علاء کامل شبيب
لم يکن التصريح الاخير للرئيس الايراني روحاني بشأن أن مسألة شن الحرب على نظامه في حال فشل المفاوضات وهما، التصريح الوحيد من نوعه وانما أعقبه تصريح آخر لرئيس هيئة الارکان العامة للقوات المسلحة الايرانية الجنرال فيروز آبادي و الذي أعلن فيه أن نظامه جاهز"للمعركة الحاسمة ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني"، واصفا التصريحات الأميركية حول الخيار العسكري في حال فشل المفاوضات النووية بأنها "خدعة سياسية".
الجديد في تصريح فيروز آبادي هو العودة الى العزف على قيثارة تهديد دول المنطقة، إذ انه صرح و بصورة سافرة لاغبار عليها بقوله: "نحذر في حال تعرضت قواتنا لهجوم من منطقة ما، ستتعرض كل المنطقة للهجوم، لا نكن العداء لأي من دول المنطقة، ولكن إذا تعرضنا لهجوم من القواعد الأميركية في المنطقة، فسنستهدفها ونهاجمها."، ومن الواضح أن نوايا النظام الايراني تبدو و بشکل جلي انها ليست سليمة او طيبة بشأن إحتمالات المستقبل خصوصا عندما تتم مواجهتهم بالاحتمالات و الخهارات الاخرى المطروحة على الطاولة في حال"لفهم و دورانهم"او"مخادعتهم"، وبدلا من أن يؤکد مسؤولوا النظام الايراني على حسن نواياهم و يبرهنون بالفعل أيضا مصداقية مايزعمونه، فإنهم يعودون لتهديد أمن و إستقرار المنطقة في سبيل دفع الدول الکبرى و دول المنطقة الى الحذر من طرح أي خيار آخر و خصوصا شن الحرب.
حري بنا ان نؤکد أن هناك الکثير من اولئك الذين يراهنون على حسن نوايا روحاني و کابينته و يتنتظرون منه المعجزة ان صح التعبير، لکن الذي يتمعن و يتابع فيما قدمه و يقدمه روحاني و کابينته منذ مجيئه للسلطة في آب 2013، يجد انه لم يقدم سوى الکلام و الوعود و العهود المعسولة و البراقة، ولازالت هنالك فاصلة کبيرة بين المجتمع الدولي و بين الجانب العسکري من المشروع النووي(والذي هو أهم و أخطر جانب فيه)، والذي يبدو واضحا جدا أن المجتمع الدولي يهمه بالدرجة الاولى الجانب العسکري و يؤکد عليه بشدة، في حين حاول و يحاول النظام دائما إضفاء حالة من الغموض و الضبابية على هذا الجانب و السعي لإيهام و خداع العالم بشأنه.
في المؤتمر الاول للجمعيات و المنظمات الايرانية الذي إنعقد في باريس في 8/2/2014، سلطت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، الاضواء على الملف النووي للنظام و دعت المجتمع الدولي الى أخذ الحيطة و الحذر في مفاوضاتها الجارية مع النظام داعية عدم السماح له بإلتقاط أنفاسه و مؤکدة بأنه يسعى للتلاعب و اللف و الدوران، وفرض مسألة حملات التفتيش المفاجأة و کذلك الملحقات الاضافية عليه، والحقيقة أن هذا النظام ليس في يديه من شئ سوى اللف و الدوران و السعي لإبتزاز الاخرين من أجل الحصول على مکاسب أخرى في جولات التفاوض القادمة، لکن لو بادر المفاوض الدولي الى شد الحبل و ليس إرخائه و أن يرى ملالي إيران"العين الحمراء"للمجتمع الدولي، فإنه سيذعن منقادا للأمر الواقع و سيقوم بتبرير تنازله و تصويره على أنه إنتصار جديد حققه على العالم!!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
786 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع