عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث :وقفة امام ماحدث في فلسطين
في يوم 11 ايلول 2023 نشرت مقال في صحيفة (الزمان الغراء ) بعنوان (لايحرر فلسطين غير أهلها ) مضمونه التأكيد على أن ظهور المقاومة المباشرة من اهل فلسطين ضد العنصرية والشراسة الوحشية لقوات الاحتلال و المستوطنين ضدهم من داخل الاراضي المحتلة يعتبر اختيار شجاع يؤكد حيوية هذا الشعب الصامت بوجه المحتل ويبدو أن الجانب الايجابي المهم في هذا الاختيار يكمن انههم بادروا بانفسهم لهذا الاختيار دون وصية او اعتماد على الحكام العرب المنشغل بمايسمى بـ (التطبيع ) بعد أن كانوا ومنذ 1948 يعتبرون أنفسهم وصيين على قضية هذا الشعب المغدور بعد أن سهل بتصرفاتهم المشينة في تلك المرحله طريق امام الغرب (الانكليز في المقدمة) وبذلك كانوا يتاجرون بقضيتهم.
أكيد أن هذا الاختيار من المقاومة الفلسطينية ليس اختيارا سهلا نظرا لشراسة الصهاينة و شراسة من يدعموهم من الغرب وفي المقدمة اشد عدو في الغرب لحرية الارادة الوطنية في بلدان الشرق الاوسط (مصدر القرار الامريكي ) حيث يقدمون لهم كل وسائل القمع من جهة وظهور مسيرة لعبتهم السخيفة ( التطبيع ) وخضوع لمى يسمى بالاستقرار في الشرق الاوسط الجديد ‘ لتستمر ادوات الشر الصهيوني بجلب اليهود و تنفيذ تخطيط برنامجهم المبني على الاكاذيب وتزوير تاريخ المنطقة عموما وارض الفلسطين على وجه الخصوص .
بغض النظر عن كل ما يبثه مكائن اعلام الغرب وتصريحات مسؤولي ادارة الشر الامريكي حول ماقام به ابطال المقاومة الفلسطينية في فجر يوم 11 تشرين الاول 2023 ‘ ان تلك العملية لوحدها ارسلت رسالة واضحة للرأي العام الغربي صانعي الكيان الاسرائيلي المسخ ‘ ان ماحدث في 1948 على اساس اكاذيب الغرب والصهيونية واصرار الغرب على الخضوع لتلك الحركه ويسهل تنفيذ وعد بلفور ‘ لايمكن أن يغير حقائق التأريخ لان ما يبنى على الباطل فهو باطل مهما طال الزمن بفعل العنف والغدر ووحشية التعامل مع الحقائق .
ماحدث في ذلك اليوم ادى الى كسراكثر من الركائز التي كانت تتوقف عليها ذلك الكيان الوحشي وقواته واكاذيبة الوحشيه وماكان غريبا ما قامت به المقاومة الفلسطينية ‘ لان في التاريخ الكثير من الامثلة الحية ‘ ان انفجار المظلومين بوجه الظالمين لايمكن مقاومته لانه مستند على الحق
ضربة 11 تشرين ابلغ الغرب كله أن لامستقبل لبناء بني على اساس الاكاذيب وأن نهاية جبروت الكيان الصهيوني لايكون الا بيد من ظلموا وتشردوا
منذ تاسيس هذا الكيان المسخ يعمل بكل قوة لمنع الفلسطينين من القيام والانتفاضة ‘ ولكن مع الوقت ومع اضافات وحشية المستوطنين ‘ تزداد ارادة المظلومين لمواجهتهم ‘ اصبحت التحولات التي ادت الى ان يرى الكثير من القوى في الغرب أن بقاء اسرائيل كما مخطط له بعد تاسيسها وهم ‘ ورغم كل ماحصل لم يستطيع الغرب كل الغرب والقوة الصهيونية كسر ارادة الفلسطينين .
وسياتي يوم نرى ان وزير الدفاع الوحشي الذي وصف المقاومين ب( الحيوانات ) يرى نفسه مشردا يبحث عن مكان امن في احد ولايات من ضمن الولايات المتحدة الامريكية باذن الرحمن وأن اهل فلسطين الان ليسوا مثل ماكانوا في 1948 ‘ اصبح الان لهم الارادة لايسمحون ان يتاجر اي جهة بقضيتهم بعد أن اختاروا المقاومة في قلب وطنهم السليب ‘ ولا يفيد الصهاينة ومصدر القرار الامريكي ادعائاتهم بان مايحصل الان هو عملية ارهاب اسلامي كحالة (داعش ) لان كل العالم يعلم الان أن (داعش ) ليس الا صنيعة من الصناعات الامريكية الصهيونية وأن مقاومة الاسلام الفلسطينى ‘ مقاومة رسالة الاسلام الحضارة و الانسانية الحرة
الان ظهر امام العالم أن وجود الكيان المصطنع على ارض فلسطين كذبة وأن انتفاضة 11 تشرين كانت رسالتها بقوه وصلت الى الغرب مؤكدا أن كل الادعائات التى تريد اعطاء شرعية لكذبة الفتها الحركة الصهيونية العالمية لايخدع العالم بعد الان ‘ وياتى يوم ‘ وكما حدث في جنوب افريقيا ‘ تهزم الصهاينة كما انهزم العنصرين امام ارادة شعب جنوب افريقيا ورمزهم الوطنى (نيلسون مانديلا ) ويرجع الحق لاصحابه ‘ سياتى يوم ( وعسى ان يكون قريبا ) ان عناصر قوة الشر الصهيوني يرون انفسهم ‘ أن ناتج غرورهم سيكون السقوط في الهاوية
• مختصر مفيد :أن السبب الآساسي في إضطرابات هذا العالم اليوم ‘ هو أن الآحمق واثق أكثر مما ينبغي ‘ والعاقل يكتنفه الشك ..! / براند راسل
633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع