د. حسام داود خضر الإربْلي
لا يُحبّ الفساد .
لإنَّ الفساد يهلك الزرع والنسل ، وصاحبه يُخرِّب الحياة بما يحمله من الحقد والشرِّ والغدر . فلا يترك حجرا على حجر ، ولا بناء على بناء ، ولا إنسانا إلاّ مسّه بضرّ ، ولا مشروعا إلاّ عبث به ، ولا جماعة إلآّ فرَّقها .
وهو في كل هذا ذلق اللسان ، بشر الوجـه والمحيا ، مُتظاهر بالخلق الرفيـع والخيـر العميم ، فلا تحبُّـوه ، لأنَّ الله لا يحبه فـي قوله تعالى : ’’ وإذا تولَّى سعَى فـي الأرض لِيُفسد فيها ويهلك الحـرث والنسل واللهُ لا يُحِبُّ الفساد’’ (البقرة : 205 )
ولا يُحبُّ المُفسدين .
ويعني بهم ( اليهود ) ، لأنّهم يُوقدون نار الفتن والحروب ، ويسعون في الأرض فسادا . فلا تُحبّوهم ، لأنّ اللهَ لا يُحبّهم في قوله تعالى:
’’ كلّما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اللهُ ويسعون في الأرض فسادا واللهُ لا يُحبُّ المُفسدين ’’( المائدة 64 )
وفي أخرى ، لا يحبُّ المُفسدين .
لأنّهم لا يشكرون اللهَ على ما أنعم عليهم من خير ونعمة ، ولا يُحسنون التصرف في الحيـاة كما أحسن اللهُ إليهم ، ولا يعملون فـي دنياهم
لأخرتهم حتى ينجوا من العـذاب . فلا تحبّهم لأنَّ اللهَ لا يحبّهم فـي قولـه تعالـى : ’’ وابتغِ فيما أتاك اللهُ الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا واحْسِنْ كما أحسنَ اللهُ إليك ولا تبغِ الفسادَ في الارض إنّ اللهَ لا يُحبّ المفسدين ’’( القصص : 77 )
اولا :يُحبّ الكافرين .
والكافرون ، الذين أدبروا أو إرتدّوا أو تركوا طاعة اللهِ . فلا تُحبّهم لإنّ اللهَ لا يُحبّهم في قوله : ’’ قُلْ أطيعوا اللهَ والرسولَ فإنْ تولّوا
فإنَّ اللهَ لا يُحبُّ الكافرين ’’( آل عمران : 32 )
كذا لايحبّ كلَّ كفّارٍ أثيم .
والكفّار هنا ، المرابون الآثمون الذين يُخالفون أحكام اللهِ ، بجمع مالهم من السحت الحرام . فلا تُحبّوهم لأنّ اللهَ لا يُحبهم في قوله
تعالى : ’’ يمحق اللهُ الربا ويُربي الصدقاتِ واللهُ لا يُحبُّ كلَّ كفّارٍ أثيم ’’( البقرة : 276 )
ولا يُحبّ الظالمين .
والظالمون فـي الآيـة التي ورد فيها ، هـم الذيـن لا يعرفـون حقّ اللهِ ، أو يخرجـون من شرائعه إلى غير ما وضع له في الاسلام ، فيتصرفون خلاف ما في كتابه وسنة نبيه . فلا تُحبّهم ، لإنّ الله لا يُحبّهم فـي قولـه تعالـى : ’’ وأمّا الذيـن آمنـوا وعملوا الصالحات
فيُوفّيهم أجورهَم واللهُ لا يُحبُّ الظالمين ’’( آل عمران : 57 )
كذا لايُحبّ الظالمين في آية أخرى .
ويعني بهم المشركين لأنهم أصابوا المسلمين بأذى كبير في معركة ( أُحُـد) . فلا تُحبُّهم لأنّ اللهَ لا يُحبّهم فـي قولـه : ’’ إنْ يمسسكم
قَرْحٌ فقد مسَّ القومَ قَرْحٌ مثْلُه وتلك الايام نُداولها بين الناس وليعلمَ اللهُ الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداءَ واللهُ لا يُحبُّ الظالمين ’’
( آل عمران : 140 )
ولا يُحبُّ المُختالَ .
والمُختالُ : المتكبّر، المُعجب بنفسه ، الذي يرى أنه خير من الناس ، والفخور الذي يفخر على الناس بما أعطاه اللهُ من نعمة . فلا
تُحبّهم لأنَّ اللهّ لا يُحبّهم في قوله : ’’ إنَّ اللهَ لا يُحبُّ مَنْ كان مُختالا فخورا ’’( النساء : 36 )
وفي قوله : ’’ ولا تُصعِّرْ خدَّك للناس ولا تمشِ في الأرض مَرَحا إنّ اللهَ لا يُحبُّ كلَّ مُختال فخور’’ (لقمان : 18)
وفي قوله : ’’ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم واللهُ لا يُحبّ كلّ مختال فخور ’’ ( الحديد : 23 )
ولا يُحبُّ الخائنينَ .
لأنّ الخائنين يخونون دينهم ووطنهم وشعبهم وأنفسهم وعهودهم التي قطعوها لغيرهم . فلا تُحبُّهم لأنّ اللهَ لا يُحبُّهم في قوله تعالى :
’’ وإمّا تخافنَّ من قوم خيانةً فانبذْ إليهم على سواء إنَّ اللهَ لا يُحبُّ الخائنين ،، ( الأنفال : 58 )
أو قوله : ’’ إنّ اللهَ يدافع عن الذين آمنوا إنَّ اللهَ لا يُحبّ كلَّ خوّان كفور ’’( الحج : 38 )
أو قوله : ’’ ولا تُجادلْ عن الذين يختانون أنفسهم إنَّ اللهَ لا يُحبُّ مَنْ كان خوّانا أثيما ’’( النساء : 107 )
ولا يُحبُّ الفَرِحين
لأنَّ الفرحَ يصحبه الكبر والبغض على الناس والعدوان عليهم وتهميشهم والتجاوز على حقوقهم . فلا تُحبُّهم لأنَّ اللهَ لا يُحبّهم في قوله :
’’ إنَّ قارونَ كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنَّ مفاتِحَه لَتَنوءُ بالعُصْبة أولِي القوةِ إذْ قال له قومُه : لا تفرحْ إنَّ
اللهَ لا يُحبُّ الفَرِحين ’’( القصص : 76 )
ولا يُحبُّ المُعتدين .
لأنّ الاعتداء يهدم البناء ، ويطمس الحقوق ، ويكمُّ الأفواه ، ويتجـاوز علـى ما شرَّعه اللهُ لعبـاده . فلا تُحبّهم لأنّ اللهَ لا يُحبّهم فـي قوله
تعالى : ’’ يا أيّها الذين آمنوا لا تُحَرِّموا طيّباتِ ما أحلَّ اللهُ لكم ولا تعتدوا إنَّ اللهَ لا يُحبُّ المُعتدينَ ’’
وعليكم الســــــلام ورحمة الله وبركاته عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1101 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع