بقلم احمد فخري
قصة (تايسون) -الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/65696-2024-11-22-11-22-09.html
استردت الدكتورة فلستي وعيها وفتحت عيناها بصعوبة ثم رفعت رأسها للاعلى لتجد نفسها منكفئة على وجهها ارضاً تتنفس بصعوبة كبيرة فارجعت رأسها لتلامس وجنتها الارض. بدأت تشعر بشيئ صغير مجهول يدب فوق يدها اليمنى. رفعت رأسها من جديد وتفحصته فرأت خنفساء سوداء تسير بكامل اريحيتها فنفضت يدها بقوة لتسقط الحشرة من يدها وتهرب بعيداً. عدلت من جذعها وجلست على الارض ثم نظرت حولها لتشاهد كرسي مرحاض. ادارت رأسها الى الناحية الثانية فشاهدت قارورة ماء بلاستيكية. رفعت رأسها للاعلى لتكتشف انها بداخل كوخ خشبي قديم. نظرت حولها فلم تجد سوى فتحة صغيرة باعلى الكوخ يدخل منها الضوء. انتصبت واقفةً فتبينت ان سلسلة من حديد تربط كاحلها الايمن بالحائط مثبتة بقفل متين. وقفت على ساقيها محاولة التجوال بالكوخ لكنها لم تتمكن من الابتعاد كثيراً بسبب السلسلة. اما باب الكوخ فهو بعيد جداً ولا يمكنها الوصول اليه.
نظرت الى ملابسها فوجدتها ترتدي فستان سهرة احمر. هذا الفستان كان مدفوناً بداخل خزانة ملابسها في شقتها. يا ترى من الذي اخرجه من الخزانة والبسها اياه؟ ما الذي جاء بها الى هنا ولماذا؟ لماذا كانت نائمة على الارض؟ "يجب ان اتذكر كيف وصلت الى هذه الحالة؟ من الذي احضرني الى هذا الكوخ؟ ولماذا ارتدي هذه القلادة المصنوعة من مخالب الصقور؟ اذكر ان تلك القلادة كانت هدية من جدة امي قبل ان تموت. قالت لي وهي تلبسني القلادة، اريدك يا (فالا) ان لا تخلعيها من صدرك لان فيها نور من روح الصقور الاشداء ستلازمك وتحميك وتمنحك الشجاعة لعدد سنين حياتك. اخذْتها منها دون ان أؤمن بتلك المعتقدات البالية. لذلك خلعتها فوراً بعد ان ماتت واحتفظت بها بين ملابسي في الدولاب كذكرى من تلك المرأة المسنة. يبدو ان شخص ما قام بالباسي هذا الفستان الاحمر وتلك القلادة ولكن من فعل ذلك؟ ولماذا؟ لا افهم ما الذي يجري هنا؟". شعرت بعطش شديد وبجفاف في حلقها فامسكت بقنينة الماء وشربت منها حتى ارتوت ثم صارت تنظر حولها وتفكر محاولة استرجاع الاحداث التي جائت بها الى هذا المكان فبدأت وكأنها ومضات من فلم سينمائي يعرض امام عينيها. اجل، اجل، لقد تذكرت الآن. كنت بملابسي الداخلية فقط بشقتي احاول الاسترخاء بعد يوم طويل من العمل حين سمعت جرس الباب. توقعت ان تكون صديقتي ياسمين لانها اخبرني بانها ستزورني في المساء. وضعت رداء الحمام فوقي وفتحت الباب دون ان انظر بالعين السحرية. فجأة فاجأني منديلٌ ابيض آخذاً طريقه الى انفي وفمي وايدي فولاذية تمسك بجسدي وتديرني نحو قلب الشقة ثم اغوص بعدها بظلام دامس ولا اذكر شيئاً مما جرى بعدها. اجل هذا ما وقع لي لكنني لم اتمكن من رؤية الشخص الذي هاجمني. هل يمكن ان يكون مريضي تايسون؟ لا، لا ذلك مستحيل. تايسون لا يعمل ذلك ابداً فقد لمست منه اخلاقاً نبيلة طيلة الاشهر الستة السابقة. كذلك اتذكر جيداً عندما اردت تأجير شقتي، ذهبت مع السمسار ليعرض عليّ الشقة فسألته عن سكان الحي. قال انه حي آمن ولم تقع فيه اي جريمة منذ عقود طويلة. فلماذا وقع لي هذا الاعتداء السافر يا ترى؟ واين كان الحراس الامنيون بالمجمع وقتها؟ لماذا لم يحموني؟ هل كانوا نائمين؟ اشعر بغضب شديد على حالتي هذه. ماذا افعل يا ترى؟ وفوق كل ذلك فانا اشعر بجوع مدمر". نظرت الى الامام فرأت كيساً بلاستيكياً فوق الطاولة فتسائلت، "ما هذا يا ترى وماذا بداخله؟ ساحاول الوصول اليه". وقفت ومدت يدها بصعوبة للوصول إلى الطاولة لتلتقط الكيس وتسحبه إليها. نظرت بداخله فوجدت لفافات ورقية كثيرة تحتوي على شطائر (الهامبورگر). فتحت واحدة منها والتهمتها بسرعة كبيرة وفتحت الثانية واكلتها ثم امسكت بقارورة الماء وشربت حتى ارتوت فشعرت بارتياح نسبي. نظرت بداخل الكيس ثانية فعثرت على المزيد من الشطائر وعلب حمراء كثيرة تحتوي على اصابع البطاطا المقلية الباردة. اخرجت علبة منها وصارت تأكل منها ثم اغلقت الكيس ووضعته على الارض بالقرب منها. عادت وتفحصت المكان فلم تجد اي دليل يشير الى المكان الذي هي فيه. ولا سبب وجودها هناك، لكنها بالتأكيد اسيرة رغماً عنها. حاولت ان تفتح القفل الذي يربط السلسلة الحديدية بكاحلها فلم تتمكن من ذلك. تذكرت ما رأته في الافلام السينمائية كان الكثير من الابطال يقومون بالبحث عن اي سلك معدني لكي يعالجوا به المفتاح فينفتح. لذلك بدأت تروم وتفتش بناظرها بحثاً عن سلك او شيء من هذا القبيل. بقيت تبحث كثيراً وتتلمس كل شيء قريب منها فلم تعثر سوى على مسمار كان بارزاً قليلاً من احدى الواح الحائط الخشبية. مدت السلسلة التي تربط كاحلها إلى الحد الأقصى حتى وصلت الى ذلك المسمار وبقيت تحاول سحبه لكنه كان عنيداً ومغروساً بعمق داخل الخشبة فابى ان يخرج من مغمده. هنا سمعت قرقرة امعائها من شدة الجوع فتوقفت وارادت الاستراحة قليلاً لتتناول شطيرة اخرى من الهامبورگر كي تعزز طاقتها. وبعد ان اكلتها عادت وصارت تحاول سحب المسمار من جديد بكل قوتها لكن ظفر ابهامها الايمن انكسر فتركت المسمار وقررت المحاولة لاحقاً. ظلت تتأمل طويلاً كي تصل الى حل منطقي لتنال حريتها دون جدوى.
<<< في (سولت ليك سيتي ) خارج باب شقة الدكتورة فلستي <<<
وقفت ياسمين خارج باب الشقة تضغط على جرس الباب طويلاً دون رد. حاولت مراراً وتكراراً لكن احداً لم يفتح لها الباب. فكرت قليلاً وقالت، "اما ان تكون فلس نائمة او انها اصيبت بعدوى الجنون من المرضى الذين تعالجهم طوال اليوم. اوف يا فلس، اين انت يا ترى؟ هيا استيقظي". بقيت تضغط على جرس الباب دون جدوى. بدأ القلق يدب في قلبها. "ماذا ستعملين يا ياسمين؟. دعني اطلبها على الهاتف، ربما ذهبت الى حمام السباحة فصاحبتي مجنونة سباحة. اقسم بالله اني اخالها سمكة احياناً. او ربما جميع الهنود الحمر يسبحون بجنون مثلها". اخرجت هاتفها وطلبت رقم فلستي فسمعت الهاتف يرن من وراء باب الشقة. "يا الهي، هاتفها بالداخل لكنها لا ترد، او ربما... يا ساتر يا ربي... لا، لا، يجب ان افعل شيئاً. ساتصل بالشرطة الآن". طلبت الرقم 911 فسمعت موظفة البدالة تقول،
موظفة البدالة : 911 ما هي حالة الطوارئ؟
ياسمين : صديقتي لا ترد على جرس الباب. اخشى ان تكون في خطر.
موظفة البدالة : ربما تكون خارج الشقة سيدتي.
ياسمين : انا واقفة خارج باب شقتها وقد طلبتها على هاتفها النقال فسمعته يرن من وراء الباب بداخل الشقة. انا متاكدة انها بالداخل لكنها لا ترد.
موظفة البدالة : هل هي سيدة كبيرة في السن؟
ياسمين : كلا ابداً، عمرها 40 سنة.
موظفة البدالة : اليس هناك احتمال ان تكون قد خرجت ونست هاتفها؟
ياسمين : لا هذا مستحيل. صديقتي طبيبة نفسية وتحمل معها هاتفها 24 ساعة لانها تتلقى مكالمات من مرضاها باوقات غير معتادة.
موظفة البدالة : استمري بالمحاولة سيدتي فقد تسمعك لاحقاً.
ياسمين : اسمعي مني ايتها الشرطية المستجدة، اقول لك انها في خطر محدق بها لانها تعالج مرضى نفسيين خطرين ورجال يمتهنون اغتصاب النساء.
موظفة البدالة : حسناً، حسناً على رسلك سيدتي، سارسل لك دورية تحاول مساعدتك.
ياسمين : ارجوك اطلبي منهم الاسراع فانا خائفة جداً.
موظفة البدالة : سافعل سيدتي لا تقلقي.
ياسمين : شكراً.
ظلت ياسمين واقفة خارج باب الشقة لاكثر من ربع ساعة حتى سمعت صوت باب المصعد ينفرج ويخرج منه شرطي وشرطية بملابسهم الرسمية. قالت لها،
الشرطية : أانتِ التي عملت البلاغ؟
ياسمين : اجل. انا هنا منذ اكثر من ساعة ادق جرس الباب دون جدوى.
الشرطية : ما اسم صاحب الشقة؟
ياسمين : اسمها فلستي. وهذا اسمها على الباب انظري.
الشرطية : إذاً، تنحي جانباً سيدتي.
طرقت الشرطية الباب بقوة وقالت،
الشرطية : هلو، هلو، سيدة فلستي، هل انت بالبيت؟
لكن احداً لم يرد على ندائها فعادت وكررت النداء من جديد قالت،
الشرطية : هلو، هلو، فلستي، فلستي، هل انت بالبيت؟ هل هناك احد بالبيت؟
نظرت ياسمين الى الاسفل فرأت طبعات أقدام كبيرة ملوثة بالطين قالت،
ياسمين : انظري الى هذه الطبعة، يبدو ان شخصاً ما كان هنا ودخل ثم خرج لان الطبعات متعاكسة.
تفحصت الشرطية اثر الاقدام فعلمت ان امراً مريباً قد وقع. نظرت الى زميلها وقالت،
الشرطية : دعنا نكسر الباب.
الشرطي : لا هذا لا يجوز. ان ذلك مخالفٌ للقانون.
الشرطية : ليس هناك اي مبرر كي نرى مثل هذه الطبعات بداخل بناية محترمة من هذا النوع لذلك اعتقد ان هناك شيء غير طبيعي.
هنا كذبت الشرطية كي تجد مبرراً لاقتحام الشقة فاضافت،
الشرطية : انتظر لحظة، لقد سمعت نداء استغاثة من داخل الشقة. دعنا نكسر الباب فالآن لدينا سبب محتمل.
ضرب الشرطي الباب بكتفه فلم فابى ان نفتح عاد وضربه مرة ثانية فلم ينفتح لذلك قرر الشرطيان ضربه سوية فضربوه معاً فانفتح هذه المرة. دخل الثلاثة الى الشقة ولم يجدوا اي احد بالداخل. لكنهم رأوا اثار مقاومة واضحة حين شاهدوا طاولة مقلوبة بجانب الباب وهاتف فلستي مرمياً على الارض وهو ما زال يرن فعلموا وقتها ان شيئاً غير طبيعي قد وقع. استلّت الشرطية سلاحها وطلبت من ياسمين البقاء خارج الشقة حفاظاً على سلامتها حتى تستكشف الشقة بالكامل. بدأت تتفقد المكان من صالة الى صالة حتى دخلت غرفة النوم فوجدت دولاب الملابس منفرجاً على مصراعيه والكثير من الملابس مرمية على الارض. استلت جهاز اللاسلكي واتصلت بالمركز قالت، "لدينا ظرف 146. ارجو عمل اللازم". انتظرت قليلاً ثم سمعت على جهاز اللاسلكي الرد يقول، "غادروا المكان جميعكم ولا تلمسوا اي شيء" سنبعث لكم محققاً وخبراء من البحث الجنائي.
الشرطية : علم. سنخرج حالاً.
خرجت الشرطية من باب الشقة فرأت ياسمين تنظر اليها بكل قلق وتسأل،
ياسمين : هل تبين معك شيئاً حضرة الضابطة؟
الشرطية : كنت اظنها 146. ولكن اتضح انها 134 او 136.
ياسمين : لا افهم تلك الشفرات. هل تقصدين ان شخصاً قد اختطف الدكتورة؟
الشرطية : اجل، يبدو ان هناك امراً مريباً قد وقع ونحن لا نعرف طبيعته لذلك استعنت بالمركز وطلبت منهم المساعدة. اخبروني بانهم سيبعثون بفريق محققين وخبراء ليستكشفوا الامر.
ياسمين : هل تعتقدين انها عملية اختطاف إذاً؟
الشرطية : لا اعلم بعد سيدتي. لا نستطيع التكهن باي شيء قبل ان يصل المحققون وفريق التحقيق الجنائي.
بقيت ياسمين واقفة بصحبة الشرطيين لاكثر من نصف ساعة اخرى حتى انفرجت ابواب المصعد من جديد وخرج منها عناصر شرطة كثر، البعض منهم كان يرتدي بدلات بيضاء وكمامات واحذية واقية ليدخلوا جميعاً الشقة ويبدأوا ابحاثهم.
<<< في مكان مجهول بالكوخ الذي احتجزت فيه فلستي <<<
كانت فلستي جالسة على الارض تفكر بطريقة تتمكن من خلالها الهرب من ذلك الكوخ اللعين حتى ورد الى مسامعها صوت هدير محرك يأتيها من بعيد فاستبشرت خيراً وقالت، "يبدو ان هناك اشخاص يمرون من قم الدجاج هذا. يجب ان اصرخ واستنجد بهم ربما سيساعدونني كي اخرج من هنا". بدأت تصرخ باعلى صوتها وتقول، "انقذونـــــــي، رجاءاً انقذونـــــــي ، رجاءاً اريد مساعدتكم انقذونـــــــي انا معتقلة هنا رغماً عني، اتصلوا بالشرطة". لكن احداً لم يأتي لنجدتها. صار صوت هدير المحرك يرتفع شيئاً فشيئاً فاصبح واضحاً لديها انه صوت محرك قارب وليست سيارة او دراجة نارية والصوت بات يقترب منها. فحدثت نفسها وقالت، "ماذا لو ان المختطف هو الذي بداخل ذلك القارب؟ بهذه الحالة ساثير غضبه وسيقوم بتشديد الخناق علي او ربما سيقتلني. لذا يجب ان التزم الصمت وانتظر قليلاً حتى يأتي الى الداخل فارى ماذا سيحصل وقتها".
بقيت تترقب وتسمع خطوات تقترب من الكوخ حتى سمعت قلقلة مفتاح الباب ثم انفرج ودخل رجل طويل القامة. لكن النور حجب رؤياها لان الضوء آتٍ من خلفه ولهذا لم تتمكن من مشاهدة ملامح وجهه بوضوح. خطى خطوتين الى الامام ليدخل الكوخ وبدأت ملامحه تتضح شيئاً فشيئاً حتى تعرفت عليه وصاحت،
فلستي : مستحيل! اهذا انت يا تايسون؟
تايسون : اجل يا ساقطة، انه تايسون ايتها الهندية القذرة.
فلستي : ولكن لماذا تتحدث معي بهذه اللهجة؟ لقد كنت معي في غاية اللطف طوال الاشهر الستة الماضية وقد رفعت عنك تقريراً ممتازاً والغيت عنك مراقبة وتتبع الشرطة. اهكذا تجازيني؟
تايسون : اجازيكِ يا حقيرة ام العنكِ.
فلستي : ولماذا تلعنني؟ اهذا هو الدين الذي كنت تتحدث عنه؟ اهكذا يكون العرفان بالجميل؟
تايسون : هل قلتِ عرفاناً بالجميل؟ لقد سمعت صرخاتك وانت تستنجدين وتطلبين المساعدة قبل ان ادخل. ألا تعرفين ان جميع من بهذه الولاية يعرفونني ويعرفون عائلتي واجدادي؟ حتى الشرطة هنا تعرفني وانهم سوف لن يأتوا لنجدتك. والآن ساريكِ كيف يكون العرفان بالجميل يا عاهر.
نزع سرواله وبدأ يتعرى من ملابسه شيئاً فشيئاً حتى اصبح ربي كما خلقتني . نظرت اليه لتراه في غاية الاستعداد ليمارس لاغتصاب معها اي (**~). هنا فكرت ملياً وقررت ان تستغل علمها الذي استجمعته عبر السنين عن المغتصبين وسلوكياتهم اثناء نقطة الزناد. الآن وُضِعَتّ الدكتورة في خانة الضحايا لذلك غيرت من نبرة صوتها لينقلب حديثها 180 درجة قالت،
فلستي : اخيراً يا تايسون؟ اخيراً فهمتني؟
تايسون : ماذا تقصدين بذلك يا عاهر؟
فلستي : اخيراً ستنفذ ما في قلبي. اخيراً ساحضى بك لي وحدي يا اجمل واحلى رجل بالعالم. اخيراً ستمارس الجنس معي.
لم يصدق تايسون ما قالته الدكتورة للتو. توقف ونظر اليها ثم قال،
تايسون : ماذا قلت يا فاجرة؟ أكنت تحبينني كل ذلك الوقت؟
فلستي : لست احبك وحسب بل كنت متيمة بحبك واتمنى اللحظة التي تضاجعني فيها مرات ومرات. اردتك ان تأخذني بالاحظان وتجعلني جاريتك. اردتك ان تجعل مني حبلى.
كان كلامها هذا قد اصابه بصدمه كبيرة. فجأة بدأت الامور تتحور لديه فيزيائياً فبردت شهوته واحبطت الامور لديه اي ان الـ (**~) قد فشل. نظر الى الاسفل فوجد نفسه غير مستعد لاغتصابها قال،
تايسون : لماذا تتحدثين معي بهذا الاسلوب؟ لماذا قلت ما قلت؟ لقد افسدت عليّ كل شيء.
فلستي : لماذا يا حبيبي؟ انا احبك منذ زمن بعيد واود لو انك تأتي لتمنحني حبك وتمارس معي الجنس مرات عدة. انا اريدك لي ولدي شبق كبير نحوك.
تايسون : لكن ذلك غير صحيح. انا اردت ان... ما كان يجب عليك ان... انت شريفة عفيفة وانا اردت ان افعل بك... لماذا تتحدثين معي كالعاهرات بهذه الطريقة؟
فلستي : لانني اعشقك وكنت احلم بك وانت تضاجعني مرارا وتكرارا حتى تشبع شبقي وشهوتي وعطشي اليك.
تايسون : اخرسي ايتها العاهر انت مجنونة.
فلستي : بل انا مجنونة بحبك يا عمري تعال وخذ ما تريده مني كما تشاء وكيفما تشاء فانا لك وانت لي. أؤكد لك يا حبيبي انني مستعدة لكل شيء تعمله في.
علم تايسون انه غير مستعد فيزيائياً كي يغتصبها لذلك ثارت ثورته وامسك بالحزام الذي استله من بنطاله وراح يضربها بقسوة كبيرة فصارت تصرخ وتقول،
فلستي : اضرب، اضرب، اضربني اكثر اضربني اقوى ارجوك. اريدك ان تؤلمني فالضرب الذي تضربه رحيم جداً. ارجوك اضرب بقوة اريد ان اشعر بتلك الجلدات على جسدي كي تشبع شبقي نحوك. انا اريدك ان تضربني بقسوة وتخرج الدم من كل بقعة من جسدي.
توقف تايسون عن ضربها وانهار تماماً قال،
تايسون : اخرسي يا ساقطة. هيا اخرسي، لا اريدك ان تفتحي فمك.
رمى الحزام على الارض وتوقف عن ضربها ثم جلس على الكرسي امامها وهو عارٍ تماماً من ملابسه وصار يبكي بكاءاً مراً. فلقد لمست اعصابه بكلامها وافسدت عليه خطته اولاً في اغتصابها والآن تمكنت منه بالكف عن الضرب. لكن لا، يجب ان يعاقبها على ما فعلته. اخرج سدادتان مصنوعتان من السليكون من جيبه وادخلهما بكلتا اذنيه كي لا يسمع صوتها. وقف من جديد بعد ان التقط الحزام من الارض وصار يضربها به مرة واثنتان وثلاثة حتى بدأ الدم يسيل من كتفها وظهرها وصدرها وايديها. كانت حريصة على ان لا تصرخ من الالم بل تتضاهر بانها تتلذذ بالضرب كي تتغلب عليه. وعندما تعب وانهارت قواه توقف وقال بتهكم،
تايسون : دكتورة فلستي، دكتورة فلستي، كيف لهندية ان تكون دكتورة؟ هل زورتِ الشهادة؟ وماذا عن اسمكِ؟ من اين جاؤوا باسمك يا هندية؟ لماذا اسموك فلستي؟ انه اسم للبيض المؤمنين وانت هندية سمراء كافرة.
فلستي : عندما ولدت منحني والدي اسم (فالا) وهو اسم للفتيات الهنديات. بعدها في السادسة من عمري ادخلوني المدرسة القريبة من المحمية. صار الطلاب البيض يضحكون على اسمي كلما نادتني المدرسة، لذا قرر والدي تغيير اسمي ومنحي اسماً جديداً يشبه اسماء الفتيات البيض فوجد ان فلستي قريب لاسم فالا.
تايسون : انا اعرف الاسماء لديكم تعني اشياء كثيرة كالصقر العالي او الغيمة السوداء او الدب الكبير او الحمامة العالية. لقد شاهدت ذلك بافلام الكاوبوي. فماذا يعني اسمكِ؟
فلستي : انه مجرد اسم ولا يعني شيئاً.
تايسون : بل انا متأكد من ان له معنى. يجب ان تخبريني يا حقيرة.
امسك بالحزام وبدأ يضربها من جديد لكنها لم تصرخ بل صارت تقول،
فلستي : اجل، اجل، اضربني بقوة يا عمري اضرب اكثر. ارديك ان تغطي جسدي بالكدمات، بذلك سترضي شوقي وشبقي اليك يا حياتي. انا ملتذة جداً بضربك.
غضب من كلامها وصرخ صرخة مدوية وكأنه ذئب متوحش ثم راح يرتدي ملابسه ليخرج من الباب بعض الوقت ثم رجع الى الكوخ بعد قليل حاملاً بيده اليمنى كيس طعام جديد وزجاجة ملئى بالماء بيده اليسرى ووضعهما فوق الطاولة ثم خرج من الكوخ ليحكم قفل الباب بالمفتاح. بعد قليل سمعت صوت محرك القارب يدور فتأكدت انه رحل تماماً فبدأ الصوت يبتعد شيئاً فشيئاً حتى خبى تماماً. علمت يقيناً انها اصبحت وحيدة الآن بداخل الكوخ وبمأمن منه بشكل مؤقت. نظرت الى جراحها ثم صارت تقطع خرقاً من فستانها الاحمر لتربطها فوق الجروح. ولما انتهت من ذلك اتخذت قراراً حاسماً وقالت، "يجب ان اجد طريقة للهرب من هنا. هذا الغول القذر سيعود عاجلاً ام آجلاً وسيوسعني ضرباً او ربما سوف يجد طريقة كي يغتصبني فيها إذا عرف السبيل الى الحبة الزرقاء. يجب ان احاول مرة اخرى على اخراج المسمار من خشب الجدار". عزمت ان تحاول من جديد على تطويع المسار وصارت تلف قطعاً من القماش حول المسمار كي تربطه بها وصارت تحاول انتزاعه. بقيت تسحب وتدفع يميناً ثم شمالاً. ولما بدأ يخرج رويداً رويداً، انحنت وامسكت به باسنانها وصارت تسحبه بقوة شديدة حتى اخرجته تماماً من مكانه. نظرت للمسمار وقالت، "الآن انت الذي ستنقذني من محنتي". ادخلت المسمار بالقفل الذي يربط كاحلها بالسلسلة الحديدة وراحت تعالجه وتلفه بشكل دائري لكنه لم ينفتح. تعبت يدها فسكنت قليلاً لترتاح حتى تأكل بعض الطعام. فتحت الكيس واخرجت لنفسها شطيرة هامبورگر وصارت تأكلها وتشرب الماء بعدها. ثم اكلت بعضاً من اصابع البطاطا المقلية الباردة حتى شعرت ان معدتها قد امتلأت. عادت لتعالج المفتاح من جديد مستعملة المسمار. وفجأة سمعت قلقلة المفتاح لينفتح. هللت وبدأت تصرخ بسعادة كما يفعل اجدادها الهنود الحمر ثم رفعت السلسلة من قدمها وصرخت باعلى صوتها "حريــــــــــة". وقفت تتجول بداخل الكوخ بدون سلاسل ترقص رقصة الانتصار. حاولت ان تسحب الطاولة كي تصعد فوقها لتنظر من الفتحة العليا وتتبين المنطقة لكنها لم تصل اليها لانها كانت مرتفعة للغاية فعلمت ان ذلك سوف لن يجدي نفعاً. ذهبت الى باب الكوخ الا انه كان محكماً بالمفتاح هو الآخر. بدأ التعب يدب في جسدها فقررت ان تنام قليلاً وتحاول ان تجد لنفسها مهرباً باليوم التالي. افترشت الارض ونامت نوماً عميقاً رغم كل الآلام التي كانت تعاني منها على اثر الضرب المبرح الذي تلقته.
<<< في العاصمة بداخل مركز الشرطة <<<
وقفت ياسمين خارج مكتب الضابط تنتظر دورها بالدخول. ولما استدعاها بعد وقت ليس بقصير دخلت وقالت،
ياسمين : لقد مرت ثلاثة ايام على اختطاف الدكتورة فلستي فهل لديك اي معلومات عنها؟
الضابط : كلا، لقد بدأ فريق البحث الجنائي بالتحريات ولم يصلوا الى اي نتيجة تذكر لحد الآن. لقد وصلتني للتو نتائج الحمض النووي من المختبر الجنائي، لكن الجاني كان حذرنا جداً لانه ارتدى قفازات على ما يبدو ولم يترك اي دليل جيني ورائه. وانت، هل لديك اي مشتبه به؟
ياسمين : بالطبع لدي. لقد قلت ذلك لزميلك المحقق الذي جاء الى شقة فلستي ليلة اختطافها.
الضابط : لقد تغير المحقق وقد كُلّفَ محقق جديد آخر يدعى دِك هاريسون بالقضية من الآن وصاعداً.
ياسمين : لماذا؟
الضابط : لا اعلم بعد ولكنه يعرف الدكتورة جيداً. سألتك قبل قليل هل لديك اي مشتبه به؟
ياسمين : بالطبع لدي. فالدكتورة فلستي كانت تعالج رجلاً قام باغتصاب 79 امرأة وحكم عليه بالسجن المؤبد ثم اخرج بعد فترة من الزمن وصار يتردد على عيادتها لغرض العلاج لفترة ستة اشهر.
الضابط : اجل اعلم ذلك. وهذا هو السبب الذي جعلهم يختارون المحقق دِك هاريسون ليحقق بالقضية.
ياسمين : وهل توصل الى اي نتائج؟
الضابط : انا غير مخول ان ازودك باي معلومات. لحد الآن، فالبحث ما زال جارياً.
ياسمين : بعبارة اخرى انكم لم تتمكنوا من فعل اي شيء ولم تحصلوا على اي دليل اليس كذلك؟ المجرم سيغتصبها ويقتلها وانتم جالسون على مؤخراتكم هنا.
الضابط : افهميها كما تفهميها. انا ليس لدي كلام اكثر من ذلك. والآن ارجوكِ يا سيدة ياسمين غادري مكتبي فوراً.
خرجت يا سمين من مكتب الضابط وهي في غاية الغضب والاحباط لانها علمت ان الشرطة عاجزة عن ايجاد صديقتها المخطوفة. خرجت من المكتب وصفقت الباب بكل قوتها.
<<< في مكان مجهول بالكوخ الذي احتجزت فيه الدكتورة <<<
استيقظت فلستي من نومها وقالت، "اليوم يجب ان افعل شيئاً قبل ان يأتيني ذلك المختل عقلياً ويكيل الي المزيد من الضرب او قد يتمكن من...". هنا تذكرت عندما كانت طفلة صغيرة سألت جدتها، ماذا افعل يا جدتي لو جابهني دب كبير يريد مهاجمتي؟" فاجابتها جدتها الحكيمة وقالت، "تستطيعين ان تقولي تعويذة كان يستعملها اسلافنا الچيروكي منذ الازل بطلب العون من الارواح الصالحة. انها تحميك من الشر وتعطيكِ قوة شديدة تعينك على التغلب عليها". فسألتها، "الا علمتيني تلك التعويذة يا جدتي؟". قالت حسناً قولي من بعدي، (ناكوتا هاتان نا كاهو، ناونا اينا. موهو سوما كورام ايدانتاهو. چيروكي هانونات نيشناتا). فكررت التعويذة عدة مرات حتى حفظتها تماماً ثم سألت جدتها، ماذا تعني؟ قالت انها تعني، "ايتها الارواح الصالحة قفي الى جانبي وادحري الشر واستلهمي القوة من نور اجدادنا محاربي الچيروكي الابطال". رددت الدكتورة فلستي التعويذة وهي تعالج قفل الباب فامسكت بالمسمار بقوة وادخلته بالقفل وصارت تحركه بكل الاتجاهات اثناء ترديد التعويذة ناكوتا هاتان نا كاهو، ناونا اينا. موهو سوما كورام ايدانتاهو. چيروكي هانونات نيشناتا. صارت تعالج قفل الباب بالمسمار وهي ترتل التعويذة المرة تلو الاخرى وكل مرة كان صوتها يرتفع اكثر ودموعها تسيل من عينيها وفجأة سمعت قلقلة المفتاح ينفتح فدفعت الباب وخرجت خارج الكوخ ونظرت حولها فاصيبت بالذهول.
"يا الهي ما هذا المكان الرومنسي الساحر؟ انا في جزيرة صغيرة محاطة بالمياه من كل جانب. اجل، الآن علمت لماذا كان ذلك الحقير تايسون يأتيني بالقارب كل مرة. سالقي نظرة شمولية على المنطقة من كل الزوايا". صارت تدور حول محيط الكوخ وتنظر الى المسافات ما بينها وبين اليابسة فقالت، "بامكاني السباحة الى اليابسة بلا شك فالمسافة لا تتعدى الخمسمائة متر على اعلى تقدير. ساقطعها ببضع دقائق فقط، انا متأكدة من ذلك. ولكن بالبدايةً، يجب ان اتخلص من جميع ملابسي لانها ستعيقني عند السباحة. ساضع ملابسي في كيس الطعام البلاستيكي واسحبها ورائي عندما اكون بالماء لانني ساحتاج اليها وقتما اصل الى اليابسة فالجو باردٌ جداً وقد اموت بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم. دخلت الكوخ من جديد وافرغت كيس الطعام البلاستيكي من لفافات الهامبورگر ورمتها على الطاولة، خلعت كل ملابسها ووضعتها بداخل الكيس ووضعت بطانية وجدتها مرمية على الارض مع الملابس ثم احكمت ربط الكيس بحبل من القنب وجدته بداخل الكوخ لتستوزره على خصرها. خرجت من الكوخ ونزلت الى ماء البحيرة تدريجياً فلسعتها برودة الماء التي تكاد تصل الى الانجماد لكن ذلك لم يثنيها عن عزمها. بدأت تسبح باتجاه اليابسة. وكلما ظنت انها قطعت شوطاً كبيراً بمسعاها، نظرت خلفها لتجد نفسها ما زالت بمكانها بالقرب من الكوخ ولم تبتعد عنه كثيراً. بقيت تعوم وتعوم حتى صار جسدها يعتاد على برودة الماء. بقيت تسبح لاكثر من ربع ساعة، وفجأة استدارت للخلف لتجد نفسها قد اصبحت بمنتصف الطريق ما بين الكوخ واليابسة. استدارت وواصلت السباحة نحو اليابسة. لكنها فجأة سمعت صوت محرك القارب المعتاد أتاها من الخلف متجهاً مباشرةً نحوها. وما هي الى دقائق ونظرت خلفها لترى طراداً من نوع زودياك مطاطي يقوده تايسون مقبلاً مباشرةً نحوها. "يا الهي ما العمل؟ لقد ادركني المجرم وبالتأكيد سيقتلني هذه المرة لانني هربت من حبسه".
صار الطراد قريباً جداً منها ثم استدار يميناً ليمشي بمحاذاتها فسمعته يصرخ عليها ويقول،
تايسون : هل جننت ايتها الهندية الحمقاء؟ سوف تموتين غرقاً. اعطني يدك ودعيني انقذك يا غبية.
مد يده اليها ليعينها على ركوب القارب. لكنها لم تأخذ بيده بل استمرت بالسباحة مبتعدةً عنه. انحنى بجسده ومد يده مرة ثانية كي يمسك بشعرها لكنه فقد توازنه وسقط بالماء. راح يصرخ باعلى صوته ويقول،
تايسون : انقذيني يا دكتورة، ارجوك انقذيني. انا لا احسن السباحة، ساموت يا دكتورتي.
بقيت تبتعد عنه لانها تعرف جيداً انه سوف يطعنها بخنجر فورما تقترب منه. وهذا ما تعلمته من دراساتها لسنين طويلة. فالذين يعانون من السايكوسز يفضلون الانتقام على النجاة. حضرت الى ذهنها قصة الضفدع والعقرب عندما اراد العقرب عبور النهر وطلب من الضفدع ان تعينه على العبور. لذلك قالت له من بعيد،
فلستي : هل تذكر عندما سألتني البارحة عن معنى اسمي بلغة اجدادي الچيروكي؟
تايسون : اجل سألتك وقلتِ وقتها انه مجرد اسم لا يعني شيئاً.
فلستي : بل ان اسمي بلغة قبائل الچيروكي يعني (المنتقمة).
تايسون : والآن ماذا ستعملين بي؟ هل ستنتقمين من مريضك الذي يحتاجك؟ اهذه اخلاقيات الاطباء؟ ارجوك ارحميني.
فلستي : وهل رحمتني عندما كنت اسيرتك يا قذر؟ لقد اردت ان تغتصبني. ولما علمت بانك فاشل ولست رجلاً كاملاً كما كنت تتصور، قمت بضربي ضرباً مبرحاً وكدت اموت تحت يديك. جلدتني بحزامك وبقيت تضرب حتى صرت انزف من كل بقعة من جسدي. يا لك من خنزير ابيض.
غطس بالماء ثم اخرج رأسه مرة ثانية بصعوبة وقال،
تايسون : لا، لا، ارجوكِ انا لم اقصد ان أؤذيك. انت كنت تحبين الضرب وتستمتعين به اليس كذلك؟ ارجوك لا تتخلي عني.
بقيت تسبح وتبتعد عنه حتى كفّ عن الصراخ والعويل ونزل الى قاع البحيرة ببطئ شديد. واصلت فلستي السباحة حتى وصلت اليابسة بعد شق الانفس وصراع طويل مع الامواج فالقت بجسدها المنهك على الجرف لترتاح من عناء السباحة. كانت ترتجف من البرد والتعب. اغلقت عينيها وسكنت قليلاً حتى جف بدنها قليلاً ففتحت الكيس وصارت ترتدي ملابسها وتضع البطانية فوق كتفها ثم سارت نحو الغابة الكثيفة التي امامها.
كانت تشعر بالم في معدتها من شدة الجوع بعد كل المجهود الذي قامت به فندمت على عدم جلب باقي الطعام معها. مشت بالغابة كثيراً حتى عسعس الليل بضلامه الدامس احتارات باي اتجاه ستسير، لذا ظلت واقفة بمكانها. هنا قررت الاستراحة بذلك المكان حتى بزوغ الشمس. افترشت فلستي عشباً رأته على الارض ولم تشعر باي شيء حولها. ولما بدأ النور يداعب جفونها من جديد فتحت عينيها ونظرت للاعلى لترى شجرة عملاقة تقف عليهل الطيور. "يجب ان اسير بخط مستقيم حتى اجد لنفسي مخرجاً من هذه الغابة اللعينة". سارت ليوم كامل تقتات على اوراق الشجر وتلعن اليوم الذي قبلت فيه معالجة ذلك الوحش القذر تايسون. وفجأة بدأت تسمع اصوات امواج الماء وهي ترتطم بالشاطئ. بدأ الامل يدب بقلبها كالاجراس لكنها عندما وصلت الشاطئ رأت نفس البحيرة التي جائت منها. وشاهدت من بعيد القارب ما زال واقفاً بوسط الماء ومن خلفه الكوخ. لقد سارت بالغابة بشكل دائري لتعود الى نفس النقطة التي بدأت منها. هنا جلست على الارض وهي محبطة تفكر بطريقة افضل. فجأة تذكرت شيئاً وقالت، "ساستخدم الشمس كبوصلة كما كان يفعل اجدادي الصالحين. وبما ان الشمس تشرق من الشرق وتغرب الى الغرب فسوف اتخذ اتجاهاً واحداً فقط كي لا اظل ادور بمكاني. ساضع البحيرة خلفي واتجه نحو الشمس التي بزغت قبل قليل من الشرق. اقتنعت بتلك الفكرة وصارت تسير متجهة نحو اتجاه الشمس بالغابة حتى اصبحت عمودية فوق رأسها فتوقفت لتستريح بعض الوقت وتتناول المزيد من الاعشاب وتشرب من برك الماء الصغيرة التي تتشكل على اثر الامطار. وعندما تبدأ الشمس بالهبوط من جديد نحو الافق تعلم انها تهبط باتجاه الغرب فتضعها وراء ظهرها هذه المرة وتواصل السير حتى يعسعس الليل من جديد فتتوقف عن السير وتفترش الارض لتنام عليها.
وفي احدى الليالي اسدلت رأسها على الارض فسمعت صوتاً مخيفاً يأتيها من خلف الاشجار. "يا الهي، ما هذا؟ ربما كان حيواناً مفترساً لكنني لن اخاف منه ولن استسلم، فانا مقاتلة عنيدة سادافع عن نفسي حتى الموت". امسكت بعصى غليضة التقطتها من الارض وحاولت ان تترصد للصوت الآتي من وراء الاشجار.
وصارت ترتل، (ناكوتا هاتان نا كاهو، ناونا اينا. موهو سوما كورام ايدانتاهو. چيروكي هانونات نيشناتا) الا ان الصوت خبا بعد قليل وتلاشى فعادت واسدلت رأسها على الارض لتنام ولكن بحذر شديد هذه المرة. باليوم التالي واصلت السير باتجاه الشرق حتى بدأت الاشجار تتناقص كثاقتها شيئاً فشيئاً ثم انتهت تماماً لتجد نفسها امام فضاء فسيح. نظرت نحو الشمس فرأتها تنزل نحو الغروب فقررت ان تتوقف عن السير وتمنح جسدها فرصة كي تستريح.
وبينما هي تُعِدُّ لنفسها فراشاً وثيراً من الاعشاب لتنام عليه سمعت صوتاً رفيعاً يأتيها من بعيد. لم تتمكن من التعرف على ذلك الصوت لانه كان اشبه بصوت الضباع او الفهود. امسكت بالعصى لتستعد للقتال حتى الموت لكنها سمعت الصوت من جديد فامسكت بالعصى بقوة ورفعت رأسها للاعلى وهي تتنفس ببطئ شديد كي لا يصدر منها اي صوت. فجأة تبينت ان الصوت هو صوت طفل رضيع وليس صوت حيوان. هنا رأت من بعيد امرأة تحمل طفلها وتقول لها،
المرأة : من انت؟ وماذا تعملين بمزرعتي؟
فلستي : سيدتي ساعديني. انا كنت سجينة من قبل رجل مجرم معتوه بمكان بعيد جداً ثم هربت من سجنه ومشيت بالغابة لبضعة ايام حتى وصلت مزرعتك هذه.
المرأة : هل تحملين سلاحاً؟
فلستي : كلا سيدتي انا هربت بملابسي فقط.
ابتسمت المرأة وسألت،
المرأة : ما اسمك؟
فلستي : اسمي فلستي، فلستي بيكر.
المرأة : وانا اسمي مريم فلبس وهذا ابني جوشوا.
فلستي : تشرفت بمعرفتك سيدتي.
مريم : نحن نسكن بمزرعة انا وزوجي واولادي وباقي افراد القبيلة.
فلستي : قبيلة؟ هل انتم من المورمون؟
مريم : اجل نحن مورمون. نسكن هنا بهذه المزرعة منذ امد بعيد. تعالي معي ودعيني اعتني بك واقدم لك الطعام.
فلستي : شكراً لك سيدتي فانا كنت اقتات على ورق الاشجار وماء المطر.
مريم : بيتنا ليس بعيداً من هنا. هيا تعالي معي.
مشت فلستي مع السيدة الطيبة مريم وصارت تحدثها عن عملها وكيف خدرها تايسون واختطفها من شقتها بـ (ليك سيتي) ليحضرها الى البحيرة ويحبسها بذلك الكوخ الصغير ثم كيف كان يعذبها ويحاول النيل من شرفها.
وصلوا الى بيتها فادخلتها الى الداخل لترى المزيد من الاطفال بقلب البيت قالت،
مريم : اعرفك باطفالي، اسطيفان ومتي ومرقص التوائم الثلاثة بسن الخمس سنوات وهذه مجدولين ذات السنوات الثلاث. وهذا هو زوجي جوزيف. وطبعاً جوشوا الذي احمله بيدي.
فلستي : عائلتك جميلة جداً سيدتي.
نظر الزوج بعين زوجته وشكل حاله يقول من اين لكِ بتلك السيدة، فقالت له،
مريم : عزيزي جوزيف، هذه السيدة اسمها فلستي لجأت الينا كي نساعدها. لقد قام رجل شرير باختطافها وحبسها لعدة ايام بداخل كوخ صغير بوسط بحيرة بعيدة وكان يأتيها بين الآونة والاخرى ليجلب لها الطعام والماء. كان يضربها ويحاول النيل منها لكنها قاومته ولم تمنحه نفسها. مشت ايام طويلة بالغابة حتى التقيتها واحضرتها الى هنا.
جوزيف : اهلاً ومرحباً بها. ستحل ضيفة كريمة بيننا.
هنا سألت الطفلة مجدولين،
مجدولين : يا امي ماذا تقصدين، (كان يحاول النيل منها)؟
مريم : اجل... اقصد انه... انه كان يمنع عنها الطعام والماء.
مجدولين : لكنك قلت انه كان يجلب لها الطعام والماء. انا لا افهمك.
مريم : اخرسي يا مجدولين فضيفتنا متعبة وجائعة. دعنا نمنحها كرم المسيحيين الطيبين. ساقوم بتضميد جراحها اولاً ثم نجلس لتناول العشاء.
جلست فلستي على الطاولة بعد ان ضمدت مريم جراحها وجلس امامها الاولاد وابوهم الذي كان يحمل بيده الطفل الرضيع جوشوا فصارت ربة البيت تعد الطعام. ولما فرغت جائت بقدر كبير وضعته امام الجميع وراحت تصب الحساء في صحونهم ثم جلبت الخبز ووزعته عليهم ليبدأوا بالاكل. وبينما هم يتناولون الطعام قالت فلستي،
فلستي : طعامك لذيذ جداً يا مريم.
لكن مريم ابتسمت ولم ترد على كلام فلستي فتطوعت الطفلة مجدولين لتقول،
مجدولين : نحن لا نتكلم اثناء الطعام على السفرة لأن ذلك حرام.
ابتسمت فلستي وقالت،
فلستي : انا اعتذر منكم. لم اكن اعرف ذلك.
بقي الجميع يأكل حتى أفرغوا صحونهم فتطوعت فلستي لتعين مريم بغسل الصحون وسألت،
فلستي : هل هناك مدينة قريبة منا يا مريم؟
مريم : اجل هناك مدينة تدعى (فورت جونستن) وهي تبعد ساعة عن هنا.
فلستي : هل لديكم سيارة؟
مريم : كلا، لدينة عربة تجرها الخيل. سيأخذك زوجي غداً الى فورت جونستن وسيشتري لك كل ما يلزمك.
فلستي : لا يلزمني شراء اي شيء. كل ما اريده هو الاتصال بالديار (سولت ليك سيتي).
مريم : هناك الكثير ممن سيساعدونك بتلك بالمدينة. لكن اليوم سوف تنامي عندنا مع ابنتي مجدولين بغرفتها.
فلستي : انا لا اعرف كيف اشكركم على ضيافتكم.
مريم : لا تقولي ذلك. انها واجب علينا يا فلستي.
وفي المساء اوى الجميع الى غرف النوم فدخلت فلستي غرفة مجدولين لتراها قد افترشت الارض تاركةً السرير لضيفتها قالت،
فلستي : لماذا تركتِ سريركِ ونمت على الارض يا حبيبتي؟
مجدولين : لانك ضيفتنا ويجب ان أوفر لك الراحة. انا سعيدة لانني افعل ذلك.
فلستي : حسناً حبيبتي. انا اشكرك من صميم قلبي.
مجدولين : يا فلستي، هل تأذنين لي بسؤالك؟
فلستي : بالتأكيد حبيبتي، تفضلي اسألي.
مجدولين : ماذا قصدت امي عندما قالت، (كان يحاول النيل منها)؟
فلستي : كانت تقصد انه اراد ان يؤذيني. نامي الآن يا حبيبتي فقد تأخر الوقت.
باليوم التالي استيقظت فلستي على صوت مجدولين وهي تقول،
مجدولين : لقد بزغ الفجر يا خالة فلستي. تقول امي، هيا انزلي الى الاسفل كي تتناولِ افطاركِ.
فلستي : سوف لن اتناول افطاري حتى احضى بقبلة منك.
انحنت على السرير وقبلتها فقامت وراحت تغتسل بينما نزلت مجدولين لتنتظر قدومها. وعندما جلست امام العائلة قال جوزيف،
جوزيف : ساخذك اليوم الى فورت جونستن.
فلستي : شكراً لك اخي جوزيف.
بعدها التزمت الصمت لكي تحترم قواعد المائدة بذلك البيت ويبدأ الجميع بتناول الافطار. وبعد نصف ساعة ركبت فلستي الى جانب جوزيف بالعربة وتحركوا باتجاه المدينة. ولما دخلوها بعد ساعة لاحظوا ان الجميع ينظر اليهم وكأنهم من سكان كوكب المريخ فسألت جوزيف قائلة،
فلستي : لماذا يبحلقون بنا بهذه الطريقة؟
جوزيف : انهم لم يروا امرأة امريكية أصلية من قبل.
فلستي : يا لهم من ناس غريبي الاطوار.
جوزيف : لا تعيري لهم اي اهتمام. ساحاول ان احصل لك على ما تريدين.
فلستي : شكراً اخي جوزيف.
جوزيف : انظري، هناك صندوق عمومي للتلفونات.
فلستي : هل لديك قطع نقود معدنية تعيرني اياها؟
جوزيف : اجل لدي الكثير من الارباع. تفضلي.
اخذت منه قطع النقود ودخلت صندوق التلفونات وبدأت تطلب رقم صديقتها ياسمين. ولما اكملت ادخال الرقم سمعت الهاتف يرن لكن صديقتها لم ترد على مكالمتها. بقيت تردد، "هيا يا ياس ردي، ارجوك ردي فانا بامس الحاجة اليك". لكن ياسمين لم ترد. خرجت خارج الصندوق وقالت لجوزيف.
فلستي : لا احفظ اي رقم آخر بسولت ليك سيتي، هل هناك مكان استطيع ان استعمل به الكومبيوتر؟
جوزيف : لا علم لي بهذه الامور. فانا لا اتعامل مع تلك الاجهزة ابداً.
فلستي : هل هناك مكتبة عمومية بالمدينة؟
جوزيف : اجل هناك مكتبة بآخر الشارع. دعينا نذهب اليها.
ركبت فلستي العربة مع جوزيف ليسحبهم الحصان حتى وصلوا المكتبة فدخلت وسألت الموظفة التي تدير المكتبة،
فلستي : صباح الخير، هل لديكم انترنيت سيدتي؟
الموظفة : اجل.
فلستي : هل تأذنين لي باستعمل حاسوبك لدقيقة واحدة فقط اريد ان ابعث رسالة الكترونية.
الموظفة : انا آسفة سيدتي، استعمال الكومبيوتر محصور فقط لموظفي المكتبة.
هنا ثارت ثورتها فصرخت،
فلستي : اسمعي مني يا امرأة لقد احتُجِزْتُ بضعة ايام بكوخ خشبي بوسط بحيرة لعينة وتعرضت للضرب كثيراً وكاد مختطفي ان يغتصبني. كل الذي اريده هو استعمال حاسوبك لدقيقة واحدة، دقيقة واحدة فقط. هل انا اطلب الكثير؟
الموظفة : بامكانك الذهاب الى مركز الشرطة لتبلغي عن الاعتداء. هذه مكتبة وليست مركز شرطة.
علمت فلستي انها تتعامل مع انسان ذو دماغ متحجر. تأملت قليلاً ثم سألتها،
فلستي : هل لديكم كتب في علم النفس؟
الموظفة : اجل، انها بالصف الثالث على الرفوف الاولى والثانية.
ذهبت فلستي الى ذلك المكان لترى كتابها الذي نشر مؤخراً (السلوك الاندفاعي للرجال). حملته وعادت به للموظفة وقالت،
فلستي : اسمعي مني، انا التي الفت هذا الكتاب.
قلبت ظهر الكتاب وارتها صورتها. تفحصت الموظفة الصورة فلستي ثم علقت،
الموظفة : اجل الشبه كبير بينكما.
فلستي : بل انها صورتي انا، ارجوك افتحي اي صفحة واقرأي ما بادخلها.
فتحت الموظفة الكتاب لا على التعيين وقرأت،"يمتاز مرضى السايكوسز بالميل نحو الانشطار النفسي...
اكملت لها فلستي وقالت،
فلستي : يمتاز مرضى السايكوسز بالميل نحو الانشطار النفسي والمسمى بالشيزوفرينيا الانقباضية. وهذا النوع من الانفصام يجعل الحيطة من الخطر يصل الى مستوى الصفر فيمتنع المريض عن التفكير بالعقاب من جراء افعاله العدوانية ليلجأ الى اقصى درجات...
قاطعتها الموظفة وقالت،
الموظفة : حسناً، حسناً، اقتنعت بانك انت من كتب هذا الكتاب. سامنحك خمس دقائق فقط. استديري وتعالي خلف منضدتي واكتبي رسالتك ولكن بسرعة لو سمحتِ. ما افعله هو مخالف للوائح والقوانين.
فلستي : شكراً لكِ سيدتي. سوف لن انسى صنيعك.
جلست فلستي امام الحاسوب وبدأت تحرر الرسالة التالية،
عزيزتي ياسمين، لقد اختطفت من امام شقتي وأحتجزت في مكان بعيد جداً لبضعة ايام من قبل مريضي (تايسون). تمكنت من الهرب منه باعجوبة ولجأت لدى اناس طيبون من مجموعة المورمون الذين استضافوني بمزرعتهم بالقرب من فورت جونستن. اريد منك المساعدة باقرب وقت ممكن. في الوقت الحالي ليس معي نقود. ارجو ان تتصلي بالشرطة لتخبريهم...
قاطعتها موظفة المكتبة وقالت،
الموظفة : احتاج الى الكومبيوتر الآن. ارجوك انهي رسالتك بسرعة.
فلستي : لقد كدت ان انتهي يا سيدتي ارجوك. امنحيني نصف دقيقة فقط.
فرجعت فلستي لتكمل الرسالة وكتبت،
ارجو ان تتصلي بالشرطة لتخبريهم عن مكاني فانا بمزرعة المورمون الواقعة بـ (وادي الشمس). انا مضطرة لان انهي الرسالة الآن.
فلستي
ضغطت على زر الارسال ثم شكرت الموظفة وهمت بالمغادرة لكن الموظفة نادتها وقالت،
الموظفة : هل يمكنك ان توقعي نسخة الكتاب هذه؟
فلستي : بكل سرور. ما اسمك؟
الموظفة : اسمي ايليانور.
امسكت الكتاب وكتبت،
الشكر الجزيل لـ (ايليانور) الانسانة الطيبة التي أنقذت حياتي وسمحت لي باستعمال حاسوبها لاطلب النجدة ولولاها لهلكت. ثم وقعت عليه وارجعته اليها. فراتها تبتسم اخيراً.
خرجت فلستي من المكتبة لتجد جوزيف ينتظرها. ركبت معه العربة وعادا الى المزرعة.
<<< في (سولت ليك سيتي ) بشقة ياسمين صديقة الدكتورة فلستي <<<
دخلت ياسمين عائدة من وظيفتها حيث تعمل كطباخة بمطعم يوناني فتبينت ان ابنتها لارا لم تعد من المدرسة وزوجها سهيل هو الآخر لم يعد من عمله بعد. وضعت اغراضها على الطاولة الى جانب الباب وتوجهت مباشرة الى الحمام كي تزيل عنها رائحة المطعم المشبعة بدخان الفحم وشواء اللحوم. بعد الحمام ارتدت ملابس فضفاضة وجلست امام حاسوبها المتنقل من نوع (ديل) في غرفة نومها. فتحته كي تتفحص الوارد على بريدها الالكتروني لانها قلقة جداً على حالة اخاها هاشم في بيروت الذي اصيب بانفلونزا حادة. وقبل ان ينفتح الحاسوب ويستقر تماماً. سمعت صوت باب الشقة يفتح ثم ينغلق فتركت الحاسوب مفتوحاً ورجعت للصالة لترى زوجها سهيل يدخل مع ابنتها لارا وهم يخلعون معاطفهم. قالت،
ياسمين : لماذا تأخرتما؟ كدت اموت من القلق.
سهيل : ذهبت الى مدرسة لارا واخذتها من هناك ثم تذكرت انني نسيت ملفاً في غاية الاهمية والحساسية على منضدة مكتبي. لذلك رجعت الى المكتب بينما بقيت لارا تنتظرني بالسيارة. دخلت المكتب وخبأت الملف بمكان آمن ثم عدت للسيارة ورجعنا الى هنا سوية.
لارا : هل الطعام جاهز يا ماما؟
ياسمين : دقيقة واحدة فقط اتفحص بريدي الالكتروني ثم اقوم باعداد الطعام.
لارا : الا يمكنك ان تتفحصيه بوقت لاحق فانا اكاد اموت من الجوع يا امي.
ياسمين : حسناً، حسناً، ساتوجه الى المطبخ الآن. وبهذه الاثناء اريدكما تغيير ملابسكما وان تغتسلا استعداداً للطعام.
سهيل : ماذا عملتِ لنا اليوم يا ياس؟
ياسمين : سأُخرج بعض الاطعمة من الثلاجة وساقوم بتسخينها. لذلك سوف لن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً.
لارا : هذا خبر مفرح، انت احسن ام بادنيا.
دخلت ياسمين مطبخها وجهزت الأكل ثم خرجت الى غرفة الطعام وهيأت السفرة وعادت لتجلب الاطعمة وتضعها فوق الطاولة ثم استدعت عائلتها الصغيرة.
جلس زوجها وابنتها على السفرة فراحت ياسمين تصب الطعام باطباقهم ليبدأ الجميع تناول وجبة اليوم الرئيسية. وبعد ان انتهوا منها صارت ياسمين تنقل الصحون الفارغة الى المطبخ وراحت تغسلها وترتب المطبخ بشكل منتظم جيد ثم فتحت الشبابيك رغم برودة الطقس كي تتخلص من الروائح الكريهة. ولما فرغت من كل ذلك، دخلت غرفة الاستقبال فوجدتها فارغة، استدارت وذهبت الى غرفة ابنتها لارا فرأتها تحرر رسائل نصية مع صديقاتها على هاتفها النقال. نهرتها بحزم وطلبت منها ان تبدأ باعداد وظائفها المدرسية بدل الدردشة على الهاتف. بعد ذلك دخلت غرفة النوم فرأت غطاء حاسوبها ما زال مفتوحاً فارادت ان تجلس امامه لكن زوجها كان لديه رأي آخر. سحبها من يدها وصار يزيل ملابسها كي تقوم بمهامها الزوجية. بقيا يؤديانها على اكمل وجه حتى وقت متأخر من الليل حين قامت من السرير لتتوجه الى الحمام. وعندما مرت من الحاسوب اغلقت غطائه واجلت البريد الى اليوم التالي.
في صبيحة اليوم التالي استيقظت ياسمين وبدأت باعداد الافطار لزوجها وابنتها حتى يتمكنا من الخروج مبكراً. ولما غادروا الشقة غسلت الصحون التي اتسخت بعد الافطار ثم ذهبت الى غرفة نومها كي تغير ملابسها استعداداً للذهاب الى عملها وعندما مرت من الحاسوب قررت ان تفتحه بسرعة كي تطمئن على صحة اخوها بلبنان. وفورما جلست وفتحت بريدها الالكتروني شاهدت رسالتان واردتان بصندوق الوارد. الاولى كانت دعاية لجهاز تخسيس الوزن والثانية من صديقتها فلستي صرخت باعلى صوتها، "يا الهي، انها لا تزال على قيد الحياة. اين انت يا حبيبتي؟". فتحت الراسالة وقرأت،
عزيزتي ياسمين، لقد اختطفت من امام شقتي وأحتجزت في مكان بعيد جداً لبضعة ايام من قبل مريضي (تايسون). تمكنت من الهرب منه باعجوبة ولجأت لدى اناس طيبون من مجموعة المورمون الذين استضافوني بمزرعتهم بالقرب من فورت جونستن. اريد منك المساعدة باقرب وقت ممكن. في الوقت الحالي ليس معي نقود. ارجو ان تتصلي بالشرطة لتخبريهم عن مكاني فانا بمزرعة المورمون الواقعة بـ (وادي الشمس). انا مضطرة لان انهي الرسالة الآن.
فلستي
لا اصدق، لا اصدق، لقد اختطفها ذلك الوحش الكاسر وقام باغتصابها بالتأكيد. كم حذرتك يا فلس كم حذرتك لكنك لم تستمعي لكلامي. يبدو ان العناد هي صفة متوارثة لدى الهنود الحمر. اخرجت هاتفها النقال واتصلت بالشرطة قالت لموظفة البدالة،
ياسمين : اريد التحدث الى النقيب دِك هاريسون بشكل عاجل لو سمحت، انا ياسمين.
بعد قليل سمعت،
دِك : انا دِك هاريسون ما الامر يا مدام ياسمين؟
ياسمين : وردتني مساء امس رسالة الكترونية من صديقتي الدكتورة فلستي.
دِك : ولماذا لم تخبريني في حينها؟
ياسمين : بالواقع لم اقرأ الرسالة سوى هذا الصباح. قبل ثواني قليلة فقط. لان البارح كان زوجي يريد ان... لا عليك. انها تستغيثنا وتريد المساعدة باسرع وقت ممكن.
دِك : وهل اخبرتك عن مكانها؟
ياسمين : اجل، سابعث اليك رسالة نصية تحتوي على نص الرسالة الالكترونية.
دِك : هذا افضل. قومي بفعل ذلك باسرع وقت ممكن لو سمحتِ.
ياسمين : حالاً سيادة النقيب.
<<< بمزرعة المورمن الواقعة بـ (وادي الشمس) <<<
جاء الطفل اسطيفان من بعيد يركض ويصرخ باعلى صوته، خالة فلستي، خالة فلستي. تعالي يا خالة فلستي.
خرجت والدته مريم فرأته يركض نحوها. صرخت عليه وقالت،
مريم : ما الامر يا سطيفان؟ ماذا تريد من ضيفتنا؟ انها نائمة بالاعلى.
اسطيفان : الشرطة يا امي الشرطة، لقد جاؤوا يسألون عن الخالة فلستي.
جوزيف : حمداً للرب، يبدو انهم قرأوا رسالتها.
ومن بعيد رأت سيارتي شرطة فوقف جوزيف ينتظر وصولهم بينما بعثت مريم ابنها اسطيفان الى الطابق العلوي كي يوقظ ضيفتهم فلستي ويطلب منها كي تنزل للتحدث الى الشرطة. نزل 6 من رجال الشرطة يتقدمهم المحقق ومد يده لجوزيف قائلاً،
دِك : انا النقيب دِك هاريسون من شرطة العاصمة ومعي فريق من اعضاء البحث الجنائي جئنا لنلبي استغاثة الدكتورة فلستي بيكر.
جوزيف : اجل سيادة المحقق. لقد بعثت ابني الآن كي يحضرها.
وما هي الى ثوانِ وخرجت فلستي من البيت ونظرت الى فريق الشرطة فتعرفت على النقيب دِك هاريسون ابتسمت بوجهه وقالت،
فلستي : حمداً لله لانكم جئتم. لقد عانيت كثيراً حتى تمكنت من ارسال الرسالة الى صديقتي ياسمين التي اعلمتكم بمكاني.
دِك : ما لا استطيع فهمه بتاتاً يا دكتورة هو لماذا لم تلجأي للشرطة بالمقاطعة خصوصاً وانك ذهبت الى مدينة فورت جونستن وكان بامكانك ان تبلغي الشرطة هناك.
عندما كنت محتجزة بالكوخ لدى تايسون اخبرني ان جميع من بهذه الولاية يعرفونه ويعرفون اجداده وسوف لن يأتوا لنجدتي. لذلك خفت ان تكون شرطة الولاية ممن يقفون الى صفه ويساندونه. وقد يرجعوني الى الكوخ الذي احتجزني فيه.
دِك : خيراً فعلت. اريدك ان تخبريني بكل القصة منذ ان اختطفتِ من شقتك وحتى ارسالك الرسالة الالكترونية لصاحبتك ياسمين.
هنا طلبت مريم من جميع اطفالها الصعود الى الطابق العلوي واغلاق الباب عليهم ففعلوا.
دخل رجال الشرطة الى البيت وجلسوا يتناولون الكيك ويشربون الشاي بينما راحت الدكتورة فلستي تقص عليهم القصة بكل تفاصيلها من اللحظة التي خدرها تايسون امام باب منزلها وحتى تحريرها للرسالة بالمكتبة. ولما فرغت من سرد قصتها المأساوية كان الجميع يشعر بالحزن لما سمعوا من احداث. هنا سأل المحقق،
دِك : برأيكِ هل مات تايسون؟
فلستي : لقد رأيته ينزل الى قاع البحيرة. ولا اعتقد انه لايزال على قيد الحياة.
دِك : لكن، لماذا لم تحاولي انقاذه؟
فلستي : لو كنت مكاني، هل كنت ستحاول انقاذه؟ لا تنسى انه قد يطعنني لو صار بالقرب مني.
لكن المحقق لم يجبها وانما انزل رأسه الى الاسفل. بعدها رفع رأسه ثانية ونظر بعينها ليسألها،
دِك : هل تستطيعين ان تأخذينا الى موقع احتجازك؟
فلستي : لا اعتقد ذلك لكنني جعلت البحيرة خلف ظهري وتوجهت شرقاً لاخترق الغابة حتى وصلت الى هذه المزرعة بعد عدة ايام. لذلك لو توجهنا غرباً من هنا بخط مستقيم فقد نصل الى البحيرة التي يقع فيها الكوخ.
دِك : وكيف عرفت انك تتجهين شرقاً. هل كانت بحوزتك بوصلة او جهاز GPS؟
فلستي : كلا، لقد استعملت طريقة كان يستعملها اجدادي منذ الازل بالاستعانة بالشمس. فانت تعرف ان الشمس تشرق من الشرق وتغرب من الغرب.
دِك : ارفع لك القبعة حضرة الدكتورة. لكننا لا نستطيع تتبع خطاك الا إذا كان لدينا طائرة سمتية. فالغابة كثيفة وقد نستغرق اياماً للوصول الى البحيرة. ساتصل بالشرطة المركزية في (ليك سيتي).
فتح هاتفه النقال وتحدث مع مفتش الشرطة ليطلب منه طائرة سمتية. فوعده الثاني بارسال واحدة في غضون ساعتين. لذلك اعدت مريم وليمة كبيرة للجميع فجلسوا وتناولوه الطعام ثم شربوا شاي بعدها وتعرفوا على الاطفال وسعدوا بالتودد اليهم واللعب معهم والاستماع الى قصص مجدولين الطريفة.
بعد ساعتين سمعوا صوت طوافتين تتجهان نحوهم فخرج المحقق دِك وبدأ يشاور لهم بيده لتهبطا امامه فسار اليها وتحدث مع الطيار ثم عاد واخذ معه فلستي واقلعوا متجهين نحو الشرق. وبينما هم في الجو صارت فلستي تراقب الغابة التي قضت فيها ايام عصيبة حيث اكلت ورق الاشجار وشربت من مياه البرك ونامت واستيقظت واصيبت بالخوف من جراء اصوات الحيوانات. بقوا يطيرون طويلاً حتى وصلوا الى البحيرة فرأوا الكوخ بوسطها والقارب لا زال عائماً فوق الماء. هبطوت الطائرتان بالقرب من الساحل وراح المحقق يتفحص المكان ثم امسك بالجهاز اللاسلكي وطلب من القيادة ارسال فريق غوص الى المنطقة كي يحاولوا انتشال جثة تايسون. ولما عثروا عليها اخرجوها الى البر ووضعوها بداخل كيس بلاستيكي اسود ونقلوها بالطوافة الى العاصمة كي يجروا عليها الفحوصات الجنائية. رجع المحقق وفلستي بالطوافة الثانية الى مزرعة المورمون وودعت فلستي العائلة بدموع الشكر والامتنان. ركبت في طوافة الشرطة وعادت مع المحقق دِك الى العاصمة. كانت ياسمين في انتظارهم امام مبنى الشرطة المركزية بولاية يوتاه. نزلت فلستي من الطائرة ونظرت الى صاحبتها ياسمين وبدأت الدموع تنهال من عينيها. ركضت اليها واخذتها بالاحضان وصارت تبكي بكاءاً مراً. كانت ياسمين تبكي هي الاخرى وتهون على صديقتها وتقول،
ياسمين : كفى، كفى يا حبيبتي، انا هنا يا عمري. سوف لن يؤذيك احد بعد الآن.
فلستي : لقد عانيتُ كثيراً بالايام القليلة الفارطة يا ياس.
ياسمين : لا بأس عليك يا روحي. انت الآن بامان. اخبريني ماذا حصل معك؟
فلستي : ساحدثك بكل شيئ فيما بعد.
ركبت فلستي سيارة ياسمين وعادت معها الى شقتها. دخلت الشقة ونظرت حولها ثم قالت،
فلستي : يا سلام. ما اروع ان يعود الانسان الى منزله. لقد اشتقت الى شقتي كثيراً. يقول المثل (شرقاً، غرباً، بيتي هو الافضل) East, West, home is best.
ياسمين : اتمنى ان ترتاحِ الآن وتتركِ كل شيء وراء ظهركِ. ولكن اخبريني الآن، ماذا حصل لك؟
بدأت فلستي تقص عليها الاحداث من اللحظة التي خدرها واختطفها تايسون من شقتها وحتى اللحظة التي عادت الى العاصمة مع الشرطة والتقت بها من جديد. فسألتها،
ياسمين : ما يحيرني بالامر هو، لماذا لم يغتصبك فور اخذك من الشقة؟
فلستي : لان المغتصب المتسلسل لا يفعل ذلك بضحية لا تقاومه. انه يتلذذ بمقاومتها عندما تكون بكامل وعيها.
ياسمين : طيب، عندما كنتِ معه في الكوخ. هل قام باغتصابكِ؟
فلستي : كلا، لم يتمكن من اغتصابي. لانني استعملت معه اسلوب سايكولوجي معروف نسميه اندفاع معاكس (counter surge) جعله يفشل في تنفيذ الاغتصاب. لذا غضب مني كثيراً عندما رأى انتصابه قد تراجع فالتجأ للعنف بدلاً من الاغتصاب بحيث اخرج حزامه من سرواله وصار يجلدني بقوة حتى ادمى جسدي بالكامل. لكنه لم يتمكن من اغتصابي.
ياسمين : يا حبيبتي يؤسفني سماع ذلك. لكن الناس عموماً لاَ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الغَثِّ وَالسَّمِينِ لذلك يجب عليك ان تنشري طريقتك هذه كي تستفيد منها النساء اللواتي قد يتعرضن لمثل هذه المواقف.
فلستي : الطريقة شرحتها بالتفصيل الممل بكتابي الاخير. ما عليهم سوى قرائتها جيداً وتتبع الخطوات والنصائح.
ياسمين : انا فخورة جداً بك يا صديقتي. وانا سعيدة لانك عدت سالمة الينا.
بهذه الاثناء رن هاتف فلستي المنزلي فالتقطته لتسمع صوت المحقق دِك وهو يقول،
دِك : انا اعرف انك متعبة وانك وصلت للتو لمنزلك ولكن، هل تستطيعين ان تأتي الى المخفر الآن وتجلبي معك صديقتك ياسمين؟
فلستي : لماذا يا حضرة المحقق؟
دِك : لقد استجدت لدينا معلومات جديدة اثناء التحقيق.
فلستي : بكل سرور، سنأتي بعد قليل الى مكتبك.
دِك : ساكون بانتظاركما.
رجعت الى صاحبتها بغرفة الاستقبال وسألتها،
ياسمين : هل كانت المكالمة من الشرطة؟
فلستي : اجل. يريدوننا الذهاب اليهم فوراً لانهم تحصلوا على معلومات جديدة.
ياسمين : اذهبي اليهم ودعنا نعرف ماذا اكتشفوا.
فلستي : سافعل. بالتأكيد. ولكن هل يمكنك ان تأتي معي؟
ياسمين : بدون شك حبيبتي، سارافقك الى مركز الشرطة.
ركبت فلستي الى جانب ياسمين بسيارتها وذهبتا الى المركز. دخلتا مكتب المحقق دِك فرحب بهما وقال،
دِك : اهلاً وسهلاً بكما. انا سعيد لان صديقتك ياسمين قد حضرت معك.
ياسمين : بالطبع جئت معها لانني لن اتركها وحدها بمثل هذه الظروف.
فلستي : لماذا يا حضرة الضابط؟ هل تعتقد انني سوف لن اتمكن من المجيء وحدي؟
دِك : هذا ليس ما قصدت. الموضوع متعلق بياسمين هي الاخرى.
ياسمين : كيف يتعلق بي الموضوع يا حضرة المحقق؟
دِك : الآن ساخبركما بكل شيء. يا مدام ياسمين، انت متزوجة من السيد سهيل بعلبكي اليس كذلك؟
ياسمين : اجل هذا صحيح وما دخل زوجي سهيل بالامر؟
دِك : له دور كبير جداً. بالواقع هو الذي رتب كل شيء لارتكاب الجريمة.
فلستي : رتب كل شيء؟ ماذا تقصد بذلك؟ ارجوك وضح كلامك.
دِك : اثناء فترة التحقيق عندما كنتِ محتجزة في الكوخ، قمتُ بالبحث بملفات السجن الذي كان محبوساً فيه تايسون فوجدت انه كان يستقبل زيارات من شخص واحد فقط اسمه سهيل بعلبكي.
فلستي : انا لا افهم شيء ابداً. ما علاقة سهيل بتايسون؟
ياسمين : زوجي انسان صالح وليس له اي علاقة بمجرمين اشرار من هذا النوع. انت بالتأكيد مخطئ. فهو لا يمكن ان يزور شخص من هذا النوع.
دِك : اليوم قمنا باحضار زوجك سهيل من مكتبه. وحققنا معه كثيراً وواجهناه بكل الادلة التي حصلنا عليها. لقد حاول بالبداية تظليلنا وراوغ كثيراً بالحديث لكنه بالنهاية انهار واعترف بكل شيء بعد ان عرضنا عليه كل الادلة.
فلستي : بماذا اعترف؟ كلامك غير مفهوم يا دِك.
دِك : اعترف بانه كان يزور تايسون باستمرار في السجن ويحرضه على اختيار فلستي كطبيبة معالجة عندما يفرجون عنه لكي يقضي معها فترة العلاج ثم يتخلص منها مقابل مبلغ كبير دسم من المال.
ياسمين : هذا مستحيل. لا ذلك غير صحيح حضرة المحقق انت تهذي بلا شك.
فتح المحقق جراراً من منضدته واخرج ورقة مطبوعة عرضها على ياسمين وقال،
دِك : اقرأي هذه الورقة. انها وثيقة لعقد بيع الكوخ الذي بوسط البحيرة اين احتُجِزَتْ الدكتورة وعُذّبت. اشتراه سهيل من مالكه المزارع مارك بولمان بمبلغ 10000 دولار. شهراً واحداً فقط قبل اطلاق سراح تايسون. يقع الكوخ بنفس الولاية التي تمثل مسقط رأس تايسون. واثناء التحقيق قمنا بعرض الوثيقة على سهيل فلم يجد بداً سوى الاعترف بكل شيء بعد ان رأى توقيعه عليها.
فلستي : ولكن انا لا افهم لماذا يعمل سهيل ذلك؟
دِك : قال انكِ استحوذت على زوجته، وانه بالكاد يحضى بها لانها معك اغلب الاحيان وقال انها تهمل بيتها وزوجها وابنتها. لذلك اراد ان يتخلص منك فخطط للجريمة بحيث يقوم تايسون على اغتصابك ثم يصفيك ويرميك بالبحيرة.
فلستي : حتى وإن اعترف بكل ذلك فانا لا يمكن ان اصدق هذا الكلام لأن سهيل كان في غاية اللطف معي ويجاملني كثيراً عندما كنت ازوره ببيته.
ياسمين : لو كان زوجي سهيل مغتاضاً جداً من صديقتي فلستي فلماذا لم يقم بالانفصال عني واخذ زوجة جديدة تخدمه كل الوقت.
دِك : بعد ان تحاورنا مع الانتربول علمنا منهم بانك يا مدام ياسمين قد ورثتِ مبلغاً كبيراً جداً على اثر وفاة عمك المليونير فادي ببيروت. لقد اخفى زوجك سهيل عنك تلك المعلومة ولم يرغب بخسارة ذلك المبلغ الدسم لذلك آثر عدم ابلاغك عنه.
ياسمين : وما الذي يجعلكَ متأكداً ان له يد مباشرة بالاعتداء على صديقتي فلستي؟
دِك : لقد عثرنا على مقاطع فديو بداخل مكتب سهيل كانت مسجلة من خلال كامرات مخفية بداخل الكوخ قامت بتصوير عملية الاغتصاب الفاشلة والضرب المبرح بالحزام الذي كانت تتعرض له فلستي حينها. وعندما رآها تفتح القفل من سلاسلها ابلغ تايسون كي يذهب اليها باسرع وقت كي يقتلها قبل ان تهرب من الكوخ وتسبب له فضيحة.
ياسمين : يا الهي، انه امر لا يصدق. زوجي يتصرف بهذا الجرم. انه معتوه اكثر من تايسون.
دِك : لقد سلمنا تلك المقاطع مع اعترافات سهيل امام الكاميرا للمدعي العام كي يتخذ الاجرائات اللازمة ضده.
فلستي : ولكن، كيف عرف سهيل ان الشرطة ستختارني لعلاج تايسون بعد خروجه من السجن؟
يقول سهيل باعترافاته انه اعطى تايسون نسخة من الكتاب الذي نشرتيه مؤخراً حتى يتركه بداخل زنزانة السجن فيتم اختيارك لعلاجه.
فلستي : حقاً امر يصعب التصديق.
ياسمين : هل بامكاني مقابلة زوجي؟
دِك : بالتأكيد، فهذا حق من حقوقك.
بعد قليل دخلت ياسمين زنزانة زوجها سهيل فرأته جالساً على السرير سألته،
ياسمين : لماذا فعلت كل ذلك يا سهيل؟
سهيل : انت التي فعلت كل شيئ يا حقيرة. لقد تركتيني وتركتِ ابنتك وبقيت مع تلك الهندية الحمقاء. ماذا تتوقعين مني ان افعل؟
ياسمين : كلا، فلستي ليس لها دخل باي شيء. انا اعرف السبب الحقيقي. انت طمعت بالارث الذي سيصلني فلم تتخلى عني بسببه.
سهيل : وماذا تريدين مني الآن. انا سوف لن اعتذر عن اي شيء.
ياسمين : وانا لا اريد اعتذاركَ اصلاً. بل اريد الطلاق يا سهيل.
سهيل : انت طالق، طالق، طالق.
خرجت ياسمين من الزنزانة وهي تمسح دموعها فرأت فلستي تقف بالخارج قالت لها،
ياسمين : انتهى كل شيء. سوف ينعم سهيل بالسجن من جراء طمعه.
فلستي : هذا افضل لك ولابنتك يا عزيزتي.
... تمت ...
515 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع