علاء کامل شبيب
ماتفوه به مرشد النظام الايراني علي خامنئي أمام حشد من أهالي مدينة قم الايرانية مؤخرا، بقوله:"فاوضنا الشيطان بهدف الخلاص من شره"، يعني بطبيعة الحال إعترافا واضحا بأن روحاني موکل و مخول و موجه من قبله لمفاوضة الولايات المتحدة التي توصف في أدبيات النظام و وسائل إعلامه بالشيطان الاکبر، مما يعطي لمسألة التفاوض بعدا و عمقا أهم و أخطر من المطروح لحد الان بشأنه.
إعتراف خامنئي بالمفاوضات مع الامريکان خصوصا و الغرب عموما، يعني منحها الشرعية الکاملة و تفنيد و دحض وجود معارضين أشداء لها في داخل مؤسسات النظام و أجنحته المختلفة، ويثبت حقيقة ماأکدته المقاومة الايرانية مع بدأ الجولة الاولى للمفاوضات من أن النظام قد إضطر للقبول بالمفاوضات لأنه لم يعد أمامه من خيار آخر بعد أن إتسعت دائرة المشاکل و الازمات و حاصرته من کل جانب و بعد أن ضاق الشعب ذرعا بالاوضاع الوخيمة و بلغ حدا صار فيه قاب قوسين او أدنى من الانفجار ولهذا لم يعد أمام خامنئي الذي إنکسرت هيبته منذ إنتفاضة عام 2009، عندما رفع المنتفضون شعار(الموت لخامنئي) و مزقوا و احرقوا صوره.
الملفت للنظر، أن خامنئي يحاول في مکان آخر من خطابه هذا أن ينفي کون الحظر الذي فرضه الغرب على نظامه قد أرغمه على خوض المفاوضات بشأن برنامجه النووي، وهذا الکلام يناقض إعترافه السابق مثلما يتعارض مع الحقائق الملموسة على أرض الواقع، حيث ان المشاکل الاقتصادية و المعاشية بسبب الحظر و العقوبات الدولية من جانب و بسبب تبذير أموال الشعب الايراني في مشاريع مشبوهة او صرفها على نشاطات لايمکن أن يستفاد الشعب الايراني منها بشئ کما هو الحالة في صرف الاموال الطائلة على حزب الله و النظام السوري، والمثير للسخرية أن خامنئي يحاول أيضا ومن أجل إقناع أتباعهم المخدوعين لثلاثة عقود بشعار کاذب و ثبت زيفه، الايحاء بأن للتفاوض مع الغرب(برکات!!)، و واحدة من هذه البرکات بحسب کلام خامنئي أن عداء أمريکا لإيران و الشعب الايراني و للإسلام قد إنکشف للجميع!! اننا نتسائل، لو تعلمون بأن أمريکا عدوة لإيران و للشعب الايراني و للإسلام، فلماذا تفاوضونها و تخضعون لمطالبها؟ والاهم و الاخطر من کل ذلك، کيف تقومون بجعل التفاوض مع الشيطان(الرجيم)مباحا وانتم تدعون نفسکم وليا لأمر المسلمين؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
508 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع