سلام توفيق
حدثني احد الاصدقاء عندما كنت لازلت في العراق قائلا:
استعرت كتابا من( احدهم ) بعد ان علمت انه يملك مكتبة غنية مع علمي التام بمحدودية ثقافته وسطحيته ... رغم انه عرف عنه لمن زاره في محل عمله (متر بمتر وربع ) انه كان يمد جسده على كرسيه للخلف متكئا على القائمتين الخلفيتين للكرسي واضعا ساقيه فوق ( الميز) وهو يتصفح كل يوم كتابا جديدا !!! طبعا هذه الحركة اقتبسها منه لاحقا الفريق حسين كامل حين كان يستقبل لجان التفتيش عن اسلحة الدمار العراقية !!!
ويواصل صاحبي سرده قائلا
بعد عدة ايام عدت لصاحبنا لاعيد اليه الكتاب الذي استعرته ... فاستقبلني بالسؤال عما اذا استمتعت بمطالعته خصوصا انه مدح كثيرا به وانه لشدة تاثره بافكار الكاتب فانه اعاد قراءة هذا الكتاب مرتين !!!
فسالته ان كان يستطيع ان يوجز لي الفصل الفلاني من الكتاب !!! فاعتذر قائلا
والله لكثرة ماقرات وطالعت وتشبعت بالعلم والثقافة فانني نسيت تماما ماورد فيه ... لكن لماذا لم تفهم وانت مثقف وخريج احسن مني ماورد في الكتاب او في بعض فصوله ؟؟؟
فقلت له
لان صفحات الكتاب يا سيدي لازالت ملتصقة ببعضها من الاعلى ولم يفتحها احد قبلي !!! ولكن بالتاكيد انت مثقف فظيع لانك تفهم ما في الكتب بمجرد شرائها ووضعها على رفوف المكتبة وقبل فصل صفحاتها بالمسطرة !!
هذا كان قبل عشرين عاما ربما او اقل بقليل... اما اليوم فالمسالة اكثر سوءا وتستحق لطمية ... فما اكثر المناصب والالقاب التي اسبغها هذا او ذاك على نفسه وصلت الى الماجستير والدكتوراه وبعضهم قفز الى منصب مدير عام وحتى وزير مع ان اخر كتاب طالعه كان في دراسته المتوسطة التي لم يكملها بسبب مادة القواعد للغة العربية !!!
لنحترم اصحاب الشهادات التي تعبوا عليها وامضوا عشرين عاما ليكملوا مشوارهم وياخذوا باستحقاق لقب المهندس او الدكتور او البروفيسور ولنكتفي بما وصلنا اليه عن قناعة فلكل مجتهد نصيب
1627 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع