محمد الحافظ /العراق
هي الأخرى...تتبنى انقراضي
السنين التي احتشدت
في خزانة عمري
بت لا أطيقها
تنشطر ...!!
كبكتريا زمن قائض
انتشرت دون أذن مني
استلبت لون شعري
تمحورت في تجاعيد وجهي
والبعض الآخر
بات يجر أمراضا
هي الأخرى تتبنى انقراضي
ذئاب رفقتي
تلك التي حدثتك عنها
أعني سنيني
كانت في زمن ما
رفيقة أسراري
وصديقتي الزاهية
أراها اليوم تخنقني
تقفز لاهثة على ملامح
ربما كانت ذات يوم مغريةً
أنيابها تحفر
في رمضاء روحي الخافتة
أبداً
أنظر بعين الشتات
إلى ما يجيء به غدا
لعلها هي هزيلة أيضا
سأفضحها
وأنا أباشر إطرائها
على موائد الشرب
وفي سهراتي المخبولة
أنا ...،!!
هذا الذي تجرفني بفسقها
أحرّم على أصابعي لمسها
لربما
سيجيء احد النهارات
فاقذف بها مع أوساخي
بجانب (بسطية) صفاء
طالما أردت لها
أن تكون هكذا
هي التي أفزعتني
ذات مرة
من داخلي
وغدوت أجوب ساعاتها
لعلي أن أجدني
في دقة منها
يكفيني ذلك الإغراء
فهي لم تعد مؤنستي
كما ولم أكن من روادها
هذا غسيل ما كنت انشره
لولا تجرؤها
بسياط الكهولة
وارتيادها خبايا
جسدي المنهوك
لا بد لي
من أن أحرر شتاتي
وأعود لأرمي بها
في مطبات الزمن
طيوري
تلك التي جمعتها
بأصابع الجمال
واعتنيت بها
زمن القطيعة
عدت انظر إليها الآن
فأراها ألوانا خافتة
وليال مطفأة
عليها أن تنتظرني
مازال الكثير
لم أكمل قراءته
ومواليد لم استجمع
تراتيلها
عليها أن تقول الحق
وسوف أكون
منشدها الأول
وراعي حظائرها
يا لها من أمسيات
أجفلها النزق
وهجرها الربيع
فعاد الخطو يبكي قدمه
محتجاً عليه بإصفرار
الأزمنة
الگاردينيا: نرحب بالأستاذ/ محمد الحافظ في حدائقنا.. زارتنا البركة..
860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع