
حاتم جعفر
همسات ما بعد الغروب
نظراً لِسعة علمها وعمق بلاغتها وجمال صورها وتنوع دلالاتها ومرونة إستخدامها و و و، فقد قال أحد أعمدتها وبلغاءها في وصفه للغة العربية، وذلك بعد أن لاقى على ما أكاد أجزم صعوبة في إدراكها حتى نهايتها: سأموت وفيَّ شيء من حتى. وذلك في تعقيبه على عمل كلمة حتى من الجملة، فكيف به لو ذهب أبعد وراح يقلب كلمات أخرى لا تقل شأنا وعملاً عمّا إستشهد وجاء به مثالاً. امّا أنا فاقول وبملئ فمي، بأني واحد من بين أولئك الذين صَعُبَ عليه بلوغ نصف اللغة، بقواعدها وإشتراطاتها، لكني ورغم ذلك سأظل مغرماً بجمالها وأفخر بصداقتي الدائمة والراسخة معها، فهي معيني ومرجعي الذي لا ينضب.
ظن البعض والظن هنا ليس بمعنى الإثم وما سيلحق به من تفسير، بل سنذهب الى ما يدلٌ على الشك أو الإعتقاد. غير انا سنستحضر هنا ونستعين بما جاء في كتب التأريخ التي دونت تلك المرحلة، ولنسقط هذه الاستعارة على ما خرج به الرسول الكريم محمد وما كان قد ححمله من رسالة ووجوب تبليغ، لنقول: إن الرجلَ وعلى ما جرى التثبت منه فيما بعد لم يكن أميا، وان أمته لم تكن كذلك. هذا الرأي وعلى وفق المصادر الراصدة لتلك الحقبة من الزمن، لم تأخذ نصيبها بشكل عادل ومنصف، ولو كان قد أخِذَ به، لجاء على الضد مما رُوِّجَ له، حين عدّوا محمداً وأمته أميان.
النتيجة التي توصل اليها البعض وعلى وفق الرأي الآنف الذكر، سيأتي منسجما ومستجيباً لمستوى التطور الحضاري والمعرفي الذي بلغته الأمة في تلك الحقبة من الزمن. أو قد يكونوا إعتمدوا وتعمدَوا في تفسيرهم على تصريف لغوي مختلف، وذلك من أجل تعزيز ما ذهبوا اليه، حين أعادوا مفردة الأمة الى جذر آخر ولينسبوها الى القوم بدلا من ان تلحق بالجاهل أو الأمي. ولنسلم أمرنا لكلا الإفتراضين ولنبني عليهما ما خلصنا وتوصلنا اليه، لنقول التالي: بأنها (أي ما جاء به محمد) رسالة وعي ومقدرة، موجهة لأمة مهيئة سلفاً وذات أرضية خصبة، لاستقبال واستيعاب والإستجابة كذلك لما جاء به حاملها ومبشّرها.
هذا الرأي الذي أتينا على ذكره في السطور السابقة، قد وفَّرَ من القناعة والرضا لأن يؤدي الى أن يُفتح الباب رحباً أمام فكرة القبول به والتعاطي معه، حيث بني على أساس لا يخلو من المنطق. وهناك أيضاً الكثير من الكتابات التي ذهبت في تفسيرها الى ذات الوجهة. وتدعيما لذلك وإذا ماعدنا على سبيل المثال الى مدونات وكتابات الكاتب المصري وعميد الأدب العربي، الغني عن التعريف، طه حسين، طيب الثرى والذكر، فكان له رأي جدير بالتوقف عنده وبتأنٍ، حيث جاء متفقاً تماماً مع ما فات ذكره، والذي يُستنتجُ منه بما يفيد: الى أنَّ أمة استطاعت ان تكتب وتورث للذين جاءوا من بعدها، ذلك النوع من الأدب، الا وهو الشعر وليس أي شعر بل ذاك الذي قِيستْ قوافيه وتفعيلاته بميزان الذهب، والذي درج المؤرخون لتلك الحقبة على تسميته مجازاً بالشعر الجاهلي.
الاّ أنَّ للرجل أي لطه حسين، وإستكمالا لما ذهب اليه، ولكي يوضح فكرته وموقفه بشكل أدق وأوضح، فسيتوقف هنا عند موضوع بعينه، وهو على ما أظن يكتسب أهمية كبيرة بل وكبيرة جداً. فالرجل لم ينفِ أو يقلل من قدرات تلك الأمة فيما بلغته من مكانة ومنزلة شعرية، جعلته يتبوأ وبجدارة موقعاً متميزاً بين الأمم وتحديداً في المجال الذي هو حديث ساعتنا. غير أنه في ذات الوقت وهنا بيت القصيد، كان قد شكك وبنى إعتراضه على الحقبة الزمنية التي أرَّخت لميلاد هذا الشعر وبهذه الكفاءة والمقدرة.
وفي ذات السياق وبالعودة ثانية الى رأي عميد الأدب العربي طه حسين عن هذه الجزئية تحديداً، فكاد كتابه الأهم ( في الشعر الجاهلي) الذي أصدره في عام 1926 أن يسبب له إشكالاً كبيرا، وذلك على إثر تشكيكه في الحقبة التي وُلِدَ فيها، والتي أسماها المؤرخون بالعصر الجاهلي. بل حتى راح أبعد من ذلك حين إعتبر (أنَّ معظمه أي شعر تلك الحقبة، منحول ومدسوس بعد ظهور الإسلام). المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد بل وصلت تداعياتها الجامع الأزهر، حيث جوبه الرجل بمعارضة شديدة من قبل طلبة الأزهر أولاً ومن ثم شيخه، حيث راحوا متهمينه بما هو أقسى من ذلك، حين وضعوه في خانة الملحدين، داعين في ذات الوقت الى فصله من تلك المؤسسة العلمية والدينية، غير أنَّ الأمور ومن محاسن الصدف أن أخذت منحاً آخر حيث جرت تبرأته من تلك التُهم فيما بعد. لكنه ورغم ذلك وفي سياق ذات القضية، وإستكمالاً لتلك الحملة التي شُنَّت ضده، فقد إستمر العديد من الكتاب في التصدي له، بعد أن دخلت هي الأخرى في معمعة الصراع الدائر إياه.
وكي لا تأخذ القصة بعدا أكثر، وإستجابة لتلك الدعوات الصادرة من أكبر تجمع ديني يخص المسلمين والمقصود به هنا الأزهر الشريف، الذي كان قد لعب ولا زال دوراً مهماً في تصويب وتصحيح أي من المسارات المقلقة وما يمكن أن يخرج به من إجتهاد، وبشكل خاص على المستويين الديني والفقهي، فقد إضطر طه حسين الى تدارك الأمر وبسرعة، حيث أقدم على إعادة طباعة الكتاب إياه، ولكن سيحمل هذه المرة عنواناً آخر، الا وهو (في الأدب الجاهلي)، بعد أن وجد نفسه مضطراً على إجراء بعض التعديلات المهمة عليه، كإن حذفه لبضعة فصول منه، والتي كانت سبباً في حصول ما دار من جدل.
وفي السؤال عن بعض العوامل المساعدة التي وقفت وراء ذهاب طه حسين الى التشكيك بالفترة التأريخية التي وُلِدَ فيها هذا الشعر، فلا بأس من التوقف عند بعض ظروفها ومقدماتها. ففضلاً عما يمتلكه من سعة أفق ومن ثقافة عالية، كانت قد نمت معه وتطورت ومنذ نعومة أظفاره، فالرجل في ذلك الوقت، أي منتصف العشرينات من القرن المنصرم، كان يدرس في باريس وأتيحت له حينذاك فرصة الإطلاع على عالم الفلسفة، لكنه وبعد أن استهواه هذا العلم أي الفلسفة، فسيجد نفسه غير مكتفٍ بهذا القدر الذي تيسَّرَ له منه، لذا راح مزيدا عليها وليتعمَّق أكثر في دراستها. وكان من نتائجها أن توقَّفَ طويلاً عند مبدأ الشك، متأثراً على ما يبدو بكتاب رينيه ديكارت في هذا الصدد، فضلا عمّا كان يملكه شخصياً من خزين معرفي، وما كان قد قرأه عن عثمان بن عمر بن محبوب البصري والملقب بالجاحظ، والذي لا يبتعد كثيرا في آراءه وفي بعض من محطاتها تحديداً عن مبدأ الشك، والذي كان قد خرج به ديكارت، وليمسي إهتمامه بها لصيقاً وحتى مغادرته الدنيا.
وإرتباطا بفكرة التشكيك بالحقبة الزمنية التي أنتجت ما جرى تسميته من قبل المؤرخين بالشعر الجاهلي، فقد حاول البعض إسقاط تلك الإشكالية وبشكل من الأشكال على رسالة الإسلام، وصولاً الى النيل من شخصية محمد وما كان قد جاء بالكتاب الذي بُلِّغَ به من تعاليم وافكار ورؤى، وذلك من خلال إثارة السؤال المهم على ما رأوه والمتمثل: بكيفية وقوف رجل أمي، بحمل تلك الرسالة السامية، العالية القدرة والكفاءة والتبشير بها كذلك. وموضوع كهذا قد جرى الخوض فيه كثيراً جداً من قبل أهل الشأن وبعميق رؤيا حتى أشبِع أو يكاد. وعلى اثر ذلك فقد إنقسم المحققون فيه الى فريقين، فمنهم مَنْ بات على قناعة راسخة بتلك الرسالة، داحضاً فكرة التشكيك بها. وفريق آخر وقف على الضد منها، رافضاً كل ما جاء فيها.
وإتساقا مع ما تقدم وبصرف النظر عن الإحتمالات التي كنّا قد سقناها عن تلك الرسالة، والتي توقفنا خلالها عند فكرة التشكيك بمصدرها وتأريخها، فقد حملت بين ثناياها وفي مواقع كثيرة منها، أبعاداً ورؤى إنسانية، كانت صريحة في تعاليمها وفي توجهاتها وبما ينسجم ويستجيب للغة العصر آنذاك أو ربما تفوق عليها.
أمّا ما يتعلق بنا، فقد إرتأينا التوقف في هذا المقال على ما حمله الكتاب إياه من أبعاد جمالية ومن عمق بلاغة وخزين معرفة، والأهم من ذلك ما سيقوم به من دور متميز، يتمثل في رفد اللغة العربية، مضيفاً على جمالها جمالاً. وفي ذات الوجهة فلكم كان التلاقح واضحاً صريحاً بين جزالة الشعر وحكمته الذي كان قد كُتبَ في تلك الحقبة من الزمن، وبين دلالات القرآن الكريم وسحر البيان الذي أتى به، ليمضيا سوية في بناء لغة شديدة الإحكام، ولتشغل مكانا علياً بين شقيقاتها من اللغات الأخرى، ثابتة في منزلتها ومقامها، متمكنة من البقاء والإستمرار، على الرغم من مرور ما يزيد على الألفي عام على نطق اول حروفها وكلماتها.
لكن وعلى الطرف الآخر وعلى الرغم من تمتع اللغة العربية من قوة حضور ورشاقة إستخدام وقدرتها كذلك على نحت وإدخال عددا ليس بالقليل من المفردات الجديدة وإدخالها الى محرابها، وهذا ما تّحقق فعلاً مع تطور مسيرتها، الاّ ان هناك أعداداً لا بأس بها، لا زالت تلاقي صعوبة في إستخدامها (العربية) وبما يتفق وقواعدها وشروطها التي جاءت بها. لذا سعى المختصون وذوي العلاقة الى العمل من أجل تبسيطها وتروضيها، جهد ما يستطيعون وبما يستجيب لمنطق العصر ومقتضياته. محافظين في ذات الوقت والى حد بعيد على قيمتها وأساسياتها وسمو منزلتها. لذا شرعت بإتخاذ العديد من الخطوات العملية، هادفة الى إزاحة بعض من عقدها وتراكيبها وصولا الى أن تكون في متناول اليد واللسان وعلى نحو أرحب.
وإذا ما أردنا سياق بعض الأمثلة عن الإجراءات التي قام بها البعض وكذلك جملة من الأفكار التي جرى تداولها والتي تصب في ذات الإتجاه، فقد إقترح الأستاذ الراحل هادي العلوي إعتماد الحرف الساكن في نهايات كل كلمة، غايته التخفيف من ذلك الثقل الذي حمًله اللغويون القدامى للغة العربية وما جاءوا به من إشتراطات. فكما هو معروف فتحريك الكلمة، لم يأتِ بعفو خاطر أو تحت تأثير رغبة طارئة، بل هي مرتبطة بقواعد لغوية شديدة الدقة والتعبير، فمن خلالها ستميز على سبيل المثال الفاعل من المفعول به والمضاف من المضاف اليه والصفة من الموصوف وبذا سيكون لكل منهم أحكامه وطبيعة عمله وموقعه من الجملة.
ومن بين الأفكار التي طُرحت من قبل بعض اللغويين المهتمين بالعربية، وبهدف التخفيف أيضاً من شروطها، وصولاً الى تسهيل استخدامها ومن قِبل أوسع قاعدة من الناطقين بها، فقد جرت محاولات عديدة، تتمثل في تبني فكرة إحلال اللهجة المحكية أو العامية، كبديل لغوي عن العربية الفصحى وفي بعض المواقع. غير أنَّ هذا الإقتراح كان قد إصطدم بالكثير من الحواجز والمعوقات، مما اضطر دعاتها الى التخلي عن تلك الفكرة، أو لنقل وعلى نحو أدق بأَّن تلك الدعوات كانت قد تلاشت لعدم وجود آذان صاغية لها، بل وحتى قوبلت من قبل البعض ولنسميهم بالمتشددين للغة العربية بالرفض القاطع، لأنطوائها وحسب رأيهم على انعكاسات ونتائج سلبية، قد تؤدي في نهاية المطاف الى اضعاف مكانتها بين شقيقاتها من اللغات، وكذلك الى تراجع دورها الانساني والحضاري، وفي رفد الشعوب الاخرى بما تكتنزته من معارف وعلوم، كانت قد كتبت بلغة الضاد.
وفي ذات السياق، فلا بأس من الإشارة هنا الى أنَّ أحد أبرز المتشددين للكتابة باللهجة المحكية أو العامية إن شئتم تسميتها، والحديث هنا عن الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل. فعلى الرغم من أنَّ الرجل بدأ حياته السياسية مبكراً وبحماس شديد، وليعلن عن إنتماءه الى الحزب القومي السوري، العروبي التوجه والواسع الإنتشار آنذاك في بلاد الشام، وكذلك بإعتباره الأقرب الى طريقة تفكيره بل ويشتركان بذات الأهداف، الاّ أنه وللأسف وقد تستغرب عزيزي القارئ لما آل اليه مصيره، حيث إنتهت حياته السياسية في أن يغادر حزبه، وليتحول في وجهته الى الطرف الآخر المعادي لقوميته، إذ بات أحد مؤيدي الحركة الصهيونية والأقرب الى أفكارهم.
وعلى أثر هذا الإنقلاب والتحول الذي أحدثه سعيد عقل في حياته السياسية وولاءه، والذي كنا قد توقفنا عنده، فلم يدعو وبسبب تعصبه وتطرفه هذا الى الكتابة باللهجة المحكية اللبنانية فحسب، وانما بلغ به الأمر أن يبشّر ويحثٌ على إستخدام الحرف اللاتيني كبديل عن الحرف العربي في الكتابة. وأمر كهذا سيذكرنا بالرئيس التركي مصطفى أتاتورك وبعيد إستلامه السلطة مباشرة، والذي كان قد إستبقه في دعوته تلك، إذ أقدم وعلى نحو سريع وبمجرد أن تمكن من السلطة واستحكمها بإستبدال الحرف العربي باللاتيني. غير انه أي سعيد عقل، لاقى وبسرعة فائقة رفضا قاطعاً وإستهجانا منقطع النظير لدعوته تلك، ومن قبل أوسع الأوساط وفي مقدمتها مثقفو لبنان ووطنيّه، فضلاً عن مجاميع اللغة في أهم العواصم العربية ذات الشأن كالقاهرة وبغداد ودمشق.
وبالعودة من جديد الى العربية، فلأنها لغة تفكير وتعبير وتواصل وقادرة كذلك على الاشتقاق والتطور، فقد كانت مركز جذب وإستقطاب لأعداد كبيرة جداً من المثقفين، ممن يعودون في خلفياتهم القومية الى شعوب وقبائل أخرى. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، فما إنفك هؤلاء، وجلّهم من الفرس والأتراك وغيرهم من شعوب آسيا الوسطى بما فيهم الروس على سبيل المثال، يتفاخرون بإجادتهم للغة العربية، بل وقد سجَّل لهم التأريخ سبقاً في ذلك، لما لديهم من مساهمات ملفتة في هذا المجال.
وإذا ما أردنا التوقف عند بعض الأسماء فهي كثيرة، فهذا سيبويه، الفارسي القومية على سبيل المثال والذي يعتبر شيخ النحاة. وذاك إبن جني الرومي. وآخر فارسي الأصل أيضاً وهو الزمخشري، ومن أشهر كتبه، المفصل في النحو، وعنه نقول بأنه إمام النحو والبلاغة والتفسير اللغوي. وهناك الملقب بالجوهري وهو تركي الأصل ومن أشهر كتبه الصحاح. وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك فهناك من اللغويين ومن غير العرب أيضاً إبن مضاء القرطبي الأندلسي، ومن أشهر ما خطَّته يداه وجاد به عقله، كتاب الرد على النحاة. وكذلك هناك لسان الدين بن الخطيب الأندلسي. والأسماء كثيرة جداً ولكننا سنكتفي بهذا القدر، فليس في المجال متسع للتوقف عندها جميعاً.
ولعلهم في اجادتهم للغة العربية والتحدث بها، لم يروا فيها مدخلاً لفهم الاسلام وحسب، بل لما حوته من حلو كلام وجمال بلاغةوسحر صياغة، مما دفعهم ليس بتبنيها وانما بالدفاع والذود عنها كذلك، وفي محافل ارادت لها أن تنقرض أو يضيقوا عليها في أضعف الاحوال. غير أن ذلك كلّه لم يعفِ المختصين باللغة العربية ومجاميعها، بوجوب النظر اليها بعين من الجدية، لجعلها أكثر مطاوعة وانسجاما مع العصر ومقتضياته، لذا فلابد من تليينها وإجتناب التشدد في شروطها مخافة انكسارها أو أفول دورها ونجمها. لا سيما وأن هناك رهط من اللغويين لا زال متمسكا بثوابتها كما جاءت به أول مرة وأستقرت عليه. إذ تراهم حذرين قلقين من فكرة التغيير والتطوير وبذرائع شتى كانفراط عقدها. ومع التقدير الكبير لحرصهم الشديد على لغتهم، الاً انه ينبغي النظر اليها (اللغة العربية) باعتبارها عِلماً كسائر العلوم، وبمعنى آخر فقد بات عليه أن يخضع ويستجيب لمنطق التطور والتغيير، مراعياً ومسايراً لغة العصر، لذا لابد من وللتأكيد مرة أخرى من العمل على تبسيطها، لتصبح في متناول جميع الناطقين بها أولاً، وكذلك للراغبين في دخول محرابها من القوميات والشعوب الأخرى، ومن دون المساس بثوابتها.
السويد ــ مالمو

939 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع