المقوقس يختبر رسول الله محمد

                                           

                       عبد القادر ابو عيسى
 
كان النبي محمد صل الله عليه وسلّم قد كتب الى(المقوقس ) صاحب مصر مثل ما كتب الى العديد من الامراء والملوك وشيوخ القبائل في الجزيرة العربية وخارجها , كتاباً ارسله مع سفير له ( هو حاطب بن بَلتعة )..... وهذا نصه:


                                                               

" من محمد رسول الله إل المقوقس عظيم القبط .

سلام على من اتّبع الهدى أما بعد فأني ادعوك بدعاية الأسلام فأسِلم تَسلَم وأسِلم يُؤتِك الله أجرَك مرتين. فأن تولّيتَ فعليك إثم القبط . يا أهل الكتاب ’ تعالوا الى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم الاّ نعبدَ إلا الله ولا نُشركَ به شيئاً ولا يتّخذُ بعضُنا بعضاً ارباباً من دون الله فإن تُوَلّوا اشهَدُوا بأنّا مسلمون " وقد سلّم ( حاطب بن بَلتعة ) السفير العربي ’ الكتابَ الى المقوقس ’ وكان حريصاً كل الحرص على ان يسلّم الكتاب مباشرة بيد ( المقوقس ) ليشاهد ردود فعله وانعكاسها على وجهه . واضاف ( حاطب ) مخاطباً المقوقس بعزيمة وثقة بالنفس لا حدود لها مصدرها ثقته العالية وايمانه الكبير بالله وبرسوله و بالآسلام . نظر ( المقوقس ) في وجه ( حاطب ) وفي عينيه مستغرباً ومندهشاً من هذه الجرأة اللا متناهية محدثاً نفسه غير مصدق ما يرى .. من أين له هذه الجرأة كي يحدثني وبدون خوف او وجل ولا تبدو عليه علامات الامراء ملابسه بسيطة وهيئته العامة لا تدل على ذلك . كان ( المقوقس ) مهيوب الجانب يخشاه من يدخل عليه ويكلمه من امراء وغيرهم فكيف بهذا العربي البسيط . أضاف ( حاطب ) قوله أن لك ديناً لن تَدَعه ألا لما هو خيرٌ منه ’ وهو الإسلام . وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد - ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكننا نأمرك به – أخبر ( المقوقس ) ( حاطب ) مخاطباً إياه والحيرة والدهشة باديتان على وجهه وهو يمرر كفه الأيمن على لحيته ماسحاً أيّاها من الاعلى الى الاسفل شارد الذهن يفكّر بالحالة أللا معقولة وهذا الحدث الغريب وكيفية التصرف حياله . سنرد عليك غداً أو بعد غد أذهب واسترح أنت ومن معك من عناء السفر . انصرف ( حاطب ) يتلفت يميناً ويساراً متعجباً من المكان قصراً فخم يحيط به سور عالي حصين وحراس بملابس غريبة حاملين رماحاً متوسطة الطول توحي بالقوة . يرافقه احد الحراس مصطحباً اياه الى مكان سكنه جيئ لهُم بالطعام واللبن طعام لضيوف مميّزين أكلوا و شربوا وناموا متعبين جراء معاناتهم من طول السفر . دعا ( المقوقس ) وزرائه وحكماء قومه وكبار رجال الدين عرض الموضوع عليهم وتشاور معهم وتوصلوا بعد محادثات ومساجلات استمرت يومين توصلوا الى قرار يقضي بأختبار محمد صل الله عليه وسلّم هل هو نبي ام غير نبي وكلّف عدد من رجاله بأصطحاب وفد الرسول الى المدينة ومعرفة نتيجة الاختبار دون ان يعلم احد بذلك . بعث ( المقوقس ) بجواب الى رسول الله [ فهمتُ ما تدعوا إليه . وقد علمتُ أن نبياً بقي ’ وكنت أضن أنه يخرج بالشام ... وقد اكرمت رُسُلَك . وبعثت إليك بجاريتين شقيقتين لهما مقام في القبط عظيم ’ وبكسوة .. ] وقد اراد المقوقس أن يمتحنَ دعوى النبوة بالهدية فأرسل هدية معها صدقة ’ لأن الانبياء تقبلُ الهدايا ولا تقبل الصدقات ... وجعل الهدية جاريتين أختين ’ ليرى هل يجمع بينهما أو يتورّع عن الجمع بين الاختين . فكان ان تزوج النبي إحداهما ( وهي مارية القبطية وأنجبت لهُ ولده ,, القاسم ,,الذي مات طفلا ) وأهدى أختها .. ووزع الصدقة على الفقراء . (( وقد قال النبي الكريم لصحابته – ستفتحون مصر . فاستوصو ا بأهلها خيراً فأن لهم ذمةً ورحماً )) . عند عودة من ارسلهم المقوقس سألهم كيف تصرف محمد بالهدية ؟ فأخبروه بما جرى . فتيقن وقال أنه حقاً نبيّ .

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

286 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع