يوسف علي خان
شاهدت قبل عدة ايام برنامجا تلفزيونيا أثار في نفسي الدهشة والاستغراب إضافة لما يثيرني يوميا ما اراه واستمع اليه من اعاجيب هذا الزمن... قد تكون منطقتنا الشرق اوسطية متفردة في احداثه وليس لها مثيل في الدول الغربية والاوربية...
وهو لو فككنا طلاسمه لاكتشفنا بان اسبابه إماالتقاليد والاعراف والمجتمع المحافظ بشكل عام... أو الفتاوي والتفاسير التي يطلقها علينا الفقهاء والدعاة من رجال الدين... ولربما هذا البرنامج الذي شاهدته هو صورة من صور الشعوذة والدجل والفتلكة التي يمارسها بعض هؤلاء المسلمين والمسلمات من تصرفات واراء وما ظهر شكل من اشكاله في هذا البرنامج .. حيث ظهرت فيه إمراة منقبة عرفت نفسها بأنها امراة ارملة في الثلاثين من عمرها لا يظهر منها سوى حدقات اعينها فقط وطبيب واستاذة جامعية ازهرية محجبة قد غطت جسدها باحجبة واغطية حتى اخمص قدميها بل وحتى اكفها واصابع يديها مما يدل على تعصبها الديني المتزمت.. ولم يظهر منها سوى دائرة وجهها الصبوح... فقد ظهرت وهي تجلس في الندوة وهي تدعي الخبرة العالية بالفقه الاسلامي وبعلوم الدين ..كما تواجد اخرون وبوشر بالنقاش من قبل مدير الندوة وهو يشرح موضوع النقاش... فبيَّن بان الموضوع يختص بظاهرة اجتماعية اخذت تنتشر في هذه الايام كي يتعرف المشاهدون على شرعيتها من وجهة نظر الدين والقانون وامكانيتها طبيا وقبولها اجتماعيا.... فعلى ما يبدو بان هذه الظاهرة قد تحضى بتاييد البعض ورفض البعض الاخر لها وتحريمها من قبل بعض رجال الدين وإجازتها من قبل الطرف الاخر .. وقد قال مقدم البرنامج موجها كلامه للمشاهدين مشيرا الى امراة تجلس الى جواره... بان هذه امرأة ارملة قد اتفقت مع عائلة مكونة من زوج وزوجة ليس لها اطفال بسبب عوق موجود في رحم الزوجة... دفعهم للاتصال عن طريق الانترنت وعرض مشكلتهم بطلب المساعدة من احدى السيدات التي تقبل أن تكون حاضنة بديلة عن الزوجة لبويضة ملقحة تنتزع من رحم الزوجة نفسها وتضعها برحم الحاضنة بعد تخصيبها من قبل الزوج كي تبقى مدة تسعة اشهر حتى يكتمل الجنين برحمها ويصبح طفل قابل للحياة وبعد ولا دته تعيده الى العائلة كابنها مقابل مبلغ من المال... فعرضت هذه المراة الارملة كما ادعت موافقتها ان تكون حاضنة لبيضة الزوجة فتلاقى الاطراف واتفقوا على هذه الصفقة فعلمت بذلك القناة الفضائية فاستدعت المراة الارملة مع هذه الشلة من الضيوف لمناقشة الامر من جميع النواحي الشرعية والاجتماعية .... فتحدثت الارملة في الندوة بطلاقة تبرر عملها وشرعيته وانه عمل شبيه بالرضاعة التي اجازها الدين الاسلامي... فردت عليها الدكتورة الازهرية بان فعلها نوع من الزنا ولا يجوز شرعا او قانونا... واحتدم النقاش حيث تدخل الطبيب وايد جواز هذا الفعل وانه امر ممكن طبيا ولا غبار عليه وان هناك العشرات من الحالات المثيلة له تجرى في كل مكان... فتدخل الداعية الاسلامي المتواجد فقال بان هذا الفعل حرام شرعا ولا يجوز أن تقوم به الزوجة وعليها ان تستسلم لقدرها وتقبل بما كتبه الله لها او انها تتبنى طفل من دور الايتام ولكن المراة الارملة بدت متحمسة بالدفاع عن نفسها بشكل قوي وبشجاعة متناهية وهي تتصدى لجميع الاطراف التي وقفت ضدها مستهجنة هذا الفعل ورافضة له واستمر الجدال والنقاش حامي الوطيس طيلة الساعة حتى انتهى وقت الندوة ولم يصل الجماعة الى اتفاق مقبول... وظل كل منهم متمسك برأيه ..وقد وجدت من المفيد طرحه وهو موضوع شيق ومهم جدا وظاهرة تتطلب التدخل والمناقشة فيها فقد وجدت من منطلق ما دار... أن لي رأي مختلف عن كل ما طرح بتلك الندوة .. فانا انظر للامر بشكل مغاير واجد المسالة وما فيها ليست اكثر من قضية تتعلق بالغريزة الجنسية التي تسيطر على الكائنات الحية من البشر والحيوان وهي مشاعر واحاسيس قسرية تفرض نفسها وترغم الرجل والمراة على السواء لممارستها ... فليست القضية بالنسبة للارملة موضوع حاضنة وكونه عمل شرعي او غير شرعي ولا بالنسبة للدكتورة الازهرية المتزوجة التي تحتضن زوجها في كل ليلة وهي تمارس معه اعنف انواع الجنس وتستمتع بنعم الشهوة في فراشها وتبادل زوجها أهات أللذة ونشوتها وتريد ان تحرِّم على هذه السيدة الارملة التي فقدت زوجها ما تفعله هي... وبقيت لربما فترات من الزمن وهي تتقلب بفراشها دون خليل او حبيب ينعش نفسها ويعيد لها البسمة والفرحة التي افتقدتها بوفاة زوجها لعدة شهور او لعدة سنين... فان وجدت ما يفتح لها نافذة الامل بصورة من الصوركي تسعد نفسها قامت الدنيا عليها ولم تقعد .. حتى من قبل هذا الداعية المحاور في الندوة والذي القي القبض على زميله في السيارة في مصر وهو يقارع عشيقته انواع الغرام ثم يقف على المنبر كي يحلل ويحرم (( وكما كشفته اجهزة الشرطة في مصر ))أو ما ظهر من عقود الزواجات الجهادية التي مورست ايام الاعتصام والتي قد اجازوها ولو لعدة دقائق .. فهل هذا من مباديء الدين الحنيف أم انه حلال عليهم ما يحرموه لغيرهم .. فالكل يكذب على الكل والكل ينافق الكل وهذا الامر ليس في مجال الغريزة والجنس فقط..... بل هو موجود في جميع نشاطات الحياة في التجارة بما يحتال به التاجر على الزبائن أو ما يفعله السياسي من زيارة العتبات المقدسة ثم يسرق ملايين الدولارات وغير هذا وذاك من التصرفات والنفاق المستشري بين بني البشر ...أما كون هذا الفعل الذي مارسته الارملة كما ادعت الازهرية هو زنا او غير ذلك ... فيتوجب علينا أن نطرح عدة اسئلة لمعرفة التكييف الحقيقي له.... وهو هل ان ما عرضته الارملة كانت هي الحقيقة بما فعلته ام ان ما جرى هو غير ذلك ؟؟؟؟ ألم يكن من الجائز أن الار ملة قد حملت من الزوج نفسه وبموافقة الزوجة مضطرة.. وإدعت الارملة في الندوة بانها تحمل بويضة الزوجة.... يؤيد هذا الاحتمال ما اشارت اليه الارملة نفسها حيث قالت بان الزوج قد عقد عليها شكليا بموجب عقد خارجي.. ردت عليها الدكتورة الازهرية بان هذا العقد باطل قانونا مع ما قد يجوز ان يكون جائز شرعا... ويصبح الزوج حلالا عليها بمواقعتها عمليا فعاشرها وهو الاقرب الى واقع ما حدث على ما اعتقد.. تيمنا ببقية الزواجات العرفية وزواجات المتعة والمسيار والمصياف أو ما ظهر اخيرا من زواجات الجهاد... والذي يحق للمجاهد ان يتم وينهي زواجه خلال فترة الممارسة الجنسية فقط التي قد لا تتجاوز العدة دقائق وكما ظهر على شاشات التلفزيون خلال اعتصامات مصرأو ما ظهر من بعض القنوات .. فالعلاقات الجنسية منتشرة السرية منها والعلنية في مختلف الاوساط الاجتماعية والتي الكثير منها يبقى خفيا لا يظهر على السطح او يعلن عنه بسبب المجتمع المحافظ الذي نعيش فيه وهو قد يمكن ان نصفه بالزنا فعلا كما يمكن ان يكيف بانه صورة من صور هذه الزيجات التي ذكرناها والتي توافق عليها بعض الشرائح والطوائف الاجتماعية وتجيزها... وعليه فليست النساء بشكل عام خاصة العوانس والمطلقات والارامل بحاجة لكل هذا اللف والدوران والتعقيد الذي يمهد لهم الطريق لممارسة العملية الجنسية ودون الحاجة لمشقة الحمل والانجاب عن طريق الحضانة البيضوية... فهناك العديد من الفتيات الباكرات قد حملن وانجبن في بيوت عرفت بالتشدد ورمت اولادها في الشوارع او المساجد او دور الرعاية وصمت الجميع... بل هناك حالات مارست فيه الباكرات واستعدن بكارتهن بالرتق بعد عدة سنوات بالطرق الطبية الحديثة ... بل ان هناك العديد من الحالات التي لاتعد ولاتحصى مما يحدث داخل هذا المجتمع من المطلقات والعانسات والارامل ولا يثيرن الزوابع كما حدث في هذه الندوة التلفزيونية .. وانا لست في معرض نشر الفضائح ولا انصب نفسي داعية اخلاقية فكل انسان حر بما يفعل.. وانما اريد ان اقول بان ايامنا هذه ليست سوى مرحلة متدرجة لما سيصل اليه المجتمع الشرقي ولو بعد حين.... كما سبقه المجتمع الغربي إذ لم يعد مثل هذه الامور تثير اللغط والاحتجاج في اجواءه.. بل واصبحت جزء من حياته العادية... لا يعيرون لها اية اهمية في هذا الزمن... فقد لاحظنا ما يحدث بين الفتيات الاوربيات وهن في مرحلة الدراسة المتوسطة وما بعدها مع زملائهن الطلبة في زوايا وغرف المدارس او في الساحات العامة والملاهي والمراقص .. وأن هذا الوباء المستشري لربما بدأ يصل الى المجتمع الشرقي فعلا رغم انوف المتشددين وما تبرير هذه الارملة لفعلتها سوى بداية الظاهرة وصورة من صورها... ناهيك عما يحدث في الخفاء والزمن كفيل بان يبرز الصور اكثر فاكثر جيل بعد جيل... فعقد الندوات للبحث بامور الحاضنات والبحث عن حلالها و حرامها وحقيقة مشروعيتها هي امور شخصية كان من الاجدر إغفالها والالتفات الى امور اكثر اهمية تفيد المجتمع برمته لتطوير بلداننا وتحسين او ضاعها الاجتماعية والمعيشية بدلا من هدر الاموال بهذه الندوات ونشر غسيل الفضائح..... أم انه جزء من مخطط الشرق الاوسط الكبير ؟؟؟؟؟؟؟....!!!!
932 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع