علاء کامل شبيب
منذ إستلام نوري المالکي لمنصب رئاسة الوزراء، يشهد العراق جملة تطورات و مستجدات غريبة من نوعها، والذي يلفت النظر فيها جميعا ان الطابع السلبي يطغي عليها جميعا، ذلك أن المالکي و طوال فترتين من ولايته لم يقدم للعراق سوى المشاکل و الازمات و اوصل الاوضاع في العراق الى مفترق خطير جدا.
لسنا نزعم و ندعي بأن المالکي يعاني من العقدة الطائفية، وانما هو اساسا خليط من عدة عقد و من عدة أصناف، فهو کما يبدو قد أفتتن بالحکم و أغرم به الى حد بعيد جدا، وهو لايحبذ أبدا أن يجد الاخرين في مستواه و انما يراهم دونه و يريدهم طوع أمره و بحسب مشيئته و رغباته، وهذا الامر قد سبب الکثير من الازعاج و الضيق لمختلف الاطراف السياسية العراقية(والشيعية من بينها أيضا)، وان نزعته الاستبدادية قد بدأت تتبلور بکل وضوح بعد عودته(اللاقانونية)للولاية الثانية التي لم تکن له إطلاقا، لکن مشيئة إيرانية و ضوء أخضر أمريکي، قد حققا له ذلك.
حروب و مواجهات المالکي مستمرة و متتالية و لاتوقف فيها، فهو من جهة لديه مشاکل مع السنة و مع الاکراد و مع اطراف شيعية و سياسية عراقية أخرى، کما ان لديه حزازات إقليمية وله أيضا حالة خصومة و عداء خاص من نوعه مع سکان مخيم ليبرتي، مثلما له حالة تقاطع مع الشعب السوري و قواه الوطنية، خصوصا بعد أن ثبت لهذا الشعب الدور المشبوه للمالکي في التنسيق و التعاون مع النظام الايراني من أجل إرسال القوات و الاسلحة و المعدات الى النظام السوري، وان هذه الحروب قد دخلت منعطفا حساسا بعد أن قام بإشعال نار مواجهة حامية الوطيس في الانبار و التي دخلت داعش فجأة و بقدرة قادر کطرف رئيسي فيها، وإصطبغت المواجهة هناك بطابع الحرب على الارهاب رغم انها تعرف لدى الشارع العراقي بتعريف آخر هو الحرب على السنة المعارضين لنفوذ النظام الايراني.
إنتشار الفساد و المحسوبية و الانفلات الامني و التدهور الاقتصادي و إزدياد المشاکل و الازمات، کلها أمور و ملفات تخيم بظلالها الداکنة على حکومة المالکي و تؤرق مضجعها، وان المالکي و عقب زيارته الفاشلة لواشنطن و التي کانت المجزرة الدموية التي إرتکبها بحق سکان معسکر أشرف في الاول من أيلول/سبتمبر الماضي، سببا و عاملا مهما في إخفاقها، خصوصا وان المالکي کان يجد نفسه و عند لقائه بأي مسؤول أمريکي ملف أشرف مطروحا أمامه مع طلب الافراج الفوري عن الرهائن السبعة الذين تم إختطافهم من معسکر أشرف و کذلك تفسيرا عن المجزرة الدموية و الاسباب التي أدت إليها، وان الهجوم الصاروخي الاخير الذي جرى في 26/12/2013، على مخيم ليبرتي و الذي لم يتم لتحقيق فيه مثلما لم يتم التحقيق في مجزرة معسکر أشرف، يضافان الى الهجوم الذي شنه على منزل النائب المعارض أحمد العلواني و إعتقاله عنوة مما سبب إندلاع الاحداث المؤسفة في الانبار، لکن الذي يجب أن ننبه له و نؤکد عليه، أن ماقد إرتکبه المالکي من تجاوزات و خروقات و تطاول على الاخرين(عراقيين کانوا أم معارضة إيرانية من سکان أشرف و ليبرتي)، هي قضايا مؤجلة تنتظر الوقت المناسب لطرحها کدعاوي ضد المالکي و أفرادا من حکومته و کتلته!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
625 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع