د.سعد الفتال
قصيدة الشاعر الدكتور صباح جمال الدين بمناسبة مرور خمسين عاما على تخرج استاذنا الفاضل فرحان باقر
اخي الدكتور خالد موسى حسين
الف تحية اخوية لك وللاخ سعد الفتال
هذه قصيدة قرأتها بمناسبة مرور خمسين عاما على تخرج استاذنا الكبير البروفسور فرحان باقر في امريكا ، واستعرضت فيها حال العراق والعالم آنذاك ولم اكن اعرف الكومبيوتر وغيره ، ارجو ان ترسلها الى الاخ سعد لينشرها ويبعث بنسخة للبروفسور فرحان باقر ، وكانت القصيدة الكاملة قد فقدت مني وحصلت على المسودات اخيرا ،ً وهي بين يديك كاملة ، ولك مني جزيل الشكر
قصيدة هدية للاستاذ الدكتور
فرحان باقر
بمناسبة العيد الخمسين لتخرجه من كلية الطب
بُلبُلٌ جِئْتُ مِنْ سَمَــــــاءِ العِرَاقِ غَرِدَاً مُفْعَمَـــــاً بِشَوْقِ التَلاقِيْ
غُرْبَتِيْ اليَـــمُّ وَالشِــــرَاعُ كَسِيْرٌ وَدَلِيْلِيْ نَجْــمٌ بِلَيْلِ المَحَــــــاقِ
ضَيَّعَتْهُ مِنِّيْ سَحَــائِبُ سُوْدٌ فَـــــاخْتَفَى النَجْمُ بَعْدَ طُوْلِ ائتِلاقِ
وَالشَوَاطِي مَلِيْئَــــةٌ بِذِئَـــــابٍ كَــــــاسِرَاتٍ عَلَى مَدَى الآفَــاقِ
فَسَرَتْ هِمَّتِي تُصَـــارِعُ هَمِّي بِبَقَـــايَـــاً مِنْ آخِرِ الأرْمَــــــاقِ
لِيَ حَـــــــلانُ أنْ أمُــوْتَ بِعِـــــزٍأوْ بِــذِلٍ أعِيْشُ ، مُرَّ المَذَاقِ
فُتُّ حُبِّي وَمَوْطِنِي وَبِــــــلادِيْ مَصْدَرَ العِلمِ مَوْطِنَ الأخْــلاقِ
صَـــارَ هَمُّ الفِرَاقِ مِنْ بَعْضِ هَمِّي ليْسَ تَكْفْي لِشَرْحِـهِ أوْرَاقِي
وَبَكَيْتُ الوِصَــالَ فَــانْثَــالَ عُمْرِي وَدِمَـائِي الدُمُوْع مِنْ أشْوَاقِي
كُلمَـــا أذْكُرُ العِــرَاقَ أرَانِي جُــــنَّ قَلبِي لِتُرْبَـــــــةِ المِشْـــرَاقِ
ثـُــمَّ قَرَّتْ نَفْسِي رَضِيْتُ مَصِيْرِي كَمُصَــــابٍ لآلِ طَه العِتَاقِ
بِــــالذِيْ نَـــالـــهُ مُحَمَّدُ جَدِي فِي بَنِيْــــهِ بِكَرْبَلا بِــــــــالعِرَاقِ
إنَّ شِعْرِي لَقِطعَـــــة مِنْ شُعُوْرِيْ مِنْ فُؤَادٍ عَلى المَوَدَّةِ بَـــاقِ
عَرُمَ الوَجْدُ فَـــــــاتَجَهْتُ اليكُمْ ذُبْتُ فِيكُمْ أحِبَّتِي وَرِفَــــــــاقِي
وَسَنَبْقَى عَلى الهَوَى مَـــا حَيِيْنَــا عَهْدُنَـــا بِـالهَوَى مَتِيْنُ الوِثَاقِ
أمَرِيكَــــا كُفّيْ بِرَبِكِ عَنـَّــــــــــا أنْتِ فِيْنَـــــــا مُثِيْرَةٌ لِلشِقَـــاقِ
إتْرُكِيْنَـــا فَلوْ تَرَكتِي بِـــلادِي أهْلهَـــا يَرْجعُون نَحْوَ الوِفَــــاقِ
أتُرَاكِ غَبِيَّــــــة حِيْنَ حزتِي مِن بِــــــــــلادِي وَاُمَّتِي كُلَّ رَاقِ
هَكَـــــذا العِلمُ والتَقَدُمُ يَسْرِي فِيكِ مِنّــــــــــــا وَوَارِدُ الأعْرَاقِ
نِفْطُنَـــــا مُشْعِلُ المَطــــامِعِ فِيْنَــــــــا وَأرَاكِ شَرَارَةَ الإحْتِرَاقِ
إنْ تَزَوّجْتِ بَعْضَ عُرْبِ البَرَارِي أمَلكْتِ دِمَـــــاءَنَـا بِالصَدَاقِ
أنتِ نَصرَانِيـَّــة الزَوَاجِ إليْهِمْ عُرْسُهُمْ مِنْكِ مَـــا لـهُ مِن طلاقِ
أنتِ كــالعَنكَبُوتِ تَقْتَـــاةُ خُبْثَــاً زَوْجَهَــا بِالوِصَالِ يَوْمَ التَلاقِي
إنْ أرَدْتِ الرُؤُوْسَ تَفْنَى بِحَقٍ لِمَ ضَيَّقْتِ شَعْبَنَـــــا بِــــالخِنَاقِ
إطمَعِي تُطعَمِي صُنُوفَ المَنَـــــايَا كُلُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِ الخَلّاقِ
لَوْ يَشَـــــأ يَطمِسُ البِلادَ دَمَــــــارَاً كُلُّ وَجْهٍ يَزُوْلُ إلاه بَــاقِ
إذكُرِي فِيتِنَـــــــامَ لمَّا فَرَرْتِ مِثلمَـــــا قَدْ كَرَرْتِ بِــالأنطِلاقِ
مُنْذُ خَمْسِيْنَ بَـــــــانَ كَيْدُكِ لمَّـــــــا فِي فِلسطينَ مِلتِ لِلسُرَّاقِ
أرضُ أهلِي زَعَمْتِ أرْضَ يَهُوْدَا فَجَلبْتِ اليَهُودَ مِن وَاقِ وَاقِ
أنَــــا لولا ليْلى وَوَجْه حَفِيدِي وَلِقَـــاكُمْ مَـا جِئْتُ أرْضَ النِفَاقِ
إبْنَتِي نِصْفِيَ الآخَرُ بِــــــالأرْضِ وَنِصْف مَلأتُـــهُ بِــاشتِيَاقِي
إيـــــــــهِ ليلى بُنَيَّتِي خَبِرِينِي أتُلاقِيْنَ بِــــالنَوَى مَـــــــا اُلاقِي
جِئْتُ يَمْمَتُ رَاحِـــــلاتِي اليكُمْ مِن مَسَــــاقٍ يَرُدُنِي لِمَسَـــاقِ
كَــــــانَ لِي رَافِدَانِ جَفـَّــا بِقَلبِي وَبِكُمْ قَدْ رُوْيتُ حَتَى الفُوَاق
جُــنَّ قَلبِي فَقَــدْ وُعِدْتُ أرَاكُمْ أيُّ وَعْدٍ كَــالشَهْدِ حُلوَ المَذَاقِ
ضَحِكَ القَلبُ يَـــوْمَ طِرْتُ إليْكُمْ حُلمٌ أرْكَبُ الهَوَا بِــــالبُرَاقِ
أهْـــــوَ حَقٌ أرَى أحِبَّــــةَ قَلبِي إذْ تَمَنَيْتُ صُحْبَتِي وَرِفَـــاقِي
لَمْ تَسَعْ فَرْحَتِي الجَزِيْرَةَ حَتّى جِئْتُ فِي مَوْجَــةٍ مِنَ الأشْوَاقِ
كَيْفَ أنْسَى كُليَّتِي وَصِحَـــابِي وَالصَبَـــايَـــا وَحُبَّنَـا بِالرِوَاقِ
إنَّ حُبَّ الحِســـــانِ أشْعَلَ قَلبِي كُنَّ دَائِي وَطِبَـــهُ بِـــالعِرَاقِ
كَـــانَ كُلٌّ مِنـَّــا يُغَنِي لِليْلى وَهْيَ لمْ تَسْتَمِــعْ ألى العُشَّــــاقِ
كُلَّ مَـــــا لاحَ لِي خَيَــالُ شَبَابِي أغْرَقَ الدَمْعُ إذْ يَهِلُ المَآقِي
مَرَّ يَـــــــــا ليْتَــهُ يَعُوْد فَــإنِّي صِرْتُ مِنْهُ كَمُدْمِنِ التِرْيَــاقِ
كَــــانَ ليْلِي أحِبَّتِي بِشَبَـــابِي كَنَهَـــارِي مَا بَيْنَ عُوْدٍ وَسَاقِي
ذَكّرَتْنِي أمَيْرِكَـــــا بِشَبَــــــابِي بِعُيُوْنٍ فَكَيْفَ لــوْ بِــالعِنَــاقِ
أزِفَ العُمْرُ وَالظَمَا صَارَ حَظّي لا يَرُدُ الشَبَابَ وَشْلُ السَوَاقِي
وَيْــــحَ هَــذا الفُــؤاد طــوْدُ غَــرَامٍ يَتَدَاعَى لِهَمْسَـةِ الطُرَّاقِ
وَيْلَ نَارِ الهَوَى تَشِبُّ بِقَلبِي ليْسَ يَطفِي اُوَارَهَــــــــا آمَاقِي
أمَلٌ أنْتُمُ فَــــــإمَـــــا ذَهَبْتُمْ لَنْ يَعُــوْدَ العِــرَاقُ لِــلإنْبِثـَــاقِ
مُذْ ذَهَبْتُمْ وَالحَـــــاكِمُوْنَ غَبَــــاءً أبْـدَلوا الطِبَّ مِهْنَةَ الحَلاقِ
أنْتُمُ عِنْدِيَ العِرَاقُ جَمِيْعَــــــاً مَعْشَرَ الطِبِّ سَـــــادَةُ الحُذَاقِ
ذِكْرَيَاتِي عَنْ أمْسِ وَلتْ وَفِكْرِي شُغْلُهُ فِي غَدٍ لِعَهْدِ الوِفَاقِ
مَرَّ مَــا كَانَ مِنْ عَوَالِمِ أمْسٍ وَلتِ الخَيْلُ وَارْتِدَافُ النِيَــاقِ
سَــــابَقَ العِلمُ عَرْشَ بَلقِيْسَ وَسُليْمَـــانَ ، تَجَــاوبَ الإبْرَاقِ
يَسَّرَ العَيْشَ هَاتِفُ البَرْقِ لمَّـا أوْصَلَ الحُبَّ وَالهَوَى بِاتِسَاقِ
وَغَدَا تَـــــــــاجِرٌ مِنَ البَيْتِ يَحْكِي لِعَمِيْلٍ يَجُوْلُ بِــالأسْوَاقِ
وَحَبِيْبٌ نَـــــاغَى حَبِيْبَـــــــــاً بِوِدٍ وَهْوَ مِنْهُ بِــــأبْعَدِ الآفَاقِ
وَحَّدَ النَاسَ وَالشُعُوْبَ بِبَعْضٍ مِنْ قُرَى فلوْرِدَا لِأرْضِ العِرَاقِ
قَطَعَ الشَوْطَ كُلُّ شَعْبٍ ضَعِيْفٍ أوَ نَرْجُوْا بِوَضْعِنَا بِالِّلِحَاقِ
فَعِرَاقِي يَسِيْرُ مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ لِلوَرَى إثْرَ طُغْمَةِ الفُسَّــــاقِ
هَجَّرُوْا أهْلنَــا أهَـــانُوْا حِمَــانَــا قَتَلوْنَــا كَمَا العَبِيْدِ الإبَــاقِ
شَرَّدُوْا العَقْلَ فَــــاسْتَحَالتْ غَبَــاءً أرْضُنَــا فِي إرَادَةِ الأفَّاقِ
وَسُقِيْنَـــا بِــأهْلِنَــا كَــأسَ ذِلٍ حُوَلـُـوْا مِنْ غِنَىً إلى الإمْلاقِ
كَيْفَ يَرْضَى لِشَعْبِـــــهِ أيُ حُرٍ يَبْلغُ الظُلمُ وَالدِمَــــا لِلتَرَاقِي
أيُ وَحْشٍ عَدَّ النَخِيْلَ رِجَــالاً حَيْثُ سِاوَى الجُذُوْعَ بِالأعْنَاقِ
قَطَعَ النَخْلَ وَالرِقَــــابَ جَمِيْعَاً مَلأ الأرْضَ بِــالنَجِيْعِ المُرَاقِ
كَــانَ أهْلِي ، وَرَحْمَــــةُ الله ظِلٌّ فَوْقَهُمْ كَـالعَرِيْشِ مِنْ ليْلاقِ
فَــــأتَتْـهُ رِيْحٌ مُبِيْرٌ لظَـــــاهَــــــا أحْرَقَتْ زَهْرَهٌ مَعَ الأوْرَاقِ
ليْتَ اُمَّ المَسِيْحِ تَشْهَدُ حُزْنِي مَــــا جَرَى لِابْنِهَا جَرَى لِلعِرَاقِ
أرْجَعُوْا إبْنَهَــــــا صَلِيْبَــــــاً وَعَـــادُوْا بِحُسَيْنٍ مُقَطّعَ الأشْدَاقِ
سِتُ آلاف بِــــالحَضَـــارَةِ سِرْنَــــا فَـــانْتَهَيْنَــــا لِهُوَةِ الإخْفَاقِ
قِيْلَ لِي كَيْــفَ خَلدْتَ قَـــوَافِيْكَ قُلتُ بِمَدْحِي مُشُرِفَ الآفَــاقِ
هُوَ فَرْحَـــانُ مَا عَرفْتُ بِعُمْرِي فَــاضِلاً مِثلهُ عَلى الإطلاقِ
سَمِحُ الوَجْـــهِ للضُيُوْفِ وَبِــــالحِلمِ لِلخَصْمِ يَوْمَ التَـــــــلاقِي
هُوَ مِنّي مُعَلمُ الرُوْحِ رُوْحِــــي ليْسَ شِعْرِي مَقُوْلَـــةَ المَلاقِ
رَبِي يَنْجُــوْ وَوَالِدَيْهِ لِخُلدٍ يَوْمَ تَلتَفُ كُلُ سَــــــاقٍ بِسَـــــــاقِ
فَـــارِسُ الطِبِّ أنْتَ فَرْحَانُ تَسْبِقُ النُطسَ لوْ جَرَوْا بِـالسِبَاقِ
أنْتَ يَسَّرْتَنَـــا لِخَيْرِ سَبِيْلٍ مَـــــا وَجَدْنَــــا بِالعِلمِ مِنْ إرْهَاقِ
أنْتَ عَلمْتَنَـــــا الطَبِيْبَ حَكِيْمَــــاً يَرْتَقِيْ بِـــالعُلوْمِ وَالأذْوَاقِ
أنْتَ عَلمْتَنَـــا بِطِبِّكَ خُلقَــــاً أنْ نُدَاوِي المَرِيْضَ بِـــالأخْلاقِ
كَـــانَ سِحْرَاً وَمَــا يَزَالُ لِقَانَا ، رَبُ يَبْقَى بِدُوْنِ طَعْمِ الفِرَاقِ
مَا الِفْنَـــاكَ أنْ تُجَـــافِي حَبِيْبَـــاً وَبِجَنْبَيْكَ خَــــافِقُ العُشَّـــاقِ
لكَ وِدِّيْ يَفُـــوْقُ كُلَّ قَرِيْضٍ بِشعُــــوْرِ الفَؤَادِ لا بِـــــــالنِفَاقِ
أنْتَ أبْدَلتَنِي بِسِتِيْنَ عُمْرِي خَيْرَ مِمَّــــا مَضَى وَمَـــا هُوَ بَاقِ
أنْتَ أكْرَمْتَنِي فَصِغْتُ شُعُورِي فِيْكَ شِعْرَاً بِسَــــائِلِ الأحْدَاقِ
الدكتور صباح احمد جمال الدين
المؤتمر الاول للاطباء العراقيين بالولايات المتحدة الامريكية
وبمناسبة مرور خمسين عاما على تخرج الاستاذ الدكتور فرحان باقر
من كلية الطب ببغداد – أنهايم – لوس انجلس
السبت – الرابع من تموز - 1998
636 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع