مكارم إبراهيم
بعد ثلاث سنوات من استشهاد الشاب التونسي البطل محمد البوعزيزي في 2011 ياتي احد الكتاب يجبرنا على اعادة الاحداث من جديد عن الشهيد الذي اشعل النار بجسده بعد ملاحقته واذلاله من قبل سلطة الديكتاتور بن علي شاب جامعي وعاطل عن العمل..
يفضل ان يعمل بشرف على عربة ليطعم امه واخوته لقمة شريفة ولكن الشرطة التونسية كانت تضايقه الى ان ان جاء اليوم الذي احدى الشرطيات ارادت اذلاله بضربه امام الناس والشاب الذي يعمل بشرف صعبت عليه كرامته فاحرق جسده وبفعلته هذه احرق قلوب الشعب التونسي واخرجهم الى الشارع وجعلهم يصرخون بالديكتاتور بن علي ليرحل وفعلا استمع لصراخ شعبه وجمع ملاينه التي سرقها من جهد الفقراء التوانسة ورحل كما طلب منه شعبه ,اما بشار الاسد ليته فعل مثل بنعلي وترك الحكم للوطننين الشرفاء لكنه لم يستمع الى صراخ شعبه والان تاخر الوقت فالحرب الان بين قوى عظمى السعودية بالسلفية والتكفيريين الوهابية يقودون المعركة ضد بشارلابادة العلوية على اساس شيعة وابادة الاكراد والمسيحيين ظل بشار في الحكم رغم احتراق سوريا وتشريد الملايين في المخيمات ولو انه جمع ملاينه ورحل الى فرنسا او سويسرا ليستمتع بقية حياته وترك المرضة البدائية الحقيقية و شعبه يقرر من يحكمه لما وصلنا الى النتيجة البائسة اليوم باختصار بقاء بشار وعدم استماعه لشعبه منذ البداية ادى الى تحول الازمة في سوريا الى حرب عالمية حيث الصين وروسيا وتركيا وايران وحزب الله داخلة في هذه الحرب فكل واحد يرسل اسلحة ومرتزقة الى الجهة المناسبة عدا روسيا التي تهتم بحماية المنشئات العسكرية الروسية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط في سوريا في حين المنشئات العسكرية الامريكية تقريبا في كل دول الخليج, الا ان احد الكتاب لايعلم قصة الشهيد البوعزيزي!
ليدعنا نضع عنوان جديد الاستشهاد والانتحار والطريق بينهما.ماهو الفرق بين الشهادة والانتحار بعد ثلاث سنوات على استشهاد الشاب التونسي البوعزيزي يرى احدهم بانه مات كافر لانه انتحر بكل بساطة
اعتقد انه الى يومنا هذا هناك من لايستطيع التمييز ووضع فاصل واضح بين الشهادة اي الموت من اجل قضية انسانية نضالية يؤمن بها الانسان وبين الانتحار الذي يقوم به المرء عندما يشعر ان لامخرج ولافرج للازمة التي يعيشها ولاامل في الخروج من ازمته الا الموت. ولكن ان نعتبر استشهاد مناضل انتحار مجرد موت وانتهاء للحياة لذلك الشخص دون ان نرى المغزى من الموت لهذا المناضل ولانرى تداعيات موت هذا الانسان التي ادت الى اندلاع ثورات هزت عروش الديكتاتوريات العربية فهذا مالايسكت عليه ولابد من انتقاده ان يعتبر استشهاد الشهيد التونسي محمد البوعزيزي انتحار وهو كافر لانه اوقد النار بجسده هذا كلام رجال الدين الذين يكرهون
الثورات ويكرهون ان تتاثر مناصبهم وتجاراتهم الدينية وعلاقاتهم بالدكتاتور االعربي وهذا كلام لايصدر من انسان يؤمن بالنضال والثورة والشهادة من اجل ايماننا بقضية عادلة
وساوضح هدفي من تناول موضع الشهادة هو قرائتي لمقالة نشرت على موقع الحوار المتمدن وهي مقالة للاستاذ محمد الشمالي يتناول في مقالته اسباب تشويه الثورة السورية من قبل العرب ومن ضمن هذه الاسباب يقول الكاتب التالي " أمن أجل هذا المجنون الذي أشعل في جسمه النار بلا سبب تقتلون بعضكم منذ 3 سنوات ؟ .ما عدا هذا التصور المحدود والعبثي للحكم على ثورة شعب".
يبدوا ان الكاتب لايعلم لماذا اشعل الشهيد البوعزيز النا في جسده هذا اولا ولايعلم ان هذا الشهيد هو بالفعل كان سبب اشتعال الثورات في بقية الدول العربية هو لايعلم ان حزب العمال الشيوعي التونسي كان يناضل ضد الديكتاتور بن علي منذ عقود وجميع اعضائه ملاحقينن وتعرضوا للسجن والتعذيب لكن هذا لم يدفع الشعب التونسي للخروج للشارع والصراخ على رئسيهم بقولهم ارحل ديغاج باللغة الفرنسية
صراحة ماحدث في تونس ومصر جعلني افكر مالاذي جعل الديمتاتور بن علي يرحل عندا صرخ به شعبه ولم يعرض شعبه للماشس كما فعل بشار الاسد الذي لم يرحل الى ان ضاعت سوريا بايدي التكفيريين.
ربما لان بن علي التونسي والتونسيين ثقافتهم فرنسية وليست عربية اسلامية مثل بشار الاسد وهنا اختلف الاثنان في سلوكهم تجاه غضب شعوبهم. فالتونسي بن علي رحل بعد ان خرج شعبه وقال له وبالفرنسية ارحل ديغاج جمع ملاينه ورحل! اما بشار الاسد لم يستمع لشعبه ورحل الى ان سرقت ثورتهم بايدي السلفيين وشرد الشعب في المخيمات الدولية!
ويضيف الكاتب الاستاذ محمد الشمالي : "فالبوعزيزي لم يكن يوما بطلا قوميا عربيا .والرمزية في عمله لم تكسب تعاطفا واضحا ولم تكن لتلبس يوما لبوس البطولة والتضحية . فهو على كل حال مات كا فرا ( فالإنتحار في الإسلام حرام):".
"العرب ليسوا قادرين على تخليص الرمز من براثن القوة والسلطة وإضفائه على مواطن عادي فقير كي يدخل هذا الأخير التارخ من أوسع أبوابه" .
ويضيف الكاتب الاستاذ محمد الشمالي "
وبدت الثورة السورية وكأنها تصفية حساب قديم بين شخص صار في ذمة الله منذ أكثر من عشر سنوات وبين معارضين سياسين استغلوا حادثة البوعزيزي كي ينتقموا لنفسهم ويستردوا سلطة
أعتقدوا دوما أنها من حقهم أومن حق من أسيادهم في السنوات الغابرة والتي سرقتها أقلية عسكرية غداة وصول الأسد للسلطة في عا م1970.
ارغب سؤال الكاتب لاستاذ محمد الشمالي مارايه بالاضراب عن الطعام الذي يقوم به المعتقل السياسي لاشهر تحت شعار اما الشهادة او ايقاف التعذيب الوحشي اللااخلاقي له ويموت في نهاية الاضراب غالبا هل يموت كافر؟هل هو انتحار وكفر واذكر هنا استشهاد الناشط والحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة .. أحد مؤسسي مركز البحرين لحقوق الإنسان .. 90 يوماً في إضراب عن الطعام في سجون البحرين الذي حرك العالم جميعا ولفت انتبهاهم الى حكومة البحرين فلولا اضرابه عن الطعام لاشهر لما عرف العالم مايحدث في البحرين من انتهاكات لحقوق الانسان واستمرت ابنته زينب خواجه في نضال ابيها .. عدا الالاف من الفلسطينين الذين يضربون عن الطعام احتجاجا على انتهاكات حقوق الانسان في سجون الاحتلال، لتحسين ظروف السجن
عدا الاضراب عن الطعام كنضال من اجل الحرية والكرامة وماذا عن الاعدامات الظالمة لسياسيين على مدى التاريخ بسبب تمسكهم بمبادئهم الثورية ودفاعهم عن قضاياهم العادلة وعدم تراجعهم عن مواقفهم يصلون الى منصة الاعدام هل يعتبرون كفرة لانهم تمسكوا بقضيتهم وتسببوا انهاء حياتهم على منصات الاعدام اذكر هنا صورة للشهيد حسين خضري عضو حزب الحياة الحرّة الكردستاني، الذي أعدمته السلطات الايرانية يرتقي منصة الاعدام والحبل يلف رقبته وهو يبتسم وكانه ذاهب في نزهة مع حبيبته الى عالم حر بعيدا عن الظلاميين لكنه اراد ان يبين لهم بانه اقوى منهم جميعا انه يبتسم للموت لانه يعلم بان موته هو بداية طريق الامل للشرفاء بموته يعبد طريق الحرية لشعبه وهذا مافعله الشهيد محمد البوعزيزي هذا ماردت قوله للكاتب محمد الشمالي ان استشهاد محمد البوعزيزي بحرقه جسده الشاب كان الشعلة والنار التي حرقت وقلبت كراسي الحكام العرب واشعل الثورات في كل مكان حتى اوصلها الى اوروبا
مكارم ابراهيم
هوامش: مقالة الاستاذ محمد الشماليك
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387985
1020 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع