علاء کامل شبيب
من المسلم به ان نوري المالکي عندما بادر الى إصدار أوامره الى الفرقة الذهبية لشن هجوم الاول من أيلول/سبتمبر2013، على معسکر أشرف، لم يخطر على باله أبدا بأن سينجم عن الهجوم النتائج الحالية التي باتت تلاحقه تداعياتها و إنعکاساتها حتى في زيارته لخارج العراق.
إضراب المئات من سکان ليبرتي و أعداد کبيرة أخرى من ثمان مدن حول العالم عن الطعام منذ الاول من أيلول إحتجاجا على هجوم الاول من أيلول/سبتمبر الماضي حيث يطالبون بالافراج عن الرهائن السبعة المختطفين و ضمان أمن مخيم ليبرتي، يطوي شهره الرابع ولازال المالکي و حکومته يصران و بطريقة مثيرة للدهشة على نفي أية علاقة للحکومة او حتى علم بذلك الهجوم الدموي، والاهم و الادهى من ذلك ان المالکي الذي شکل لجنة للتحقيق في الهجوم بنائا على طلب من الامين العام للأمم المتحدة، قد خرجت لجنته هذه بتنائج مذهلة و الاغرب من نوعها عندما بادرت الى التشکيك في سکان أشرف من أنهم قد قاموا بتصفية بعضهم البعض!
الرهائن السبعة الذين إعترف مسؤولون کبار في حکومة المالکي بمسؤولية السلطات العراقية في"إعتقالهم"، ومن بينهم الناطق بإسم حکومة المالکي علي الموسوي و الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان بالاضافة الى أنباء نشرتها وسائل إعلام حکومية أکدت نفس الحقيقة، حدث تبدل في الموقف الحکومي فجأة و بعد الموقف الدولي المتشدد من الهجوم، خصوصا من جانب وزيرة خارجية الاتحاد الاوربي و منظمة العفو الدولية و المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث وجهت جميعها أصابع الاتهام لحکومة المالکي و طالبتها بالافراج الفوري عن الرهائن السبعة و ضمان أمن و سلامة اللاجئين الايرانيين، وصارت الحکومة و على رأسهم رئيس الوزراء نوري المالکي ينفون بإصرار علاقة الحکومة بالهجوم و ينفون أيضا مبادرتهم بإختطاف 7 من السکان قسرا.
الاضراب الکبير الذي کما ذکرنا يطوي شهره الرابع وان عدد کبير من المضربين يرقدون الان في المستشفيات لسوء حالتهم الصحية من جراء الاثار الجانبية الخطيرة لهذا الاضراب على صحتهم، ينضم إليهم بين فترة واخرى أعدادا أخرى تإييدا و دعما لمواقف و مطالب المضربين، ولئن يتصرف المالکي و حکومته وکأن الامر لايعنيهم و يتجاهلون الاضراب، لکنه و عندما زار واشنطن وجد أن هذا الاضراب و هجوم الاول من أيلول و الرهائن السبعة من ضمن الملفات التي طرحت في المباحثات معه، بل وحتى أن الرئيس اوباما قد أمر أعضاء حکومته بوقف تصدير الاسلحة الى العراق مالم يتم الافراج عن الرهائن السبعة، کما انه وفي زيارته الاخيرة لطهران لمس برودا و صدودا غير مألوفا من جانب مسؤولي
النظام الايراني بسبب من نتائج و تداعيات هجوم الاول من أيلول/سبتمبر منتقدين طريقة و اسلوب تعامله مع القضية، هذا بالاضافة الى الانتقادات المستمرة التي تنهال عليه تترى من البرلمان الاوربي و برلمانات اوربية، وخلاصة القول، أن المالکي ليس بإمکانه أبدا التنصل من مسؤولية إرتکابه لهذه المجزرة التي راح ضحيتها 52 من السکان تم قتل أغلبهم بطرق أقرب ماتکون لتنفيذ أحکام اعدام خاصة صادرة بحقهم بالاضافة الى خطف 7 آخرين، ومن المؤکد وکما ذکرنا و أکدنا في مقالات سابقة لنا بأن المالکي و بعد أن يزاح عن کرسي رئاسة الوزارة ستکون هذه المجزرة و المجازر الاخرى التي إرتکبها بحق سکان أشرف و ليبرتي بمثابة لعنة تطارده ولن يتخلص منها حتى يدفع ثمن جرائمه.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1163 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع