العراق والكويت حقوق مغتصبه من عشرات السنين/ج5

                                               

العراق والكويت حقوق مغتصبه من عشرات السنين/ج5
   

                          

                          بقلم/ صديق المجلة ـ بغداد

    

اجتياح الكويت

انتهى مؤتمر القمه العربي في بغداد في 30 مايس 1990 دون ان يحقق شيئا يذكر وخاصة في موضوع العراق والديون وحصص اوبك وسادت فترة هدوء مريبه وصمت غريب بين انتهاء المؤتمر وبداية ازمة الكويت ولم يصدر من اي من الاطراف ما يشير الى حدث ما او معضلة ما وتخللت هذه الفتره بعض الفعاليات اهمها زيارة رئيس الوزراء العراقي الدكتور سعدون حمادي الى دول الخليج وهو من الشخصيات الاقتصاديه المعروفه وكانت الغايه ترطيب الاجواء واقناع دول الخليج بالالتزام بالحصص المقرره من منظمة اوبك لتهدئة الاوضاع في المنطقه وكان تركيز الزياره على الملك فهد في القبول بالمبادره العراقيه وكان الملك فهد كغيره من دول الخليج يكره الغطرسه الكويتيه التي طالما ادعت بأن الكويت جوهرة الخليج وسويسرا الخليج وهو يعتبر السعوديه هي الجامع الكبير للامه الاسلاميه ولكنه لم يكن قادر على اتخاذ القرارات السريعه والمهمه ولذلك وافق ولكنه طلب تأجيل ذلك الى اجتماع منظمة اوبك ولم يتبقى سوى شهر واحد فقط ولكن العراق كان يحسب لكل يوم يمر حسابا يختلف عن الاخرين ..

تزامنت هذه الزياره مع زيارة قام بها مسؤول اوربي الى الولايات المتحده الامريكيه وقدم خلالها تقرير ذكر فيه ( ان العراق لايمكن ان يعتبر مصدرا للخطر والتهديد اضافة الى انه سوقا لتصريف البضائع الامريكيه مقابل البضائع اليابانيه ) ..

                   

مؤتمر وزراء الخارجيه العرب

في 16 تموز 1990 وصل السيد طارق عزيز الى تونس لحضور اجتماع وزراء الخارجيه العرب وكان طارق عزيز بمثابة الوجه المطابق لصدام حسين فيما تؤخذ تصريحاته وكأنها صادره من الرئيس شخصيا وقد ذكر في خطابه مجمل امور منها هذا المقطع ( نحن مقتنعون بمشاركة بعض الدول بالمؤامره علينا وانتم تعرفون بالتاكيد اننا لن نرضخ وان بلدنا لن يركع وان نسائنا لن يصبحن عاهرات وان اولادنا لن يحرموا من الغذاء ) وكان المقصود من الجمله الاخيره هو تصريح احد رموز الحكام الكويتين عندما قال (ان احسن امرأه في العراق يمكن مضاجعتها بعشرة دنانير كويتيه ) الامر الذي اثار حفيضة وغضب صدام حسين .

         

بعد الانتهاء من الخطاب قدم انذارا مكتوبا الى الامين العام للجامعه العربيه الشاذلي القليبي وابلغه ان الرئيس صدام حسين سوف يضع النقاط على الحروف غدا في خطابه يوم 17 تموز 1990 وبعد استلام القليبي الانذار امتقع لونه واصابه الخرس لان ما كان مكتوب فيه لايتضمن مطالب العراق المعروفه من حصص الاوبك والديون وغيرها وانما الموضوع تعدى الى امر خطير فأن العراق اتهم الكويت باقامة مراكز عسكريه داخل الاراضي العراقيه ووضعت يدها على 2,4 مليار دولار من حقل الرميله الجنوبي العراقي وان الكويت والامارات تشتركان في مؤامره صهيونيه امبرياليه ضد العراق والامه العربيه . كان ذلك يمثابة اعلان حرب وهنا تدخل وزير خارجية الاردن مروان القاسم قائلا ( انتم ياأخ طارق تنصبون فخا فحاولوا ان لاتقعوا فيه ) وقام امين عام الجامعه بتوزيع نسخه من الانذار العراقي الى جميع وزراء الخارجيه العرب ولوحظ ان صباح الاحمد قد امتقع لونه واصابه نوع من الاغماء لانه قرأ فيه انه عميل امريكي ولدى العراق الاثباتات على ذلك ومباشرة بعد ذلك ترك الاجتماع وقفل عائدا الى بلده ..

في يوم 17 تموز 1990 وجه صدام حسين خطابا كالمعتاد في ذكرى ثورة تموز 1968 قال فيه ( لدينا اسلحه جديده ولذلك لن يقدروا على مقاتلتنا ولجئوا الى الحرب الاقتصاديه بتعاون عملائهم من حكام الخليج واذا لم تنفع الكلمات في حمايتنا فسوف لن يكون امامنا الا ان نستعيد حقوقنا واعادة الامور الى نصابها ) وكان في هذا الخطاب اول اشاره لاستخدام القوه والعمل العسكري .

على ضوء ذلك تحركت قوات الحرس الجمهوري الى جنوب العراق وعسكرت في منطقة جبل سنام وصفوان والصحراء وكانت الغايه المعلنه تنفيذ تمرين تعبوي بحجم فيلق ..

اجراءات الحكومه الكويتيه

في يوم 18 تموز اجتمعت الحكومه الكويتيه وكانت علامات التجهم والخوف ظاهره على وجوه الوزراء وكان امير الكويت يحضر الاجتماع مع سعد العبدالله ولي العهد وكان امير الكويت قد قام بزياره خاطفه الى السعوديه وقابل فيها العاهل السعودي الذي ابلغه بوجود وساطه لحل الازمه . انقسم الوزراء في تقيمهم للامور ومنهم من قال ان العراق يواجه ازمة اقتصاديه خانقه وسوف لن يتوقف في دفع الامور اكثر واخرين طالبوا احالة الموضوع الى مجلس التعاون الخليجي والبعض الاخر قلل من قيمة التهديد العراقي ولكنهم جميعا لم يناقشوا مدى التهديد العراقي هل سيقتصر على الاراضي العراقيه التي استولى عليها الكويت او قد يبتلع كل الكويت وهل ستكون الامارات والسعوديه بمنأى من التهديد وهذا يدل على تخبط الحكومه الكويتيه وعدم تقدير الموقف بشكل صحيح لاتخاذ الاجراءات المناسبه للحل . وكان رأي رئيس الوزراء سعد العبد الله ان التهديد العراقي لايتعدى بعض الاراضي على الحدود في منطقة الرتقه وام قصر . لقد كانت مداخلة وزير العدل اكثر تفهما للامر ةانه طالب بحل المشكله لانها سوف لن تقف عند اسعار النفط والحدود ولايعلن الا الله الى اين مداها سوف يصل ولكن لم يعره احد اي اهتمام يذكر . لم يناقش المجلس اي امور عسكريه وناقش موضوع تعويض العراق مبالغ 10 مليار دولار ولكن لم يتوصل الى نتيجه وتوصل الى دعوة مجلس التعاون الخليجي الى الاجتماع لكي يطلب اجتماع الجامعه العربيه وان يعقد في الكويت ..

اذاع العراق انه قد حصل على وثيقه صادره يوم 22 تشرين الاول 1989 صادره من مدير امن الكويت موجه الى وزير الداخليه يقول فيها ( لقد اتفقنا مع الجانب الامريكي على الاستفاده من الوضع الاقتصادي المتدهور في العراق كي نمارس الضغط على حكومة هذا البلد لتأزيم الوضع على الحدود المشتركه ولقد ابلغتنا وكالة الاستخبارات الامريكيه بوجهة نظرها حول افضل الوسائل لتأمين واستمرار الضغوط وطلبت الوكاله ان يتم التنسيق على اعلى المستويات ) ؟؟ لم تنفي الحكومه الكويتيه هذا التقرير ولامحتواه الامر الذي يؤكد ان هناك فعلا عمل يجري بالخفاء لتدمير العراق .

              

وساطة الجامعه العربيه

في يوم 24 تموز وصل الى بغداد الرئيس حسني مبارك كوسيط من الجامعه العربيه لحل الازمه ولم يكن الاختيار موفقا لان مبارك معروف بعدم الامانه والعماله وعند لقائه صدام حسين وابلاغه بالوساطه قال صدام لمبارك ( لم نقم باي عمل عسكري طالما المفاوضات مستمره ) وطلب صدام من مبارك بعدم اخبار الكويتين بذلك لاحتمال الاطمئنان وعدم الاستجابه لمطاليب العراق ولكن حسني مبارك قال كل شيء الى الكويتين عدا جمله واحده لم يذكرها وهي ( طالما المفاوضات مستمره ) وقد تعمد عدم ذكرها .

   

ابريل غلاسبي وصدام

في يوم 25 تموز 1990 استدعى صدام السفيره الامريكيه ( ابريل غلاسبي ) لمقابلته وكانت تلك او مقابله رسميه مع صدام وقد حضرت الى القصر الجمهوري برفقة طارق عزيز وزير الخارجيه العراقي وبعد مجاملات روتينيه قال صدام حسين :

طلبت مجيئك لكي نتحاور بالعمق وارجو اعتبار هذا الحوار بمثابة رساله الى الرئيس جورج بوش . لقد اعتبر صدام حسين هذا اللقاء بمثابة لقاء على اعلى المستويات وتطرق فيه الى العلاقات العراقيه الامريكيه وسبب تأجيل اعادتها بعد ان اتخذ القرار على اعادتها قبل شهرين من الحرب مع ايران ولكن ظروف الحرب احالت دون عوتها حرصا على العراق والولايات المتحده من تأويل العوده في اتجاهات اخرى .وذكر صدام تعرض العلاقات الى ازمه في بداية اعادتها وهي فضيحة ( ايران كيت ) والتي ادت الى احتلال الفاو وقدم الرئيس الامريكي اعتذار الولايات المتحده من خلال عدد من الوفود ومسحنا هذا الموضوع ولكن بدأت حمله في الصحافه الامريكيه ضد العراق والتدخل في خصوصيات البلد وخاصة بعد تحرير الفاو الى الحد الذي جعلنا نسأل هل امريكا لاتريد ان تكون نتيجة الحرب لصالحنا ؟ وبدأت تثار اسئله حول من يخلف صدام حسين وكأن النظام العراقي آيل للسقوط ؟ ولدينا الاثباتات التي تشير الى الايعاز الى دول الخليج من الجانب الامريكي بعدم تقديم اي معونه للعراق وتوليد ضغوط اقتصاديه عليه .

بعد صمت قال صدام ( ليعلم الجميع ان بدون العراق لكانت دول الخليج اليوم لاتملك اي من عائداتها النفطيه ولكان الوضع في الخليج قد تغير تماما ) لقد واجهنا حملة تخفيض الاسعار والحمله على صدام حسين ومقارنة العراق بدول الاتحاد السوفيتي الشيوعيه مثل رومانيا وتشكوسلوفاكيا وبولونيا ولقد فاجئتنا هذه الحمله وكنا نظن انها ستنتهي مع الايام وتتوصل الاداره الامريكيه الى القرار الصحيح في علاقتها مع العراق .. ثم اضاف قائلا ( ان الحرب العسكريه تقتل الناس وتكبد الشعب الخسائر ولكن

الحرب الاقتصاديه فانها تحرم الشعب من حياة افضل وتقدم وانتم تعلمون كم من الدماء فقدنا في الحرب على مدى ثمانية سنوات ولكننا لم نفقد انسانيتنا ولا يمكن ان نفرط في حق شعبنا في حياة افضل ) . قد يتبادر الى ذهنك اني اضخم الامور لقد استغلت الكويت انشغالنا في الحرب ولقتضمت اراضي عراقيه وانظري الى خارطة الدوريات وهي الحدود المثبته من قبل الجامعه العربيه وانظري على الارض اين هي مخافر ومزراع الكويت اليوم ؟؟

( نحن لانهدد احد وفي نفس الوقت لانقبل ان يهددنا احد ونأمل بشده ان لاتقع الولايات المتحده في هذا الوهم وعليها ان تفتش عن اصدقاء جدد بدلا من خلق اعداء جدد ) .

تعتبرون ان دول الخليج اصدقائكم ومن حق كل دوله اختيار الاصدقاء الذي تريد ولكنكم لم تقدموا الحمايه لهم من ايران ونحن من حما هذه الدول ولولانا لكانت ايران تحكم المنطقه ولن تستطيعوا ازاحتها الا بالسلاح النووي ..

وقال صدام معقبا ( استطيع التاكيد لكم ان حقوقنا ستعود الينا كامله غير منقوصه والواحده تلو الاخرى واذا لم نصل اليها اليوم فغدا او الشهر القادم والسنه التي تلي ,, نحن شعب لاسكت على حقوق مغتصبه . ان الكويت والامارات لاتملك اي حقوق تاريخيه او اقتصاديه او شرعيه وهذه هي حقوقنا ونحن متمسكين بها كما هم متمسكون بما اغتصبوه ) .

( نحن ننصح الولايات المتحده عدم اللجوء الى الضغوط لاننا سوف نضطر للضغوط المقابله حسب امكانياتنا ونحن نعلم ان الولايات المتحده قادره على ايذائنا وسنكون مضطرين ان ندافع عن انفسنا وايذاء امريكا وكل حسب امكانياته ) لقد كان الحديث طويلا وتضمن العديد من القضايا من ضمنها القضيه الكرديه والعلاقات مع ايران وامور اخرى وقد طلب الرئيس صدام من السفيره غلاسبي ان تضع التقرير الذي سوف ترفعه عن هذه المقابله امام انظار الرئيس بوش والتأكد من عدم تداوله من قبل عصابات البنتاغون والخارجيه الامريكيه واستثني من ذلك جميس بيكر وجون كيلي .

وهنا تحدثت السفيره غلاسبي لاول مره قائلة :

سيدي الرئيس لقد فهمت رسالتكم تماما ولقد قرأناا التاريخ وتعلمنا ان ( الحريه او الموت ) واسمح لي سيادتكم ان اتطرق الى نقطتين ,,

الاولى موضوع الصداقه بين بلدينا وقد ارسل الرئيس بوش رساله وديه لكم بمناسبة العيد الوطني .سيدي الرئيس لقد طرحت العديد من القضايا والتي لااملك الاجابه او البت فيها وان الرئيس بوش اصدر تعليماته برفض العقوبات على بلدكم ... وهنا قاطعها صدام قائلا ولكن لانستطيع استيراد اي شيء منكم عدا القمح واعتقد بعد حين ستقولون ان العراق قادر على صنع البارود من القمح ؟؟

اجابت السفيره غلاسبي ( لدي تعليمات من الرئيس بوش باقامه افضل العلاقات معكم ) فقال صدام ونحن نريد ذلك ايضا ولكن كيف ؟؟

اجابت السفيره بالحوار واللقاءات وتذليل الصعاب وليونه المواقف وعدم اعتبار ما يبثه الاعلام هو موقفا محسوبا على الحكومه الامريكيه ولقد تابعت العديد من البرامج وكانت سيئه بدرجه كبيره . انا مسروره لانكم تضمون صوتكم الى الدبلوماسيين الذين يواجهون الاعلام بشجاعه وان ظهوركم في الاعلام سيكون فرصه للوقوف ضد هؤلاء ولكنكم تعلمون ان الرئيس بوش لايملك رقابه على الاعلام وان الرئيس بوش يرغب باحسن العلاقات مع العراق ودول المنطقه وانه يرغب بازدهار الشرق الاوسط وسلمه وانه رجل ذكي ولن يذهب الى اعلان الحرب الاقتصاديه على العراق .. واضافت نحن معكم في رفع سعر البترول ولكن ليس للحد الذي اقترحه سيادتكم ,, نحن لانريد اسعارا مرتفعه اكثر من الازم . وهنا تدخل صدام قائلا : ان سعر 25 دولار للبرميل ليس سعرا مرتفعا ؟ فقالت السفيره الكثير من الامريكان يرغبون باكثر من هذا الرقم ! (( هذا كان ضوءا اخضر بالموافقه على رفع سعر النفط )) ..

استطردت السفيره غلاسبي حديثها قائله : انا اتفهم موضوع نزاعكم الحدودي مع الكويت واعرف المشكله منذ عام 1961 وان رأي الولايات المتحده الامريكيه بهذا الموضوع هو عدم اهتمامنا بهذا الموضوع وعدم ابداء الرأي فيه ولقد اعطى جميس بيكر تعليماته بعدم اهتمام الامريكين بهذا الموضوع وعدم ابداء الرأي فيه ..

لقد اعتبر صدام حسين ان هذا بمثابة ضوء اخضر للتحرك العسكري ولان الموضوع لايهم امريكا طالما ان النفط سيتدفق بالاسعار التي تريدها ...

استطردت غلاسبي قولها اننا نرى ان تحل القضيه في اطار الوساطه التي يقوم بها القليبي وحسني مبارك ونحن نرى ان الخلافات الحدوديه بين العراق والكويت هي ليست قضيتنا .. ضوء اخضر ثالث ..

واضافت غلاسبي اننا نرى انكم حركتم قطعات عسكريه باتجاه الجنوب وهذا امر لايعنينا لاننا نهتم بوجهة النظر العراقيه حول ماتقوم به الكويت والامارات .. وانا اؤكد لكم قلق حكومتي لان الموضوع ليس سهلا ..

تطرق اللقاء الى امور جانبيه كثيره خارج نطاق الموضوع الرئيسي ولكن في النتيجه كان هناك انطباع لدى الرئيس العراقي انه قد اوصل رساله الى الاداره الامريكيه وانه استلم الاجابه التي يرغب وهي ثلاثة اضويه خضراء :

ان الولايات المتحده الامريكيه غير مهتمه بالمشكله بين العراق والكويت

ان الولايات المتحده الامريكيه لاتعتبر قضية النزاع الحدودي بين العراق والكويت هو قضيتها

ان الولايات المتحده مع زيادة اسعار النفط بما يؤمن مصلحتها

اضافت السفيره غلاسبي ان من المفيد اعطائنا رأيكم بالجهود المبذوله للوساطه بالموضوع ؟ اجاب الرئيس صدام قائلا اننا مع الوساطه السعوديه ولقد اتصل بي توا الرئيس حسني مبارك واخبرني بأن الكويتيين وافقوا على اللقاء في السعوديه بين ولي العهد الكويتي ونائب رئيس مجلس قيادة الثوره العراقي على ان تعقد المفاوضات اللاحقه في بغداد ..

غلاسبي : تهانينا سيدي الرئيس ....

طلبت غلاسبي موعد وصول سعد العبد الله الى بغداد وقال صدام يوم السبت او الاثنين القادم ,,, لقد اخبرت اخي مبارك الذي كان خائفا جدا وانه قال ان الفرق العسكريه على بعد 20 كم من خط الجامعه العربيه ولكني اكدت له من ان العراق لن يقوم باي عمل عسكري وبامكانه تأكيد ذلك للكويتيين ..

انتهت المقابله وصرحت غلاسبي انها ستكون الاسبوع القادم في واشنطن للقاء الرئيس بوش واطلاعه على الموضوع ...

في يوم 26 تموز استكملت قوات الحرس الجمهوري تواجدها وبلغ تعداد القوه القتاليه اكثر من 30 ألف جندي متمركزه على الحدود عدا قوات الاحتياط والخدمات وقد اخبرت الاداره الامريكيه كل من ( الكويت – مصر – السعوديه ) وقد اجمع الخبراء عدم احتمال القيام باي عمل عسكري من جانب العراق واوحت في تقريرها ان الموضوع لن يتعدى قيام العراق بأبتزاز الكويت في الحصول على الجزيرتين وحقل نفطي وقد وافقت الخارجيه الامريكيه على هذا التحليل ..

في يوم 28 تموز اصبحت التقارير اكثر دقه واقرب الى العمل العسكري بسبب الاسناد الاداري الكبير الذي كان يعمل خلف القطعات العراقيه وتهيئة الامور الاداريه الازمه للمعركه وخاصة مواد تموين القتال الرئيسيه ( العتاد – الوقود – الماء – الارزاق ) وكانت تظهر في صور الاقمار الصناعيه ارتال كبيره من داخل العراق باتجاه الحدود الكويتيه وسبق ان ذكرت انه في يوم 20 تموز راجعني مدير ادارة وميرة الحرس الجمهوري وقدم لي طلبات كبيره جدا من الاعتده والوقود والماء المعلب والارزاق الجافه وكان السياق ان يتم تدقيق هذه الطلبات وفق التعليمات التي تحدد الصرف للتمارين فوجدتها تفوق المخصص باضعاف كبيره وان الموضوع يتعدى تنفيذ تمرين ورفضت الطلب ولكنه ذهب وعاد بعد قليل بموافقه خاصه من السيد القائد العام للقوات المسلحه ..

اصبحت المعلومات تصل الى الاستخبارات الامريكيه كل ساعه وبشكل متواتر وكان وليم وبستر غير مطمئن مما يجري وان الاستخبارات المركزيه التي تعتبر من اكثر الوكالات تطورا في العالم والتي تعتبر العقل المدير لكل المعلومات وعمليات التنصت العسكريه والمدنيه وبامكانها التنصت على اي حديث في العالم حتى من خلف الزجاج السميك المانع للصوت بنظام الارتجاج اللاكتروني المعادل للصوت ..

         

في 28 تموز وصل ياسر عرفات الى بغداد وقد كلفه صدام حسين بالقيام بزيارة الكويت وابلاغها بأن العراق يطالب بدفع 10 مليار دولار تعويضا عن نفط الرميله الجنوبي وانه سوف يقلل من حركة القطعات العسكريه ويخفف من تواجدها ..

في يوم 29 تموز وصل ياسر عرفات الى الكويت وقابل الامير بعد انتظار ساعات وعندما طرح الموضوع على الامير قاطعه وقال لااريد التحدث بهذا الموضوع سوف نذهب الى جده للقاء العراقيين والافضل ان تتحدث عن هجرة اليهود السوفيت الى اسرائيل وكانت اهانه كبيره لعرفات وعجرفه وتكبر من امير

الكويت وحاول عرفات اعادة الكره الا ان الامير نهره ولكن مقابلة عرفات مع ولي العهد كانت اكثر راحه من الاولى ..

قال عرفات لولي العهد ,, عليكم ان تدفعوا المبلغ لان العراق يشكل خطرا عليكم واني مع الكويت كما تعلم وقد عشت فيها زمنا واقترح ان تحلوا المشكله بالحسنى ..

قال سعد العبدالله .. سوف انتقل الى جده .

عرفات .. لاتذهب خالي الوفاض اقترح حلا .

قام سعد بحركة تدل على الضجر وعدم الارتياح وقال :ان الامر ليس بيدي مع الاسف .؟؟؟؟؟؟

قال عرفات .. هل تستطيعون خوض مجابه عسكريه ؟

قال سعد .. كلا لسنا اقوياء لهذه الدرجه وليست لدينا رغبة للقتال .

في 30 تموز 1990 اصبحت الصوره واضحه ومختلفه عما كانت في السابق لدى الاستخبارات المركزيه وهي ان هناك اكثر من مائة الف جندي عراقي من قوات النخبه ( الحرس الجمهوري ) متحشده على الحدود مع 500 دبابه و500 مدفع ..

في سؤال وجه الى جون كيلي في الكونكرس ,, هل ستقوم الولايات المتحده الامريكيه بالدفاع عن الكويت اذا ماتعرضت لهجوم كما صرح وزير الدفاع ( ديك تشيني ) قال كيلي لم اقرا او اسمع هذا التصريح ولكن الولايات المتحده الامريكيه ليست لديها معاهدة دفاع مشترك مع دول الخليج وبالتاكيد اننا ندعم استقرار وامن اصدقائنا في المنطقه .. وفي سؤال اخر ماذا سيكون رد الولايات المتحده فيما لو هاجم العراق دولة الكويت ؟؟ رفض كيلي الرد على سؤال افتراضي .. وسؤال آخر هل صحيح ان الولايات المتحده لاتستطيع ادخال قواتها الى منطقة الخليج لعدم وجود معاهدة حول ذلك ؟؟ اجاب كيلي نعم هذا صحيح ...

في نفس اليوم غادر ثلاثه من المسؤولين العراقيين بغداد متوجهين الى جده وقد اعلن امير الكويت بانه قرر عدم الذهاب واوفد ولي العهد سعد العبد الله بدلا منه الامر الذي شكل اهانه للرئيس العراقي الذي رفض بدوره الذهاب واوفد بدلا منه الرجل الثاني في القياده العراقيه ( عزة ابراهيم الدوري ) مما سيجعل المفاوضات غير محسومه سلفا وستبقي المواضيع المطروحه معلقه ..

والى اللقاء القادم حول ما دار في اجتماع جده ..

صديق المجله / بغداد

للراغبين الأطلاع على الجزء الرابع النقر على الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/maqalat/6521-2013-09-23-19-41-33.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

906 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع