الأم ... المومس

                                                

                                د.وليد الراوي

قد يرى القارى الكريم ولأول وهلة انها عنوان قصة من قصص الادب العالمي على غرار قصة " الأم " للاديب العالمي المبدع "مكسيم غوركي" لكن في الحقيقة انها ليست كذلك بل انها جملة وصفية صادره عن شخص عاش في ايران لمدة ثلاثون عاما في وصفه لطبيعة العلاقة بين ايران  والقوى السياسية العراقية التي كانت في ايران بمختلف انتمائاتهم.

قادتني الصدفة ام قادته لنلتقي في احد فنادق بغداد البسيطة عام  2004 حيث تعارفنا وذكر انه من مناطق جنوب العراق وعلى وجه التحديد من البصرة ثغر العراق الباسم وانه هاجر الى ايران نهاية الثمانينات من القرن الماضي وذلك لمعارضته نظام الرئيس صدام حسين حيث لجأ الى ايران عبر اهوار محافظة ميسان.
عمل سنينا طويلة منطلقا من الاراضي الايرانية عبر اهوار ميسان  ضد الجيش العراقي , تدرج في مواقعه حتى أصبح في المناصب المتقدمه في حزبه ونال بعض المناصب المهمة في الدولة العراقية بعد الاحتلال.
بالرغم من التعارض الفكري فيما بيننا لكنني وجدت فيه انسانا عراقيا محبا لبلده شائت ظروف سياسية واخرى عقائدية  على اللجوء الى ايران ونشاطه في العمل السياسي والعسكري المعارض .
في ايران نال قسطا من الرعاية المقدمه لهم من حيث الماوى والتدريب وتشكيل المجموعات والانطلاق لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش العراقي ابان الحرب العراقية الايرانية, ثم تزوج من سيدة ايرانية وكون اسرة ثانية.
تحاورنا كثيرا, غايتي ان افهمه وغايته متشابهة, كنت دائما اركز على الدور الايراني المستقبلي في العراق لشعوري المبكر بان العراق سائرالى التبعية للسياسة الايرانية عبر ادوات سياسية ومصالح معلومة تتجسد في القوى السياسية العراقية التي نشات و ترعرعت في ايران.
في احد الحوارات السابقة , قلت له ماهي طبيعة العلاقة مع ايران بعدما اصبحتم القوى السياسية العراقية الحاكمة , فاجاب بذكر مثل حين قال " كلنا داخلين في البوري" ويقصد بذلك ان جميع القوى السياسية العراقية التي كانت متواجدة في ايران في ثمانينيات القرن الماضي ومابعده الى ان تم احتلال العراق عام 2003 هي داخل العباءة الايرانية.
اعدت السؤال عن طبيعة العلاقة مع ايران بصيغة مختلفة حين قلت, ماذا تمثل ايران لديكم؟.
فاجاب: انها أم لنا ...لكنها أم مومس.
جواب أدهشني ويدهش كل قارئ كريم, فالجواب يحمل في طياته محورين متناقضين يعطي دلالة الرضا وعدم القبول ويعطي دلالة الطهر والعهر ودلالة الشرف والرذيلة ودلالة الحلال والحرام ودلالة العفاف والزنا ودلالة التضحية والايثار ونقيضها ودلالة الجنة تحت اقدام الامهات وللموس قعر جهنم دلالة الشراء والبيع وكل دلالة حسنة ونقيضها.
طلبت منه توضيح ذلك بالادلة ,فاجاب انك تستطيع ان تعرف معاني قولي هذا وباطارها الواسع, فقد رعتنا ايران كرعاية الام لولدها ولكنها في نفس الوقت كانت تمارس البغاء والدعارة والسمسرة واول من مارست بحقهم هذا السلوك هو نحن .
اخي القارئ الكريم. اذا هذا هو حال من كان ولازال حليفها الاستراتيجي في العراق فماهو موقفها من القوى المعارضة لنفوذها ومشروعها في العراق او المنطقة, بل ما هو موقف القوى المعارضة لهذه المومس التي تتمنى ان تعم الدعارة لتشمل كل المنطقة .
الدكتور
وليد الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

783 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع