الحرية المنضبطة

                                    

                           خالد مركو

كل إنسان يحب الحرية من صغرهِ وبخاصةً مرحلة الشباب, ولكن عليه أن يفهمها بمعناها الصحيح,فليس معنى الحرية أن يسلك الشخص حسب هواه بدون ضوابط,

يجب علينا أن نؤمن بالحرية المنضبطة التي يكون فيها الشخص حراً في سلوكهِ بحيث لايتعدى على حقوق وحريات الآخرين, وبحيث لايخرج عن نطاق النظام العام ولا عن وصايا الله, وهذه مجرد ضوابط للحرية وليست منعاً لها, بناء الذات ليس خطيئة إنما الخطيئة هي في الأساليب الخاطئة التي بها يبنى الإنسان ذاته, فالبعض قد يجعل ذاته هي الهدف, وفي سبيل بنائها لامانع عنده من أن يخرج على بعض القيم إذا ظن ذلك يلزمه, لكن في الحقيقة أن أتباع المبادئ والقيم هو الطريق السليم لبناء الذات على أساس ثابت, لكن ذلك يحتاج إلى بعض الجهاد والى الصبر, أما الوسائل الأخرى فقد تبدو سهلة وتوصّل إلى الغرض بسرعة , ولكنه وصول زائف على غير أساس, إن القيم التي يقتنع بها الإنسان ويمارسها في حياته, هي التي تحكّم طباعه وسلوكه وتعامله مع الآخرين, وكلما كانت هذه القيم سليمة يكون سلوكه سليماً , فأن انحرفت القيم التي يؤمن بها, انحرفت حياته كلها, ومن القيم الثابتة, الصدق, الأمانة, العفة, الحرص على نقاوة القلب, محبة البذل والعطاء, محبة الغير, مع التطبيق السليم لكل هذا, نلاحظ إن البعض قد يحاول التخلص من هذه المبادئ والقيم في إتباع مبدأ آخر هو المتعة.. أمثال هؤلاء يجعلون المتعة هدفهم , الذي يسعون إليه بكل جهد, على إن الله تبارك اسمه لم يمنع عن الإنسان المتعة, ولكن في حدود العفة وعدم السلوك بما لايليق, كذلك لايجوز أن يركزّ كل شخص على متعة الجسد والحواس ويتجاهل الاهتمام بمتعة الروح, فالروح تجد متعتها في محبة الله , وفي التأمل والصلاة, والقراءة الروحية, وفي محبة الفضيلة, فهل كل إنسان يهتم بهذا كله؟! .

خالد مركو

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع