هؤلاء يتّبعهم الغاوون

                                      

                          علي السوداني
شعراء وكتّاب وفنانون ومريدون وغاوون وغاويات ، منهنَّ مستترات مقنّعات كما وطاويط ،

وأخريات مشعّات صائحات ، يمارسنَ ويمارسون الجنس الشفويّ على صفحاتهم المعلنة ، فينتجون لوحات ورسمات ، وقصائد نثر وأُحجيات وتجريدات وتغريدات ملغّزة ومطلسمة ومسخّمة وملطّمة ، ووصلات موسيقى ومنحوتات ، وعروضَ فرجة على دكك النظّارة . نتاجهم في بيبان الكتابة والفنون الجميلة ، لا يخلو من خلق وإبداع وإدهاش وإضافة ، لكنه يخلو تماماً من الرأي والموقف مما يحدث في بطن البلاد ، من مصائب ومصاعب وعجائب وغرائب ، حتى يكاد توصيفهم على أنهم من نوع وشكل مَسَكَة العصا من وسطها ، يكاد يكون ضرباً من البطر المبين ، فهذا النوع من كائنات الأدب والفن ، لا يقبض على عصا السيرك من خاصرتها ، لأنّ موضع الخاصرة والوسطى ، هو شكل من أشكال الثبات والنبوت بمنزل ومنزلة . يمسكون العصيّ من أواسطها مسكة حرّيفٍ شمّام نمّام فهلويّ شاطر حيّال ، وبعد حينٍ من وقت محسوب ، تميل خمستهم ذات الشمال وذات اليمين ، وتتبدل بوصلتهم تبعاً لعطر طعامٍ ساخن ، وشرابٍ طيّب ، وذهب مكتنز وتلويحة دولار أخضر ، خضرته تكاد تصيح خذوني ، وحدُّهُ يذبح الطير الطاير ، وشكله يجفّف كلّ منابع الضمير . يكتبون ويرسمون ويلغون بما لا تفهمهُ الناس ، فإن سألهم سائلٌ عن سرّ هذا النوع من الكتابة الملغّزة التي لا تُهضم ولا تُفهم ، أجابوا بصفاقة : ولماذا لا تفهم الرعية ما نقول ونكتب ونرسم ، وهذه من مخلّفات أبينا البحتريّ ، وهم لا ينامون على عظيم صلة ونسب بعلمه وفهمه وفلسفته .
هؤلاء الذين يأكلون ويوصوصون ، ساكتون عن الحقّ مثل شياطين خرساء .
 آخرون نزعوا سراويلهم واشتغلوا مساميراً في أحذية الغزاة ، وسوّغوا فظائعهم وجمّلوا خِلَقَهم الزفرة ، وكدّوا في ماكنتهم الدعائية المضللة والممرّضة والمرذّلة ، وارتضوا أن يعملوا أدلاء أذلاء بوظيفة بوّابين عند عتبة ماخور الغازيّ ، وبفعلهم أو بفعلتهم هذه ، يكونون قد أنتجوا من الأذى للبلاد وأهلها ، أذىً يكاد يشبه ما أنتجهُ الغزاة الوحوش الأمريكان أنفسهم .
أصدقائي الذين جئت على ذكرهم الليلة :
إصحوا رجاءً من شريط المخازي الطويل ، لأنّ بمستطاعكم أن تترسوا البطن بخبزٍ وماء وبصل وما تيسر من رزقٍ طيبٍ حلال ، ولن تموتوا حتى وان ذهبت كروشكم ، والكرش الكبيرة تفسد العقل وتتعب الجسد ، إن صارت مدفناً للحيوانات المجترة من دكة النطيحة والمتردية وما ترك الغزاة الأوغاد حتى قطع النفس .
 المخلص علّوكي .
 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع