علاء کامل شبيب
سألني أحد الاصدقاء المولعين بالنکات و الطرائف قبل أيام عن آخر نکتة، وبادرته من فوري: ولاية ثالثة لنوري المالکي! ورأيت آثار الدهشة على ملامح صديقي و کأنه يستغرب إجابتي وعندما شرحت له، بادرني بأنها نکتة"بايخة" فقلت تماما هذا هو الوصف الذي يستحقه ترشيح المالکي نفسه لولاية ثالثة.
إجراء عملية مراجعة سريعة لمجمل المکتسبات التي تحققت في الولايتين السابقتين للمالکي فإننا نجد نفسنا انها تتلخص فيما يلي:
ـ فتحت الابواب أمام الاحقاد الطائفية بأبشع صورها على مصاريعها.
ـ صار العراق من أهم البلدان التي يعشعش فيها الفساد و أسوأ و أحط أنواع الفاسدين من مختلف النواحي.
ـ أوصل العراق ببرکة سياساته اللامسؤولة و اللاوطنية الى حافة التقسيم وان مشاريع و سيناريوهات تقسيم عراقنا العزيز باتت تطرح بين الفترة و الاخرى و بکل بساطة!
ـ العراق صار بؤرة من بؤر الارهاب حيث تتواجد فيها مختلف التيارات و العصابات الارهابية وان التفجيرات و عمليات الاغتيال و القتل الجماعي باتت مادة أساسية في أخبار کل صباح يطل على العراق.
ـ العراق صار مجرد تابع و حديقة خلفية لنظام الدجالين في إيران و ببرکة المالکي فإن بلدنا قد صار جسرا و معبرا للملالي حيث ينتهکون الحصار الدولي المفروض عليهم على حساب العراق و شعبه مثلما يقومون بإرسال الاسلحة و الرجال عبر العراق الى سوريا، وصرنا يوميا نرى مجالس العزاء على(شهداء) عراقيين قتلوا في سوريا!
ـ العراق صار من البلدان المشهورة بإنتهاکاته لحقوق الانسان و الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، ولاسيما ماإقترفه و يقترفه المالکي شخصيا من جرائم و تجاوزات فاضحة بحق سکان أشرف و ليبرتي من المعارضين الايرانيين من دون أن يأبه او يکترث لأبسط المعايير و القيم و الاعراف الانسانية و السماوية بهذا الصدد، ويکفي أن نشير الى أن نوري المالکي و مسؤولين عراقيين آخرين مطلوبون للإستجواب و المسائلة أمام محکمة اسبانية على خلفية مجزرة 8 نيسان/أبريل 2011 التي إقترفها بحق سکان أشرف، وان المجزرة الاخيرة التي حدثت في أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر والتي يعتبر المالکي متهما و متواطئا فيها، من المرجح أنها ستقود في النهاية الى توجيه إتهام له بالضلوع في قتل معارضين سياسيين يعتبرون محميون بموجب القانون الدولي.
ـ العراق صار مرتعا و ساحة لتصفية الحسابات بين دول المنطقة و دول أخرى بفضل و برکة رئيس وزرائنا المالکي!
ـ أما الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، فإننا نحيلکم الى وسائل الاعلام و ماأکثرها لتجدون ماجناه و يجنيه المالکي بحق العراق و العراقيين.
بطبيعة الحال هناك الکثير و الکثير الذي يمکننا سرده بخصوص منجزات و مکتسبات المالکي، لکننا نتسائل، بأي وجه يطالب المالکي بولاية ثالثة خصوصا وان التأريخ المعاصر للعراق لم يشهد رئيس وزراء فاشل مثله أبدا؟ لکن من المؤکد بأن المالکي رجل من دون وجه و مشاعر لأن "الذين استحوا قد ماتوا"، کما يقول المثل المصري. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع