علاء کامل شبيب
بعد أن أدت التنظيمات الارهابية المتطرفة الدور المطلوب منها على الساحة السورية، وبعد أن نجحت هذه التنظيمات المشبوهة و المحرکة من قبل أجهزة المخابرات و المافيات الدولية في خلط الاوراق في سوريا و جعل الامور فيها الکثير من اللبس و الغموض، يبدو أن الدور قد جاء على العراق حيث يتم من جديد دفع هذه الصناعة الارهابية الدموية المستخدمة للدين بإتجاه العراق لکي يزيدوا في الطين بلة و يضيفوا المزيد من المشاکل و الازمات على العراق و شعبه.
في سوريا و بعد أن کان الشعب المنتفض و تنظيماته الثورية هي سيدة الساحة و الموقف، وجدنا کيف أن تنظيمات إرهابية تابعة لمنظمة القاعدة قفزت فجأة و صارت في صدارة الاحداث و صار لها دورا أکبر من حجمها بکثير، وقد کان الهدف من وراء ذلك واضحا وهو وقف زحف و تقدم الانتفاضة التي أربکت النظام السوري و جعلته في موقف صعب جدا، ولذلك فإنه و بتعاون و تنسيق بين النظامين السوري و الايراني تم زج تلك التنظيمات الارهابية في الاحداث وللأسف البالغ فقد إنطلت اللعبة على العالم وخصوصا الغرب الذي لايفهم لحد الان حقيقة الدور الخبيث جدا للنظام الايراني في المنطقة و أهدافه المشبوهة بعيدة المدى.
اليوم وبعد أن أحرج المعتصمون في الانبار خاصة و المحافظات الاخرى عامة نوري المالکي و احرجوه وقبله أيضا أحرجوا النظام الايراني بمطالبهم المشروعة و الانسانية، يبدو أن المالکي و بعد زيارته الاخيرة لطهران قد بحث معه مسؤولوا النظام الايراني هذه المسألة و مسائل أخرى تهمهم و إتفقوا على تنفيذ سيناريوهات محددة من أجل تهيأة الارضية لأمرين مترابطين ببعضهما البعض وهما:
ـ تقوية نفوذ النظام الايراني في العراق بحيث يصبح القوة المطلقة في العراق و يمتك بيديه کافة الاوراق و الخيارات.
ـ إعادة ترشيح المالکي لولاية ثالثة لمنصب رئيس الوزراء الذي يبدو أنه مستعد لحرق العراق کله من أجله!
بعض المصادر المطلعة بشأن الاوضاع في العراق، أکدوا بأن إصرار النظام الايراني على مراهنته على نوري المالکي لولاية ثالثة رغم تيقنه من أنه قد بات مکروها حتى من جانب الشارع الشيعي نفسه، يأتي بسبب عاملين مهمين بالنسبة لهما وهما:
اولاـ انه يحمل نفسا طائفيا و قد تلطخت أياديه بدماء السنة العراقيين طوال الاعوام الماضية وليس هناك من أي سياسي شيعي آخر بإمکانه أن يجرؤ على تنفيذ مخططات مشبوهة و دموية تجاه السنة العراقيين کما هو الحال مع المالکي.
ثانياـ إستعداداته غير المحدودة للمضي قدما في محاربة المعارضين الايرانيين الذين يقيمون في مخيم ليبرتي، ويکفي أن نشير الى أنه قد شن خلال سنوات حکمه خمسة هجمات دامية ضد معسکر أشرف کما شارك و ساهم في شن أربعة هجمات صاروخية على مخيم ليبرتي قتل من جرائها أکثر من 100 من السکان فيما أصيب قرابة 500 آخرون بجراح، ولابد أن نشير هنا الى أن المالکي مطلوب من قبل المحاکم الاسبانية الى جانب مسؤولين عراقيين اخرين بسبب دوره في مجزرة 2011، وليس هناك من سياسي عراقي آخر بمقدوره أن يؤدي هذا الدور الدموي و بهذه الصورة الملفتة للنظر.
الاوضاع الصعبة في العراق و بروز داعش المفاجئ على ساحة الاحداث، يؤکد مرة أخرى أن هذا التنظيم الارهابي هو سلاح تحت الطلب بالنسبة للنظام الايراني يستخدمه في أي زمان و مکان يحددهما، وان مايزعمه المالکي بشأن إندساس الارهابيين في صفوف المعتصمين في الانبار انما هو من أجل ذر الرماد في الاعين وهو کذب فاضح في عز النهار وان الحل الوهمي الذي يطرحه"کذبا و زيفا" بالقضاء على إرهابيين مزعومين هو حل تمويهي و مخادع وان ماطرحه ستراون ستيفنسن رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي بشأن المالکي هو في الحقيقة عين الحق و الصواب خصوصا عندما يقول:( الحل الوحيد هو إزالة المالكي من منصبه ويحل محله حكومة غير طائفية من جميع مكونات المجتمع، حكومة تحترم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة وسيادة القانون وتوقف التدخل المتزايد من طهران. وعبر حتى كبار الشيعة الذين التقيت بهم في العراق عن قلقهم إزاء نظام المالكي الخبيث.
بالنسبة للأميركيين فان الاختباء وراء الأكاذيب والافتراءات التي يطلقها المالكي بأن تنظيم القاعدة هو استولى على الرمادي والفلوجة ومدن سنية أخرى سوف يمهد الطريق لإبادة سكان العراق السنة.)
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع