القمع والاعدامات للتغطية على ضعف النظام الايراني

سعاد عزيز

القمع والاعدامات للتغطية على ضعف النظام الايراني

تزداد الاوضاع توترا بعد أن وصل مسار الامور والاحداث الجارية في إيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني والموقف الدولي منه الى مفترق يمکن إعتباره الاخطر والاکثر حساسية على مر التواصل والتفاوض الدولي مع هذا النظام، ولأن النظام يجد التحديات والتهديدات القائمة بناءا على ذلك قد تقوده الى طريق اللاعودة خصوصا وإنه لم يعد يمتلك القوة والقدرات التي کان يمتلکها قبل تعرض وکلائه للهجمات المميتة وخوضه حرب الايام ال12، ولذلك فإنه يعلم بأن مصيره قد أصبح کما وإنه على کف عفريت.
کما في حرب الايام ال12، وعندما کان النظام يشعر بخوف کبير من أن يتحرك الشارع الايراني ضده من جراء ما قادت سياساته المتطرفة البلاد الى أوضاع بالغة السوء والحرب الضارية تلك، فإن النظام قد لجأ وبدعوى الجواسيس الى أکبر حملة إعتقالات طالت أکثر من 21 شخصا ولازال الکثيرون منهم في غياهب السجون لحد الان مع ملاحظة إنه وأثناء حرب الايام ال12 قد تم نشر أکثر من 50,000 من قوات الأمن في طهران وحدها. وانتشرت نقاط التفتيش في جميع أنحاء البلاد، وأصبح تفتيش الهواتف العشوائي أمرا روتينيا، كما أثارت شائعات اعتقال الجيران حالة من الخوف. وساهم قطع الإنترنت، الذي أصبح الآن تكتيكا متقنا، في إسكات المعارضة بشكل أكبر.
لکن، المثير في الامر والذي يلفت النظر أکثر هو إن الممارسات القمعية وبعد تصويت يوم الجمعة ال20 من أيلول سبتمر2025، في مجلس الامن ووصول المسألة أن يجد النظام نفسه مرة أخرى تحت طائلة المادة 41 من الفصل السابع، والأخطر من ذلك، أن المادة 42 تلوح في الأفق كخيار محتمل إذا ما اعتبرت الإجراءات السابقة غير كافية، مما يفتح الباب أمام عمل عسكري للحفاظ على السلم والأمن الدوليين. فإن النظام يشعر بخطر بالغ من إنعکاسات وتداعيات ذلك على أوضاعه الداخلية المتوترة أساسا ولاسيما وإن الشعب في ذروة غضبه وسخطه على النظام وإن مجرد شرارة ستشعل نار الانتفاضة والثورة على النظام.
ويبدو واضحا من خلال الاحداث المتسارعة على الصعيد الدولي والتي لها صلة بالبرنامج النووي والسعي من أجل حصر النظام في زاوية ضيقة، فإنه وتبعا لذلك يبدو الوضع متجهما في داخل إيران إيران ولأنه يعلم بأن المسار الدولي ضده ماض في طريق لا يبشر له بالخير أبدا ويعلم أکثر بأن الشعب معبأ ولا تبعده عن إسقاطه سوى خطوة واحدة، بل وإن ما حدث في نيويورك من تظاهرة حاشدة في 23 و24 من الشهر الجاري لإدانة حضور رئيس النظام الإيراني – صاحب الرقم القياسي العالمي في الإعدامات نسبة لعدد السكان وأكبر راع للإرهاب واثارة الحرب في المنطقة– في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتجمع آلاف الإيرانيين ومعهم كل من يناضل من أجل إسقاط نظام الملالي مع شخصيات أمريكية بارزة ليؤكدوا: لا للتدخلات الإيرانية في المنطقة، لا لمشروع الملالي النووي، لا للحرب الخارجية؛ نعم لتغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، هي رسالة ستجد لها آذانا صاغية ليس على المستوى الدولي فقط بل وحتى في داخل إيران نفسها!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع