قصيدة "أنا الفن والشعر"

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 02 كانون2/يناير 2024 19:37

كتب بواسطة: خليل حمد

 قصيدة "أنا الفن والشعر"

الكاتب:خليل حمد-عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، ورابطة الأدب الحديث بالقاهرة.

بمناسبة الملتقى العلمي الذي تم تنظيمه احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية للعام:1445هـ- 2023م ،تحت عنوان: "العربية لغة الشعر والفنون" .بتاريخ: يوم الأحد 24 ديسمبر 2023م.
الجهة المنظمة:معهد القرآن الكريم للتربية والعلوم الإسلامية ، في دولةالكاميرن.
حضر في الملتقى مجموعة من الباحثين والدكاترة والمثقفين وطلاب العلم والطالبات.
عرض مقاطع القصيدة:
أ- العربية تتحدث عن نفسها
1 أن الفن عذراء اللغات مليكةٌ
*** أميس على عرش الجمال بذاتي

2 أنا لغة القرآن والفن والعلا *** ومنطق ذكر عند كل صلاة
3 أنا النور للدنيا وحرفي حياتها *** لسان الهدى والعلم أم لغات
4 أنا النبع يروي كل قفر وواحة *** ويُهدي حياة العزّ كلّ بنات
5 أنا الحب إلا أن للحب جفوةً *** ويبقى وِدادي دائمَ البصمات
6 تقمص فيّ الفنّ إحساسَ عاشق *** تشكّل حسنا فائقا بصفات
7 أنا لغةُ الدنيا تغنّى بحسنها *** بنو الأرض من إنس وجنّ فلاةِ
8 أنا البحر فيّاضًا بأغلى لآلئ *** وينشر مسكًا طيبَ النسمات
9 سماءٌ لديها يعبَق الحب بلسمًا *** تجود بغيث النفع والشذرات
10 وإني شمس واللغات كواكبٌ *** إذا طلعتْ أخفتْ دُجى الظلمات
11 وإني لمولى الشعر للفن روضة *** وربّ البيان الرائع اللبنات
12 وكم طار بي فنّ رفيع إلى العلا *** وشعرٌ بديع الشكل والنغمات
13 "لسان مبين" بالفصاحة فائح *** ثريٌّ بحبّات اللآلي هِبات
14 وسعتُ كتاب الله لفظا وغايةً *** وما ضقتُ عن آي به وعِظات
15 ولستُ أضيق اليوم عن وصف آلة *** وإبداع أسماء ومصطلحات
16 وبي سجّل التاريخ أعظم ما حوى *** تراثَ فنونِ من علوم ثقات
17 ففي الدين والدنيا وفي الفكر كله *** ذخائر شتى في الفنون شتات
18 بُليتُ مدى الأيام كالطَّودِ شامخًا *** وما خِلتُ يوما أن تلين قناتي
ب- يا بني لا تهجروني!!
19 ألا يا بني العُرب الأماجد، هل لكم *** بأن تنهضوا من أجْل أُمّ لغَات
20 بني يعرُب، إن اللغات لأهلها *** وِعاءٌ لأمجادٍ ومَعْلمُ ذات
21 أيهجرني قومي –عفا الله- عنهمُ *** ويرمونني طعنًا على طعنات
22 وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من طعن العِدا بِقناةِ
23 فلا تهجروني يا بني، أما كفى *** تحمّلي الأثقال َفي الأزمات
24 ولا تجعلوني مثل ضيف يملّه *** مُضيفٌ فيُرمَى في شِراك عداةِ
25 ولكن ليَ الأصحاب في كل بقعة *** وأحْظَى بنينا عندهم وبنات
26 متى صرتُ منكم مثل أم وليدةٍ *** جزاها بنوها أسوأ الفَعَلات
27 أتجزونني مثلَ السِّنّمار يا بَنيّ *** كرائمَ إحساني عقوقًا إلى ذاتي
28 سلامٌ على الدنيا إذا لم تجد بها *** أخا ثقةٍ يرعى كرامةَ ذات
29 ألا يا حُماةَ الضادِ قوموا وسجّلوا *** مآثرَ في عز البيان سمات
30 حُماةَ الذّمارِ الفألُ فيكم مؤمّلٌ *** فلا خيّبَ اللهُ الرجا في حُماتي

ج- الشعوب ولغاتها
31 وكل شعوب الأرض ترعى لغاتها *** وتنفق أثمانًا لغزّ لغات
32 فهذا بنو "موليير" فرنسا تفننوا *** لفرنسة تغزو بلاد شتات
33 وقد رفعتْ إنجليزُ "ويليامَ شكسبيرْ" *** كما خلّدوا ذكراه بعد وفاةِ
34 وفي الصين تلقى "ماوُ"حيا بذكره *** و"كونفوشيوش" في العزّ فوق رباةِ
35 وتحتفل الصين الكبيرةُ كلها *** لتخليد ذكرى "سانغُ جيه" سنوات
36 وفي روسيا كم يُحتفى بأدبيها *** "إلكسندرِ البوسكينَ "في حَفَلات
37 وعبريةٌ أحيتْ يهودٌ أصولها *** وكانت قديما أشبهتْ بمواتِ
38 وفي إنديا "غاندي"تحمّسَ داعيا *** لهندية الشعب الأبيّ النماسْتي
39 فصار "مَهَاتْمَا غانْدي" رمزًا مخلّدًا *** وأسطورةً في الهند من سنواتِ
40 وفي شرق أفريقا "السواحِل"ِ قد علَتْ *** كما أنّ "هوسا" قد سَرَِتْ بجهاتِ

د- اللغات البشرية وأثرها في حفظ التراث .. بعيدا عن التعصب والعنصرية
41 وكم أبدع الإنسانُ في الفن ما حلا *** وسطّر ما أملاه جهدُ وُعاةِ
42 فلولا لغات تحفظ الفكر مشرقا *** لما سجّل التاريخُ ماءَ حياةِ
43 وما في لغات الناس كُلاًّ محرمٌ *** تَعَلُّمُه في الدين عند ثقاتِ
44 وليس حكيما يفاخر باذخًا *** ويسعى إلى دَعَة وعزِّ سُباتِ
45 تعلمْ علومًا واستنرْ بثقافةٍ *** وخُذ من رصيد الفكر عند لغات
46 ودعْ عنك أوتارَ التعصّب جانبا *** وكنْ حازمًا تلقى المُنى بأَناةِ
47 ونفسَك طهّرْ واجتنبْ كلّ شبهةٍ *** ودَعْ عنك قيلَ الناسِ دومًا وهاتِ
48 وكن واثقًا بالله يرجو معونةً *** من الله كي تلقى عظيمَ نجاةِ
49 لك الحمد في الأولى والاُخرى إلهَنا *** وصلّ على المختار خيرَ صلاةِ