أهل الكهف في زمن العولمة

                                         

                          يوسف علي خان

تحدث القرأن الكريم عن اهل الكهف وفهمها الكثير من قراءه أو من سمع قصتهم بان القران فعلا قد تحدث عن اناس حقيقييون وجدوا في زمن من الازمان  ناموا في كهف لعدة قرون واستفاقوا ليجدوا خارج كهفهم عالم اخر غير عالمهم وضروف ليست التي عاشوها بل وجدوا مدنية وحضارة وعمران ...

ولكن من المؤكد أن القران الكريم لم يحكي قصة بشر مرت عليهم كل تلك السنين... وانما عرض ظاهرة اجتماعية متمثلة  بنفر من الناس شبههم بقوم ناموا داخل كهف نومة طويلة امتدت لعدة قرون ثم استفاقوا بعد كل تلك المدة فوجدوا بشر يختلفون عما عاشوا بينهم قبل رقدتهم... فارتعبوا لما شاهدوه في هذا الزمن الجديد الذي لم يأ تلفوه... وتعذر عليهم مجاراتهم فارادوا  العودة بحاضرهم الف الف سنة الى الوراء لعدم قدرتهم على التعايش مع الزمن الذي هم فيه ... بما توصل اليه من تقدم وتطور .. فقد تقدم العالم بما استطاع أن يصله من انتاج حضاري وما وصل اليه من علوم واكتشافات... وتخلفوا هم ولم يستطيعوا أن يواكبوا الزمن الذي استيقضوا خلاله.... فبقوا جهلة اميينن لغبائهم وعجزهم وجهلهم... فرفعوا شعار العودة الى الوراء كي يخفوا هذا التخلف وهذا الجهل ويعتبرون ما وصل اليه العالم من تقدم علمي وصناعي رجس من عمل الشيطان وانه امر غريب مريب. .. فضرب الله بهم المثل بتلك القصة التي ذكرها في القران  وشبههم باؤلائك الناس الذين ناموا طيلة عصور التطور البشري وتخلفوا هم عنه وبقوا على ما كانوا يعيشونه من ضروف بدائية بهيمية  متوحشة... ليصحوا بعد كل تلك السنين فيجدوا كل شيء قد تغير فلم يستطيعوا أن يتاقلموا مع هذا العصرفاخذوا يحاولون دعوة هؤلاء البشر الذين استيقضوا في عصرهم   للعودة الى كهفهم القديم كي يعيشسوا فيه  معهم حياتهم بنفس الطريقة المتخلفة  التي بداوا بها حياتهم داخل هذا الكهف العفن المتهريء متقوقعين فيه .. فذكرهم القران الكريم وضرب بهم المثل كي يؤكد للبشر بأن الزمن لا يتوقف.. والتطور مستمر والتغير واقع لا محال... والتقوقع داخل الكهف هي سمة العاجزين التنابلة المتقاعسين ..وللاسف فقد وجد الاستعمار الغربي باهل الكهف الدرع الواقي للتخلص من شرورهم في ترسيخ الدعوة للبقاء في كهوفهم والترويج لهم ولدعوتهم كي يحثوا الاقوام التي وجدوا معهم الى نبذ كل ما بايديهم من حضارة .... فلما لم يفلحوا راحوا يدمرون ويخربون كل شيء بايديهم كي يعيدوا الحياة الى عصر ما قبل الاستيقاظ... ويقضون على كل مظاهر المدنية التي ابهرتهم ولكنهم عاجزين عن العيش فيها... فلابد لهم أن يدمروها ولو بالقوة  كي تعود الحياة الى ما كانت عليه قبل الاف السنين.. ويدخلوا البشر جميعه في كهوفهم المظلمة  فيستمروا بالعيش فيها بعيدين عن الغرب وما وصل اليه من تقدم وتطور.. واقنعهم الاستعمار بان حياتهم داخل كهوفهم المظلمة  هي الحياة الابدية التي يجب ان يبقون فيها.. ويظلوا في سباتهم نائمين لايستفيقون.. وأن لا يخرجوا الى النور.. كما أن قطار الزمن قد غادرهم ولن يستطيعوا اللحاق به فعجلة الزمن لن تتوقف ولن  تعود الى الوراء.. فما موجود اليوم غير ما كانوا عليه .. فلم يكن يعرفوا غير نظم الشعر وكتابته على ورق الجريد او جلود الحيوانات واليوم يُكتب الشعر على الكمبيوتر وفي المطابع الليزرية  المبتكرة الحدبثة...  واضحى شعرهم وأدبهم في المدح والهجاء  مجرد اداة لهو للمتخلفين ....فالعالم منشغل بالتكنلوجيا  والابتكار والتصنيع... فيطل علينا في كل يوم باختراع جديد... فقد كانوا يخبزون في التنور واليوم يخبزالخبز في الافران الاتوماتيكية.. ويأكل الناس الكعك وانواع الاكلات الاخرى .. وأهل الكهف  يأكلون (( الثريد)) بايديهم المجردة ... واليوم يأكل المتطورون بالشوكة والسكين .. وأهل الكهف جهلة اميين لا يعرفون من حياتهم سوى البهيمية في تعدد الزيجات واحتضان الغانيات واحتواء الغلمان... واليوم لم تعد هذه الحياة سوى جزء يسير من حياة البشر وجانب من جوانبه... فمعظم او قاته   منشغل في مراكز البحوث ومعامل التصنيع المختلفة ..والتعلم في المدارس والكليات.... وقد كان اهل الكهف يحاربون بالد رع والسيف واليوم اضحت الحروب بالفكر والتخطيط .. فكل شيء قد تغير فليس امام هؤلاء سوى العودة الى كهوفهم والنوم من جديد .. طالما هذه الكهوف باقية لا يستطيعون التخلي عنها والاندماج مع العالم المتحضرالمتطور .. فالعالم سوف يبقى ينبذهم ويحاول دفعهم داخل كهوفهم العفنة الظلماء كي يتخلص منهم ومن شرورهم واذاهم وحقدهم الدفين .....!!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع