابن هذا الشعب وأب لجيشه ) ! .. وهنا اخذ الكثير من الحاضرين وليس الاقل يرجون الزعيم بعدم ننفيذ قرار الاعدام ولعل المفارقة الغريبة ولكنها انسانية وطبيعية في هذه الحالة تنم على الوفاء هي توسلات عقيد الجو الركن قائد القوة الجوية العراقي الشيوعي المنظم ( جلال الاوقاتي ) الذي توسل بالزعيم بعدم اعدامهما لدرجة قال له .. سيدي ( ابوس ) ايدك لا تعدمهما ! ولكنه لم يبه بها وكان لهذا القائد الفضل في تزويد العراق بسربين من طائرات (الميغ 19 )المتطورة والذي لم يقدم الى مصر الناصرية فكان العراق اول دولة في الشرق الاوسط يزود بها ان المجرم ( منذر الونداوي ) دمر تلك الطائرات الرابضة في في قاعدة الرشيد الجوية يوم 8 شباط 1963! اذن اصبح الامر قيد التفيذ وهنا انتبه الزعيم وخاطب العقيد الركن ( طه الشيخ احمد) الشيوعي ومدير الخطط العسكري في وزارة الدفاع يأمره ان ياتيه بقائمة تتظمن اسماء اقطاب النظام الملكي المحكومين بالاعدام ( حصرا ) ! فجيىء له ذلك حسب ما امر به فامسك القلم وبدأ يؤشر بالاسماء المتسلسلة كاتبا عبارة ( ينفذ ) امام كل اسم وكانو هم ( سعيد قزاز وبهجت العطية وعبد الجبار فهمي وعبد الجبار ايوب ) والجدر بالذكر موقف الزعيم وطمئنته ل( سعيد قزاز) في اليوم الثاني من الانقلاب او الثورة قائلا له ( سعيد بيك الظروف تتطلب احتجازك لبعض من الزمن وهي ايضا لصالحك ولسلامتك ! وقال الزعيم بصوت عال انه بعد الان لا يستطيع ( احمد سعيد ) ان يصرخ ويقول انني اعدم بعضا من ضباط الثورة لخيانتهم وها هم من ابرز الاشخاص الذي كان النظام الملكي يعتمد عليهم في ديمومة بقائه في السلطة سوف نعدمهم غدا مع الاخرين من الضباط الخونة!.. وارى من الطبيعي ان يتسائل القارىء الكريم من اين استقيدت هذه المعلومات وما دار من حوارات صريحة وشديدة في مكتب الزعيم مع اصدقائه السياسيين والقادة العسكريين وتعريض الاذاعة المصرية له وردود افعال بعض الوزراء والقادة العسكريين استقيتها منذ تلك السنوات من ( ابن عمتي ) حيث حكاها لي ونقلها من والده ( رحمه الله) الذي هو من المقربين ل عبد الكريم قاسم و حينها كان برتبة ( مقدم ركن) وكان في تلك الدقائق من اللقاء العاصف في غرفة الزعيم وهو مع اخرين جالسين عند المقدم ( قاسم الجنابي) سكرتير الزعيم وهنا لابد لنا ان نذكر تحركات الشهيد ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري فان الاثنان نئيا بانفسهما من خطة عبد الوهاب الشواف التي اتفقا معه وبعد ان سمع ( الطبقجلي ) اذاعة الشواف في الموصل فانه راجع مستشفى كركوك العسكري وطلب من الضابط الطبيب ان يمنحه جازة وطبعا لم يتردد الطبيب في ذلك واشار في ورقة العيادة بمنحه استراحة ( بيتية ) ! لمدة ثلاثة ايام لذلك لم يقم باصدار اي امر لاي قطعة عسكريه وذهب الى داره للاستراحة واوكل قيادة الفرقة لاحد الضباط الكبار من ( القومية الكردية ) وكذلك الشهيد رفعت الحاج سري لم يقم وهو مدير الاستخبارات العسكرية باية حركة بالتزامن مع اعلان الشواف ب ( الثورة ) وحسب المقرر يقوم هو باقتحام مكتب الزعيم مع عدد من العسكريين واجباره تحت تهديد السلاح على التخلي عن مناصبه وتسفيره الى خارج العراق !..
745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع