علي السوداني
سأكتب الليلة عن سيناريو افتراضيّ ، أغلب الظنّ الذي هو ليس بإثمٍ ولا بجرمٍ ، أنه سيقع عند مفتتح الربيع ، حيث الجوّ بديع والشفطُ سريعْ ، وسعاد حسني وخالد العطية ، يبتغيان غلق كلّ المواضيعْ .
ألفلم المنتظر ، سيكون بطله من دون منافس قويّ ، هو نوري المالكي أبواسراء ، رئيس الحكومة والقائد العام لكلّ شيء ، وقد امتلك تحت يمينه الضخمة ، سلطتين جبارتين غادرتين مروّعتين ، هما سلطة المال التي هي أقوى وأمضى وأنجع من أخيّتها بالشرّ ، سلطة السلاح . سوف يشارك في ترويج وتنظيف وتلميع هذه اللعبة ، حشدٌ كثيرٌ من الأدباء والشعراء والفنانين والكتّاب ، والمشتغلين في باب الفنون الجميلة ، وهؤلاء أُناسٌ مساكين ، منهم المبدع الخلّاق المدهش المؤثر ، وفيهم الدجّال الأفّاك الجاهل المتنطّع الإمّعة ، وقد ابتلاهم الله العزيز الرحيم – كثرة كاثرة متكاثرة منهم – بخصال ثقالٍ مخلوطةٍ بدمهم وبجيناتهم ، فجعلهم يقومون على هشاشة ، ويقعدون على رخاوة ، يحبّون ساخن الطعام ، ويكرعون معتّق الشراب ، ويتمنّون لباس حريرٍ ، قميصاً طيباً ليس بالضرورة أن يكون مقدوداً من دُبرٍ أو من قُبلٍ ، فإن دغدغهم السلطان الحرامي الجائر سليل الجور ، بتلويحةٍ مبينةٍ مخلوقةٍ من دينار وذهبٍ وعسلٍ ، خرّوا على أعتابهِ ساجدين موصوصين ، وقد اكتنزت جيوبهم ورقاً ثميناً ، وساح على أزياقهم ، مرَقٌ دسمٌ عاطرٌ مبهّرٌ طيّبٌ من أثر طيرٍ وأنعام . سيكتب النصّ المفترض الآن بقوة الإستنتاج والتأويل ، الولد سامي العسكري ، وستكون المراجعة التأريخية من حصة خازن اللغة ومربك نحت الكلمات ، إبراهيم الجعفري ، الذي سيسهر على ترميم وتصحيح القصة الطويلة ، وتنظيفها من بعض درن وقذىً قد تنفر منه الرعية الخدرانة بالخرافة ، وسيحكُّ ظهره الكادّ السهران المكسور ، بحائط مرجعية النجف المشهورة ، وستكون الزبدة المشهرة على فاتحة السيناريو ، هي أن يا قوم ويا أحبّة ويا عشّاق ويا عزوة ، احذروا من تطميس أصابعكم البنفسجيّات ، في صندوق فلان العلّاني ، فإن فاز هذا الرجيم المرجوم ، فقد ذهبتْ معه أبداً ، دولة الشيعة والحسين وثاراته القائمات . ثمة كورس قويّ ومدرّب ومروّض ، سيكون سنداً ومتكئاً وحشوة أمينةً تسدّ مسدَّ ثغرات طارئة على جسد الفلم ، ومن هؤلاء من رمى جسده الآن تكتيكاً وكذباً ، من على مركب نوري السكران ، والسكرن في هذا الموضع ، إنما أخذت مقصدها ومهواها ، من المعنى الخلّاق الذي جاء عليه آرثر رامبو الإفرنجي ، وهو ولدٌ كانت شعرية حياته ، أعظم من شعره المكتوب . في واحدة من ثنيات السيناريو الجهنّمي الجاذب ، سيطير واحد من دهاة الشابندرية الجديدة ، ويحطُّ على ديار بيضة القبّان ، رسولاً ومفوّهاً مالكيّاً فصيحاً ، وعلى مقربة شمّةٍ من نهش كتفِ خروفٍ هرفيٍّ ممطولٍ فوق صينية كاكا مسعود السمينة ، سيفرشُ ورقةً فخمة مبصومة مدموغة بإبهام أبي إسراء الكريم ، زبدتها تقول : لكمْ كركوك المنفّطة المذهّبة ، ولنا الولاية الثالثة . ظهريّتها سيضحك القوم ، وتتناود الرؤوس ، وترتع وترتاح النفوس ، وتستحلب العبر والدروس ، وينزرع مسمارٌ جديدٌ لمّاع ، على سور تابوت آخر ما تبقّى من جثة بلاد ما بين القهرين العظيمين .
أما ثنائي التخادم والتناغم ، أمريكا الوغدة وإيران الشريرة ، فهما زعلانان متضادّان متناطحان علانيةً ، متحابّان متصالحان منسجمان في مخدع متعةٍ وعافيةٍ سرّاً .
سيكون لهوليود وما حولها وما لصق بأذيالها ، دورٌ جدُّ مهمّ ، في الإخراج والإنتاج والمونتاج والنصح والنشر والتسويق . أما نحن ، فليس تحت يميننا اللحظة ، سوى إعادة كتابة قولتنا العتيقة التي تفيد ، بأنّه وبأنّها ، في بلدان وبلدات مريضة مفككة مُهانة مُذلة ، فاقدة توازن ومضيّعة بوصلة وكرامة ، ومحتلة تحت العباءة بسبع احتلالات ، فإنّ الديمقراطية فيها ، هي ليست بالضرورة ، رأي الأكثرية . كونوا بخير أجمعين وأجمعات . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
834 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع