أحمد صبري
شهد العراق بعد احتلاله واقعا مغايرا ومختلفا تماما عما كان عليه قبل عام 2003 .
فالعراق الجديد الذي اشار اليه الرئيس الامريكي السابق بوش الابن لم يكن آمنا ولم يحقق للعراقيين ماكانوا يتطلعون اليه بوطن موحد ومستقر،وانما تحول العراق بفعل غزوه إلى ساحة للصراع السياسي والطائفي خلف الآف الضحايا ومازالت تداعياته متواصلة.
وأصبح الولاء للطائفة والحزب قبل الولاء للوطن هو سمات الواقع الجديد ماعرض وحدة العراق واسس الشراكة بين مكوناته إلى خطر الانفراط والتفكك .
هذا النهج التقسيمي للمجتمع العراقي كان احد اهداف الاحتلال بموجبه تم تشكيل مجلس الحكم العراقي الذي ارسى دعائم نظام المحاصصة الطائفية الذي مازال يطبع الحياة السياسية في العراق .
وحاول حاكم العراق السابق بول بريمرتجذيرالنظام الطائفي في المجتمع العراقي وشجع بالمال والدعم السياسي والمعنوي شخصيات وقوى على تأسيس مرجعيات دينية وسياسية لهذه الطائفة أوتلك إلا أنه فشل في مسعاه .
وكشف مسؤول عراقي كان قريبا من بريمر أن حاكم العراق شجع على تاسيس مرجعية دينية للسنة العرب بالعراق مشابهة للمرجعية الشيعية بالنجف .
وكان بريمر يعتقد طبقا لرواية المسؤول السابق أن انشاء مرجعية أو اطارا أوهيكلا لمرجعية سنة العراق قد تساعده في استخدام هذه المرجعية المقترحة على قيادة سنة العراق والتاثيرعلى مواقفهم السياسية وتحديد اولوياتها .
بريمرالذي حكم العراق بمعلومات سياحية عن بلاد الرافدين وتاريخها ودورها في الحياة الانسانية توهم انه قادرعلى استخدام الدين وسيلة لخدمة اهداف الغزو في محاولة لتأمين الملآذ الآمن لقواته بالعراق.
غيرأن آمال بريمرذهبت ادراج الرياح ولم يرمشروعه النور ولم يفلح بانشاء نواة لمرجعية او اطارا لسنة العراق.
إن ما آلت اليه اوضاع العراق بعد أكثر من عشر سنوات على احتلاله وشعور سنة العراق بالتهميش والاقصاء والتعاطي معهم على انهم اقلية في المجتمع العراقي دفعت اوساط سياسية ودينية وعشائرية ونخبوية للبحث عن خيار واقعي يمهد لتاسيس مرجعية لسنة العراق ليست بالضرورة أن تكون دينية وانما سياسية في محاولة لرفع الاذى عنهم كما يعتقد المروجين لهذا الخيار ووقف حالة التداعي والانقسام بين اطرافهم وتوحيد موقفهم ازاء مايجري بالعراق .
وتنطلق دوافع المقترحات المتداولة من أن ممثلي السنة في الحكومة والبرلمان اخفقوا بالدفاع عن جمهورهم وتنصلوا عن تعهداتهم ما تطلب البحث عن خيارات بديلة قد تتيح لسنة العراق بلورة رؤية واضحة وواقعية تقربهم من توحيد خطابهم السياسي وجمع شملهم تعمتد خارطة طريق واضحة المعالم تنأى عن الاختلاف والاجتهاد في هذا المجال ، غيران تعدد منابرهم وقواهم واجتهاداتهم ربما لاتساعد على انضاج مشروعهم التوحيدي ،والسبب ان تقسيم المجتمع على اساس الطائفة والعرق سيضعف الانتماء للوطن ، نناهيك عن مخاطرهذا الخيارعلى وحدة العراق ومستقبله.
888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع