أحمد فخري
رد على المقالة المنشور بصحيفة العرب بعنوان: يهود العراق..عراقيون متمسكون بالجذور رغم الهجرة القسرية
قرأت هذا المقال الرائع عن اخواننا اليهود العراقيين. نعم اقولها بكل فخر واعتزاز اخواني اليهود. فهم يتقاسمون بلدي العراق رضيت ام ابيت وبالرغم من كل ما تعرضت له هذه المجموعة من ظلم واقصاء وتهجير فهي كانت ولا تزال وستضل عراقية رغم انف الجميع.
طوال السنين الماضية اي منذ السبعينات وحتى يومنا هذا صارت عندي علاقات صداقة حميمة مع يهود عراقيين ممن سكنوا بريطانيا والبعض منهم لا زال هناك حتى يومنا هذا. اصدقاء من بيت لاوي وبيت شماش وبيت سوفير وبيت كباي وبيت شوحيط. فانا لا يمكن ان انسى الحفلات التي كانت تحييها فرقة الاذاعة الاسرائيلية بلندن بقيادة المطرب الرائع دلال سالم وفرقته الموسقية الغنائية مثل الاستاذ سامي والاستاذ داوود والمطربة المغربية ليلى. اذ انها كانت تلك الليالي من ايام العمر التي لا تنسى ابداً. كانوا حقاً اصدقاء اتشرف بهم. ولي علاقة حميمة مع البعض منهم حتى هذه اللحظة.
لا احد يستطيع ان ينكر اعلام يهودية كبيرة ومنيرة من امثال حسقيل ساسون والدكتور كرجي ربيع والدكتور ناجي روبين كوهين والدكتور جاك عبود الذي اسس مستشفى الشماعية والاستاذ مناحيم صالح دانيال مؤسس المدرسة التي حملت اسمه مع الكثير الكثير من اليهود الذين حفروا اسمائهم على منصات الشرف في تاريخ العراق القديم والحديث.
اما بخصوص أدون شكر الذي تحدث عن المدونات اليهودية التي نقلها الجيش الامريكي عام 2004وكانت عبارته القائلة: عندما ذهبت لأتجول داخل المتحف الأميركي لأشاهد محتويات الأرشيف المعروضة هناك، وإذا بي أفاجأ بشهادتي المدرسية بين المعروضات. فلم أكن لأتخيل ذلك بعد مرور أكثر من 40 عاما على هروبي مع أسرتي من العراق من دون أن نأخذ معنا مستندا واحدا، خشية التعرف على هويتنا من قبل الأجهزة الرسمية، ونجحنا بالهروب، بعد ثلاثة أيام من السفر عبر الجبال في شمال العراق.
انا اقول لأدون شكر، انا اايدك اخي ادون فان الوطن غالي على كل البشر ليس عليك فحسب ولا على اليهود العراقيين فحسب بل على كل انسان يُهجّر من وطنه. فمثلما شاهدت انت هويتك في متحف بامريكي فان الآف الفلسطينيين لا زالوا يحتفظون بمفاتيح ديارهم التي نهبها منهم اليهود العنصريون من الهاجانا ولا زالوا يعانون الامرين من هذه العنصرية المقيتة من قتل وتهجير واقصاء وتعسف (طبعا انت لست المقصود هنا يا ادون). ان مطالبتك مع باقي اليهود العراقيين للرجوع الى العراق لهو حق مشروع يجب ان يكفله القانون الدولي والعرف والاخلاق حول العالم مثلما يطالب الفلسطينيين بحق عودتهم لوطنهم تماماً. ولما لا؟ فان اليهود الاشكناز سوف لن يجدوا اي عائق يمنعهم من العودة الى اوطانهم الاصلية باوروبا وامريكا وروسيا...الخ
ويهود المغرب لا زالوا معززين مكرمين يحميهم القانون المغربي ويعاملهم بالتساوي مع باقي افراد الشعب المغربي. ويهود تونس في جربة وحومة السوق (التي زرتها بنفسي) والكنيس (دار العبادة اليهودي) يقف شامخاً باهم شارع بداخل تونس العاصمة شارع الجمهورية وعلى بابه حرس يحميه من اي اعتداء عنصري. والجزارين اليهود المنتشرين بكل صوب لهو اكبر دليل على تعايش الناس مع اخوانهم اليهود.و كذلك الحال مع يهود اليمن.
اما عن تهجير اليهود فيما يسمى بالفرهود في العراق عام 1941 حيث نهبت ممتلكاتهم وتعرضوا لاقسى انواع الضرب والتعذيب فتلك الفاجعة كان لها سببان اساسيان: السبب الاول كان لجهل البعض القليل من العراقيين من غير اليهود ممن انطلت عليهم الدعاية الرخيصة واججت مشاعرهم نحو العنف الغير مبرر. والسبب الثاني وهو الاهم والاكبر فقد قامت بتلك الدعاية منظمات يهودية تعمل بالخفاء بداخل العراق كي تشجعهم على الهجرة نحو اسرائيل كي يكتمل الحلم الصهيوني. انصحك بان ترجع الى كتاب (كل جاسوس امير) والذي الفه اثنان من اليهود وكما يقول المثل وشهد شاهد من اهلها.
Every Spy A Prince
By: DAN RAVIV and YOSSI MELMEN
1991published in
ان اليهود العراقيين بقوا في العراق حتى بعد الفرهود ولكن باعداد قليلة جداً وذلك يعزى الى تداعيات الوضع على الساحة السياسة والحروب التي مر بها العالم العربي مع الدولة الصهيونية. وازداد حقد العراقيين بداحل العراق في فترة الستينات من القرن الماضي بسبب مجموعة التجسس المسماة بمجموعة عزرا ناجي زلخة والتي ظهرت محاكماتهم علنياً في التلفاز العراقي آن ذاك. واليك مقطع من كتاب (من ملفات الجاسوسية) للكاتب فريد الفالوجي
منذ قيام الدولة اليهودية، حرص حكام إسرائيل على كسب تعاطف يهود العراق، وبناء جسور من الود والتواصل بينهم لتحقيق هدفين أساسيين:أولهما: لتشجيعهم على الهجرة الى إسرائيل، لسد الفراغ الناشئ عن فرار السكان العرب بسبب المذابح الوحشية، وخلو قرى عربية بكاملها من سكانها. ثانيهما: التجسس على العراق، جيشاً، وسياسة، واقتصاداً.
وبما يخص مطالبة يهود العراق بارجاع حقوقهم الشرعية من ملفات وشهادات ونصوص فانا شخصيا اعتقد ان لليهود كل الحق بالمطالبة بتلك الممتلكات ومنع تلك الامور من قبل العراق كي تعود الى اصحابها الشرعيين لهي جريمة كبيرة لا تغتفر مثلما هي جريمة ترتكبها اسرائيل في منع المساعدات الانسانية للوصول الى غزة المنكوبة وليس المنع فحسب بل قامت بقتل الكثير منهم في سفن المساعدات المسماة بـ (قافلة الحرية).
وبالختام اطالب اليهود الاشراف مثل الاخ أدون شكر ان يشكلوا منظمات بداخل اسرائيل تطالب برجوع حقوق الفلسطينيين كاملة وتظمن لهم حق العودة وتعيد لهم منازلهم المسروقة (نحن لا نتحدث عن شهادة مدرسية) وتعيد بناء منازلهم التي هدمتها الجرافات والارواح التي زهقتها اسرائيل من الفلسطينيين العرب لا لشيء فقط لتمسكهم بوطنهم.
راجع كتاب الكاتب اليهودي نورمان فنكلستين Beyond Chutzpah حيث يدون بالادلة والنصوص الرسمية اكثر من 2000 حالة استحواذ غير شرعية على منازل الفلسطينيين وتهديم اكثر من 2500 منزل فوق رؤوس اصحابها من الفلسطينيين.
وانا اقول لامثال أدون شكر من اليهود الشرفاء ان ااشعب الذي تعرض لاقسى انواع التعذيب والتهجير والحرق في فترة الحرب العالمية الثانية على يد المانيا النازية عليه ان يكون اول الشعوب التي تكفل حقوق الشعب الفلسطيني وتدافع عنه لا لتنهبه وتقتله وتهجره.
وانا اقول للاخوان اليهود الاحباء بداخل اسرائيل، عندما تُرجعون لكل ذي حق حقه فانا ساكون اول من يطالب بارجاع شهاداتكم المدرسية. وكما نقول بالعراق (حت البركة، تاخذوها من ... هالشارب)
مع كامل حبي وتقديري
786 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع