يوسف علي خان
بعد توقف طويل خلال عقود مضت من ضروف الاستبداد التي مر بها العراق التي واكبها صمت رهيب لمن مكث فيه.... وهروب لمن لم يستطع الاحتمال فتوقف العديد من الكتاب الوطنيين عن الكتابة والنشر...
إما بسبب رفضهم مدح القائد الضرورة والتمجيد بمواقفه واجراءاته التعسفية الخاطئة وفكره النير ... والكتابة عنها في الصحف المحلية التي لم تجرؤ أن تكتب بغير هذا المجال باعتبارها منجزات عظيمة حتى لو كان ذلك خلافا لضمائرهم المرشة فقد وجد من رفض السير بذاك النهج والخط المعوج فصمت.... كما اغلقت في وجوه الوطنيين جميع الصحف العربية... إذ امتنعت عن تقبل ونشر ما يكتبه الوطنييون العراقييون لاستطاعة صدام شراء ذمم اكثريه اصحاب الصحف العربية ورؤساء تحريرها وما ارخص تلك الضمائر والذمم في سوق النخاسة.... فقد كان لكوبونات النفط التي كان يضخها عليهم ويضعها في جيوب الالاف منهم تأثيرها الفعال في تحريك الاقلام... فراحوا يصفونه بزعيم الامة وحامي حمى البوابات من كل الجوانب والاطراف وتسابقت تلك الاقلام تكتب المقالات تمجيدا بهذا القائد الفذ كما تفجرت مواهب الشعراء والشاعرات من مختلف المقامات والمستويات ينظمو ن اروع القصائد التي عجز((( ابن الفارض ))) ان ينظمها بحق الرسول الكريم ...وكانت النتيجة أن اكتووا كلهم بنيران قصائدهم وما كانوا يكتبون... فوقفوا للاسف ضد المخلصين من العراقيين واحتضنت بعض الفضائيات بعض الانتهازيين من المنافقين يتحدثون عن نضالاتهم الموهومة وعن بعد وفي دول المهجر لا ستدعاء الشياطين لانقاذهم من ظلم واستبداد صدام... والتي ثبت بعد الاحتلال زيف كل تلك الادعاءات وانكشفت وجوههم الكالحة وعمالتهم الصريحة ...فغدوا لصوصا سرقوا اموال العراق او جواسيس بابخس الاثمان ...كما اسودت وجوه الكثيرون مما كانوا يمتدحون مقابل ما كانوا يقبضون وتحولوا بوجوههم الى الشعب العراقي يتاسفون على ما حل به من خراب وهم من ساهموا في كل ما حدث .... ولكن الله يمهل ولا يهمل فانقلب السحر على الساحر ... وحل بهم ما حل بالعراق وحاق بهم ما حاق ولا زال يحيق (( والحبل على الجرار )) فلا زالت اللعبة قائمة في مشوارها الاول والحكم يشهر بين الحين والحين بطاقته الصفراء ... واستطاع اليوم بعض الكتاب العراقيين أن يكتبوا ولو بالتلميح أو على الهامش بما لا يخدش المشاعر ويجرح الاحاسيس... فلم يعد الان تدفع الاموال بالكوبونات بل إنها قد غدت مال مشاع فليكرف العملاء كلُّ ما يريدونه دون حسيب أو رقيب... ولم نعد بحاجة الى صحف الاغيار من خارج الاقطار .... فقد توزعت الصلاحيات والمهام كل يدافع عن صاحبه ورفيقه في النضال وما يشابه زيه الاحمر والاخضروالاصفر والابيض والاسود ففي العراق اليوم من جميع الالوان فكل له علمه ويرفع رايته فهذا الكاتب يمتدح الاحمر وذاك يمتدح الاخضر وهذا يمتدح الاصفر فتنوعت مقالات الكتاب كل له لونه ومزاجه ونطاق نفوذه .. غير انه والحق يقال فلا زال هناك المخلصين مما يرفعون كل الاعلام ويحترمون كل الاقلام فينشرون ما تجود به قريحة الكتاب دون قيد أو شرط أو حساب للالوان ودون الالتفات الى الشريحة والمذهب ..وهناك صفحات النشر مشرعة للجميع ... وانا بدوري اجلّهم وارفع لهم القبعة... فهؤلاء هم الوطنييون من اصحاب الفكر النير والطبع الخير .... اما الزبد فيذهب هباء ... فإن كان قد خذلنا الاشقاء اصحاب الكوبونات في يوم من الايام فقد وجدنا بابناء وطننا ما يعوضنا عن اولائك العملاء الذين يرقصون في كل عرس حتى لو كان ((ابن عم الخياط الذي خيط بدلة العرس ....كما جاء في مسرحية الخيط والعصفور)) وهذا يؤكد بأن العراق لازال في خير ولن تهده هذه الهزات التي تمر بها البلاد فقد توالت عليه عدة مرات منذ الاف السنين حتى الان فهو ابن اعرق الحضارات ... فإن خذله الرعاع فترة من الزمن فسلموه للاعداء فهناك من النخبة الوطنية ما ستستطيع من دون شك أن تعيد العراق الى سابق عهده العظيم فتنشر فيه العدل والامن والامان وتُشيع فيه اجواء الحرية وتنشر في افياءه أنوار الثقافة من جديد.....!!!
18/12/2013مدققة الاساسية
928 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع