كاظم فنجان الحمامي
تظاهر الناس في أمريكا وأوربا, وخرجوا بالآلاف إلى الميادين والساحات والشوارع, للتعبير عن سخطهم واستيائهم من الآثار السلبية للبذور المعدلة وراثيا, وأبدوا خوفهم وقلقهم من التشفير الوراثي,
الذي اضطلعت به شركة (مونسانتو) الأمريكية المعروفة بسمعتها الرديئة.
http://www.youtube.com/watch?v=vEFC4rsQ4B8
ففي الوقت الذي أكدت فيه الدراسات الأولية على مخاطر الأغذية المعدلة وراثياً, وحذرت فيه من آثارها السيئة على صحة الإنسان, احتشد المتظاهرون في (52) بلداً, و(436) مدينة حول العالم, في إطار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لترويج منتجات (مونسانتو), رافعين شعارات موحدة, تقول: (طعام طبيعي لأشخاص طبيعيين), بينما تصر الولايات المتحدة على توفير الحماية الدولية لمونسانتو وأخواتها, حتى وصل بها الأمر إلى منحها الحصانة القانونية من خلال تمرير ما يسمى بقانون (حماية مونسانتو), وبات من الصعب مقاضاتها وإدانتها حتى بعد توفر الدلائل والقرائن الثبوتية.
تقول مونسانتو: أنها صممت بذورها جينياً لمقاومة المبيدات الحشرية, ومقاومة مبيدات الأعشاب, وتزعم أنها منحتها القدرة على تحسين المحاصيل الحقلية من حيث الشكل واللون والحجم, ويعلم الله وحده بما تحتويه من مواد ضارة, وسموم قاتلة, لا تظهر آثارها على الناس إلا في المديات الزمنية البعيدة.
ربما يقول قائل منكم: أننا سنرفض التعامل مع البذور التي تنتجها مونسانتو, ولن نقترب منها أبداً, فنقول له: أن الإدارة الأمريكية منحتها الحق في رفع علامتها التجارية, فأزالتها تماماً من واجهات حاوياتها وأغلفتها, بمعنى أن بذور مونسانتو وأغذيتها لن تحمل علامتها التجارية بعد الآن, ولن تكون معروفة للمستهلك, حتى يختلط عليه الأمر, ويضيع في زحمة الماركات التجارية المزيفة, وبالتالي حرمانه من حقه الطبيعي في اختيار ما يريد وما لا يريد.
ومما زاد الوضع تعقيداً, أن مجلس الشيوخ الأمريكي رفض بأغلبية ساحقة إصدار قانون من شأنه أن يسمح للدول بأن تطلب وضع العلامات التجارية على الأغذية المعدلة وراثياً.
هل سمعتم من قبل بوقاحة أبلغ من هذه الوقاحة, فإذا كانت أمريكا نفسها لا تستجيب لنداءات المتظاهرين, الذين خرجوا في عقر دارها لمطالبتها بمنع تداول الأغذية المعدلة وراثياً, وإذا كانت هي نفسها التي توفر الدعم والمؤازرة لهذه الشركة الغارقة في مشاريع التلاعب الجيني, وهي التي تصر على رفع علامتها التجارية, من أجل الإمعان في التمويه والتشويش, حتى لا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود, وحتى يختلط الحابل بالنابل, فنضيع في دوامة الشك.
نقول: إذا كانت أمريكا تتعامل بهذه الأساليب المضللة مع شعبها, فكيف ستتعامل معنا نحن الشعوب الفقيرة ؟, وكيف نتقي شرها وعهرها وغدرها ؟.
يقول الفرنسيون: أنهم أجروا تجاربهم المختبرية على الفئران, وتوصلوا إلى حقائق تقول: أن تناول الذرة المعدلة وراثيا في معامل مونسانتو تتلف أجهزة الإنسان, وربما تصيبه بأنواع معينة من السرطان.
ترى هل يعلم الشعب العربي بهذه السموم المدسوسة في طعامه ؟, وهل تعلم فضائياتنا الألفية بهذه الكارثة المونسانتوية ؟.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
857 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع