بقلم: علي لطيف الدراجي
«الصراخ لا جنسية له، وكذلك الدموع، والدم الذي سال.. ليس قابلاً للتصنيف إلى نخب أول، ونخب ثان، ونخب عاشر» هكذا يقول الشاعر نزار قباني، وكذا نردد معه، فليس هناك من عمومية أو خصوصية في الموت.
ولكن يصح ان يموت من انتصر على القدر بعمله ومثابرته وهو يحمل جواز سفره ويجتاز مطارات القلوب بلا سمة دخول بفيلمين اكثر من رائعين وهما(الرسالة) و(اسد الصحراء _ عمر المختار) ليغتال بهما كل تطلعات المتأمرين القادمين من ذاك الزمن الحالك والمعبأ بالضغينة وهو يحمل رسالة الموت تحت عناوين الاسلام.
فمن منا لم يمر في صدره رمح الوحشي قبل ان يسدده الى الحمزة وسط غبار المعركة ومن منا تجرأ ان يرجع الدموع الى عينيه وهو يرى عمر المختار على منصة الرحيل وامامه ذاك الضابط الايطالي الذي اهداه حرقة قلب وتحية كأنها تركع لعدو يستحق الاحترام.
نحن مجتمع لانحترم المبدعين ولانصنعه لأننا لانملك مواده الاولية واذا خلقه القدر فعلينا ان نئده كما كانت الجاهلية تئد بناتها.
فالعقاد اهدانا ابداعه ونحن شممناه رائحة الموت التي تجري بلا هواده ، وهو من اراد ثمن طائرة واحدة كي يصنع المستحيل ولكنه سار برجليه الى لحظة قدره ليتجمد الزمن وهو يستمع لتصوير المشهد الاخير في حياة العقاد بكلمة(اكشن) من فاه الشيطان الذي خرج من تحت عباءة الزرقاوي ليعبث بالمكان وأودى فوراً بحياة ريما العقاد فيما أودع مصطفى في العنايـة
المشددة ليفارق الحياة بعد يوميـن في مفارقة سريالية أعادته في النهاية إلى مدينته الأم .. محمولاً في نعش .
841 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع