علاء کامل شبيب
لايبدو أن الزيارة القادمة لنوري المالکي رئيس الوزراء العراقي لواشنطن ستکون کما يرغب و يود ولاسيما وان هناك ثمة إتجاه اوربي بدأ يتبلور أخيرا بإتجاه ممارسة أنماط من الضغوط على المالکي و تضييق مساحة لعبه دوليا الى حد قد يحرجه و يسبب له الاشکال.
البرلمان الاوربي الذي لم يکترث بما قد صدر من قرارات قضائية بحق طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي، وقام بتوجيه دعوة رسمية له لزيارة بروکسل و إلقاء کلمة له في البرلمان الاوربي بخصوص مسألة حقوق الانسان في العراق، کان قبل ذلك قد صوت في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر بالاجماع على قرار بشأن الوضع في العراق تناول فيه حادثة هجوم الاول من أيلول/ سبتمبر على معسکر أشرف بالتحديد ودعا الى «اطلاق فوري وغير المشروط » للرهائن السبعة الذين تم إختطافهم على أثر الهجوم، ويأتي أهمية و حساسية هذا القرار إذا ماعلمنا بأن المالکي لايزال يرفض أية علاقة لحکومته بذلك الهجوم و بإختطاف الرهائن السبعة، وهو مايعني بأن الاوربيون يأخذون بوجهة نظر المعارضين الايرانيين و يرفضون و بشکل صريح موقف حکومة نوري المالکي.
150 من أعضاء البرلمان الاوربي، أصدروا بيانا في يوم 24 من الشهر الجاري دعوا فيه حکومة المالکي الى إطلاق سراح الرهائن السبعة المختطفين من معسکر أشرف وقد دعا البيان الذي رکز على مطالب المضربين في مخيم ليبرتي، كاترين اشتون رئيس السياسة الخارجية وخوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الاوربية وهرمان وان رومبوي رئيس الاتحاد الاوربي والدول الاعضاء في الاتحاد الى التحرك الفوري لارغام العراق على الرضوخ لهذا الطلب أي إطلاق سراح الرهائن السبعة، مشيرا الى أن إزهاق ارواح أخرى أمر غير مقبول، کما ان البيان قد شدد أيضا على تکرار المطالبة بفتح تحقيق كامل ومستقل بشأن مجزرة الأول من ايلول/ سبتمبر في أشرف والاعلان العام والفوري لنتائجه، وکذلك طالب أيضا بأنه على الأمم المتحدة ارسال قوات أممية لحفظ السلام لحماية 3000 من سكان ليبرتي من هجمات القوات العراقية، ومن المؤکد بأن هذا البيان يعتبر بمثابة"إنذار"اوربي آخر للمالکي و کونهم لايسمحون له بتخطي الحدود و الحواجز و اللعب کما يشاء متجاهلا الاتحاد الاوربي بشکل خاص، وان سفر المالکي الى واشنطن وهو يواجه هکذا موقف أوربي حازم، قد لايکون مشجعا للرئيس اوباما کي يمنحه(العطف و الحنان و
الحظوة)الامريکية السابقة، خصوصا وان الاوربيين يستندون على أرضية قانونية و على مبادئ حقوق الانسان و على أحداث و قضايا من أرض الواقع، لکن في نفس الوقت يجب أن يتذکر الرئيس اوباما عهود و وعود الحماية التي قطعتها لسکان أشرف و ليبرتي وان يعلم بأن تإييده للمالکي يعني تإييده لکل ماقام به من نقض و إنتهاك بحق المعارضين الايرانيين! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع