اميرة بيت شموئيل
- قوم يا طليتا
- اماه
- قومي لنذهب
- الى اين يا اماه
- الى الشرق الاوسط
- تعلمي ان هذا الشرق الاوسط سبب كل اشجاني، فما زالت احلامي تغزوها الكوابيس بسببه ، لقد عاهدت نفسي الا اعود اليه ابدا يا اماه .
- لقد نذرتك لتعودي اليه
- لماذا انا بالذات
- لان الحياة سقتك من العلم والعذاب ما يجعلك اكثر قوة من غيرك
- اتوسل اليك يا اماه ، لقد تعذبت في حياتي بما فيه الكفاية ولن اتحمل المزيد
- اذا تمعنت في عذاباتي هانت عليك عذاباتك
- ولكني بشر من لحم ودم ، لن اتحمل مثلك
- علمتكم ان تستوعبوا وتسطروا رؤياكم ليراها العالم
- لقد اطلع اغلب العالم على مأساتك يا اماه
- العالم لم ينجح في امتحانه بعد ، لقد اعاد مأساتي ملايين المرات وما زال.
-كيف ؟
-امنوا بعذريتي ولم يأمنوا بفكري .. كتبوا عن امومتي ولم يكتبوا عن كفاحي.. فتحوا قلوبهم لي ولم يفتحوا عقولهم. اهل يعقل ان اتواجد في البداية والنصف والنهاية الى جانب ابني دون ان يذكر لي دور في الكفاح الى جانبه ؟
-نعم لقد لاحظت ذلك في الكتب
-وما زالوا يكرروا اخطائهم الواحدة تلو الاخرى
-ما العمل ؟
-ها قد جاءت الملائكة . قومي والبسي اجنحة السلام لنذهب
- من هذا المكان خرجت كتب الله اليهم ولكن، انظري ، فما زالت الحروب والغزوات مستمرة الى اليوم بل وعلى اشدها . مازال الكره والبغضاء والحقد يلف الحياه فيها ويطرد الحب والمودة والاحسان.
انظري كيف تأكل الحروب هذا العدد الهائل من الشباب والاطفال والنساء والشيوخ ، من مقتول ومذبوح ومعدوم وهارب.
ها هن الامهات تتعذبن جراء صراع اولادهن الدموي ، ثم تتحولن الى ثكالى تقضين العمر من بعدهم بكاءا ونحيبا.
اه على من يقضي شيخوخته في هذا المكان ، لكم رأت عيناه من مأسي .
اتري هذا العدد الهائل من الارامل ؟ كيف اصبحن في شبابهن بلا معيل.
هل رأيت كل هؤلاء اليتامى؟ كيف يحلموا بأبهاتهم ممن صرعتهم الحروب؟ لقد كانت امامهم حياة جميلة صرعت وسط الحروب .
انظري الى كل هؤلاء العذارى اللواتي يقضين العمر عوانس ومحرومات من اطفال وزوج وبيت يملؤوا عليهن حياتهن؟.
ابقوا اذرعكم مفتوحة علنا نصد بعض الرصاص الطائش هنا وهناك.
.................
- اماه ها هو قبر امي التي قضت حياتها ناحبة على اخي
- انها مأساتي التي تتكرر ملايين المرات في هذا المكان ، الم اقل لك ان العالم لم ينجح في امتحانه بعد ؟ لقد جاءت الكتب السماوية بكلام وتعاليم الله ليزرعوا الحب والخير والمحبة والمودة بينهم ولكنهم اخترعوا الخلافات واستمروا يتقاتلوا حولها ويزعوا الشرور بينهم باسم الله .
- لماذا لا يعاقبهم الله يا اماه ؟
- ها هم يعاقبون انفسهم بانفسهم ، باخلالهم بقوانين البشرية
- كيف ؟
- يا ابنتي ، كما للطبيعة قوانين تجعلها لاتتحرك او تتغير الا من خلالها ، كذلك للبشر قوانين تجعلهم لا يتحركوا او يتغيروا الا من خلالها . انظري انهم يدعون زراعة الحنطة وانتاجهم الزوان ... ينادون بالرحمة وفي قلوبهم قسوة مابعدها قسوة ... ينادون بالامن والامان ويسعون الى الحرب والدمار . الله عندما يرى ما يفعلون يشيح بوجهه عنهم ، وبهذا يجعلوا من انفسهم مواقدا في اسفل الجحيم.
- ما العمل يا اماه ؟
- انذريهم ان الله غاضب منهم . انذريهم فالغضب الساطع ات.
776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع