متي كلو
طرد الوزيرة..! ولجنة التحقيق الهزيلة ...!!
خلال رحلتنا الطويلة يا رفيقي , كان هناك شيئاً واحداً دائماً ما نراه , شيئاً أخذت أفكر فيه طويلاً وكثيراً .. إنه الظلم , العالم مليء بالظلم-"تشي جيفارا"
فاجعة الحمدانية هزت المجتمع العراقي من شماله الى جنوبه ومن جميع قومياته واديانه ومذاهبه، ماعدا اعدائه!! ومن خلال هذه الفاجعة برزت عدة علامات الاستفهام حولها والى هذه اللحظة لم ياتي جوابا يشفي من غليل ذوي الذين سقطوا في تلك القاعة اللعينة ولا الذين غادروا الحياة في مستشفيات المدن العراقية ولكن ردات الفعل ابناء بغديدا كانت التحدي للطبقة السياسية التي تريد استغلال تلك الفاجعة لكسب سياسي .
لا نريد ان نتحدث هنا عن الارض الزراعية التي شيدت عليها هذه القاعة ولا عن صلاحية القاعة لاقامة الحفلات والمناسبات منذ تشيدها الى الان، لان هذا كما يرددها" السياسيون العراقيون" متروك للقضاء، ولا نريد هنا ان نفضح القضاء العراقي لان اوراقه اصبحت مكشوفة ومتسخة ، ان هذه الفاجعة ربما الاعلام المسير ومنذ وقوعها تم اتهام صاحب القاعة بهذه الماساة، وخلال 20 عاما الماضية اصبح جميع العراقيين يعلمون جيدا ليس باستطاعة احد من الاشخاص ان يستولي على اي شبر من الاراضي الزراعية او مملوكة للدولة و تحويلها الى ارض صناعية او تجارية او سكنية، الا اذا كان هناك من يدعم هذا الشخص ويستحصل له الموافقات لقاء كسب مادي وهذا لا احد يستطيع القيام به في عراق بعد 2003 الا من كان من الاحزاب والمليشيات التي تملك السلاح والمال والتي تتحكم في كافة مفاصل الحياة .
بعد زيارة وزير الداخلية الى قضاء الحمدانية والاطلاع عن قاعة الموت، اعلن بتشكيل لجنة او لجان تحقيقية وان تعلن نتائجها خلال 72 ساعة، ولكن بعد يومين اعلن السيد الوزير عن تاجيل الاعلان عنها ليوم اخر، واليوم 1 تشرين الاول 2023 اعلن بان الحريق سببه مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال و"غير متعمد" وهنا ارادت اللجنة التحقيقية اسدار الستار عن تفاصيل بناء القاعة ومن كان خلفها !!
وهذه نتائج التحقيق لا يجعلنا نستغرب او نندهش!! ولكن نستطيع ان نقول بان رسميا بان "سمير سليمان نبو" هو صاحب القاعة، وكافة المستمسكات ومنها الموافقات من الدوائر المعنية تثبت ذلك وتم نشر تلك الموافقات عبر الفضائيات و وسائل التواصل الاجتماعي ومنها ان الارض زراعية وموافقة الكهرباء والصحة والسياحة ولكن كيف استطاع الحصول على الموافقات من تلك الدوائر وانها مخالفة للقانون!! فهذا لا يحتاج الى فتاح الفال او قارئة الفنجان او قارئ الكف، بل مقارنة هذه الفاجعة بسابقتها"عبارة الموصل" او حريق مستشفى بمدينة الناصرية الذي لقى 92 شخصا حتفهم واصيب العشرات باصابات بالغة او قاتل هشام الهاشمي او نور زهير او هيثم الجبوري و نستطيع ان نعلم كيف ان القضاء مسيس وهزيل وغير عادل بعد ان استشرى الفساد في فضائه!! وهل اعترف صاحب القاعة امام القضاء كيف تم الحصول على الموافقات ! وهل اعترف بان تلك الموافقات تم استحصالها عن طريق"فلان" او احد المتنفذين من الاحزاب او المليشيات المسلحة، فهذا لا يستطيع اثباته واتهام تلك"الشخصية" التي كانت وراء تلك الموافقات! وهل هذه"الشخصية" تعترف بانها وراء استحصال تلك الموافقات!! واذا اعترف بذلك!! فهل ينال عقابه وهو من ضمن الفاسدين والمليشيات المتربعة على عرش الفساد، وخير مثال لذلك، عندما تم القاء القبض على الضابط احمد حمدان الكناني والذي اعترف بقتله هاشم الهاشمي ولكن تاجل النطق بالحكم لاكثر من 10 مرات متتالية لارتباطه بكتائب حزب الله و بعد الحكم عليه بالاعدام نقضت محكمة التميز قرار الحكم واعادت القضية الى محكمة التحقيق!! اليس هذا ضوء اخضر باطلاق سراحه وعدم ذكر من كان محرضا لاغتيال الهاشمي ، وكذلك مجزرة العبارة التي ثبت ان المسؤول الاول لتلك المجزرة هو حيدر الساعدي ولكن تم تسويف القضية باعتباره احد قيادي عصائب اهل الحق!!
ان مواجع قضاء الحمدانية تزداد يوما بعد اخر بعد ان سيطر فصيل 50 على هذه المدينة وهدفه في التغير الديمغرافي والسيطرة على كافة مفاصل الحياة في هذه المدينة ومحاولة تغير قائمقام قضاء الحمدانية ومدير البلدية بقوة السلاح والمال وبعض المرتزقة من ذيول هذا الفصيل وهذا حققته اللجنة التحقيقية في حريق الحمدانية ووضعته على طبق من ذهب لحركة بابليون و الاستمرار في تحقيق هدفها في تغير القائمقام ومدير البلدية ، وجميع الاسئلة التي طرحت من خلال اللقاءات مع المسوؤلين وشهود العيان، ومنها ان اللجنة التي حضرت الى مكان الحادث لم تتحفظ على محتويات القاعة ومنها اجهزة الالعاب النارية لحين انتهاء من التحقيقات الفنية والكيميائية والقضائية بالرغم من والد العريس طلب من صاحب القاعة قبل يوم عدم استخدام الالعاب النارية!والسؤال الاخر، ومن هو الشخص الملثم الذي ظهر رافعا علامة النصر!! ولماذا هرب صاحب القاعة الى اربيل ومعه بعض التسجيلات!! وهناك كثير من الاسئلة حول الذين كانوا السبب في هذه الفاجعة والذين حولوا الهلاهل والفرح الى دموع وحزن، وامام هذه الاسئلة وغيرها التي تدور في ذهن ابناء هذه المدينة، والسؤال الكثر تداولا بين ابناء هذه المدينة، من هو المسبب الكبير وراء هذه الجريمة، وكيف تحولت ارض القاعة من ارض زراعية الى السماح ببناء قاعة، فكان الرد هو طرد وزيرة الهجرة والمهجرين ايفان فائق جابرو من زيارة قاعة الهيثم التي شهدت الفاجعة والتي تسببت موت مئات من الابرياء واصابة مئات غيرهم بحروق بلغية مازالوا في مستشفيات مدينة الموصل واربيل ودهوك.
الخلاصة، بان لجنة التحقيق لا تختلف عن اللجان التحقيقة في قضايا مشابهة وبان تاسيس اي مشروع في العراق حاليا، لا بد من ان يكون صاحبه مرتبطا بمليشيا او حزب سياسي متنفذ ومسلح ويكون شريكا بهذا المشروع لتوفير الحماية ويتم بتجاوزات قانونية عن طريق ارشاء او تخويف مسؤولي الدوائر المعنية لاستحصال الموافقات.
4786 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع