سعاد الورفلي/ليبيا
كل ما يجيده ذلك الرجل ؛ هو ترداد كلمات قديمة تشبه النواح تعلمها في صغره من جده البصير.
كان الجد يلقيها عندما يشتد عليه الحال ..وتتقاذفه الأهواء .. فقد أحب وأخفق ..ولم يستطع كبح جماح العشق .. فترجم كل مشاعره في شكل ملحمة أوديسية تحكي آلامه ومواجهته لقبيلته التي وصفته بالشاعر المخبول.
كلما اجتمع حوله صِحبة ...ترنم بتلك الأهازيج ؛ فيستل قلوب بعضهم ...ويتسبب في ازدراء آخرين لكن مالم يفقهه هذا الرجل سر دفين يعتمل بدواخله ؛ عندما يبدأ بلوك تلك الملحمة ..فالاختلاج يظل مرافقا له طوال الليل ولا يفارقه ..تزامنت حالته كلما أردف بالعبارات نفسها ..الاختلاج لا يفارقه ..لجأ إلى أمه فجدته. أخبرته أن ثمة معشوقة لاتليق إلا بجدك في الملحمة ذاتها ؛ فقِه السر الملغّز يومها فالكلمات كانت بشعور متدافع حيث استنطقت الجماد وحركت فؤاده الذي لم يعرف الحب يوما.
857 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع