بين فقه الشعائر وفقه الحياة

                                          

                        د. محمد عياش الكبيسي

الشعائر هي العلامات الدينية الظاهرة مكانية أو زمانية أو سلوكية (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)، (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

ونحو هذا ألفاظ الأذان وصلاة الجماعة والتلبية والتكبير، وكذلك الطواف والسعي ورمي الجمار وإشعار الهدي الخ، وما زال المسلمون يظهرون قدرا كبيرا من الحرص والتنافس الطيب في أداء هذه الشعائر وتعظيمها وهو -لا شك- دليل الإيمان والتقوى، يقول القرآن الكريم: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ومن مظاهر هذا التنافس كثرة المساجد والتي غالبا ما تكون من أموال الناس وليست من مال الدولة ولا الجمعيات أو المؤسسات، وقد وصل التنافس إلى حد البذخ وربما الإسراف، ومثل هذا الإقبال الشديد على الحج والعمرة رغم التكاليف الباهظة مما جعل الحكومة السعودية تقوم بتقليص العدد رغم مشاريعها المتتالية في توسعة الحرمين الشريفين وأماكن النسك الأخرى، إن هذه المظاهر كلها من حيث الأصل مظاهر إيجابية ينبغي ترسيخها وترشيدها والبناء عليها خاصة أنها تمثل صمام الأمان للحفاظ على هوية الأمة في ظرف نرى فيه أن هذه الهوية تتعرض للتشويش أو الاستئصال من قبل الحركات والمشاريع المشبوهة شرقية وغربية.
لقد جعل الإسلام هذه الشعائر سهلة الفهم والتصور ولا تتطلب نظريات مركبة ولا معقدة، فبإمكان المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأعمارهم ومستوياتهم الثقافية أن يمارسوها ويعظموها ويلتفوا حولها، ولا شك أن هذا كله مقصود ومنسجم مع حكمة الشارع ورسالة الإسلام العالمية (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
وربما يكون من الخطأ الفادح تثبيط المسلمين عن هذه الروح الشعائرية بدعوى أن المال الذي ينفق على الفقراء أو طلبة العلم أو المشاريع التنموية والتربوية أولى، وهذا وإن كان صحيحا من حيث الفقه لكنه ليس صحيحا من حيث التربية، فقلوب العباد تهوي إلى هذه المشاعر والشعائر بفطرتها وتدينها الصافي (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)، وحينما تريد من الناس أن يوازنوا بين هذا وبين الواجبات وأفعال البر الأخرى فإنه يتطلب وعيا دقيقا ونظرة شاملة ولا تكفي الفتاوى والعبارات المقتضبة، وحينما لا يصل الوعي إلى هذه الدرجة فإن قدرا من التردد سيسطر على مشاعر الناس وهو كفيل بإضعاف الحماس والتنافس في الأولى دون القدرة على الوصول إلى مستوى الفعل والبذل في الثانية، وهو ما ذكره الكثير من العلماء في مسألة تحلية المصحف بالذهب والفضة مع وجود الحاجات والواجبات الأخرى.
ومع ما للشعائر في الإسلام من مكانة سامقة، إلا أن الإسلام في أصله رسالة أكبر وأرفع وأعم من الشعائر، إذ هو الرحمة الشاملة لكل العالمين في الدنيا والآخرة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وهذا يتطلب أن يكون الإسلام منهج حياة شاملا بكل تفاصيلها وتعقيداتها، والقرآن نص على هذا المفهوم فقال مثلا وهو يبيّن مسألة القصاص: (وَلَكُمْ فِي الْقَصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، فالحياة الآمنة المطمئنة من أهم مقاصد الشرع، ولذلك امتن الله على أهل مكة فقال (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، وجعل المساهمة في إنقاذ الحياة من أعظم القربات كما جعل المساهمة في إتلافها من أعظم الآثام (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).
إن المتمعن في آيات القرآن الكريم يكاد يجزم أن الآيات التي ساقها القرآن للحديث عن الحياة الإنسانية فردا وأسرة ومجتمعا ودولة وأمة قد أخذت القسط الأكبر من آيات القرآن، وأما آيات الشعائر فلا تكاد تجد لها نسبة واضحة مع هذه الآيات، وهذا يتناغم مع طبيعة هذا الدين والذي يتميز عن بقية الأديان بأنه دين نظام وحياة وليس دين طقوس وكهوف وكهنوت، وليست الدنيا عنده في الطريق المعاكس للآخرة وإنما هي محطة على طريق الآخرة ومقدمة لها، والنجاح فيها مؤذن بنجاح الآخرة والعكس بالعكس (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ أَعْمَى).
وقد استنبط العلماء من هذه الآيات والأحاديث النبوية المبينة لها ما سمي بفقه المعاملات، وهو الفقه المعني بشؤون الحياة، ثم انبثق من هذا الفقه ما سمي بالنظم الإسلامية كالنظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام التربوي، ولم تكن هذه النظم مجرد نظريات أو اجتهادات شخصية بل كان تجربة ثرية وناجحة أنتجت دولة وحضارة يحق لها أن تتوج بلقب العصر الذهبي في التاريخ البشري كله، ولم تكن هذه التجربة محدودة الزمان والمكان بل كانت ممتدة من الحجاز إلى دمشق وبغداد والإسكندرية والزيتونة وغرناطة ومراكش وسمرقند وبخارى واسطنبول وعلى مدى زمني يزيد على الألف سنة!
والإسلام بهذه التجربة الفريدة غرس منظومة قيمية جديدة تضبط السلوك البشري في شبكته العلائقية الممتدة ما بين عالم الغيب إلى عالم الشهادة لتصل إلى أدق التفاصيل مع الفقير واليتيم والجار والرحم والصديق والبعيد الخ (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) ، و(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)، وقد اتسعت هذه المنظومة لتشمل المخالفين لنا في الدين والمعتقد ممن يكذّبون بمحمد ويكفرون بالقرآن (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي أَحْسَنُ)، بل هناك الكثير من الآيات والأحاديث التي جاءت لتنظم علاقة الإنسان بالحيوان والنبات والجماد.
لقد كانت صورة المسلم التي اختزنتها الذاكرة البشرية في تاريخها الطويل أنه ذلك الإنسان النظيف في ثيابه (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) والطاهر في جسده (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) والصادق في لسانه والأمين في يده والرحيم في قلبه والمبدع في فكره والناجح في زراعته وصناعته وتجارته والمنتصر في معاركه، وبهذا دخل الناس في دين الله أفواجا.
أما الشعائر فلم تكن سوى العلامات الفارقة التي تزيّن هذه النجاحات المتنوعة والواسعة وتميّز أصحابها بهويتهم وخصوصيتهم، إنها أشبه بشعارات الجند وراياتهم وحركاتهم المنضبطة وبزاتهم العسكرية التي تفرقهم عن الآخرين، وهذه ضرورة في كل جيش ولكنها لا تصنع النصر إلا بوجود الإعداد العلمي والمعنوي والمادي والجسدي.
لقد انطلق الصحابة الفاتحون -رضي الله عنهم- في شرق الأرض وغربها فكانوا بالفعل البديل الأفضل عن كل تلك الإمبراطوريات العتيقة والعتيدة، وقد تمكنوا بالفعل من تطوير الحياة الإنسانية في كل مجالاتها حتى الطب والفلك والعمران، وقد تمكنوا من اختراع نظم إدارية وسياسية مكنتهم من بسط هيمنة الدولة وقوانينها على أغلب الأرض المسكونة في ذلك التاريخ. أما اليوم فربما تكون مساجدنا أكثر بكثير من مساجد الأولين وأعظم زينة وبهرجا، وكذلك المؤسسات المخصصة لنشر القرآن الكريم ورَقيا وإليكترونيا كتابة وصوتا وصورة، وقل مثل هذا في أعداد الحجاج والمعتمرين والمعتكفين والراكعين والساجدين، وحتى في أعداد الشيوخ والوعاظ والخطباء، بكل تأكيد ليس هذا هو ما ينقص الأمة اليوم.
إن الظاهرة التي تستدعي الدراسة والتحليل تتلخص في إقبال المسلمين اليوم على شعائر الإسلام دون نظامه العام ومشروعه الشامل لفهم الحياة وإدارتها، وللظاهرة شواهد أكثر من أن تحصى ومنها:
1 - اهتمام المدارس والجامعات الإسلامية بتخريج الأئمة والخطباء وفقهاء الشعائر، والعجز عن إعداد الكوادر القادرة على قيادة المجتمع سياسياً واقتصادياً وتربوياً، مما أدى إلى تكريس ثقافة فصل الدين عن الحياة في مجتمعاتنا الإسلامية، رغم محاولات البعض وبجهودهم الشخصية للانفتاح على التخصصات الأخرى، بينما كان علماء الأمة يرسمون سياسات الدولة وقوانينها وخططها الإدارية ويحلون معضلاتها التفصيلية، ولم تكن الدولة في كل تاريخها بحاجة في كل هذا إلى الخبرات الخارجية.
2 - إخفاق الجماعات الإسلامية الشمولية وأحزابها السياسية في إقناع الأمة بمشروعها، بل وحتى في إقناع المتدينين وطلبة العلم الشرعي، ومن المفارقات الغريبة أن هذه الأحزاب نجحت إلى حد ما في المجتمعات التي تقل فيها مظاهر الالتزام الديني كماليزيا وتركيا، بينما أخفقت في باكستان وأفغانستان رغم شدة التمسك بالشعائر والمظاهر الدينية! وكأن المجتمعات المتدينة تدينا شعائريا تكون أقرب للدعوات العلمانية منها إلى الإسلامية.
3 - اقتصار الأوقاف الإسلامية اليوم في الغالب على الشعائر، فأموال الأغنياء المتدينين غالبا ما توقف على بناء المساجد، أما الأوقاف العلمية أو التربوية وحتى الإنسانية فهي ضعيفة ومحدودة جدا، بينما كانت أوقاف المسلمين أيام العباسيين مثلاً تدخل في أحشاء المجتمع كله، ووصلت إلى حد الوقف على رعاية الحيوانات المريضة والمعاقة ووقف الأواني المكسورة! أما الوقف على المدارس والمشافي والأيتام ونقاط استراحة المسافرين فأكثر من أن يحصى، وهذا لوحده يؤشر بوضوح على تراجع الوعي في فهم رسالة الإسلام لدى عامة المسلمين اليوم.
4 - قصور العمل الإسلامي في الغرب عن تحقيق مصالح الجاليات الإسلامية هناك، وقد يصل هذا القصور إلى حد الفشل إذا ما قورن بالأقليات الأخرى خاصة الأقليات اليهودية رغم الفارق الكبير بين نسبة المسلمين ونسبة اليهود هناك، فبينما ينجح اليهود في حشد أنفسهم للمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية والاقتصادية لم ينجح المسلمون في الغالب إلا في حشد جماهيرهم لصلاة الجمعة والعيدين، وقد حدثني أحد الأصدقاء في السويد أن الحكومة السويدية تتعجب من عزوف المسلمين حتى عن مجرد الاطلاع على القوانين السويدية والتي قد تكون في خدمتهم مثل وجود ميزانية سنوية في الدولة لتحسين صورة الأقليات الدينية ونشر ثقافتها الخاصة والترويج لرؤيتها في التعايش وخدمة المجتمع!
5 - والأخطر من كل هذا هو تأثر السلوك الفردي بهذه الظاهرة إلى الدرجة التي مسّت كل مفاصل الحياة، وربما شكلت انتهاكاً لمبادئ الإسلام نفسه، ولننظر في هذه النماذج المتكررة في حياتنا اليومية:
أولا: تدني ثقافة الانسجام داخل المجتمع المسلم، فعلى مستوى الأسرة هناك مؤشرات خطيرة لازدياد معدلات الطلاق حيث تجاوزت في الكثير من البلدان خط الـ%30، وعلى مستوى العلاقة بين أبناء الحي الواحد فإنك قد تجد الجار لا يعرف اسم جاره ولا أي شيء عنه، وانتقلت هذه الظاهرة إلى المصلين في المسجد الواحد والذين يلتقون خمس مرات في اليوم ويقفون القدم بالقدم والكتف بالكتف بيد أن الكثير منهم لا يعرف اسم الواقف بجنبه! وكذلك قل في الحجيج وهم يطوفون بالبيت ويقفون على عرفات، وهذه المناسك يفترض أنها تصهر هؤلاء في بوتقة واحدة لكن الذي يحدث هو حالة من السلبية والتوجس وانغلاق النشاطات والفعاليات المختلفة في إطار الانتماء القطري أو الفئوي.
ثانيا: الجرأة على أكل حقوق الآخرين وأكل المال الحرام، فإنك ترى بعض الحريصين على صلاة الجماعة أو تكرار العمرة لا يتورع عن تأخير مستحقات سائقه أو خادمته في البيت لأيام طويلة وربما لشهور دون إذن منهما، وهذا المال قد اختلط بماله فهو يأكل ويطعم أهل بيته من هذا الخليط، وهناك حالة المماطلة في أداء الدَين حتى صار شائعا التواصي بتركه من الأصل لأنك قد تخسر مالك وتخسر المدين قريبا أو صديقا، وأما استخدام الكذب والغش والنكول في المعاملات المالية فهو أكثر من أن يحصى، وقد لا يكون هناك كبير فرق في هذا بين المجتمعات المتدينة عن غيرها.
ثالثا: ضعف الإتقان في العمل حتى لو كان مصدر الرزق، وحتى لو تعلقت به أرواح الناس كعمل الأطباء ومقاولي البناء.. إلخ وأذكر أحد الأطباء كان يقول: إني لا أجد وقتاً لقراءة وردي من القرآن إلا في المستشفى! وقد سمعت طبيباً يقول لمراجعيه في المركز الصحي: لماذا تأتون في كل شيء للأطباء؟ عندكم العسل والزنجبيل وحبة البركة وزيت الزيتون! ومؤسف حقاً أن نرى البنايات السكنية في أوروبا وهي مرقمة بتواريخ تعود إلى نحو مائة عام وما زالت صالحة للسكنى وكأنها جديدة، ثم نسمع أخبار انهيار البنايات الجديدة في بلادنا على رؤوس ساكنيها، وقد وصلت خطورة هذا التهاون في إتقان العمل إلى المعلمين والمربين وربما القضاة والمفتين!
رابعا: النظافة، وهي التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان) لكنك تجد المسلمين اليوم يتهاونون بهذا الشطر، وقد رأيت في أكثر من بلد أوروبي أنهم يأنفون من السكنى في بعض الأحياء أو البنايات التي يكثر فيها المسلمون بسبب المظاهر الكريهة والمزعجة، والأغرب من هذا ما تراه من تناقض لدى الحجاج والمعتمرين من تعظيم للحرم إلى حد البكاء ثم تجدهم يتركون مخلفات طعامهم هناك وفي الطرق المحيطة وأماكن النسك الأخرى خاصة منى وهي مظهر لا أود لغير المسلمين أن يشاهدوه، وقد زرت مرة غار حراء ذلك الغار الذي كان نقطة الالتقاء الأولى بين الأرض والسماء، لكني حزنت كثيرا لأكوام القمامة على حافتي الطريق. إن هذه النماذج والصور القاتمة وإن كانت لا تصلح للتعميم على كل المجتمعات الإسلامية، لكنها ظاهرة شائعة ومنتشرة وخطورتها تكمن في اقترانها بمظاهر التدين والسلوك التعبدي، ومن ثم كان لا بد من تفكيكها وإرجاعها إلى أسبابها ودوافعها، وهذا يتطلب جهداً معرفياً ضخماً تقوم به مؤسسات علمية رصينة وجادة، وإلا فإن الكثير من جهود الإصلاح والعمل الفردي أو الجماعي ستضيع في هذه الدوامة، والرجوع بعد كل شوط وتجربة إلى المربع الأول.
إن مسؤولية العلماء ليست في حل عبارات الأولين، بل في حل مشاكل الحياة التي نعيشها اليوم، هذا هو العلم النافع والذي يقربنا من الإرث النبوي، وقد كانت تلك وظيفة الأنبياء -عليهم السلام- أنظر ماذا يقول القرآن على لسان يوسف-عليه السلام-: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) يوسف 55 ثم يقول عنه: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) يوسف 76، والذي يتتبع موارد كلمة العلم في القرآن الكريم يجدها مقترنة بفقه الحياة وإدارة المجتمعات أكثر بكثير من اقترانها بفقه الشعائر، والعالم الذي لا يفقه الحياة لا يمكن أن يساهم في إدارتها وحل أزماتها، بل سيكون هو بنفسه جزءا من المشكلة، وهذه إحدى أهم معضلاتنا اليوم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع