عبد القادر ابو عيسى
شعار المقال / ومن لم يعاود صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
منذ سقوط الدولة العثمانية وأحتلاال الوطن العربي من قبل جوقة المستعمرين والى يومنا هذا لم يتغير شيئ من هذا الصراع المرير الذي ابتليت به أمة العرب . مصالح المستعمرين واطماعهم . لم يتغير الهدف الاول والاخير , نهب موارد هذه البلاد التي حباها الله بخيرات عديدة من اهمها النفط يضاف اليها الموقع الجغرافي المتميز والممرات المائية وكونها سوق مثالية لتصريف السلع والبضائع لهذه الدول الاستعمارية . مثل اميركا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل وايطاليا واسبانيا واخيراً ايران . نتيجة للصراع المستمر بين المستعمرين وشعوب هذه المنطقة يضطر المستعمر من تغيير اساليب الصراع . ومن هذه الاساليب اثارة الفتن والصراعات الاقليمية مثل الخلافات الحدودية والمياه . وتنصيب حكّام موالين له . عمل الاستعماريون على خلق كيان سرطاني غريب في جسم الوطن العربي ( اسرائيل ) أستنزف الكثير من الجهد والمال . وساهم بشكل كبير في تأخير واعاقة نمو وتطور شعوب هذه المنطقة , في المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية . المال المبذول في هذه الدول على الآلة العسكرية يشكل اكثر من نصف ميزانيتها المالية ودخلها القومي . والمعروف بأن ( الجيش افواه آكلة غير منتجة ) وان موضوع التسليح يتجدد بسرعة لمواكبة التطور الذي يطرأ عليه ضمن معادلة التوازن الاستراتيجي مع العدو . ناهيك عن حالة القلق والخوف والتردد في بناء ما تحتاجهُ هذه الدول في مجالات الصناعة وبناء السدود والمواصلات . عموماً هذه حقائق معروفة للجميع . اثناء حالة الصراع هذه والتي كانت تقودها التيارات القومية العلمانية وتحت شعارات دينية ( تحرير بيت المقدس ) و وطنية . نتيجة عوامل مختلفة ومتعددة منها التطور البشري الكمّي والنوعي والتطور في المجالات العسكرية التي قلبت معادلات التوازن الاستراتيجي وتنامي القدرات المالية . وظهور أنظمة مستقلة جادة في البناء والتطور لها تاثير دولي محسوب . ونتيجة لحالة الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي في حينها والمسماة ( الحرب الباردة ) كل هذه العوامل وعوامل أضافية أخرى . تبشّر بحتمية انتصار شعوب الامة العربية في صراعها مع الاستعمار والصهيونية . وما نقوله بهذا الشان ليس بالشيئ الجديد أو ضرب من ضروب التمني , فحركة التاريخ وارهاصات المجتمع العربي والعالمي هي التي تنبئنا بهذه النتيجة . وهذا ما يعرفه ويدركه أبرز مفكري الاستعمار والحركة الصهيونية . وقد صرّحوا به علناً بعد حرب 1967 وسنأتي على تفصيل ذلك في مقال خاص بهذا الشأن . يضاف الى هذه الحتمية حقيقة مصير الانظمة العربية المهادنة للأستعمار والصهيونية . فهي تدرك تماماً انها جالسة فوق فوهة بركان مزلزل يتنامى في نشاطه . ويضاف ايظاً الى هذا الحال القلق والغير راكد , مصير ( الفكر الشيعي الاثني عشري المتطرف وتناقضه مع جوهر الاسلام وفكره الصادق الصحيح ) مع كل ما ذكرناهم والذين يلتقون مجتمعين ضد مصالح الامة العربية والاسلامية . لا يستطيعون تجاوز ذاتهم والقبول بمراحل جديدة . ستفرضها حتمية التطور العام للبشرية . لأن القبول بمراحل جديدة تعني ( الانتحار الذاتي لفلسفة وافكار هؤلاء ) هذا الحال من السهل قراءته من بداية نشوء الاحتلال الاستعماري الغربي الصهيوني بعد سقوط الدولة العثمانية والحروب التي اسسها الاستعمار مثل حرب 48 واحتلال قناة السويس ومعارك الفرنسين في الجزائر وتونس وايطاليا في ليبيا واحتلالات لبنان وحرب 67 و73 وغيرها . الى آخر المستجدات تأسيسهم للحرب الايرانية العراقية وحرب الخليج ومن ثم احتلال العراق من قبل اميركا وبريطانيا ومعهم كل دول العالم الاستعماري أو الذي قدم فروض الطاعة والولاء لأميركا والصهيونية ومنهم المتخاذلين من حكام العرب . وملالي ايران ( صنيعة اميركا والصهيونية ) لم يتطرق قادة الاحزاب الشيعية الحاكمة للعراق والموالية لأيران قلباً وقالباً الى اجرام اسرائيل بحق المسلمين و العرب والعراق لا من بعيد ولا من قريب . لكنهم يتفننون في قتال المسلمين السنة واذيتهم , وكأن حركة الصراع الحقيقي ليس مع الاستعمار والصهيونية بل مع هؤلاء . وهذا واضح في كل من العراق وسوريا ولبان واليمن والبحرين والهند والباكستان . آخر الانجازات الاميركية الصهيونية الايرانية وخدمهم من الرجعين العرب , هو خلق عدو ( زئبقي ) يسمى الارهاب يرعبون به شعوب العالم ويستخدمونه أنا يشائون وكيف ما يشائون . فقاموا ويقومون بتأسيس جماعات ارهابية متشددة واحزاب ومجاميع متعددة , تحت اسلوب ( العمل الواجهي ) والغاية منه أهداف عديدة كثيرة منها الاسائة للمقاومة وتشويه صورتها واهدافها وتشويه الدين وخلط الاوراق وتداخل الخنادق وأعطاء المشروعية لقتل المدنين من السكان , وغالباً ما تكون دوافع المجاميع البشرية المنتمية الى هذه الصنوف مادية واحياناً عقائدية متشددة وهي لاتعرف أرتباطات قياداتها الحقيقية . وخير مثال على ذلك مايجري في العراق وسوريا واليمن وغيرها . الحكومة العراقية والسورية والايرانية والاميركان والصهاينة , كلهم متفقين على ذلك لمحاربة شعوب المنطقة المتطلعة للأستقلال والمدافعة عن حقوقها وقضاياها المشروعة . ويحاربون كل من يتقاطع مع مصالحهم الاستعمارية والاجرامية في المنطقة تحت ذريعة الارهاب والارهابين عاملين بشعار ( أذا اردت ان تطفئ ناراً فأشعل امامها ناراً أخرى ) وهذا الاسلوب هو واحد من الاساليب التي يعتمدها الاستعمار لتعويق الشعوب وتدميرها وبالتالي تسهل سيطرتهُ عليها ونهب خيراتها . وغالباً ما تحاول هذه الدول ابعاد الشك حول اجماعها على محاربة الاسلام والمسلمين والعرب وغيرهم من شعوب المنطقة . وادانة هذه الدول وتشخيص عدائها هذا يكمن في المبدئ القائل ( عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي ) نظام الملالي في ايران لم يختلف عن نظام الشاه العلماني من حيث الاهداف لكنهُ أختلف في الاساليب . على القوى الوطنية والعربية والاسلامية تحديد أولوياتها والعمل من اجل الدفاع عنها بجدية أكبر , وفضح وتعرية هؤلاء الاعداء ومحاربتهم على كافة الاصعدة وفي كل المجالات وعدم السماح لهم بخلط الاوراق وتداخل الخنادق التي يعملون بها , فتارة بأسم الديمقراطية وتارة بأسم الحرية وبأسم الدين . يجب التركيز على قدسية مصالح الامة العربية والمصلحة الاسلامية والوطنية تفادياً لتخريبها وتدميرها من قبل هؤلاء الاعداء . لأن سلامة الدين الاسلامي والأمة العربية شيئ مترابط جدلياً فتخريب أحدهما يعني تخريب الآخر والحماية الوطنية الذاتية لشعوب المنطقة يعني بالنتيجة حماية عامة تصب في مصلحة الامة والعكس صحيح ايظاً . على حكام العرب والمسلمين في هذه المرحلة العصيبة ان يعملوا بجد من اجل صيانة مصالح الامة والتحرر من ارتباطاتهم المشبوهه والعمل على فضح نويا الاميركان والصهيونية ونظام الملالي الايراني ومن يواليهم . العدوانية الاجرامية وألا فالقادم اسوء . والشعوب هي من سيقرر ويحسم المصير .
عبد القادر ابو عيسى : في 20 / 1 / 2014
782 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع