حمزة الجواهري امام طاولة الحقيقة

                                       

                       محمود الوندي

كنا ننتقد حزب البعث لانه كان يسلك سلوك شاذاً الا هو شراء ذمم بعض ضعاف النفوس من الادباء والفنانين والأغداق عليهم بالمنح والمكرمات والرواتب الضخمة .

حيث كان لهم مكانة خاصة لدى نظام البعث بسبب مدحهم له وعلى تغطية جرائمه ضد الشعب العراقي من خلال كتاباتهم والقاء اشعارهم ، والأمثلة على ذالك كثيرة ولا داعي هنا لذكر أسماء ، وقد حارب النظام في حينه الاصلاء واصحاب المباديء من المثقفين الاصلاء وزج من يظهر اعتراضه او استياءه من سياسة النظام في السجون واخفائه في أقبية اجهزته الامنية . ومما يزيد الطين بلة ظهور الموجة الإعلامية السقيمة بعد 2003 التي تندب وتعول على نوايا السيئة لاتهام بعض الاطراف بالخيانة لتبرئة الحاكم والتباكي على الفاسد ويعتبر بانه مظلوم . ويحاولون بقدر الإمكان خدع مكون من الشعب العراقي بإن المنبع للإرهاب من مكون فلاني بسبب حقدهم على رئيس الوزراء لكونه من المذهب الفلاني ومن استغلال الطائفية ان يُقنعْ البعض من ينتقد الحكومة الحالية هم أعدائنا . برغم هؤلاء الناس فقدوا الامل بالحكومة وسياستها الخاطئة وذلك بسبب الفساد الضارب الأطناب وانتشار حالة اللامبالاة وضعف الشعور بالمسؤولية . لان النخب السياسية تلهث خلف مصالحها الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية .

بعد عشر سنوات عجاف ، من عدم الاستقرار والأمان في البلاد لوجود الإرهاب والجريمة المنظمة في قتل الشعب العراقي مع انتشار الفساد المالي والإداري في معظم مؤسسات الدولة وهياكلها تزكم روائحها الانوف ، لا يمكن للعقلاء أن ينكروا التشظيات التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم ، وأن الانقسامات المريعة المتزايدة اليوم . تظهر لنا احد الواعظين بأنه محلل سياسي او خبير اقتصادي او مؤرخ ... الخ ، حيث ينكر الاحباط وتدهور الوضع الامني العام في العراق ، ويحاول أتهام بعض الآطرف بقيام باعمال الهَشيمة لعرقلة الحكومة لتقديم الخدمات للعراقيين بحجة اختراق العناصر المعادية للنظام الجديد للكثير من دوائر الدولة ومفاصلها المؤثـّرة . ليست المشكلة في الفاسدين وحدهم ، ولكن المشكلة الحقيقية تتمثل بالتستر على الفاسدين وتبرئتهم ، بل في جعل احدهم صالحا ومواطنا مخلصا . وتحاول ان تكثر الاتهامات وتبث الاشاعات عن جماعات اخرى في حين يتم التستر على آخرين من المختلسين والمتهمين والمفسدين الحقيقيين .

لا بد لي من كتابة هذه المقدمة لادخل في صلب الموضوع حول ما نشرت المقالات من قبل بعض الكتاب وتوجيه اصبع الاتهام الى الكورد بعرقلة تقديم الخدمات وتحمله مسؤولية العجز بتصدير النفط ، ودفاعهم المستبدة عن الحكومة المركزية ويسحقون على جراح العراقيين ، وبامكاني احاورهم بهدوء حول هجومهم اللاذع على الامة الكوردية وطعن بوطنيتها . لان هكذا الكتابات تحمل اغراضاً شخصية وتهدف الى تضليل الرأي العام .

قرأت المقالة للاستاذ حمزة الجواهري رداً على النائبة والصحفية " ماجدة التميمي " حول خسارة العراق 45 مليار دولار بسبب تقديرات خاطئة لنائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني , وحاول ان يغطي الشمس بالغربال بأتهام الكورد حول تلك الخسارة ، بان

جميع التفجيرات التي استهدفت خط جيهان التركي والتي قامت بها في معظم الأحيان مجاميع حزب العمال الكردستاني المدعوم من قبل قيادات كوردية في إقليم كوردستان العراق ، دون معرفته في المنطقة والمشاكل الموجودة بين حزب العمال الكردستاني بين حكومة اقليم كوردستان ، وباعتقاد داركين بشؤون الحركة الكوردية ما ورد في كلام الجواهري من معلومات مشوهة وتلفيقية واتهام باطل للكورد للاسباب التالية :

1 – ان انابيب النفط الممتدة الى ميناء جيهان التركي لم تمر من المناطق الكوردية لانها تمر من خلال محافظة نينوى داخل الاراضي العراقية مرورا الى محافظة آدنا داخل الاراضي التركية في كلا الطرفين تبتعد الانابيب عن مدن كوردستانية .

2 – في طول تاريخ الحركة الكوردية لم تأمرالقيادة الكوردية مهما كانت الاسباب بتفجير انابيب النفط او الايعاز بتخريب البنية التحتية للبلد .

3 – ليس لحكومة الاقليم أي سلطة على حزب العمال الكوردستاني لكي يدفعها لقيام بهذه الاعمال غير الإنسانية . إضافة الى كثير من المشاكل وسوء التفاهم بين الطرفين .

4 - ان معظم التفجيرات التي استهدفت خط جيهان التركي كانت بتدبير جماعة القاعدة وبالتواطئ مع فلول حزب البعث وبالاخص في المناطق التي تقع تحت نفوذهم والخاضعة عمليا لأمرتهم من مدينة بيجي مرورا بمدينة الشرقاط والقيارة ومدينة الموصل والى حدود تركيا ، وانك في مقالك كمن تحاول ان تتستر على جرائم هؤلاء القتلة واتهام الكورد وقيادته بتلك العمليات الاجرامية الا احراق وهدر قوت الشعب العراقي المسكين .

5 – صرح عضو اللجنة المالية في البرلمان العراق حول عجز الموازنة ليس يقصد عجز لتصدير نفط كركوك فقط برغم نفط كركوك لا يتجاوز من تصدير النفط سوى ثلث ويمكن أقل ، بل قصد البرلماني هو شمل جميع أبار النفط في العراق ، ولكن لا ادري لماذا انت قصدت نفط كركوك واتهامك فورا للكورد .

6 – لماذا لم تؤشر تسريب وسرقة النفط في الاوسط والجنوب وتكشف تهريب آلاف البراميل من النفط الخام يومياً وهي أكثر بكثير من حجم العجز التصديري للنفط . يكون سبب العجز في الميزان العراقي .

7 – نشرت جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة حول هذا الموضوع لماذا اختار الجواهري فقط جريدة المدى لكي يأخذها عذرا لديه لهجوم على الكورد لإرضاء السيد الشهرستاني الذي يحقد على الكورد ( يعرفها القاصي والداني ) .

برغم العراق اليوم يمّر بأصعب مرحلة تاريخية متوحشة في حياته يعاني من انفلات أمني كبير وواقع متسم بعدم الاستقرار السياسي وانتشار الفساد المالي والإداري ، وبات ساحة مكشوفة للصراعات الارهابية المحلية والاقليمية والدولية والمذهبية والحسابات المخابراتية ، مما لا شك فيه أن السيد الجواهري يعرف هذه الحقيقة ولكن يتجاهلها ، وهذا ليس ظلما واجحافا واستخفافا بالشعب العراقي فقط ، انما اسباب قد اسهمت في اتساع رقعة الارهاب وفي اشعال حرائقه وزيادة اعداده مجنديه .

يضن الجواهري بصفته محلل سياسيا وخبيرا نفطيا بإن ما يكتبه سوف يصدقه الإنسان العراقي ولكن لا يعلم سيادته ان هناك العديد من الخبراء الاقتصاديين أبدوا بتحليلاتهم الموضوعية عبر القنوات الفضائية حول نجاح استثمار النفطي في كوردستان ونجاح ما اتبعتها الحكومة المركزية والسيد الشهرستاني في استثمار النفط في الوسط والجنوب . لذلك كان الاجدر به أي السيد الجواهري نقل الحقائق وبالكلمة الصادقة وعدم تضليله للرأي العام العراقي وعدم توجيهه الإتهام المباشر الى أخوته الكورد ظلما وبهتانا وتحميلهم مسؤولية العجز في تصدير النفط ومحاولته في تشويه سمعتهم دفاعا عن الباطل ولربما لمصالح خاصة ، وعدم توجيهه بتلك الملاحظات الى المعنيين بملف النفط من المسؤولين الفاسدين والمفسدين داخل المؤسسات النفطية الذين يتسترون على عمليات التهريب المنظم لقوت الشعب .

ويتجاهل الجواهري ان في قناعة المواطن العراقي أن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 ولحد الآن تعاملت مع جميع الملفات ومنها الملف النفطي بشكل دون رؤية وانما تعاملت من منظور السعي لزيادة النفوذ الحزبي في الدولة وشراء الذمم والسعي لتصفية أو تقليل نفوذ القوى السياسية المنافسة لها أو المتصارعة معها . وانا بالاعتقادي لا يستطيع الجواهري ان تعزل الشمس بالغربال لان الشعب العراقي على علم بهذه الحقائق ، ويعرف ماذا يحدث داخل اورقة مؤسسات الدولة وهياكلها من الفساد المالي والإدراي والتهريب الالاف من البراميل من النفط خارج العراق .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع