ما يحدث اليوم في العراق يشد الانتباه الى المقارنه غير المتكافئه بين عملاق السياسه العراقيه المرحوم الفريق الركن نوري باشا السعيد الذي ترأس اربعة عشر وزارة وحكم على مدى سبعة وثلاثون سنه وبين نوري كامل المالكي ومن جميع الوجوه وعندما تتعرف على الفرق فأنك سوف تصاب بالاحباط حتما ..
فنوري السعيد رأى مستقبل العراق مشرقا من خلال نظرته العلميه استشراقه المستقبلي لما يحتاج العراق ، وحبه للعراق واهل العراق أما المالكي فأدخل بلاده في ظلام من خلال نظرته السوداويه وغبائه السياسي وانبطاحه تحت الاجندات الخارجيه والتي يرى ان كل ما في العراق قاتما. كان جل هم السعيد هو الحفاظ على أمن المواطن العراقي ووحدة بلاده التي كان حالها أفضل بكثير من العراق اليوم.
أن الشعب العراقي الذي يملك مقدارا كبيرا من الوطنية ويملك مقومات تغيير الواقع إلى الأفضل، والشعب العراقي هو صاحب القرارالحقيقي، وأعتقد أنه من كثرة ما تعرض له من محن وآلام، فليس أمامه بعد انقطاع الأمل في سماع صوته الى ان يلجأ الى القوه لغرض الحصول على حقوقه المشروعه و الى الوقوف ضد كل من يلاحقه يوميا حتى يشعر العالم بمعاناته على يد حكامه. وأحسب أن الشعب العراقي على بينة بما يحيق به من شرور، وأن بعض سياسييه لا يحبون التغيير من أجل مصالحهم. ولكن المؤكد أن في العراق الآن الكثير من الذي يحملون روح نوري السعيد الوطنيه التي يرى بلاده مشرقة ومستقبلها مزدهرا.. رجال مخلصون ووطنيون لا يهمهم أي شيء سوى مصلحة العراق والشعب العراقي.
والعراق أيضا مليء بنوري المالكي ونظرته المتشائمه التي لا ترى سوى اللون الأسود، وهؤلاء لن يقدموا لبلدهم سوى المحن والظلم والتخلف والارتماء في حضن الأجنبي وتأجيج الطائفية والمذهبية ونبذ الديمقراطية وإشعال الفتن وإقحام العراق في المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإقليمية بهدف الحفاظ على الكرسي فقط وليس غيره.
وللأسف.. لا يعترف هؤلاء بأخطائهم رغم أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ومن صفة الرجال العقلاء، وهؤلاء يستغلون الديمقراطية لتنفيذ مآربهم السياسية فقط ثم ينقلبون عليها طالما استفادوا من عباءتها ثم يظلمون المواطن والشعب والبلد كلها، غير عابئين بالمواطن الذين يمثلونه، ولكن على كل هؤلاء أن يعلموا أن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
ويعلم القاصي والداني أن العراق في عهد نوري المالكي دخل في متاهات سياسية عديدة بسبب عدم وجود البوصلة الوطنيه الحقيقية التي تقود البلاد إلى بر الأمان، فالمالكي أدخل بلاده في أتون أزمات متعددة ومتلاحقة، ويرفض الحوار مع الآخر وصولا إلى حل للأزمات، وهو لا يأبه أصلا بمسألة وحدة العراق. وأصبحت عملية التدمير هي سيدة الموقف في العراق .
الوضع السياسي في العراق اليوم يدعوالى الخوف من المجهول، فكل رجال المالكي يتحدثون عن الارهاب في معرض تعليقاتهم عن الأوضاع الحالية، وهم يعتقدون بالخطأ أنهم مؤهلون عسكريا للعب دور مكافحة الارهاب في العراق واقليميا و هي تجربة فريدة من نوعها وعلى العالم القبول بها والمساعده عليها وهم للأسف لا يرون أصل المشكلة وهي انهم يعملون بشكل طائفي وتمايزي ويخلقون كل يوم عدو جديد والغريب هو أن شيعة العراق يتمسكون بالسلطة على اساس بناء دولة العراق القوية الديمقراطية ولايعلمون ان الثمن هو تدمير البلاد وتحويلها إلى أرض قاحلة.وان من يأتمنوهم لتحقيق ذلك هم مجموعه من اللصوص والعملاء ولايشترون المذهب ولا المواطن بقشرة بصل
لو كان نوري السعيد هو الذي على رأس السلطة الآن، لوضع مصلحة العراق وشعبه في المقدمة وليس في نهاية المطاف. فالمالكي يريد فض المظاهرات الرافضة لسياساته الظالمة بالقوة لإشعال الحرب الأهلية في العراق، فهو زج الجيش لقمع المظاهرات تحت ادعاء كاذب هو الارهاب، وهذا يؤكد تعطشه للدم خاصة دماء السنة.. فهو لا ينسى تاريخه عندما كان يمارس الارهاب الشيعي ومنفذا لاجندات ايرانيه قبل غزو العراق، ودخل قصر الرئاسة على ظهر دبابة أمريكية، فهو صنيعة الأمريكيين الذين أعدوه للسلطة وفقا لعملية سياسية – عسكرية مشتركة. والخوف كل الخوف أن يستمر المالكي في الحكم، فكل يوم يقضيه في السلطة يعني مئات القتلى من شعبه.
ليس من حق المالكي أن يصف الوضع الحالي في بلاده بأنه يمر بمنعطف خطير لأنه هو نفسه مسؤول عن هذه الأجواء، وليس من حقه اتهام أي طرف مسبب سوى إيران بإشاعة الفوضى في بلاده. الغريب أن المالكي ما إن رأى حجم المظاهرات بأم عينيه، إلا وحاول المناوره والحيله كعادته قليلا ليؤكد على أن جميع المشاكل يمكن حلها بالحوار الأخوي والانفتاح.. فهو الذي قال :" لا مطلب يصعب تحقيقه ولا خلاف يتعذر حله".. ولكنه للأسف، يعود لسياسة اللف والدوران ليرمي على غيره بالتهمة وهذه صفة من لاعهود ولامواثيق لهم وهو ماقاله سيدنا الحسين عليه السلام بحقهم :" لكن إذا بقينا نتطلع إلى خارج الحدود ونراهن على هذا الطرف الإقليمي أو ذاك، لن نجلب لبلدنا سوى الدمار والمآسي، وليكن عبرة ما يحدث حولنا".
المالكي يتفنن في سياسة الاستفزاز، عبر شخصيته الإقصائية، فهو محنك في هذا، واستطاع إقصاء كل المعارضين له حتى ممن كانوا أقرب الناس إليه في الماضي لمجرد أن نصحوه بالتحاور مع الآخر وخصومه السياسيين.. وأخيرا وليس آخرا، فالعراقيون اليوم بحاجة لمراجعة تاريخهم وقراءة تاريخ بلادهم إبان عهد نوري السعيد لمعرفة الفارق.
اليوم والعراق يمر باخطر مرحله تاريخيه جرهه اليها سياسي الصدفه الفاشلون والذين جاء بهم المحتل والذين ينفذون ماتريده ايران والمنبطحين تحت احذية الاجنبي واللاعقين لاحذية الغرباء هؤلاء لن يصلحوا لحكم العراق ولن يتمكنوا من ادارة بلد مهما حاولوا .... اليوم هناك ثوره تستعر في نصف العراق وان الجيش المحسوب على العراق اهين وتكبد خسائر كان بالامكان تلافيها لو وجدت العقليه السياسيه الحواريه القادره على ايجاد الحلول بدلا من افتعالها وتأزيم المواقف وتعقيدها ....
اليوم مع السنه وغدا مع الكورد وبعدها مع السعوديه ومن ثم مع الشيعه وهكذا ليبقى على كرسي الحكم ... ولكن اعتقد قد آن الاوان لخلع هذا المعتوه والمجنون من حكم العراق والا فمزيدا من الدم والدمار ....
صديق المجله /بغداد
589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع