الفريق الركن الدكتور عبدالعزيز المفتي
اعتبرت بريطانيا مدينة كركوك الكوردية مركز كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق) كالدولة العثمانية سابقاً
اعتبرت بريطانيا مدينة كركوك مركز كوردستان الجنوبية (بصورة عامة) وذلك إبان احتلالها للعراق في الحرب العالمية الأولى، فعندما اختير (ميجر نوئيل) للسفر إلى السليمانية أصدر نائب الحاكم السياسي العام البريطاني في العراق (كولونيل ويلسن) أمراً رسمياً بتعيينه (ميجر نوئيل) حاكماً سياسياً لمنطقة كركوك وحدد منطقة كركوك من نهر الزاب الصغير إلى نهر ديالى جنوباً وحتى الحدود التركية الإيرانية شمالاً أي حتى نهاية منطقة برادوست وبارزان أي حتى نهاية المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي في الوقت الحاضر وتضم هذه المنطقة الجغرافية لكوردستان الآن محافظات كركوك والسليمانية وأربيل ودهوك حيث اعتبر كلها تابعاً لكركوك
وقد أدرجت (مس بيل) أمر تعيين (ميجر نوئيل) كوثيقة رسمية في كتابها (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ص(187-188) فورد في أمر تعيينه ما يلي نصه:
((لقد عينتَ حاكماً سياسياً لبريطانيا في منطقة كركوك اعتباراً من أول تشرين الثاني1918م وتمتد منطقة كركوك من نهر الزاب الصغير إلى نهر ديالى وإلى الحدود التركية الإيرانية من الجهة الشمالية الشرقية وهي تكون جزءاً من ولاية الموصل (كوردستان العراق) ذات الاغلبية الكوردية التي يجري النظر في حل مشكلتها النهائية الآن من قبل حكومة صاحب الجلالة...)
فعلى هذا إن منطقة الحاكمية السياسية لميجر نوئيل لم تكن مقتصرة على السليمانية فقط على ما كان يتصوره الكثيرون وإنما كانت تشمل معظم كوردستان الجنوبية كوردستان العراق التي سميت في هذه الوثيقة البريطانية بمنطقة كركوك وفي هذه التسمية دلالة صريحة على أن بريطانيا اعتبرت مدينة كركوك الكوردية مركز كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق) وقلبها _قلب كوردستان وهو(مركزها) كركوك.
إن هذه الدلائل التاريخية المدعومة بالوثائق تفضح ما يدعيه الشوفينونيون العنصريون وأعداء الشعب الكوردي وأعداء الحرية من أن كركوك ليست جزءاً من كوردستان.
لقد وصل ميجر نوئيل الذي جاهد في سبيل تشكيل دولة كوردية مستقلة كوردستان تحت الانتداب البريطاني إلى السليمانية في السادس عشر من تشرين الثاني وأعلن في 17/11/1918 في ساحة بناية (السراي) وسط حشد كبير من سكان المدينة السليمانية ووجهائها ومن رؤساء الأكراد الذين قدموا من المناطق الكوردية الأخرى عن تشكيل حكمدارية الشيخ محمود الحفيد الكوردية في السليمانية.
أخيراً تمكن الاستاذ عبدالرقيب يوسف من إحياء مسألة ولاية شهرزور من الناحية التاريخية والجغرافية في سنوات ما بعد انتفاضة 1991 وذلك عن طريق الصحافة والتلفزة. (1 )
--------------------
( 1) نشر عبد الرقيب يوسف مقالاً بعنوان (كه ركوك مه لبه ندى ولايه تي شاره زور) أي كركوك مركز ولاية شهرزور في مجلة باباكَوركَور العدد (1) سنة 1992 ونظراً لأهمية المقال أعادت جريدة كوردستاني نوى نشره كما أعادت نشره أيضاً مجلة روناكبيري العدد 3-4 سنة 1993 التي كانت تصدر في سويد من قبل الدكتور أنور قادر جاف ورفاقه. وفي شتاء 1991-1992 تحدث عن الموضوع في تلفزيون الاتحاد الوطني الكوردستاني وفي تلفزيون كَولان سنة 2001 كما نشر هذا الموضوع في جريدة خه بات العدد الصادر في 1/5/2003 ثم في أحد أعداد مجلة كركوك العدد 16 سنة 2003 بناءاً على طلب السيد جلال جوهر وزير الصناعة في إدارة حكومة السليمانية وهكذا لقي هذا الموضوع لاهتمام، خاصة وإنه كان معززاً بالوثائق التي تنشر أو يشار إليها لأول مرة.
4880 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع