منذ اكثر من عام مضى ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يهيء الاجواء ويرغب الشركاء ويستعطف الدول لغرض تولي ولاية ثالثه في حكمه على العراق الجريح..
وقد بدأ هذا بزيارة الى الولايات المتحده الامريكيه راجيا فيها الحصول على تأييدها لولاية اخرى ولكنه جوبه برفض شديد بل وتوبيخ وتعنيف من قبل اعضاء في لجان الكونكرس وعاد خائبا خالي الوفاض وغير اتجاة البوصله الى امه الرؤوم ايران بزيارة لاحقه ولكنه سمع ما لايحب وتم تقريعه وتأنيبه وخاصة في لقائه مع رفسنجاني وعاد مفلسا من طهران بالرغم ما قدمه من وعود كبيره على حساب العراق واهله ولم يتبقى لديه سوى العمل داخليا وتولي الحكم باسلوب داخل العراق وقبل الحديث عن خطة المالكي لابد من الاشاره الى بعض الحقائق ,,
لقد استخدم المكون السني كوسيله لتوحيد الصف الشيعي تحت ذريعة الطائفيه والارهاب وهذا ما بدأ من عام 2003 واستمر لحقبة من الزمن ولكنه بدأ يتهشم نتيجة الحقائق على الارض وموقف اهل السنه الذين تعرضوا الى الكثير من الظلم وموقف الخيرين من الشعب العراقي بشيعته وكرده وعربه والامر الاخر هو الصراع بين الارادات الشيعيه لاختلاف الايدولوجيات والولاءات والمعتقدات اضافة الى الصراع على النفوذ والنهب والسلطه ..
لقد ايقن المالكي انه لن يتمكن من تحقيق الاصوات الازمه لنيل الولايه الثالثه وانه لن يتمكن من البقاء في السلطه وهذا يعني الكثير لانه سوف يفرز الكثير من الامور في مقدمتها محاكمات وقضايا باعداد كبيره وحجوم كبيره منها جرائم ارهاب وقتل وحقوق انسان وفساد ولن يشمل المالكي وحده بل سوف يطال حزب الدعوه بكامله واعضاء حكومته الاولى والثانيه وهذه تعتبر نكبه بالنسبه للمالكي وحزبه اضافة الى كشف امور اخرى تظهر التساهل في حقوق العراق وارضه وامواله ودماء ابنائه ..
من هذه الحقائق بنى نوري المالكي خطته لنيل الولايه الثالثه باستخدام اهل السنه كوسيله لتحقيق ذلك والخطه تتضمن مايلي :
اولا . العزف على كون السنه هم الارهاب ونسي او تناسى ان عشائر الانبار هم من تمكنوا من القضاء على القاعده والارهاب في وقت حرج جدا كاد ان يؤدي الى انسحاب القوات الامريكيه في عام 2005 بعد قناعات تم طرحها في الاداره الامريكيه لكثرة الخسائر ولفقدان المبادءه وتخبط القوات في معالجة الوضع ,, وعاد ليعزف نفس المعزوفه من ان اهل السنه هم حاويات وحاضنات للارهاب لكي يجيش الشارع الشيعي ضد السنه ويحصل على التاييد ..
ثانيا جائت الاعتصامات كضربه قويه للمالكي لانها عكست صوتا قويا في الشارع العراقي تردد صداه في الخارج وحصل على دعم دولي لمطالب المعتصمين وتأييد معظم دول العالم للتظاهرات السلميه مما ادى الى تخلخل موقفه ووضعه السياسي امام العراقيين عموما وامام الشيعه خصوصا ..
ثالثا . موقفه مع الكورد المتأزم دائما وعدم تمكنه من حل هذه الازمه المستعصيه معهم وقد اضيف اليها ازمة اخرى وهي الاعتصامات وموقف الاخوه الكورد منها وهذا يعني ان الاكثريه اصبحت بالضد منه اذا ما اضفنا التيار الصدري وبعض التنظيمات الشيعيه التي لاتتوافق مع حزب الدعوه وخاصة التي انشقت من الدعوه وشكلت تنظيمات خاصه بها ..
رابعا . لابد من الاستذكار ان الحكومه وقياداتها العسكريه قد اعلنت اكثر من مره انها ضبطت الحدود وان القاعده لم تتمكن من دخول الاراضي العراقيه .. والسؤال من اين اتت داعش والقاعده بشكل مفاجيء حتى نجيش الجيوش لها ثم نتركها لنوجه قواتنا نحو مدن الانبار لتحقيق الغايه التي ذكرناها اعلاه .
خامسا . مهاجمة العشائر ومحاولة اضفاء صفة الارهاب ومن ثم تأجيا الانتخابات في المحافظات السنيه ومن ثم تلحقها تأجيل باقي محافظات العراق لتاتي الضربه الاخرى وهي انهاء البرلمان ذلك الرجل المريض الذي يتداعى بين الحين والاخرى وبعدها يكون الطريق سالكا لااعلان حالة الطوارىء وامتلاك كل الصلاحيات والانفراد بالسلطه وتكون الولايه الثالثه قد تحققت ضمنا وليعلن نفسه ديكتاتورا جديدا للعراق ..
سادسا . اعتقد ان تحقيق ذلك ممكن بالرغم من وجود صعوبات كبيره وكثيره في مقدمتها انه ادخل نفسه وجيشه في خانق صعب سوف لن يتمكن من الخروج منه الا بتنازلات كبيره لصالح اهل السنه وفي مقدمتها اعلان الاقليم العربي الغربي او المطالب التي وضعوها وهذه صعبه على المالكي لانها تعني تحجيمه وتحجيم حزبه باشراك السنه في التوازن والاداره والجيش والامن والمخابرات والحكم ..
سابعا . من المحتمل ان يستمر في الحرب على الانبار والمحافظات الاخرى املا في نفاذ العتاد والهمه وهبوط المعنويات وتدخل جهات خارجيه لصالحه مثل ايران التي ظهرت نواة هذا التدخل بارسال مجموعه من النخبه الى مطار النجف وهي الان مع القطعات العراقيه المعنيه بالقياده والسيطره والمعلومات ولكن اعتقد انه في ذلك يعيد تجربة سوريا ولكن مع استفادة الثوار من الدروس المستنبطه مما جرى في سوريا ..
ثامنا . اذا ما تضايق ابناء العشائر من قلة العتاد والاموال والاشخاص والتي اشك فيها فانهم سوف يضطرون الى التحالف مع قوى اخرى تغير كفة الميزان والقتال وهذه القوى موجوده على الارض في غرب العراقي ووسطه وجنوبه .
تاسعا . المعول عليه هو الموقف الدولي الذي ينظر الى مايجري على انه هجوم مسلح واستخدام الجيش ضد المتظاهرين وقد صدر بيان من منظمة العداله الدوليه يدين هذا الهجوم ويطلب من مجلس الامن التدخل .كما يجب ان لاننسى ان اهلنا في الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين ليسوا مقطوعين فأن لهم اتصالاتهم مع عشائر وقبائل ودول وشخصيات وممولين واسلحه ..
عاشرا . الاحتمالات القابله للتحقيق في المشهد العراقي هي :
1. قيام الدول الكبرى بالضغط على المالكي لايقاف حملته العسكريه بعد ان تكشفت النوايا منها واجباره على تلبية مطالب السنه.
2 . قيام بعض الدول العربيه المناهضه لنظام حكم الاسد وحليفه المالكي بالضغط لتغيير الوضع في العراق وفي مقدمة هذه الدول السعوديه وقطر والبحرين ومصر وليبيا والمغرب وتونس والاردن وتركيا .. وقد يكون تدخل هذه الدول ليس سياسيا واعلاميا فقط بل قد يتحول الى دعم لوجستي وعندها يتحول الصراع الى صراع اقليمي ودولي .
3 . من المحتمل ان تقوم قوات عسكريه عراقيه بتغير الوضع في العراق بناءا على توجيهات ودعم امريكي لحسم النزاع واطفاء الفتنه لانها مع ما يجري في سوريا لاتصب في صالح امريكا التي حاول المالكي ان يظهر انطباع ان الولايات المتحده وايران موافقتان عل مايقوم به من خلال زيارته لهما .
4 . قيام عمل فردي او من قبل مجموعه صغيره تسيطر على على مراكز حساسه وتقوم باغتيال المالكي وبعض الرؤوس وعندها تنتشر مجاميع مسلحه تعود لبعض الجهات الحزبيه المعارضه للمالكي وقد يصل تصادم مع بينها وبين القوات المؤيده للمالكي وقد يؤدي ذلك الى فوضى او سيطرة بعض الجهات على الوضع وقد يكون هناك تدخل دولي اذا ما استمرت الاوضاع بهذا الشكل .
من كل ما تقدم نستخلص بعض الدروس
المالكي غير مؤهل لقيادة العراق وانه اثبت فشله بامتياز وانه شخص مراوغ وكاذب ويلجأ الى الحيله وقد يكون ذلك من خلال حياته تربيته التي قضاها في السمسره والتزوير والاحتيال والغربه وعليه لايمكن بقاءه في السلطه لانه يقود العراق الى الهاويه بعد ان اشبعه دما وقتلا وفقرا وجهلا ومآسي وارامل وايتام وبطاله واميه واحتراب وامشاكل مع الجميع وازمات واحده تلو الاخرى وبدون حل ومستشارين جهله واميين وعصابات قتل وتزوير ونهب وسرقات وعداء لاكثر دول العالم وخاصة العربيه وقرارات غير مدروسه وعماله لهذا وذاك وانبطاح كامل لايران وامريكا واصبح العراق في عهده افسد دوله في العالم وعاصمته من اقذر العواصم والامن قيه معدوم وغير ذلك مما يعجز عن ذكره القلم ...
الايام القادمه حبلى بالاحداث واعتقد جازما ان المالكي ورط نفسه وفتح على نفسه بابا لن يتمكن من اغلاقه بعد اليوم وخاصة ان الخسائر التي تكبها الجيش كبيره قياسا بامكانيات المقاتلين والفتره الزمنيه حيث تتوارد الاخبار المؤكده ان هناك عمليات هروب جماعيه وآليات
مدمره ودبابات محروقه ومدرعات واسلحه متروكه ... هل هذا ما يريده المالكي لقد قلنا لك في مقال سابق انك سوف تعرض جيشك الى المهانه وان ماحصل في يوم واحد هو يوم 31 \ 12 \ 2013 من الخسائر دليل على مانقول ..
نسأل الله ان يزيح هذه الغمه عن العراق وان يجنبه شرا قادم والعياذ بالله
صديق المجله / بغداد
640 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع