السياسة التي وصعت مانديلا في اعلى المراتب

                                                   

                                  فلاح ميرزا

مات مانديلا بعد أن بلغ من العمر عتياً, فحزن الشعب الأفريقي لوفاته, وخرجوا إلى الشوارع وهم يرفعون لافتات موحدة, تقول: (لولا مانديلا لما تحررت أفريقيا من قيود الرق والعبودية), فنكست دول العالم كلها أعلامها, وأعلنت الحداد حزنا على فراق أكثر الأفارقة شجاعة ومصداقية ونقاء.

انه الرجل الاسود ابن افريقيا والعالم احبه الجنس الابيض قبل ان يعشقه ابناء جلدته الجنس الاسود وكل الالوان التي تحملها الاجناس  الاخرى لم يكن سهلا في نضاله وكفاحه لاجل تحقيق الحرية والمساوات بين الشعوب المطلومة والتي سحقت بلا سبب تحت ارجل الغزاة المستعمرين البيض واعوانهم من اللون الاسود لقد تعلم ماجاء به قران المسلمين دون ان يعرف مايحتويه من حكم وقوانين ومبادئ انسانية وعدالة ودون ان يكون مسلما واخذ بالاية القرانية التي تقول ( فاذا  الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حيم  ادفع بالتي هي احسن  لقد جرب في مسيرته النضالية كل الوسائل المتاحة لتحقيق اهداف حركته بل استخدم اعنفها فتكا وكل انواع الاسلحة وكان يدرك بان مايؤخذ بالقوة يسترد بالقوة والقوة هنا تعني السلاح والصوت الذي تطلقه الشعوب المظلومة وكان بذلك الشرارة التي اطلقنتها الشعوب الافريقية لتحرير بلدانها وشعوبها من المستعمرين والكل يتذكر المناضل باتريس لومومبا ونكروما  وكنياتا واخرين ودورهم في تحرير بلدانهم من قبضة المستعمرين  ان صوت الحرية التي اطلقها المناضل مانديلا سيبقى عاليا يرتهب بسماعه هؤلاء الذين لازالوا  يعيشون بنشؤة الظلم الذي يمارسونه ضد شعوبهم . السياسة هي ليست معزوفة موسيقية يتناولها كل من هب ودب انها مبادئ وقيم واخلاق والسياسة كما وصفت وعرفتها الوقائع التي مرت عليها واخذت بها دول كونها وسيلة من وسائل املاء المواقف والقرارات ذات التاثير المباشر في سلوك الافراد والمجتمعات بطرق متنوعة بالقوة احيانا او بوسائل رضائية احيانا وسواء قبلوا بها او لن يقبلوا فانها  هكذا تكون وما علينا الا اطلاق التسمية المناسبة لها او المطلوبة ديمقراطية او معتدلة او دكتاتورية ففي العراق مثلا فهي ليست مثل بقية السياسات التي عرفناها ودرسناها عبر متابعتنا للاحداث الدولية في العقود التي عشناها حيث اختلفت فيها المعاني والوصفات ففي الولايات المتحدة والغرب فانهما يوصفوها بها سياسة معتدلة تسير باتجاه الديمقراطية وبنما يكنيها العراقيون بانها طائفية عنصرية وفي كلا الوصفين فان الحقائق والوقائع تؤشر بخلاف ذلك لان الاتجاه العام لمستقبل العراق السياسي يشير الى تقسيمه الى اجزاء ووضع لاجزاءه مكونات واعدت له خرائط جغرافية وحدود وهذا هو ما اراده المشروع الامريكي الصهيوني في احتلاله للعراق لذلك نرى الحاكمين عليه غير مبالين بما يحدث من الدمار والتخريب والعبث بتاريخه ومقدراته وحضارته واردوا له الفوضى والقتل والسرقة والفساد مقدمة لهذا المشروع ومايثبت حقيقة ذلك هو سعي القائمين على شؤونه بتهريب الاموال الى الخارج وشراء العقارات الثمينة في ارقى الاماكن في امريكا وبريطانيا وكندا وايران وباريس مع الاحتفاظ بجنسيتهم التي اكتسبوها ايام كانوا لاجئين عندهم؟ هذا هو مفهوم الوطنية عندهم وللاسف فان العراقيين اصابهم الغثيان والنوم وليس لهم من
 الامر شئ انهم اليوم اشبه بخراف نذر الاعياد جاهزين للذبح بمناسبات لم يعرفوا عنها شئ منذ اربعة عشرة قرنا فلا يخفى على احد ان السياسة بصيغتها العامة
 مهنة تعطي لأصحابها حق ممارسة التناقضات والألاعيب وحتى أقذر الوسائل الممكنة في سبيل الوصول الى مصالح ذاتية أو عامة تخدم نظاما سياسيا أو حتى بلدا أو ربما شعبا. غير أن هناك ثوابت اعتدنا على انها قليلا ما تخضع لقوانين السياسة، ومنها التحالفات، إذ يتحالف معين بين عقيدة علمانية وعقيدة دينية تدفع الضرورة لتحالف الوسط مع اليمين أو اليسار لتشكيل غالبية حكومية، أما أن نشهد تحالفات بين فكرين أحدهما أوتوقراطي والآخر ثيوقراطي وتنافرهما فيما بعد ليذهب الاوتوقراطي الى الديموقراطي والثيوقراطي الى العلماني، وثم تنافر آخر ليتم الحديث فيما بعد عن العودة الى التحالف الستراتيجي السابق الذي نوهنا عنه، فهذا ما لم نره أو ندرسه أو حتى نطلع عليه يوما على مدى العقود الماضية. هل نحن أمام تفسير جديد للسياسة؟ أم نحن أمام فوضى فكرية عقائدية لا يمكن الولوج منها إلا عبر العودة الى أصحاب الشأن الذين اختفوا من الساحة نتيجة لسببين؛ أحدهما الادعاء المسبق بأنهم ينتمون الى حقبة سابقة أو لانهم جزء من الحل فقرروا الهجرة او التزام الصمت خوفا على حياتهم او استقرارهم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع