حلقة جديدة من المسرح الجامعي /الطبيب دايخ والدكتور سرحان!
تأليف
الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
أستاذ الكيمياء في جامعات بغداد والفاتح وصفاقس/ سابقاً
أخراج / زكي عبدالمجيد / المشرف الفني في جامعة الفاتح
تمثيل نخبة من طلبة كلية العلوم/ ليبيا / طرابلس/1973
جانب من عيادة الدكتور دايخ
الرجل او المرأة تغفر ما هو معلوم في علائق كل منهما , ولن تغفرالمستخبي والمستور,اذا كان القصد منه الخديعة!
كتبت عدة مقالات عن الأحوال الشخصية في مجتمعنا العربي عموماً وفي وطني العراق, منها الشيخ غير المراهق ورفقاً بالعوانس ,..وعلى هامش العنوسة!
وخلاصة ما توصلت اليه,... أن تفشي العنوسة وتزايد نسبة العزاب, ستساهم بتحطيم المجتمع المحطم أصلاً,..ولذا أهمس في آذان شبابنا أن: ما فيش في الدنيا أحلى من الحب , والعيب فيكم يا أبحبايبكم !,..أما الحب ياعيني عليه!
ترفع الستارة, وتظهرقاعة المسرح وكأنها عيادة طبية, وفي وسطها طاولة عليها كل ملتزمات الفحص الطبي الحديثة,... ثم تدخل ممرضة شابة, وتبدأ بتنظيم الأدوات المتناثرة على طاولة
صورة رمزية للممرضة ليلى
الطبيب, وبعد لحظات يدخل الطبيب دايخ, فتستقبله بأبتسـامة
صورة رمزية للدكتور دايخ
وعبارات التحية,..وتأخذ منه (الجاكيت) وتسلمه(الصدرية),..
الطبيب / كم مريض عنده حجزلحد الآن؟
الممرضة / مو كلش هوايه,..ولكن اتصل بيك واحد عدة مرات ويكول آني الدكتور ســرحان!,..(صمت),... صديقك من كنتم بالثانوية المركزية ببغداد!
الطبيب دايخ/ صِدك,..جِذِب؟!,.. هذا سافر الى امريكا قبل خمس سـنين للحصول على الدكتوراه ,..والله هذي احسن بشاره, شوفي الأيام اشلون تجري بسرعه؟!
الممرضة /هذا الشخص طلب العنوان, وراح يزورك اليوم!
الطبيب / يا أهلاً به, ..حضري من الآن الشاي لو القهوة.
الممرضة / من عيني,ثم تردد بصوت خافت,خدري الجاي!
بعد فترة زمنية قصيرة تفتح الممرضة باب العيادة وتنادي على الرقم الأول, فيدخل يدخل احد المرضى,وتقوم الممرضة بقياس وزنه وضغطه, والطبيب يتصفح الجريدة اليومية,وبعد انتهاء الممرضة , يتوجه الطبيب لأكمال الفحص, ثم يطلب من المريض الأستلقاء على السرير, ويفحص القلب والبطن, ثم يطلب منه النهوض والجلوس امامه, وينهمك بكتابة الدواء, ويشرح للمرض طريقة استعمال الدواء ويسلمه (الراجيته), ويدفع المريض الأجرة ويشكرالطبيب والممرضة, ويخرج.
يطلب الطبيب ادخال المريض التالي وفق الأسبقية, فيدخل شاب بالملابس الأوربية الأنيق وعلى رأسه قبعة مكسيكية, وذقنه مغطى بلحية خفيفة !
الطبيب ما زال يقلب الصحيفة , والمريض واقف ينظر لصديقه والدموع تكاد تنهمر,..وطالبته الممرضة خلع سترته والأستلقاء على السرير,.. فأبتسم لها برقة, وداهمها شعور غريب من هذا الواقف,وبعد لحظة من الصمت نطق سرحان:
السلام عليكم !,.. فأفاق الطبيب دايخ للصوت ونهض مفزوعاً ليرى صديق العمر أمامه ,..فأنغمرت دموع الفرح من كليهما, والممرضة حائرة من هذا المشهد التراجيدي,..وبعد لحظات هدأت العواطف,..وطلب الطبيب دايخ من زميله الجلوس!
صورة رمزية للدكتور سرحان
يهم الدكتورسـرحان بالجلوس ,ثم يبتسم لزميله ويقول:
* هاي لازم لهسـه بعدك دايخ ؟.... اشلون ما عرفتني؟!
دايخ / من ناحية دايخ,..صحيح لهسه دايخ, ..فقد خطبت الممرضة التي شاهدتها, الا انني متردد في أعلان خطبتي, لأني لا أعرف عنها اي شيئ عن ماضيها وعائلتها!!
سرحان / هاي كلش بسيطه, أنطيني اسمها ومن يامدينه, ومن أي محافظه,..وآنه اجيبلك المعلومات عن حتى اللي خلفوها!
استخرج دايخ ورقة وسجل عليها المعلومات, وسلمها لسرحان.
* بعد لحظات تدخل الممرضة حاملة صينية فيهافناجين القهوة وقدح من الماء, وتضعها على الطاولة وهمت بالأبتعاد,.. الا ان الطبيب دايخ اشار لها بالتوقف للحظة, تتوقف ليلى :
دايخ / آنسه ليلى, ..اقدملك زميلي الدكتور سرحان!
تمد ليلى يدها لتصافح الدكتور سرحان,.. ويقف الدكتور سرحان لها مركزاً نظراته بوجهها ,ثم يسألها عن والدها!
تستغرب الممرضة من السؤال, وتقول:
الممرضة / وهل تعرف والدي؟ ..
سـرحان / اول تعييني كان في مدينتكم , واني مطلع على كل الملابسات التي حدثت لك مع زوجك (.....), الذي هرب فجأة وبالمناسبة,..هل عثرتم عليه اوعلى عائلته؟!
* تتلعثم الممرضة, ولم تستطع الجواب,..وهرولت نحو غرفة التمريض , وهي تجهش بالبكاء,.. والطبيب دايخ يستمع لمحاورتهما كالأبله,..ثم ينظرلزميله الدكتور سرحان لينقذه باي جواب يشرح له ما الذي يعرفه عن هذه الممرضة التي ينوي الزواج منها؟!
يسـرح الدكتور سـرحان قليلاً, ثم يحدث زميله عن هذه الأنسانه التي رماها القدر في طريقه قائلاً:
سرحان / كانت ليلى طالبة في الخامس ثانوي , وحيدة والدهاوفي غاية الجمال الفطري,..ولسوء حظها , تعلق بها أحد معلمي المدرسة الأبتدائية, الغريب عن المدينة, والمكلف بأمور حزبية موالية للنظام آنذاك, لذا صار المتحكم بمرافق المدينة!, وتمكن من ترويض الفتاة , فتعلقت به ,..وهكذا تقدم لوالدها وطلب يَدها بعد معارضة شديدة من أبناء عمومتها والمقربين من العائلة ,..وأستطاع أن يحقق مبتغاه وتزوجها على سنة الله ورسوله من دون ان يعرف اي أحد من العائلة اي شيئ عن اصله ولا عن اي احد منمعارفه , ..فمركزه غطى على كل المتطلبات الضرورية في الزواج الشرعي المتعارف عليه في تلك المدينة وفي ذلك الوقت!
وفي العطلة الصيفية ذهب ولم يَعد!, ..بعد زواج أستمر أقل من سنة ,ثم اختفى,وباءت كل المحاولات لمعرفة ما حلً به!
*اكملت الطالبةليلى , المرحلة الثانوية, وعلى ما يبدو دخلت مدرسة الممرضات !
* يخيم الوجوم على الجو العام ويتبادل الصديقان نظرات الحزن والأسى ,..وراح الطبيب دايخ ينطق بلا صوت !, فيرد عليه الدكتورسرحان قائلاً:
ما دمت قد خطبتها فهذا يدعوني لتهنئتك, لأنها من عائلة جيدة,.. ولكن الغريب لماذا لم تصارحك؟!
خرجت ليلى من دون صدرية الممرضات, وتوجهت نحو الطبيب دايخ, والقت على الطاولة مفاتيح العيادة وخاتم الخطبة قائلة :
* آسفه دكتور لم تراني بعد الآن, ..ثم انتحبت وبكت بمرارة وخرجت من العيادة مهرولة, .. وحاول دايخ اللحاق بها, ولم يتمكن وعاد لصاحبه!
دايخ / انا لم افهم,..لماذا لم تصارحني بسيرتها,.. فهي غير مذنبة لما وقع لها, والذنب على والدها الذي لم يحسن اختيار زوج ابنته!
الدكتور سرحان/ انني آسف, فقد سببت لك المتاعب, وهدمت حلما عشته مع هذه الحمامة!
دايخ / انني اكرر استغرابي من تصرف ليلى وغيرها من البنات الفاشلات بزواجهن وعدم سرد الحقيقة للطارق الجديد, لأن المستور سيظهر آجلا ام عاجلاً, والرجل او المرأة تغفر ما هو معلوم ولن تغفرما دون ذلك اذا كان القصد منه الغش والخديعة!
سـرحان / ولا يهمك, فأنا اعرف والدها واخوها وخالها , وستعود المياه لمجاريها في َغـٍد!
573 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع