د. عمر الكبيسي
اهتزت مشاعر العراقيين والعالم كله وهو يتابع ويشاهد من خلال الفضائيات ابشع المشاهد لجثث ملقاة في الشوارع وإطلاق متبادل بين الجناة وبين قوات الشرطة لساعات
وعن أنباء اكتمال الهيمنة على الطوابق السفلى وحصر الجناة في الطابق العلوي مع رهائنهم بعد ست ساعات من المواجهة في مبنى سوق تجاري كبير يقع قبالة مبنى الاستخبارات المستهدف بتفجيرات من قبل الجناة الذين خططوا للهيمنة على السوق كله في البداية واحتجاز رهائن داخله وبدءوا بإطلاق النار على افراد الشرطة وقنصهم حيث ظهرت مشاهد الجثث ملقاة في الشوارع كما اعلن ان قوات الشرطة في المدينة كفيلة بحل الأزمة ولا تحتاج لتدخل قوات عسكرية مهنية متخصصة او طيران جاهز (ٌقوات الجيش العراقي ) صرّح قائدها انها على استعداد لإنهاء المواجهة في نصف ساعة .
المفاجاة والمأساة حدثت حين عرضت الفضائيات بعد اربع ساعات أخرى (عشر ساعات من بدء المواجهة ) وبنقل حي مشاهد احراق السوق بشكل كامل وبكل طوابقه ومحتوياته و وقوف ادارة الشرطة وضباطها محيطين بمحافظ المدينة مع جمع من الصحفيين يتبادلون الحديث والهواتف باللغة الكردية بزهوة الانتصار في حين تستمر الحرائق في المجمع التجاري لتحرق الاخضر واليابس بما تحتويه المحلات ، وتلتهم النار البضائع والبشر السليم والجريح والجناة والرهائن وتحولهم الى هشيم وسماد فيما كانت قوات الشرطة المتصدية تنتظر هفوت كل شئ بعد ان يحترق ويتحول وليس فقط يختنق كل شئ حتى الجثث الى رماد .
انه مشهد مريع ومدهش ومرعب ومقزز للنفس والروح والجسد لا تضاهيه اشمئزازا ودهشة ورعبا وصدمة مشاهد المعارك النظامية في الحروب العالمية التي نقلتها في حينها وسائل الاعلام المتوفرة بالكاميرات لأنها استخدمت سلاح مشروعا للقتال اما ان تحرق الاحياء والأجساد والبضائع والممتلكات لإحراز انتصار على شلة جناة قيل انهم لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين لا يحملون إلا السلاح الخفيف والقنابل اليدوية ، هذه كارثة مبتدعة لم يسبق استخدامها إلا قوات البيشمركة والشرطة الكردية ولو لم تعرض صور القادة والمحافظ المشرف عليهم يتحدثون بالكردية جميعا لما ذكرت ذلك حتى لا أسمى ( قومجياً) كما يحلو لساسة الكرد ان يوصموا غيرهم بها .
أجيبوني يا قادة وساسة العراق الجدد ، دون تمييز سنيّكم وشيعيّكم وكرديكّم ، فكلكم تدعون العراقية والوطنية وعلى رأسكم رؤسائكم (البرزاني والنجيفي والمالكي ) بالله عليكم أجيبوني على أسئلتي هذه كي أشفي غليلي قبل أن يقتلني همي :
1. هل هذه هي الفدرالية والعراق الاتحادي الواحد الذي نص عليه دستوركم الخائب ؟
2. هل هذه هي دولة قانون ام دولة طوائف وأمراء ؟
3. هل تجدونها صعبة عليكم دخول قوات عراقية مهنية صرفة لمكافحة الارهاب فيما انتم تستنجدون بأمريكا وإيران لحمايتكم من الإرهاب ؟
4. هل هذه هي كفاءة قوات أمن وشرطة صرفتم عليها بليارات الدولارات لعشر سنوات ؟ أم أنها بدعة حرق إبادة شاملة علي وعلى أعدائي ؟
5. سمعنا عن حرب حرق الأرض في القتال , لكن هل سمعتم عن حرب حرق البشر أبرياءً وجناة والابتهاج والزهو بحرقهم لتحقيق الانتصار ؟
6. هل هذه المشاهد هي شاهد على انسانيتكم أو كفاءتكم أم انها إثبات لعدوانيتكم وجرائمكم و وحشيتكم ؟
7. هل ستعوضون المتضررين وكيف كماً ونوعا ًوهل هذا هو التعويض سيمحي عيبكم ويغفر زلتكم ؟
8. ألا يعيبكم ان يتصادف ما حدث مع زيارة المالكي لدولة إيران الإسلامية التي قال انها زيارة انصبت على الاستعانة لوقف الإرهاب ؟ أي إسلام به تشهرون ؟ وأي مؤتمر للإرهاب ستعقدون ؟
9. هل اثبت الكرد الحاكمون في إقليمهم انهم فعلا عراقيون من خلال ما حدث ؟
10. نعم إن الجناة إرهابيون للسلطة والشعب ، ولكن ألم تثبتوا بردكم على الإرهاب بهذه الطريقة انكم إرهابيون اكثر من الإرهاب وأنكم تقتلون الأبرياء ببدعة أبشع مما يقتل بها الإرهاب شعبنا ؟
أجيبوني يا ساسة العراق الجدد ؟ واعتذر للقراء ، فقد يكون المشهد قد أفقدني حكمتي فلم أعد أصدق ما حدث وما شاهدت ؟ .
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع