أحمد صبري
مرت قبل أيام الذكرى الثانية لرحيل الاحتلال الأمريكي عن العراق،الذي أسدل الستارعن قصة دامية بدأت بغزو العراق عام 2003 .
بدأ غزوالعراق بالصدمة والترويع وانتهى بأكوام من الخردة تركتها القوات الأمريكية خلفها وهي تنسحب من آخر قاعدة لها في جنوبي العراق.
هكذا هي أحوال العراق بعد رحيل قوات الاحتلال التي تركت وراءها عراقا متداعيا ومدمرا وحكومة غيرمتجانسة وشعبا يحتاج لعقود حتى يتجاوز فضائع الحرب وويلاتها.
وحتى نعطي جلاء الاحتلال الأمريكي عن العراق الذي استذكره العراقيون هذا العام أهميته فان القوات الأمريكية أمضت في العراق (3175) يوما في احتلالها للعراق الذي ابتدأ في العاشر من نيسان عام 2003 خدم خلالها في الجيش الأمريكي أكثر من مليون أمريكي كما قال الرئيس الامريكي باراك اوباما، إضافة غالى أكثر من نصف مليون من المتعاقددين وإفراد الشركات الأمنية.
اما خسائر القوات الأمريكية في العراق فالغموض مازال يلفها إذ تقول البيانات العسكرية الأمريكية أن خسائرها لم تصل الخمسة ألاف قتيل في حين يؤكد محللون إنها تجاوزت ذلك الرقم بكثير.
وأولى المدن التي تعرضت للقصف الأمريكي بع الاحتلال كانت مدينتا النجف والفلوجة عام 2004 وأولى فضائح التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان ظهرت في العام نفسه في معتقل أبو غريب .
ان الولايات المتحدة التي احتلت العراق تحت ذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل لم تعثرعلى أي دليل يثبت وجود مثل هذه الأسلحة كما إنها فشلت في بناء تجربة جديدة في هذا البلد كما روج المحافظون الجدد الذين كانوا من أكثر المتحمسين لغزو العراق ، بل على العكس فان الأمريكيين غادروا العراق وهو في أسوء أحواله والعراقيون يعيشون بلا كهرباء ولامياه صالحة للشرب ورعاية صحية.
وفي ظل حقبة الاحتلال الأمريكي تراجعت مكانة العراق ليصبح من الدول الاكثرفسادا في العالم وصنفته منظمة الشفافية الدولية بعد الصومال وافغانستان ومدينة بغداد تصدرت عواصم الدنيا باعتبارها الاسوء في العالم.
لقد حصد العراقيون الكثيرمن الآلام والمآسي خلال سنوات الاحتلال الأمريكي فقد قتل العلماء والاطباء واساتذة الجامعات والضباط والصحفيون ورجال اعمال وتشرد الباقون في بقاع الدنيا وسقط أكثر من مليون عراقي بين قتيل ومعاق بأسلحة الاحتلال الأمريكي أو بسببه .
وعلى وقع الفوضى العارمة والقتل والاختطاف هاجر مايقارب اربعة ملايين عراقي داخل العراق وخارجه.
وتتحدث منظمات المجتمع المدني عن مليون أرملة وثلاثة ملايين يتيم في العراق وسجلت الأوضاع الصحية والمعاشية والبيئية والتعليمية تراجعا مخيفا
ومع قتامة هذه الصورة الحزينة التي خلفتها سنوات الاحتلال الأمريكي فان العراق بثروته النفطية وبعقول ابناءه وارادتهم قادرعلى نفض غبار سنوات الاحتلال رغم قساوة التجربة ومرارتها إلا إن ما يسجل لأبناء العراق أنهم تغلبوا على كل المحاولات التي أرادت إدخال العراقيين إلى احتراب داخلي تحت يافطات الطائفية والعرقية والمناطقية.
والعراقيون الذين تنفسوا الصعداء بطي صفحة سوداء برحيل آخرجندي أمريكي عن بلادهم قبل سنتين فأنهم مازالوا تحت وطأة الصفحات التي بقيت مفتوحة خصوصا الأمن والمصالحة الوطنية ومحاربة الفساد والحفاظ على ثرواتهم وتجنيب العراق محاولات إضعافه وتقطيع أوصاله.
908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع