د. خالد زغريت
ضحكٌ أقل ّ من أسود
لا شيءّ حرّضنا لرفع رؤوسنا
إلاّ هبوط سمـائنا ضحكاً أقلْ
من أسود
لا شيءَ يعرفنا قليلاً في مرايانا سوى قاع النساءْ
لِمَ نسألُ الصحراءَ عن حجلٍ سبى سبأ
وعن جبلٍ وشى بجبيننا
لنبكِ الآن آخر وردةٍ ثكلى هوت من صدرنا
أَوَ كلما حدّدتُ وجهك أزرقاً في البحر بعثرني الهواءْ
عبثاً أفتّش في دموع الروح عن عنب الرثاءْ
لحمامة وثنية ستعيد أجنحة السماءْ
لأصابع القمر الـدُمـَاةْ
فيصرُّها قنديلَ هجرتنا إلى ريح الشمالْ
وأنا أشيّع يأسه وحدي على فرس الغناءْ
لولا تطاردني الثعالبُ في قميصي
كدتُ أنسى ما تركتِ قبيل نومكِ
في بياض قميصيَ الشفّاف من ذهب الدماءْ
للجرح فاكهة اللغاتِ ولي بأقمار الضلالِ
إذا بريق الموت خالسه الحفاةُ
وطنٌ تشاطره الجنائز حلكة المسرى
وذئب يديكِ يشرب من دمايَ النيل
حتى تبدأ الصحراء نزفي بالنخيلْ
إنّ الفراتَ ـ حبيبتي ـ فينا قليلُ
وماؤه بعروقنا ولدٌ جميلْ
لِمً تضمرينَ الياسمين بأمسيات الشامِ من ذهبٍ فُتاتي
كانت عذارى مصرَ في خجلٍ تَرَىْ الأهرامَ شيئاً من علوّ نهودهنّ
وكنتِ منازل الريح الخفيفة آن تنزفني رذاذاً نرجساتي
لِمَ تتركين الوعل قرب دمي أليفاً
كم بيننا ألقى بغابته النزيفا
أَوَ ما علانا قاسيون بلهوه ذئباً نظيفا
ونسى السنونو قمّةًً من دمعه فينا
ونادى : يا سواد جبالكم
كنا وكانت ماعز الأتراكِ ترعى في ذرا الجودي
عيونك الخضراء كالعنب المعلّق في الهواءْ
كم يوقظ العنب المعلّق من ثعالبنا
وصورة أُمّنا طوراً بيمناها تهزّ الريحَ
أطواراً بيسراها تهزّ ظلالها بعلاً وَسِنْ
نامي سألتكِ أن تنامي خلسة هذا الزمنْ
نامي حبيبة واهدئي كي كفرُنا فينا ينام ْ
لا توقظيه الآن نحن بلا وَثَنْ
692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع