علاء کامل شبيب
مضي 102 يوما على حملة الاضراب عن الطعام للمئات من سکان ليبرتي و عوائلهم و مناصريهم من 8 دول حول العالم، وهم يطالبون بالافراج عن الرهائن السبعة الذين إختطفتهم القوات التابعة لحکومة نوري المالکي و بالامن لمخيم ليبرتي، لکن وعلى الجانب الاخر، مازالت حکومة نوري المالکي تصر على نفي أي علاقة لها ليس بواقعة الاختطاف المثبتة وانما بهجوم 1/9/2013، برمته.
الغريب جدا في موقف حکومة نوري المالکي من حادثة الهجوم على أشرف الموثق بالافلام و الصور و الشهود و بالحقائق الاخرى الدامغة من بينها تقارير و معلومات مسربة او تم الحصول عليها، انها"أي حکومة المالکي"، تصر على رفض و نفي کل هذه الادلة و الاصرار على ان الحقيقة و المصداقية کلها مترکزة عندها لوحدها، والاغرب من ذلك أن المالکي الذي جوبه شخصيا في واشنطن بمطالبة مسؤولين أمريکان کبار من بينهم الرئيس اوباما نفسه بالافراج عن الرهائن السبعة المختطفين، کما ان المظاهرات التي إستقبلته بها قبل ذلك أبناء الجالية الايرانية في واشنطن، أکدت أمام العالم أنه ليس بوسع المالکي أن يتخلص من تبعات مشکلة بالغة التعقيد خلقها بنفسه من أجل تلبية مطالب حليفه و آمره في طهران.
في بداية الهجوم الذي وقع في فجر يوم 1/9/2013، والذي نفذته الفرقة الذهبية التي کان يسميها الامريکيون الفرقة القذرة للعمليات الدموية و القاسية التي تنفذها(هذه الفرقة لاتتحرك إلا بأمر المالکي نفسه)، سرعان ماأکد مسؤولون عراقيون من بينهم الناطق بإسم وزارة حقوق الانسان و الناطق بإسم رئاسة الوزارة، الى الاعتراف بالهجوم وانه قد تم إلقاء القبض على 7 منهم لأنهم وقفوا بوجه الهجوم ولم يسمحوا للقوات العراقية بالدخول الى المعسکر، لکن حکومة المالکي کانت قد أعدت قبل ذلك سيناريو مثير للسخرية زعمت من خلاله أن جماعة تطلق على نفسها(أبناء الانتفاضة الشعبانية)، هم الذين إقتصوا من سکان معسکر، وهذا النبأ تناقلته وسائل إعلام النظام الايراني و هي فرحة و جذلة به، وقد جائت تصريحات و إعترافات المسؤولين في حکومة المالکي مکذبة و مدحضة لهذا السيناريو، ثم عادت حکومة المالکي أخيرا لتکذب إعترافات مسؤوليها و تنفي المسألة جملة و تفصيلا!
لکن نفي حکومة المالکي الذي يبدو انه نفي غير مقنع حتى في بغداد نفسها، إصطدم بصفعة دولية مؤلمة غير مسبوقة عندما أکد تقرير قدمه خبراء للأمم المتحدة بشأن هجوم الاول من أيلول/سبتمبر 2013، يوم 9/12/2013، حيث جاء فيه: (دعت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين التابعين للأمم المتحدة اليوم الحكومة العراقية الى توضيح مكان وجود سبعة من سكان مخيم
أشرف، الذين يزعم أنهم اختطفوا في أيلول/سبتمبر الماضي بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل 52 شخصا، وضمان سلامتهم ومنع تسليمهم إلى إيران.)، وان هذا التأکيد بطبيعة الحال يعني دحض نفي حکومة المالکي و جعله يبدو وکأنه لاشئ، لکن المشکلة هل ستفتهم حکومة المالکي هذه الحقيقة و تستوعبها أم انها ستظل على موقفها!
إضراب المئات من سکان ليبرتي و عوائلهم و مناصريهم في 8 دول حول العالم، هو محاولة بطريقة إنسانية خاصة للتعبير عن الحقيقة و توثيقها أمام العالم و عدم السماح لحکومة المالکي و النظام الايراني من خلفه بالتجاوز على الحقيقة من أجل إستمرار مخططات الهجوم و التصفية و الاختطاف ضد هؤلاء المعارضين الايرانيين وهم يطمحون و يأملون بإلتفاتة جادة و مسؤولة من جانب المجتمع الدولي لمآزرتهم و مساندتهم للعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن و ضمان أمن ليبرتي و عدم السماح بتکرار هکذا هجمات دموية و قطع دابرها نهائيا.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع